تحقيق عسكري

قيادة منطقة الجنوب عسكريونا في جهوزية دائمة
إعداد: ريما سليم ضومط - نادين
تصوير: المجند جوزف حداد

عمرها نحو 50 سنة وفي عهدتها مواقع صيدا وصور ومرجعيون

 من صيدا الى صور فمرجعيون مروراً بالنبطية وصولاً الى تبنين والحمصية، ينتشر العسكريون التابعون لقيادة منطقة الجنوب حيث يعملون بلا كلل لحفظ الأمن والإستقرار بالتنسيق مع الألوية والقوى الأمنية المنتشرة في المنطقة، إضافة الى مساهمتهم الفعّالة على صعيد إنماء القرى والبلدات الواقعة ضمن نطاق مسؤوليتهم. وفي موازاة الدور الأمني، تتولى قيادة منطقة الجنوب مسؤولية تأمين القاعدة اللوجستية والإدارية لقطع الجيش ووحداته المنتشرة عملانياً في الأراضي الجنوبية. عن هذا الدور وعن مهام منطقة الجنوب العسكرية وتاريخها وأبرز أنجازاتها، تحدث الى مجلة الجيش قائد المنطقة العميد الركن الياس زعرب.
 لمحة تاريخية ومدى جغرافي

 متى تمّ إنشاء منطقة الجنوب، وما الهدف من إنشائها؟

- تم بناء ثكنة محمد زغيب في العام 1956 من قبل الجيش اللبناني بهدف إدارة شؤون القوى العسكرية المنتشرة في منطقة الجنوب في كافة المجالات. وقد جاءت تسمية الثكنة نسبة الى النقيب الشهيد محمد زغيب الذي سقط في معركة المالكية عام 1948 ضد العدو الصهيوني، وقد تمركز فيها في ذلك الوقت، فوج - المدفعية الثاني، كتيبة المشاة السادسة، وسرية مدرعات. وقد بقيت هذه القوى فيها لغاية أواسط سبعينيات القرن العشرين، بالإضافة الى قيادة المنطقة وأركانها. ثم أنشئ في ما بعد، وعلى مراحل، موقع صيدا الذي يضم نادي الضباط؛ إضافة الى موقع صور الذي يضم ثكنة بنوا بركات التي أنشئت العام 1958. وكذلك موقع مرجعيون الذي يضم ثكنة مرجعيون وقد أنشئت في مطلع أربعينيات القرن الماضي. في العام 1982، أغارت الطائرات الإسرائيلية على ثكنة محمد زغيب ودمرت العديد من المباني والأقسام. وجرى في ما بعد إعادة بناء ما تهدم بما في ذلك المطبخ الذي صمم على الطراز الحديث وقاعة للعسكريين. كما تم تحديث مشغل للآليات التابعة للثكنة.


- ما هو المدى الجغرافي الذي تشمله قيادة منطقة الجنوب؟
 ينتشر عناصر قيادة المنطقة في بقاع مختلفة من محافظتي النبطية والجنوب حيث يتوزعون على ثكنة صيدا وثكنة صور والمستشفى الحكومي التابع لها، ومستشفى تبنين وثكنة مرجعيون ومستوصفات مرجعيون والنبطية والحمصية (جزين).
ويتمركز ضمن القطاع الجغرافي التابع لقيادة منطقة الجنوب كل من اللواء الثاني والثالث والتاسع، إضافة الى القوى الأمنية المنتشرة في المنطقة الحدودية. وترتبط هذه الألوية والقوى بقيادة منطقة الجنوب إدارياً، بينما تحافظ كل منها على استقلالها العملاني. أما على صعيد المهام الأمنية، فتقوم جميع هذه القوى بالحفاظ على الأمن والإستقرار وفقاً للمناطق المحددة لكل منها، إضافة الى قيامها بمهام إنمائية مختلفة.
 الهيكلية والمهام
 

