- En
- Fr
- عربي
تكريم القائد
العماد سليمان:أكثر ما نحتاج اليه في هذه المرحلة إدراك مسؤولياتنا الوطنية
قال قائد الجيش العماد ميشال سليمان:
«إن أكثر ما نحتاج اليه في هذه المرحلة هو إدراك الجميع مسؤولياتهم الوطنية، من خلال العمل الدؤوب على تهدئة النفوس، والحد من لهجة الخطاب السياسي والإعلامي، والإبتعاد عن الكيدية ولعبة تسجيل النقاط التي لا طائل فيها، والتشرذم والانقسام. كما أن المرحلة تقتضي إسراع القادة المسؤولين بالعودة إلى الحوار إنطلاقاً من القواسم المشتركة، بهدف التوافق على معايير وضوابط تحفظ صيغة العيش المشترك، وتسهم في بناء دولة القانون والمؤسسات التي تكفل وحدها تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، وإطلاق عجلة النهوض بالوطن على مختلف الأصعدة».
كلام العماد سليمان جاء خلال إحتفال تكريمي أقامته له الجمعية اللبنانية البريطانية الدولية - لندن، بالتعاون مع الهيئتين الإدارية والتعليمية في الكلية الدولية للمملكة المتحدة - لندن والمكتب الإقليمي لجامعة شرق لندن الرسمية واللجنة العليا للمنح والمساعدات للتعليم العالي، التي تهتم بمساعدة الشباب اللبناني، وذلك في قاعة العماد نجيم في اليرزة، بحضور عدد كبير من الفعاليات السياسية والحزبية والدينية والإعلامية والثقافية ورؤساء بلديات ومخاتير، إضافة إلى عدد من ضباط القيادة.
دروع وكلمات
خلال الاحتفال، سلّم رئيس الجمعية الدكتور خالد حنقير، العماد ميشال سليمان درع الكلية ووسام الجمعية اللبنانية البريطانية الدولية، كما سلم رئيس جمعية كهف الفنون السيد غاندي أبو ذياب العماد القائد، لوحة زيتية تجسّد رسمه. عرّف الحفل الشاعر اياد أبو علي الذي افتتح مرحّباً بالحضور ومن ثم مقدماً الخطباء بالشعر حيناً وبالنثر حيناً آخر. وفي تقديمه للعماد سليمان قال: «يا حكمة خابية في تشرين، يا رهبة رعد في كوانين، يا زهرة وعد في نيسان، يا قمراً، يا أغنية صيف. جميل أن تكون في قلوبنا، والأجمل ان نكون نحن في دفء قلبك الكبير...».
العماد سليمان:الجيش يجسّد وحدة الشعب اللبناني
استهل العماد سليمان كلمته بالترحيب بالحاضرين «فرداً فرداً في هذا اللقاء المميز بمعانيه الوطنية، وتحديداً في هذا الصرح الذي أرادت منه المؤسسة العسكرية أن يكون منتدى للفكر والثقافة والعلوم، لا سيما انكم تمثلون نخبة من رجالات الوطن، الذين حملوا هموم الشعب في قلوبهم وضمائرهم، وكرسوا دقائق حياتهم في خدمة لبنان الرسالة، ليبقى باستمرار موئلاً للحرية والاشعاع والابداع، ودرة ثمينة على جبين الانسانية جمعاء.
إن اجتماعكم أيها الإخوة للمشاركة في هذا الحفل التكريمي للجيش وقيادته، الذي دعت اليه مشكورة الجمعية اللبنانية - البريطانية الدولية بالتعاون مع الهيئتين الادارية والتعليمية في الكلية الدولية للمملكة المتحدة - لندن، والمكتب الإقليمي لجامعة شرق لندن الرسمية، واللجنة العليا المختصة بالتعليم العالي التي تهتم بمساعدة الشباب اللبناني، لهو موضوع تقدير للقيادة ووسام رفيع يعلق على صدرها، وهو دليل ثقة عميقة بالجيش ودوره الوطني، نرى في جوهرها ثقة بالشعب اللبناني، إذ أن هذا الجيش قد شكل بمكوناته وقيمه ومبادئه وما يزال، مثالاً حياً عن شعبه، يمثل إرثه وتاريخه، حاضره ومستقبله، ويجسد فسيفساء وحدته، المتكاملة المعاني، المتناسقة الألوان، التي طالما جعلت منه نموذجاً حضارياً فريداً في المنطقة العربية والعالم».
