- En
- Fr
- عربي
موضوع الغلاف
فيما تُبدّد الإيضاحات الكثير من مخاوف المترددين بشأن تلقّي اللَّقاح ضد كوفيد-19 وهواجسهم، يطرح البعض من هؤلاء المزيد من الأسئلة. في ما يأتي، تجيب الاختصاصية في الأمراض الجرثومية الدكتورة رولى عطوي من المستشفى العسكري المركزي عن هذه الأسئلة. وفي خلاصة ما تقوله: لا تتردّدوا في تلقّي اللَّقاح.
• ثمة من يقول: من الأفضل أن يقوم الجسم بالدفاع عن نفسه، ما رأيك؟
- علميًا، لا يفضّل أن نترك الأشخاص يلتقطون الفيروس ليكوّنوا مناعة، لأنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى وفاة عدد كبير من الناس فضلًا عن العدد العالي جدًا من الإصابات. إنّ إصابة الأشخاص لا تعني اكتساب مناعة وقيام الجسم بالدفاع عن نفسه، بل ترك الأشخاص ليصابوا بمضاعفات ربما تكون خطيرة جدًا عليهم.
• لا ثقة باللَّقاحات قبل مرور خمس سنوات، ماذا يقول العلم بهذا الشأن؟
- علميًا، لا وقت لدينا لانتظار خمس سنوات. والدراسات التي بُنيت عليها اللَّقاحات حتى الساعة لم تُظهر نسبة عالية من ردات الفعل السلبية والخطيرة.
• ما هي الأعراض الجانبية للَقاحات وكم تدوم؟
- الأعراض الجانبية في معظم الأحيان طفيفة وتقتصر على ارتفاع في الحرارة، ألم في العضلات، ألم في الرأس، ألم واحمرار في موضع الحقن، بالإضافة إلى تحسّس عند بعض الأشخاص بنسبة قليلة. أما عن الوفيات التي حصلت عند بعض المتلقّين، فقد تبيّن بعد التحقق منها أنّها كانت بسبب مشاكل صحية وليس بسبب اللَّقاح.
• هل اللَّقاحات فعالة على السلالات الجديدة؟ وما مدى فعالية اللَّقاحات المتوافرة حاليًا؟
- اللَّقاحات المتوافرة حاليًا لديها نسب متفاوتة من الفعالية على السلالات المعروفة: فايزر 95%، سبوتنك 91%، أسترازينيكا 70-90%، موديرنا 91-92%، وسينوفارم 86%. بالنسبة للسلالات الجديدة، الدراسات لا تزال تُبنى بشأنها يومًا بعد يوم، وقد أثبت آخرها أنّ فايزر وأسترازينيكا فعّالان على السلالة البريطانية، أما لَقاح استرازينيكا فلم تثبت فعاليته ضد السلالة التي ظهرت في جنوب أفريقيا.
• هل اللَّقاحات آمنة بالنسبة إلى الحوامل والمرضعات، ولمن لديهم ضعف في جهاز المناعة؟
- الدراسات التي أُجريت على اللَّقاحات لم تشمل النساء الحوامل والمرضعات، لذلك لا يمكننا تأكيد فعالية اللَّقاح عليهنّ أو نفيها. لكنّ الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أكدت أنّ اللَّقاح آمن على الحمل والرضاعة. لكنّنا ننصح في هذا الشأن ألّا تأخذ الحامل اللَّقاح إلا في حال كانت لديها مشاكل صحية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات شديدة إذا ما أصيبت بالفيروس وبالتنسيق طبعًا مع طبيبها.
في ما خص الشق الثاني من السؤال، يجب على الأشخاص الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعة كالمصابين بالسرطان ونقص المناعة المكتسبة (AIDS)، أن يتلقوا اللَّقاح حتى لو حصلت لهم أعراض جانبية بسيطة ولو لم يعطهم الفعالية المطلوبة كما عند الأشخاص الأصحّاء، لكن خير أن يتلقوا مناعة جزئية من أن يتأثروا بمضاعفات الفيروس الشديدة.
• هل يمكن إعطاء اللَّقاح لجميع الفئات العمرية؟ وفي أي عمر يمكن تلقيح الأطفال؟
- يمكن إعطاء لَقاحات سبوتنك، وموديرنا وفايزر لمن هم فوق 16 سنة ولمن تجاوزوا 65 سنة، فيما يعطى لَقاح أسترازينيكا من عمر 18 سنة ولمن لم يتجاوزوا 65 سنة، أمّا الصيني فيُعطى لمن هم في سن الـ١٨ وما فوق. هناك دراسات يعمل عليها حاليًا لمعرفة إذا ما كان الأطفال ممّن يمكن إعطاؤهم اللَّقاح أم لا.
• ماذا عن الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو حساسية؟
- بالتنسيق مع الطبيب المعالج، ينبغي على مرضى الحساسية والأمراض المزمنة تلقّي اللَّقاح من دون تردد لحماية أنفسهم من المضاعفات التي يمكن أن تحصل لهم إذا أصيبوا بالفيروس.