- ما هي الهيكلية الإدارية لقيادة منطقة الجنوب؟
 يتمركز في المقر الرئيسي لقيادة منطقة الجنوب أركان المنطقة: العديد، العمليات، التجهيز، المخابرات، التعبئة، والتوجيه، إضافة الى فروع التغذية والممتلكات والرعاية والشؤون الاجتماعية وسرية الشرطة وقسم الطبابة. كذلك تضم قيادة المنطقة مقر عام منطقة الجنوب الذي أنشئ العام 1970 ويشمل حالياً سرية القيادة والخدمة، وسرية حراسة ومدافعة، وفصيلة تموين ونقل. كما تضم مستوصفاً حديث التجهيزات تم تزويده بعيادات لمختلف الاختصاصات، وسيتم قريباً افتتاح صيدلية عسكرية مماثلة للفرع الأول الموجود في المستشفى العسكري المركزي. ومن المباني التي أنشئت حديثاً في المنطقة، مبنى للتعبئة يسهل على أبناء الجنوب إنجاز معاملات خدمة العلم ضمن المنطقة، ومبنى لمؤسسة الاقتصاد مماثل للفرع الرئيسي في منطقة بدارو. إضافة الى المركز الرئيسي، يتبع لقيادة منطقة الجنوب موقعا صور ومرجعيون وإدارة كل من مستشفى صور وتبنين الحكوميين، ومركز الإرتباط مع قوات الطوارئ الدولية في قانا ومستوصفي النبطية والحمصية.
 

وماذا عن مهام قيادة المنطقة؟
- من أبرز المهام التي تتولاها قيادة منطقة الجنوب تأمين القاعدة اللوجستية والإدارية لقطع المنطقة ووحداتها والقوى المنتشرة عملانياً، وذلك على الشكل الآتي:
  توفير التغذية بما في ذلك تأمين المواد الغذائية واستلامها وتسليمها للوحدات التابعة للمنطقة وتبديلها عند اللازم، إضافة الى تحضير الوجبات الساخنة، والقيام بعمليات تفتيش دورية على المطابخ الموجودة ضمن قطاع مسؤوليتنا والسهر الدائم على سلامة الغرف المبردة والبرادات ومراقبة الذبح وسلامة المعلبات. وتجدر الإشارة الى أن عملية التغذية هذه يستفيد منها كل من مطبخ موقع صيدا الذي يؤمن تغذية 3500 عنصر الى 5100 عند الحجز، ومطبخ موقع صور الذي يستفيد من خدماته 1800 عنصر وصولاً الى 2400 عنصر عند الحجز، ومطبخ موقع مرجعيون الذي يغذي 760 عنصراً وصولاً الى 1000 عنصر عند الحجز.
 تأمين المحروقات وخزنها وتوزيعها على الآليات التابعة للوحدات المنتشرة في الجنوب أو المفصولة الى المنطقة أو حتى العابرة فيها. إضافة الى تأمين مستودعات الزيوت وتوزيعها والقيام بعمليات التفتيش الدائمة على محطات المحروقات وخزاناتها، وإدارة المحروقات المخصصة للتدفئة والطهي في كل من صيدا وصور ومرجعيون والزهراني.
 الصيانة وإدارة الممتلكات، بما فيها منازل الضباط ومنازل تعاضد الرتباء والأفراد والمنشآت والثكنات التابعة لمنطقة الجنوب. إضافة الى إجراء تفتيش دوري ضمن العقارات وحقول الرمي، وحفظ الخرائط التابعة للممتلكات والعقارات المذكورة، وتلك الخاصة بالأراضي المحيطة بالثكنات، مع الحفاظ على النقاط الجودزية ومراقبتها دورياً والتنسيق مع مديرية الآثار لدى إجراء حفريات داخل المراكز العسكرية. كذلك يتولى فرع إدارة الممتلكات والصيانة إعداد المخططات والدراسات الأولى لأعمال الترميم والأشغال، إضافة الى تقديم طلب بإقامة منشآت جديدة عند الحاجة ومن ثم مراقبة التعهدات الملزمة من قبل الإدارة العسكرية.
 المراقبة والإدارة، وتشمل إدارة ومسك السلفات الدائمة والطارئة وسلفة دعم مساكن الضباط، إضافة الى مراقبة التجهيزات الفنية والمعدات والعتاد وقطع البدل، وإجراء الجردات، وإدارة ملفات العقود أو التلف والتغريم، ومراقبة خزانات المحروقات مع تحديد معدل الإستهلاك والمخزون السنوي المسموح به، ومراقبة إعادة التموين دورياً.