وأضاف قائلاً:
يمرّ لبنان بمرحلة هي الأكثر دقة في تاريخه المعاصر، فإلى جانب تفاقم الصراعات الدولية والاقليمية وانعكاساتها على مختلف مجتمعات العالم وخصوصاً على ساحتنا الداخلية، تبدو هذه الساحة أيضاً عرضة لخلافات حادة حول المشاريع الأساسية المتعلقة بتطوير البناء الذي قامت عليه الدولة، ولأخطار ذات طبيعة إرهابية، غير مألوفة سابقاً، فالإرهاب يعمل بثبات وصمت ضمن خطة طويلة الأمد، وأهدافه تقويض بنية الكيان وضرب السلطات الشرعية وتفتيتها، وهو لا يمت بصلة إلى قيم المجتمع اللبناني وعاداته وتقاليده، وأخطاره محدقة بلبنان ودول المنطقة كافة، وبالتالي فإنه عدو مشترك تتطلب مواجهته تضافر جهود الدول الصديقة، وتعاونها معاً بكثير من الالتزام والجدية والمتابعة.
وبالعودة إلى خلافات أبناء الوطن أنفسهم، فإن الاسباب الجوهرية لهذه الخلافات، تكمن في غياب الرؤية الموحدة تجاه العديد من القضايا السياسية، وتجاه بعض القواعد الاساسية التي ترعى نظام وانتظام عمل المؤسسات الدستورية في البلاد، وبين هذه وتلك، تحتدم القناعات وتختلط المفاهيم وتشتد التناقضات، فيما النتيجة بالتأكيد هي مزيد من المشاكل الإقتصادية والاجتماعية، وتضاعف القلق والخوف على مصير الوطن ومستقبل أبنائه. والسؤال الذي يطرح نفسه باستمرار، هل إن أسباب الازمة داخلية أم خارجية؟ وإذا كانت الاسباب خارجية ولا قدرة للبنانيين على مواجهتها، فلماذا قدّر للبنان أن يكون البلد الوحيد في المنطقة، المشرعة أبوابه للرياح ولصراع إرادات أهل الخارج على أرضه؟
وهذا السؤال من دون أدنى شك يستبطن جواباً منطقياً وموضوعياً، وهو أن مناعة الوطن من الداخل تبقى السبيل الوحيد لدرء كل المخاطر والتحديات المحدقة به.
ولتعزيز هذه المناعة لا بد من فهم عميق لخصوصية المجتمع اللبناني، الذي ينفرد عن سائر مجتمعات العالم، بتنوعه المتوازن الدقيق، بحيث تشكل صيغة العيش المشترك التي اجمع عليها اللبنانيون، الضمانة الحقيقية لهذا التنوع، والركيزة الأساسية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره. والأمن في لبنان لم يكن في يوم من الايام محصوراً بتكليف ينفذه الجندي، فهو يعود أيضاً إلى المواطن الذي يقرر بشكل ثابث ضرورة الحفاظ على وحدة الوطن وديمومته، وسلامة أرضه وأبنائه».
واعتبر العماد سليمان أن «أكثر ما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو إدراك الجميع مسؤولياتهم الوطنية، من خلال العمل الدؤوب على تهدئة النفوس، والحد من لهجة الخطاب السياسي والاعلامي، والابتعاد عن الكيدية ولعبة تسجيل النقاط التي لا طائل فيها والأهم من ذلك، تجنب كل ما من شأنه إذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية، التي تحمل في طياتها كل عناصر التفكك والتشرذم والانقسام. كما ان المرحلة تقتضي إسراع القادة المسؤولين بالعودة إلى الحوار انطلاقاً من القواسم المشتركة، بهدف التوافق على معايير وضوابط تحفظ صيغة العيش المشترك، وتسهم في بناء دولة القانون والمؤسسات، التي تكفل وحدها تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، وإطلاق عجلة النهوض بالوطن على مختلف الأصعدة. وفي الوقت الذي نتطلع فيه بكل أمل وثقة إلى خلاص الوطن من أزماته، وعودة الحياة الطبيعية إلى ربوعه، نعاهدكم أن يبقى الجيش على قدر ثقتكم وآمالكم:
- جيشاً يتمسك بثوابته الوطنية التي تشكل ضمانة وحدته وقدرته على أداء دوره الوطني الجامع، ويلتزم القيم الاخلاقية والانسانية قولاً وممارسة.