• من أصيب بكورونا وشُفي، هل يجب أن يتلقى اللَّقاح؟ ولماذا؟
- طبعًا يجب على من أصيبوا بفيروس كورونا أن يتلقوا اللَّقاح، لأنّ اللَّقاح بحد ذاته يمكن أن يكوّن في أجسامهم مناعة أطول من تلك التي تتركها في أجسامهم الإصابة.
• كم من الوقت سيوفر اللَّقاح الحماية؟
- لم تتجاوز التجارب السريرية على اللَّقاح الأشهر الستة، لذلك لا نعرف بالتحديد مدى فاعليته على المدى البعيد.
• هل تُلتقط العدوى مرة أخرى بعد اللَّقاح أو بسببه؟
- اللَّقاحات ليست فعالة 100%، وبالتالي هناك نسبة من الأشخاص يمكـن أن يتلقـوا اللَّقاح ويصابـوا بالفيـروس في وقـت لاحـق. لذلـك، نطلـب دائمًـا كجهـاز طبـي مواصلـة تدابيـر التباعـد الاجتماعـي، ووضـع الكمامـة والتعقيم وغسل اليدين، وعدم الاحتكاك بالمصابين بالفيروس. أما اللَّقاح بحدّ ذاته، فلا يسبب العدوى لأنّه ليس مبنيًا على لَقاح حي، بل من جزء ضعيف من الفيروس، أو فيروس ميـت.
• بما أنّ معظم اللَّقاحات تقتضي أخذ جرعتين، ماذا يحصل إذا تلقى الشخص الجرعة الأولى فقط؟
- يكوّن من يتلقى جرعة واحدة من اللَّقاح من دون الجرعة الثانية مناعة جزئية خفيفة لا تحميه كما يجب.
• كم يبلغ الحد الفاصل بين اللَّقاحات؟
- يختلف الحد الفاصل بين الجرعة الأولى والثانية حسب نوع اللَّقاح، وهو يراوح بين 3 و4 أسابيع.
• بعد الحصول على الجرعات المطلوبة كاملة كم من الوقت يحتاج من تلقاها ليصبح محميًا؟
- يصبح المتلقي محميًا بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية من اللَّقاح.
• هل يمكن اللَّقاح أن يسبب المرض من دون ظهور أعراض؟
- لا يسبب اللَّقاح المرض إطلاقًا.
• هل يغني لَقاح كوفيد-19 عن تلقي لَقاح الانفلونزا؟
- لا علاقة بين لَقاح كوفيد ولَقاح الانفلونزا، ولا يوجد علاقة حتى بين الفيروسين. بالتالي الأشخاص الذين يتلقون لَقاح كوفيد يجب عليهم أن يتلقوا لَقاح الانفلونزا في وقته. كل فيروس له لَقاح خاص به.
ماذا تعني نسبة فعالية لَقاح ما؟
أوضحت البروفسور بريان باركر عالمة الفيروسات في جامعة درو- نيوجرسي أنّ الاعتقاد بأنّ فعالية لَقاح فايزر بنسبة 95% لا تعني أنّ 5% ممن تلقّوا اللَّقاح في أثناء التجارب السريرية قد تعرّضوا للمرض، مشيرة إلى سوء فهم شائع في هذا الخصوص. وقالت باركر إنّ النسبة الفعلية لمن تم حقنهم بلَقاح فايزر وموديرنا وأصيبوا بكوفيد-19 لا تتجاوز 0.04% فقط، أي أنّها أقل بحوالى 100 مرة مما يُعتقد خطأً.
وأوضحت باركر أنّ التجارب أثبتت أنّ لَقاحات فايزر وموديرنا وجونسون إند جونسون فعّالة 100% في الوقاية من الأعراض الشديدة ومن الوفاة في حال الإصابة بالعدوى.
فايزر فعال بنسبةٍ كبيرة بعد الجرعة الأولى
خلصت دراسة نُشرت في مجلة The Lancet إلى أنّ لَقاح فايزر فعّال في الوقاية من أعراض العدوى بفيروس كورونا بنسبةٍ تصل إلى 85% بعد الجرعة الأولى بـ15 يومًا من تلقيّه. كما أنّه فعال بنسبة 75% في الوقاية من الحالات التي لا تصاحبها أي أعراض. وقد رأى الباحثون أنّ هذه النتائج تؤيّد الخيار المعتمد في بعض الدول تأجيل الجرعة الثانية من اللَّقاح، نظرًا للفعالية المبكّرة والمرتفعة للجرعة الأولى، ولأنّ تأجيل الجرعة الثانية سيسمح بتغطية عدد أكبر من الأشخاص الأكثر عرضة، وبخاصةٍ مع محدودية إمدادات اللَّقاحات في هذه الدول.