 

إنماء وإنجازات
 هل يساهم الجيش بدور إنمائي في منطقة الجنوب، وما هو تأثير هذا الدور على علاقته بالمواطنين؟
- كان الجيش وما زال سباقاً في القيام بالأعمال الإنمائية في كافة المناطق اللبنانية، وأهمها القيام بأعمال الإغاثة خلال الكوارث الطبيعية وخلال الإعتداءات الإسرائيلية. ومن أبرز الأعمال التي قام بها عناصرنا في الجنوب: توقيف الكسارات والمرامل غير المرخصة استناداً لقرار مجلس الوزراء، وإجراء إحصاء للأضرار التي أصيبت بها أملاك المواطنين وبساتين التفاح خلال الكوارث الطبيعية. إضافة الى أعمال الكشف وإزالة المخالفات على طول جانبي الأنهر في كافة المناطق، وأعمال تنظيف الأحراج (خصوصاً في بكاسين وقيتولي)
وتنظيف الأماكن الأثرية. وكان للجيش مشاركة مع الجمعيات البيئية في تنظيف الشاطئ وتنظيم حملات تشجير سنوية. كما قام بحملات طبية مجانية في المناطق النائية وبناء جسور ميدانية خاصة بديلة لتلك التي دمرتها الإعتداءات الإسرائيلية.


 ما أبرز الإنجازات التي تحققت على صعيد منطقة الجنوب في ظل عودة الجيش إليها منذ مطلع التسعينات؟
- من أبرز الإنجازات، عودة الشرعية الى المنطقة وانتشار الجيش في معظم ربوعها مما أمّن عودة الهدوء والاستقرار الأمني إليها. كذلك عاد الجيش ليأخذ دوره الريادي ضمن جهوزية عملانية كاملة ووفق الإمكانيات المتاحة. وقد شهدت الأعوام الممتدة ما بين 1993 و1996 خطوات هامة على صعيد التصدي للإعتداءات الإسرائيلية وحماية الأراضي الجنوبية من هجماتها المتكررة. كما أن وجود الجيش في المنطقة أدى الى تشبث المواطنين بأرضهم حتى خلال أعنف الاعتداءات. فوجوده شكل بالنسبة إليهم ضمانة وعامل أمان. بالاضافة الى أنه كان دوماً اليد الممدودة للخدمة والمساعدة في الظروف الصعبة. تلا ذلك مرحلة جديدة في المنطقة بدءاً من العام 2000 حيث قامت القوى الأمنية التي تضم عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي بالإنتشار في المناطق الجنوبية المحررة بعد الإنسحاب الإسرائيلي منها. في موازاة الدور الأمني، شهدت المنطقة إنجازات عدة على أصعدة أخرى من ضمنها: تفعيل مستشفى صور الحكومي ومستشفى تبنين والنهوض بها بعد استلام إدارتها من قبل الجيش اللبناني. وقد تم أيضاً إفتتاح مستوصفات عسكرية في كل من جزين ومرجعيون والنبطية؛ ويجري حالياً تحديث مستوصف ثكنة محمد زغيب على صعيد قسم الأشعة والمخـتبرات والعيادات لكافة الإختصاصات (عيون، أسنان، مختبر، فحوصات مخبرية مختلفة) . ويتم استحداث جناح لإدخال المرضى، يستوعب حوالى 12 مريضاً وغرفة عمليات جراحية بسيـطة للحالات الطارئة، ما يجعل الطبابة في منطقة الجنوب تعمل بصورة أفضل.


 هل يتم التنسيق مع قوات أمنية أخرى في المنطقة؟
- بالطبع، يتم التنسيق بكافة الأمور العملانية والتنموية والإجتماعية والإعلامية مع الألوية المنتشرة وكافة القوى الأمنية (جيش ¬ أمن داخلي ¬ قوات طوارئ)، وذلك للمحافظة على الأمن والاستقرار.