- جيشاً راسخ الايمان بوحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات، ودوره الريادي في العالم كواحة للديمقراطية والحرية، ومصهراً للحضارات والثقافات.
- جيشاً يلتزم معايير العمل المؤسساتي وفي مقدمها الكفاءة والنزاهة والشفافية في الادارة والموقف، وتطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة.
- جيشاً يواجه العدو الاسرائيلي ويتصدى للإرهاب بكل ما أوتي من إمكانات وقدرات، ويقدم الدماء من دون حساب، دفاعاً عن تراب الوطن وذوداً عن وحدته ومسيرة سلمه الأهلي».
وتوجه قائد الجيش بتحية شكر وتقدير إلى كل من أسهم في إقامة هذا الاحتفال وانجاحه، كما شكر الحضور الكريم على تلبية الدعوة، خاتماً بالقول: «فلنشبك الأيادي معاً في مسيرة بناء وطن يستحق أغلى التضحيات وترخص في سبيله الدماء والارواح».
حنقير: الوطن ينادينا للعمل والبناء والاصلاح والحرية
الدكتور خالد حنقير اعتبر في الكلمة التي ألقاها أنه آن لنا ان نحقق احلامنا داخل وطننا ومن اجله، ومما قاله: في ذاكرتي صورٌ وأحاسيسُ تعود بي إلى شباط من العام الماضي 2007، يومها كان لي شرف لقاء جلالة الملكة إليزابيت ملكة المملكة المتحدة ودوق أدنبره للمرة الأولى خلال الافتتاحِ الملكي لجامعتنا في لندن، جامعة شرق لندن الرسمية.
أحسستُ يومها بعظمة الانتماءِ اللبناني العربي البريطاني، وعراقة التاريخ وروعة تكامل الحضارات واحترامها لبعضها، بدل تصادمها أو فرضِ قانون القوة، من الأقوى، بديلاً عن قوة القانون وتعاون الثقافاتِ والحضاراتِ...
واليوم يراودني الشعور نفسه بل اعمق منه. أحس بعظمة الانتماءِ إلى وطنِ الحرف، إلى لغةِ الضاد، أحسُ بقوةِ لبنان وعنفوانِه.
أسمعُ صرخات الوطنِ الجميل تنادينا للعمل والبناءِ والإصلاحِ والحريةِ لبناءِ المستقبلِ بدل اجترار لغة الماضي الأليم.
أشعر بالحلم يتحول من رجاء وامل إلى واقع متمرد صلب، لقد اعتاد اللبناني أن يحلم وكان وما زال وسيبقى يحقق احلامه، لكن منذ اليوم يجب ان يحققها داخل الوطن ومن اجله.
أؤمن بأن إنقاذ الوطن يبدأ من هنا من عنوان وحدتنا الوطنية الاول والأصلب العماد ميشال سليمان.
