ملف العدد

كيف نحمي استقلالنا؟
إعداد: ريما سليم ضوميط

يرى طلاب كلية خالد بن الوليد - المقاصد أن عيش الاستقلال يعني التخلي عن التفكير الطائفي والحزبي واعتماد الكفاءة كأساس لبناء الوطن. وهم يرون أن دورهم كطلاب، الإجتهاد والتقدّم في علومهم كي يرفعوا إسم لبنان عاليًا في العالم.

 

يعتبر ندي فرحات (الصف التاسع)، أن «الاستقلال منح الشعب حريته، وبفضله لم يعد لبنان مقرًا للاستعمار وممرًا لدول أخرى». ويرى أن «حماية الاستقلال يتولاها المواطنون المخلصون لأرضهم، وإلى جانبهم الجيش الذي يحمي الحدود والداخل، وكذلك السفارات اللبنانية في الخارج التي تحمي صورة لبنان هناك». وأوضح ندي أن الصورة التي يريدها للبنان الغد قوامها الوطن الحر المستقل الذي يرفض تدخّل الدول الأخرى في قراراته. وأضاف: «أحلم أيضًا بإلغاء المبدأ الطائفي في توزيع العمل، وبأن تعطى الفرص بحسب الكفاءات الشخصية، فهذا ما يشجّع الشباب على البقاء في لبنان وعدم الهجرة». ويؤكد أنه يفتخر بهويته اللبنانية، مشيرًا إلى أن «هذا الوطن الصغير قدّم للعالم علماء وباحثين وأطباء كانت لهم أدوار مهمة في مختلف المجتمعات».

 

ذكرى...

كريم مزهر (الصف العاشر) وأحمد منيمنة (الصف الثاني عشر) أجمعا على أن «الاستقلال ذكرى من الماضي لم تعد تنطبق على واقعنا اليوم». وقد أوضحا أن «الاستقلال يعني وطنًا حرُّا يحكم نفسه من دون أي تدخل سياسي أو عسكري على أرضه، وهو ما لا ينطبق على وطننا الذي تتحكم بمصيره قرارات إقليمية ودولية». ويرى كريم أن «نقطة الانطلاق لاستقلال حقيقي تبدأ بتوحيد جهود مختلف الأطراف اللبنانية لخدمة مصلحة لبنان لا المصالح الشخصية، وبذلك يمكن وضع حدّ لتدخّل الآخرين بشؤوننا الداخلية». بدوره يشير أحمد إلى أن «العودة إلى الطريق الصحيح التي رسمها أجدادنا تقضي بوضع التفكير الطائفي والحزبي جانبًا واعتماد الكفاءة كأساس يبنى عليه الوطن». ويضيف: «يجب أن نبني لبنان معًا شعبًا وحكّامًا، ويجب على السياسيين أن يقفوا إلى جانب الجيش في حماية الوطن بدلًا من محاولة تحجيمه والقضاء عليه لغايات خاصة».

 

على الرغم من كل شيء أنا فخور

يؤكد أحمد أنه «على الرغم من الصعوبات التي تعترضنا، فإني أفتخر بكوني لبنانيًا، ولا شيء يدفعني إلى الخجل بهويتي، بل على العكس سأسعى إلى أن أكون ناجحًا في حياتي العلمية والمهنية لأرفع إسم لبنان عاليًا أينما حللت». يوافق زياد عوّاد (الصف التاسع) على رأي رفيقه بالقول: «كطلاب علينا أن ندرس ونجتهد للحصول على شهادات عالية في مختلف الاختصاصات لنخدم من خلالها وطننا، ونثبت أننا شعب طموح ومثابر. لبنان جنّة الله على الأرض، فمناخه رائع وطبيعته خلاّبة، وشعبه ودود ومحبّ للحياة، لم تخضعه كل الصعوبات التي مرّ بها، فكيف لا نسعى إلى النهوض به؟». حسين دادا (الصف الحادي عشر) رأى أن «الاستقلال يشكل بداية عهد جديد للبنان على صعيد السيادة وعدم تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية». وأشار إلى أن «مسؤولية صيانة الاستقلال تقع على عاتق الجيش، ومن واجب الشعب أيضًا مساندته في هذه المهمّة»، مضيفًا أن «الاستقلال الذي وهبنا إياه أجدادنا فقد الكثير من معانيه نتيجة الخلافات الداخلية وتدخّل دول أخرى في تقرير مصيرنا». وأبدى أمله في «أن يستعيد لبنان ماضيه المجيد، وأن تتوحّد جميع الطوائف والأحزاب على مبدأ أننا شعب واحد لخدمة وطن حرّ مستقل».

