يوميات مواطن

قواعد لتحسين أداء السير
إعداد: د. الياس الشويري

هل فكرنا يوماً كيف يمكن أن يكون النقل البري, البحري أو الجوي من دون الإصطلاحات (أو الرموز) التي يستند عليها (أو ينظمها), أو بشـكل عام كيف يمكن أن تكون الحياة من دون اتباع مجموعة رموز؟
في كل محطة من حياتنا هناك رمز علينا أن نخضع له (أو نحترمه). إن نظام السير, على سبيل المثال, ينص على قواعد عدة لتحسين أداء السير. هذه القواعد تأتي في إطار آداب السلوك التي وضعت للحفاظ على السلامة أثناء القيادة.
تتعلـق أهـم القوانـين في نظـام السـير بثلاثـة محاور هي:

 

1­- حالة السيارة: بعض الأعطال صغيرة كانت أم كبيرة, يمكن أن تتسبب بحادث سير. مثلاً: دواليب مستعملة أو ضعيفة, مكابح غير صالحة, عدم تجهيز المركبة بجميع الأنوار الأمامية لجهة اليسار, أو مساحات زجاج غير صالحة.
2­- احترام أفضلية المرور وإشارات السير: إن عدم تخفيف السرعة أو التمهل قرب مدرسة أو في مناطق مأهولة أو على تقاطع, يمكن أن يسبب أيضاً حادث سير.
3­- السرعة والكحول: غالباً ما يتداخل هذان العاملان ليكونا السبب الرئيسي في حوادث الطرق, فالفرنسيون مثلاً يُسجلون الرقم القياسي في حوادث السير في أوروبا, وهذا لا يتعلق بالطبع بصانعي السيارات ولا بهندسة الطرقات (أو البنى التحتية), بل يعود الى كونهم يقودون سياراتهم بسرعة جنونية وهم في حالة السكر.

 

كيف نقود السيارة؟

كيف يجب أن نقود السيارة؟ سؤال من الصعب الإجابة عليه, ويبقى تصرفنا داخل السيارة هو الأهم وربما السبيل الأكيد لضمان سلامتنا.
اختـار لبنان, ومنذ عشـرات السنين الإشارات الضوئية, ورغم قضـاء الحـرب على معظمـها أو بالأحـرى كلها, قامـت الدولة بمبـادرات لإعـادة تنظـيم السير (ولو في أماكن محددة) بواسطـة الإشارات الضوئية. غير أن الكثـير من تلـك الأمـاكن لا تزال "بعهدة" رجل السير, وأحياناً كثيرة لا يتم التقيد بالإشارات التي ينبغي أن تُستـكمل عملـية تركيبها في مختلـف المناطق اللبنانية.
تلعب الإشارات, حمراء ­ صفراء (أو برتقالي) وخضراء الدور الحيوي في السيطرة على حركة المرور, وبالتالي على سلامة السير وذلك بأسلوب منظم ودقيق. فهي تتيح لسائقي السيارات التحرك مناوبة عبر التقاطعات المزدحمة. وهنا لا بد من الإنتباه الى أن وضع تلك الإشارات في "الموقع الخاطئ" يُسبب إزدحاماً لا مبرر له وأحياناً كثيرة يسبب حادثاً كان بالإمكان تفاديه.
من المهم أن نعرف أن عدم وجود شرطي السير على التقاطعات يعني أنه:

 

1­- على السائق أن يتثبت عند اقترابه من التقاطع, أن المعبّد الذي ينوي قطعه حر, وأن يسير بسرعة يُخفضها بنسبة إزدياد سوء الرؤية ويقوم بتنبيه الآخرين ­ عند الحاجة ­ الى اقترابه من التقاطع.
(المادة 24 ­ الفصل الرابع ­ قانون السير 76/67).

 

2­- في حال اقتراب سائقين اثنين من تقاطع طرقات, وجب على السائق القادم من اليسار أن يُفسح المجال لمرور السائق الآخر.
(المادة 26 ­ الفصل الرابع ­ قانون السير 76/67).

 

3­- في جميـع الحالات على السائـق أن يتقيـد بالتعليـمات المحددة بالإشارات والعلامات الموضوعة على جوانب الطرق وملتقياتها وتقاطعاتها أو المرسومة على المعبد, وأن لا يلج تقاطع طرق حتى وإن سمحت له الإشارة الضوئية بذلك إذا كانت حالة السير ستلزمه بالتوقف في منتصف التقاطع وإزعاج أو إعاقة السير في الإتجاه العرضي.
(المادة 28 ­ الفصل الرابع ­ قانون السير 76/67).

 

4­- يُفترض بالسائق عدم تجاوز خط الوقوف قبل الشارات الضوئية أو تخطي هذه الشارات عندما تشير الى اللون الأحمر, وذلك تمكيناً للسائقين الآخرين من رؤية تبدّل الإشارة الضوئية.
(القرار رقم 3003/ب ­ من قانون السير).
والحقيـقة المؤسـفة أن الإحصـاءات تُشير الى أن العديد من السائقين لا يتقيدون مطلقاً بهذه القواعد, وربما يعود السبب في ذلك الى جهلهم أو تجاهلهم لقوانين السير وأنظمته.
إن وجـود رجــل الأمـن المكلّـف بتوجيه المـرور يُحتـم على السائقـين, وفـي جمـيع الأحـوال, التقيد التـام بالأوامـر الصادرة عنـه حتى ولـو كانـت هـذه الأوامـر تخـتـلـف عن التعليـمات المعـطـاة بواسطــة الإشـارات والعلامات الضـوئية والعاديـة أو عن قواعـد السـير العامـة.
(المادة 28 ­ الفصل الرابع ­ قانون السير 76/67).
وفي النهـاية, هل يكـفي أن نقـول أنه من المؤسـف, بل لعـله من المحـزن حقــاً أن تحصل التجاوزات والمخالفات حتى مع وجــود شرطي السـير وتصبـح الإشـارات مـجرد.. ألوان!