اسمحوا لي أن أتساءل معكم مجدداً: أما آن لنا جميعاً أن نعيش تحت شمسنا الدافئة وبالقرب من بحرنا الهادئ وجبالنا الخضراء وفوق أرضنا أرض الآباء والاجداد؟ أما آن لنا أن نعمل من أجل وطننا لنكون فيه جميعاً مواطنين من الدرجة الاولى لا نقبل دونها درجة لا في الحقوق ولا في الواجبات؟ أما آن الأوان أن نعمل في وطننا ولأجله بدل أن نعمل في أوطان الآخرين. أما آن لنا أن نرفع جوازات سفرنا المتوّجة بالأرزة اللبنانية عالياً وبكل فخر عنواناً للثقافة والحضارة العربية أينما حللنا، بدل أن نستبدلها بما نحمله من جنسيات اخرى إن وجدت تسهل لنا سبل الحياة خارج حدود الوطن وربما داخله أحياناً؟ أما آن لنا أن نفهم أن الانتماء يجب ان يكون للبنان الدولة؟
وأضاف قائلاً:
سيادة العماد، اسمح لي ان أنقل لسيادتكم صوت كثيرين من ابناء هذا الوطن وأنا منهم: نحن مستعدون لخدمة وطننا، كل في مجاله وخبرته، فهذا واجبٌ وحقُ لبنان علينا. لكن نقول بكل وضوح وشفافية لن ندخل إلى خدمة الوطن من زواريب التبعية السياسية العمياء أو من خلال المنابر الطائفية، بل نريد أن نخدم وطننا من خلال مؤسسات الدولة الحديثة كما يخدم ابطال الجيش الوطن من خلال المؤسسة العسكرية تحت قيادتكم الحكيمة. ونحن على يقين أيها القائد بأنكم لو وصلتم إلى موقع القرار الاول وهذا أملنا، ستُفتح ابواب جديدة، ابواب الكفاءة والقدرة والولاء للوطن بدل الاشخاص بما يتلاءم مع تطور الزمن وحق المواطن بخدمة وطنه.
وختم حنقير كلمته مقدماً للعماد سليمان «باسم الكلية الدولية للمملكة المتحدة المستشار لجامعة شرق لندن لمنطقة الشرق الاوسط، وكذلك وباسم الهيئة العامة للجمعية اللبنانية البريطانية الدولية في لندن، درع الكلية للعمل الوطني الجامع والشامل للعام 2008، ووسام الجمعية للأمل والحرية، تقديراً واحتراماً وعربون محبة وامتنان لما قدمتموه وما زلتم من تضحيات وعمل دؤوب لخدمة لبنان وصونه وحمايته».
لحود: لن يطلع فجر إلا من عرق جباهكم
المحامي يوسف لحود خاطب في كلمته العماد سليمان قائلاً:
«الكرسي من ورائكم، وأما الطاولة فأمامكم» ومما قاله:
الشعب لا يتطلع إلى أين تذهب، بل من اين تأتي، هو لا يصبو إلى إضافة سياسي على المعجم، وإنما إلى منقذ زرعه الشرف، وأنبته الوفاء، فقدم نفسه تضحية، فلعل شعار مؤسستكم يصبح شعار الجمهورية، وشتان ما بين من يسترخص دماءه لفداء شعبه، وبين الطاعن نفسه ليقتل ردفه، حتى عندما خيّرت النكاية أن يُمنح الآخر ضعف ما تمنحه فاختارت قلع عينها، أنتم ديَكة الوطن وشمسه، ولن يطلع فجر إلا من عرق جباهكم،
وقد اضحى الصبر بين الناس بعكس آمالهم المعلقة عليكم، وكلما ضؤل ذلك كبرت هذه، حتى بات الامر يتأرجح بخيط العنكبوت، والمتى، وكيف، تنتظر في بابكم، وكما أن القانون في خدمة العدالة، فلا بد من أن تكون الانظمة في خدمة الاوطان، والمنقذ، في ظروف استثنائية، لا يأتي إلا بوسائل استثنائية، يبيحها وجع الناس، ونداء الوطن، ومقاتلنا التي تصاب كل يوم:
الفساد أصابها، المصالح الضيقة، المهاترات، الدجل، الرشوة، نهش المال العام، استباحة الدولة، الخفة والكيد والمحسوبيات، العصبيات والغرائز وسواها الكثير الكثير... ونحن نعض على الجرح حتى بريت اسناننا ولم يبرأ الجرح.
وطن جميلٌ رائعٌ كما العنبُ في الكتبِ المقدسة، أوقعهُ نكدُ بين اقدام الانانيات، فأقامت معاركها على وجنات عناقيد تستغيثُ بكم:
إن بين أيديكم أصبح خمرة، وأنسى ما كان وأصفو وقد أعفو!
وأضاف قائلاً:
حضرة القائد،
الكرسي من ورائكم، وأما الطاولة فأمامكم، إضربوا عليها بقبضة لن تجد حولها إلا ملايين الأكف ترفعها، كما كأس النصر يرتفع، يد منقذ لا شلت ولا ذلّت.