 

حقوق المرأة

تالا أنشاسي (الصف الثاني عشر) وريم أبو النيل (الصف الحادي عشر) عبّرتا عن رغبتهما في أن يحمل لبنان الغد حقوقًا للمرأة اللبنانية ومن بينها حق منح الجنسية لأولادها. وقالت تالا: «الاستقلال منحنا الحرية والحق في أن نضع القوانين التي تخدم الوطن والمواطن، ومع ذلك نجد العديد من المواطنين يعانون من جراء القوانين غير المنصفة. نريد من لبنان الغد قوانين عادلة، كما نحلم بشعب موحّد في بلد يسوده الأمن والاستقرار». أما ريم فقالت: «نحن في بلد يتميّز بحرية التعبير والرأي، ومع ذلك تعاني المرأة فيه (وهي نصف المجتمع) من قوانين غير منصفة. نريد من حكّامنا السعي لتحقيق العدالة الإجتماعية، ومن شعبنا التماسك والتضامن لمواجهة الصعوبات بقلب واحد بعيدًا عن الخلافات الطائفية والحزبية، وبهذا يستعيد الاستقلال معناه الحقيقي ويصبح للاحتفالات أهميتها وحلاوتها».

 

الاستقلال منح لبنان القرار الحر

ندى فرحات (الصف العاشر)، رأت أن «ما كان ينعم به لبنان في زمن الاستقلال من أمن واستقرار لم يعد موجودًا اليوم، حيث تجتاح المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية دول المنطقة، والكل يريد تصفية حساباته على أرضنا»، وأضافت: «نريد للبنان صورة مغايرة لما نشهده اليوم، نريده وطن الأمن والسلام، ونريده أيضًا بلد العلم والمعرفة، فمن العار أن يكون في عصرنا هذا مناطق لبنانية تفتقر إلى أبسط مقومات التنمية الثقافية والحضارية، حيث تعجز مدارسها عن تأمين المستوى العلمي اللائق لأبنائها».

 

لا قيمة لوطن من دون استقلاله

آسيل نحلاوي (الصف الثاني عشر) تؤكد أن «الاستقلال هو حريتنا ولا قيمة للبنان من دونه، واستقلالنا يظل ناقصًا ما لم نسعَ إلى توحيد جهودنا لخدمة الوطن». وأضافت: «يجب أن نتحد لكي يتطور لبنان اقتصاديًا وثقافيًا وعلميًا، ولكي نرتقي به إلى مستوى الدول المتقدّمة». وناشدت آسيل «المسؤولين والسياسيين أن يهتموا بمصالح لبنان بدلًا من مصالحهم الخاصة، وأن ينهضوا به على النحو الذي يرونه لائقًا بأبنائهم من بعدهم». «كيف يمكن أن أشعر بالاستقلال في وطن لا يقدّم لي الأمن أو الحماية؟»، تتساءل سوسن عيتاني (الصف الحادي عشر) وتضيف: «الشعب مسؤول عمّا وصلت إليه الحال في لبنان لأنه لم يعرف من يختار ليمثّله وهو اليوم يدفع ثمن سوء اختياره». وتابعت: «كوني لبنانية يعني أن لدي وطنًا ألجأ إليه، هذا الانتماء يمنحني إحساسًا بالاستقرار، ولكنه لا يلغي حاجتي إلى الاستقلال».