مناسبة

قيادة الجيش تكرّم اللواءالركن سلمان

العماد قهوجي: المؤسسة ستبقى بيتك وعائلتك والأمانة في يد خير خلف لخير سلف

 

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وفي حضوره، كرّمت قيادة الجيش رئيس الأركان المحال على التقاعد اللواء الركن وليد سلمان، في احتفال أقيم في مقصف مبنى القيادة وحضره رئيس الأركان المعيّن حديثًا اللواء الركن حاتم ملاك، وأعضاء المجلس العسكري، وكبار الضباط.


كلمة العماد قهوجي
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني، ثمّ ألقى العماد قائد الجيش كلمة استهلها بالقول: نلتقي اليوم في هذا الحفل العائلي لنكرّم رفيق السلاح، اللواء الركن وليد سلمان لإحالته على التقاعد، وهو من دون أدنى شكّ، سيبقى مكرّمًا في ضمير الجيش ووجدان عسكرييه كافة، وستبقى مسيرته المشرّفة ماثلة أمام العيون، كيف لا، وهو الذي أمضى ثلاثًا وأربعين سنة من التضحية والعطاء في خدمة هذه المؤسسة، مقاتلًا صلبًا في الميدان، ومسؤولًا فاعلًا في مديرية المخابرات، وقائدًا مميزًا للكلّية الحربية، نشأت على يديه العديد من دورات تلامذة الضباط، ثمّ رئيسًا للأركان لنحو خمس سنوات، أثبت خلالها جدارته بتحمّل المسؤولية القيادية، وأغنى الجيش بعلمه وخبرته وثقافته وفكره، فألف شكر لك أيّها الرفيق العزيز.

وأضاف متوجّهًا إلى اللواء الركن سلمان:
لقد كان من حسن حظ القيادة، أن نعمل معًا خلال المرحلة السابقة، هذه المرحلة التي واجه فيها الجيش أصعب التحديات منذ تأسيسه، فلبنان كان أمام أخطر هجمة إرهابية حاولت اجتياح حدوده الشمالية والشرقية، فيما كان الوضع الداخلي يغلي على نار العصبيات الفئوية والتعقيدات السياسية وجنون الصراعات الإقليمية، لكنّنا في مقابل ذلك، لم نسمح لكلمة اليأس أن تتسلّل لحظة إلى نفوسنا، ولكلمة التردّد أن تجد لها مكانًا في قاموسنا، بل صبرنا وصمدنا وسهرنا، وتجرّعنا كأس التجارب بحلوها ومرّها، فكانت النتيجة أن حافظنا على تماسك الجيش وانتصرنا على الإرهاب في أكثر من معركة وموقعة بطولية، وبالتالي حمينا الوطن ومنعنا استدراجه إلى حروب الجوار، وحافظنا على الحدّ المعقول من عمل مؤسسات الدولة، على الرغم من استمرار الشغور الرئاسي لنحو سنتين ونصف.

وتابع قائلًا:
أيها الصديق العزيز، إنّ المؤسسة العسكرية التي كرّستَ لها أغلى سنوات العمر، وأعطيتها كلّ جهدك ووقتك، وعملت من أجل رفعتها وتقدّمها بمنتهى التفاني والإخلاص، لن تكون إلّا كما عهدتها، المؤسسة الوطنية الأولى التي نفتخر نحن بالانتماء إليها، ويعتز بها اللبنانيون جميعًا ويضعون كامل ثقتهم بأدائها ودورها الإنقاذي عند كلّ مفترق خطير. وكنْ على ثقة بأنها ستبقى بيتك الدافئ وعائلتك المخلصة، وستظّل أمينة على النهج الذي أرسيناه معًا، حفاظًا على إرثها العسكري والوطني، ووفاءً لدماء شهدائها وجرحاها الأبطال، كما لتضحيات رجالها في مختلف الميادين والحقول.
وختم كلمته بالقول:
أمانتك اليوم في يد رئيس الأركان الجديد اللواء الركن حاتم ملّاك، الذي أرى فيه خير خلفٍ لخير سلف، فهنيئًا له بتولّيه هذا المنصب، وكلّ التوفيق والنجاح لك في حياتك العامة، رسولًا للجيش في الموقف الشجاع والكلمة السواء.
بعد ذلك، سلّم العماد قهوجي للّواء الركن سلمان درعًا تكريميًا، عربون تقدير لمسيرته الطويلة في خدمة المؤسّسة.


كلمة اللواء الركن سلمان

بدوره قال اللواء الركن سلمان:
سيدي العماد، حضرة الضباط
بادئ ذي بِدء أودُّ أن أعترف أنني تهيّبت الموقف لدى كتابة هذه الكلمات القلائل التي إن عبّرت، فهي تعبّر عن مشاعر ومكنوناتٍ حفِلَ بها تاريخ من الخدمة العسكرية على مدى ثلاثٍ وأربعين سنة بالتمام والكمال في مؤسسة الشرف، مؤسسة العنفوان، مؤسسة الكرامة الوطنية. هذه المؤسسةُ التي أعطيتها من كياني ووجداني، ومن كلِّ ما وهَبَني إياه اللهُ عزَّ وجل من قدراتٍ وإمكانات... وهي الوفية التي لم تبخل يومًا في حفظِ كرامتي ومعنوياتي، فحضنتني كما تحضن جميع ضباطِها ورتبائها وأفرادها وموظفيها المدنيين، كالأمّ الحنون...
 

وأضاف قائلًا:
في هذه المناسبة، أودّ أن أوصي الزملاء الضباط، الحاضرين منهم والغائبين، ببذلِ الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على هذه المؤسسة وصونها من أي تهديدٍ كان، وبالتالي الحفاظ على وطننا الحبيب وحمايته من جميع الشرور، كي يبقى منارةً فريدةً في الشرق... فحذارِ من التراخي والإهمال والتبعية والارتهان والانقسامات، فكلّها تودي بنا إلى الهاوية، وعندئذٍ يلعننا التاريخ وتلعننا الأجيال التي ستأتي بعدنا...
سيدي العماد، لن أطيلَ الكلامَ كثيرًا، ولكن أود أنْ أتوجّه إليكم بجزيل الشكر والامتنان على كلِّ ما بذلتموه من جهود من أجل مؤسسة الجيش، ومن أجلي شخصيًا، فرِحلتي معكم بدأت عندما كنّا معًا في المدرسة الحربية، زميلين وصديقين، ثمَّ في الدورة التأسيسية في الولايات المتحدة الأميركية... ثمّ، وبعد رحلةٍ طويلةٍ وشاقةٍ تبوّأتم سُدّة المسؤولية على رأس المؤسسة العسكرية، فكان لي شرف الخدمة تحت قيادتكم المباشرة كمدير للتعليم، ثم كقائدٍ للكلّية الحربية، ومن ثمّ كرئيسٍ لأركان الجيش على مدى خمسِ سنوات ونيّف.
إنّ التعاون والتآخي اللذين سادا بيننا طوال تلك الفترة، كانا نموذجًا يُحتذى على صعيدِ عمل المؤسسات، وكان لذلك الأثر البالغ في وحدة القيادة وإبقاء الجيش بعيدًا من التجاذبات والمهاترات...

وفي الختام، توجّه اللواء الركن سلمان بالشكر إلى العماد قهوجي متمنيًا له الصحة... كما توجّه إلى خلفه اللواء الركن ملّاك متمنيًا له التوفيق في عمله... واختتم الاحتفال بقطع قالب حلوى وتبادل الأنخاب.