وأنتم الذين تُقدِمون ولا تحجمون، وقد احترفتم الشهادة كرمى عيني حبة تراب، وشمخة جبين، فلا أخالكم، في معمعة لعبة الامم الخطيرة، إلا وكأنكم القائل:
«هالكـون لعبـة، والمجد أعيادنا
والموت عا دربي
يا بكسر الموت الهجم عا بلادنا
يا بكسر اللعبة»
وفي الختـام، أيها القائد، نستـودعكـم حلم الناس، بوطـن تسود فيه المساواة، ويكـون القانـون المرجعيـة، وتـوضـع الامــور في مواضـعـها كما يـوزن الثـواب والعقـاب في موازينـه، حلمـاً بمواطنيــة ولاؤهـا للوطـن الواحـد، وطـن لـن يـأتي ذات فجر، إلا إذا عادت الهيبة إلى عرشها، والهيبة سيف معلق على حائط، إذا أفرط باستعماله أصبحت عنفاً، وإذا كسر نصله أصبحت انفلاتاً.
وحصانة الهيبة: نظافة كف، وعدالة مكيال، وسلوك مترفع، وقوة لا هي تدنو من البطش ولا الضعف يدنو منها.
وفي حضرة الهيبة نشهد، أننا ما جئنا لنمدح أو نمسح وإنما لننشد في رحاب هذه المؤسسة:
كلنا للوطن.
قصيدة الشاعر عصمت حسان
بشامون أهلي والكرام بضيعتي
قد حمّلوني للعماد تحية
حيّوا سليمان الحكيم فإنه
هذا عماد الجيش غير مناصر
يا سيدي ما جئت أمدح فضلكم
وطني ترابك كرم خير دافق
سر الألوهة في الجمال محاسن
لعلو مجدك كم تقهقر عابثٌ
حينا تصاب عيوننا بغبار منّ
وطني دماؤك قد تسيل جداولاً
من ذا يظن بنفسه ينجو إذا
لبنان عفوك هل تشرذم جمعنا
سحقاً لهم اهل السياسة بعضهم
أغدوت لعبة كيفهم وشذوذهم
يتجادلون على قباحة بعضهم
أياً تكن! فالجيش صون كرامة
يا أيها الجندي كم من غصة
يرضون فيك مطية لمزاجهم
يتهكمون على كثير عديدكم
في الحرب يختبئون خلف صدوركم
أنت الملام إذا تعكّر صفوهم
أيام بؤس في زمان مفاسدٍ
ما كل عزم، ما استراحت همهٌ
يا سيدي الجنرال كيف خلاصنا
الأمر لك، مهما تعاظم أمرهم
قد يخطئ الجندي في رميّ القنا
فارأف بحال جنودكم فخر الوغى
انت الامين على البلاد واهلها
يا سيدي الجنرال كم من محنة
فوضى اغتيالات كأنا سلعة
ملأوا الشوارع بالضجيج تبجحاً
ومعارضٌ ساحاته ملئت بما
خطب أناشيد حماسُ شبيبة
لعبت بكم دول على أهوائها
لبنان أرضك للشهامة توأمٌ
والجيش رجوة مؤمن لندائنا
شنّوا عليه حملة ظنوا بها
الدين حبّ والتعصب نقمة
النصر بعد النصر يعلو هامة
يتقاذفون الموت، كل مجند
رضعوا الكرامة والاباء أشاوساً
اثنان اسجد طائعاً لكليهما
ومرابض الشجعان، قلب واحدُ
من فرحتي، هتفت اليه قصائد
الرجل العصامي الفريد القائد
إلا لأرز الرب، وهو الخالدُ
إن الافاضل في جمالك شواهدُ
وحنين نايات وقلب حامدُ
وفضائلُ الرحمان فيه تشاهدُ
لسمو أرزك كم تطلّع مارد
شراً تأبط أو يكاد يعاودُ
بين الطوائف، يرتجيها الحاسدُ
اشتعلت بأيدي الغافلين مواقدُ
الجهل أعمى والعقول جوامدُ
أزلامُ سوءٍ حاقدٌ أو جاحدُ
العدل فوضى والشرور معاهدُ
وتحاك في غرف الدهاة مكائدُ
ما غرّنا منكم فهيم ناقدُ
في صدرك الرحب الجريح تكابدُ
ويكابرون إذا رفضت تساندُ
في السلم، مسود الضمير يناكدُ
والغدر من أنفاسهم يتصاعد
وإذا شكوت فقد يطالك فاسد
نصر لامجاد وغيرك حاصدُ
لا بدّ ترحل لا تدوم شدائدُ
ورجاؤنا لبنان حرٌ رائدُ
قول وفعل والعطاء مواردُ
هذا ولا يعني بأنه قاصدُ
هم للبلاد خناجرُ وسواعدُ
انت الرفيق المستهاب الوالدُ
