سباق

أن تكون مغوارًا لنهار ليس بالأمر السهل، ولكن التجربة مع نمور الجيش تستحق العناء. فأن تنام نومتهم وأن تشاركهم الخبز والملح والسير في الطرقات الوعرة... مغامرة حقيقية.
هذه المغامرة عاشها المئات ممن تعوّدوا تلبية دعوة المغاوير، وقد لبّوها هذا العام بمزيد من الحماسة والشغف. فموعد السباق كان عقب انتهاء معارك عرسال التي شارك فيها المغاوير وكعادتهم كانوا أبطالًا.
المشاركون حضروا من مختلف المناطق اللبنانية، فحلّوا ضيوفًا على نمور الجيش في ثكنة الصخور في اللقلوق، وهناك أمضوا ليلتهم قبل أن ينطلق السباق الذي حمل شعار: «قلبك مغوار؟ لاقينا...».

1600رياضي «من ثكنة إلى ثكنة» على اسم شهداء الجيش

مسار جديد
للمرة السادسة على التوالي، وبرعاية العماد جان قهوجي قائد الجيش، ممثلاً بالعميد الركن شامل روكز، نظّم فوج المغاوير سباق من «ثكنة إلى ثكنة» وهو عبارة عن تمرين سير راجل لمسافات مختلفة (12 كلم للأولاد دون 14 سنة، و23 و40 كلم للفئات العمرية الأخرى)، وقد أضيف إليه هذه السنة سباق للدراجات الهوائية لمسافة 23 كلم.
السباق كان بين ثكنة استراحة الصخور في اللقلوق وثكنة يوسف رحمة-الأرز. وقد شارك فيه نحو 1600 رياضي، ذكورًا وإناثًا، من الجيش والأجهزة الأمنية والمواطنين اللبنانيين، إلى جانب مدنيين من دول أجنبية.
 

الوصول
وصل المشاركون السادسة مساءً، حيث انتشروا كالعسكر في الثكنة التي تحوطها الجبال في بقعة هي من أروع ما خلق الله على الأرض. عناصر الفوج كانوا في استقبال المشاركين ورحّبوا بهم، وسلّموهم «عتادهم العسكري»، وقد بدت ملامح السعادة والسرور مرتسمة على الوجوه بانتظار المغامرة الشيّقة.

أطلّ قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز، بداية رحب بالحضور وشكر لهم حضورهم مؤكدًا فرحته مجددًا باستقبال «أبناء الوطن عند رجال الوطن».
وشدد على «ضرورة رصّ الصفوف لمواجهة الفتن والتحديات ودعم الجيش اللبناني والالتفاف حوله، فالجيش لكل الوطن من دون استثناء».
وأضاف: «اليوم وبكل فخر واعتزار انحني أمام دماء شهدائنا الأبرار وارفع الرأس عاليًا كالأرز الذي يحيط بنا واحيّي عائلات الشهداء وأهالي الأسرى، واعدًا إياهم بمواصلة العمل من أجل تحرير الجنود المختطفين في عرسال على أيدي الجماعات الإرهابية المسلّحة المتطرفة، فسباقنا اليوم هو سباق شهداء عرسال، شهداء الجيش».
ثم أعطى قائد الفوج لمحة عن السباق وعن شروط السلامة العامة، وقال:
«لن أكرر تعليماتي فنحن نجتمع بكم للمرة السادسة على التوالي وبنظري أنتم مغاوير حقيقيون اليوم، وأتمنى لكم تمضية ليلة سعيدة برفقة نمور الجيش، ثم دعاهم إلى العشاء الذي أعده الفوج على شرفهم.
 

في ثكنة النمور
المشاركون أتوا مندفعين من مناطق بعيدة وتحمّلوا مشقّة الطريق، ليلتحقوا بمخيم المغاوير ومن ثم توجّهوا ليحتشدوا حول سهرة النار بمشاركة العسكر فتبادلوا الأحاديث واستمعوا إلى الأناشيد الوطنية حتى منتصف الليل. بعد ذلك حلّ تعب النهار فذهبوا للنوم في الخيم بينما ظلّ البعض مستيقظًا حتى بزوغ ساعات الفجر الأولى.
النهوض كان في الصباح الباكر على أصوات النمور الذين دعوا المشاركين إلى التأهب ليستعدوا لليوم الرياضي، فالمشي على الصخور العالية يستلزم قلوبًا قوية كقلوب المغاوير. بدأت الرحلة وانطلق المشاركون عند الخامسة فجرًا، بكثير من الإصرار والعزيمة.
 

في بشري
عند الساعة الواحدة بدأ المشاركون بالوصول إلى ثكنة الأرز في بشري حيث منصّة تتويج الفائزين وتسليمهم الجوائز والكؤوس والميداليات. ولدى وصول الجميع، ألقى العميد الركن روكز كلمة ختامية شكر فيها كل من ساهم في تمويل هذا النشاط وإنجاحه، وشكر لقيادة الجيش دعمها المستمر النشاطات الرياضية.