تصطادنا وحوادث تتوالدُ
والحر في وطني رقيب كاسدُ
هذا موال ينتخي ويعاندُ
لم تتسع للناظرين مقاعدُ
عن حب لبنان الجموع شواردُ
فاصحوا، فهل يصحى الضمير الراقدُ
يبقى لأمرك صادق ومحايدُ
أمل، تناساه الدخيل الوافدُ
يحمي شرور الملحدين البارد
نفرت من الكفر اللئيم معابد
وعزيمة الابطال صدق واعدُ
نعم الحياة له كلام زائدُ
شرف وتضحية الوفاء عقائدُ
أم الشهيد وجيش ارضي الصامدُ
محيي الدين: لن يكبو جوادك والفارس
السيد حاتم محيي الدين استهل كلمته بأبيات شعرية قبل ان يقول:
«لبنان يا أيقونة الشرق لن يكبو جوادك والفارس يعتليه، وقد سل سيفه من عمشيت ليحمي أرز الوطن، ليطفئ نار الفتن، وليكبح جماح المحن. لبنان يا اسطورة المغوار لن تخيفنا التحديات وهو حامل الراية، وهو حافظ الامانة بصدق، وهو قائد الاحرار. فتحية بإسم كل شباب لبنان تحية وألف تحية للعماد في عرينه لميشال سليمان.
قال جبران بعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق، فلولا بياض بعضنا لكان السواد اعمى، ولولا سواد بعضنا لكان البياض اصم، فليدرك بعضنا الآخر لأجل هذا الوطن القوي بجيشه العزيز بأهله، لاجل هذا الوطن الكبير باسمه، فلنتحد ولنبعث من جديد أبجدية جديدة تكون رسالة سلام ومحبة إلى العالم ككل. لبنان لن يكون تلك الورقة الرابحة على طاولة القمار الدولية، تتقاذفها مخالب اقليمية من هنا ومخالب دولية من هناك. لبنان كان وسيبقى الرسالة كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، لبنان أكبر من دولة هو تلك الرسالة التي تجمع كل الثقافات الانسانية».
وكما بدأ كلمته بالشعر ختمها بالشعر قائلاً:
يا قائداً به الأمجاد تختتم
يحيا واعداء الارز ينهزموا
ليس بالعلم وحده ينتصر لبنان
السيف أولاً بعده ينطق القلمُ
هممت للواجب تضحية ووفاء
وليس الشرف عن هذين ينقسمُ
منك التاريخ استوحى بسالته
ملامحاً خفقت لها الرايات والعلمُ
ومن جبينك تندّى النصر ينقشع
نوراً أطفأ الظلمات لمن ظلموا
فينيقيا حزينة موشحة بالسواد
قد كان يطيح بعملاقها القزمُ
ستبقى رمز الوحدة يا سليمان وتشهدُ
على الميثاق شعوب الارض والأممُ
وتتوج قريباً في بعبدا
فأهل المكر من خدعتكم لا بد قد سئموا.
في نهاية الاحتفال قدّم العماد ميشال سليمان شعار الجيش للدكتور خالد حنقير. وشرب الجميع نخب المناسبة في مقصف وزارة الدفاع الوطني.
الحضور
- ممثل فخامة رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل السيد ميشال مكتف.
- ممثل دولة الرئيس العماد ميشال عون اللواء الركن نديم لطيف.
- ممثل النائب سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ.
- ممثل غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، المونسنيور يوسف مرهج.
- ممثل سماحة مفتي رئيس الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ حسن شحادة.
- ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى صاحب السماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، سماحة الشيخ حسن عبدالله.
- ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نجيب الصايغ.
- سعادة سفير جمهورية مصر العربية السيد أحمد البيداوي.