معرض

لجيش حاضٌر في معرض لصناعة واﻷغذية واللبنانيون يدعمونه بمحّبته

اعتاد اللبنانيون على تخطّي العقبات، والعمل بتعبٍ وجدٍّ للنهوض من تحت رماد الأزمات والتغلّب على المحن والصعوبات. ومن هذا المنطلق، تَجدهم يتهافتون إلى المعارض والمحطات الثقافية والترفيهية بحثًا عن متنفّسٍ يعيد إليهم شيئًا من الحياة، وسعيًا لدعم الإنتاج المحلي والاقتصاد الوطني بطرقٍ شتّى. وتتضاعف فرحتهم حين يعلمون أنّ الجيش اللبناني حاضرٌ في هذه الفعاليات، كشريكٍ فاعل في تعزيز قدرات الوطن بكل جوانبها، الأمنية والاقتصادية والثقافية.

 

في افتتاح «معرض الصناعة والأغذية» اللبناني، الذي أُقيم في الـ«فوروم دو بيروت» على مدى خمسة أيام، شهد الجناح الخاص بالجيش اللبناني إقبالًا لافتًا من الزوار الذين نوّهوا بالصناعات اليدوية المعروضة، من تصميم وإبداع عناصر اللواء اللوجستي.

 

محبة المواطنين ودعمهم

وخلال جولة تفقّدية للجناح، أشاد رئيس الأركان اللواء الركن حسان عوده بالجهود الحثيثة التي بذلها العسكريون لتنظيم هذا الجناح وصناعة منتجات مميزة ذات جودة عالية. وقال: «نحن فخورون بعرض هذه المنتجات التي تثبت أنّ الجيش يبرع أيضًا في مجالات أخرى، تمامًا كما يبرع في المجالات العسكرية والأمنية». وإذ عبّر عن تقديره لما صنعته أيدي العسكريين، أبدى أمله في أن يتواصل هذا العطاء في تطورٍ مستمر.

كما أثنى اللواء الركن عوده على تفاعل الزائرين مع العسكريين، معتبرًا أنّ هذا التواصل بين المجتمع المدني والجيش هو دعم معنوي أساسي للمؤسسة العسكرية، وقال مؤكدًا: «إنّ محبة الناس وزيارتهم لجناح الجيش تعبّر عن رسالة دعم قوية، خصوصًا وأنهم يرون جانبًا آخر يختلف عن وجه المقاتل الذي اعتادوا رؤيته، لافتًا إلى أنّ الجيش جاهز لتلبية كل ما يحتاجه الوطن والمواطنون».

 

مسيرة ابتكار وإبداع

جدير بالذكر أنّها ليست المشاركة الأولى للجيش في معرضٍ من هذا النوع، والهدف منها، بحسب ما أوضحه قائد اللواء اللوجستي العميد الركن جوني عقل، هو  تأكيد أنّ دور المؤسسة العسكرية لا يقتصر على المهمات العسكرية والأمنية فقط، وإنّما يشمل أيضًا مجالاتٍ عدة من شأنها الإسهام في إنماء الوطن، مشدّدًا على ضرورة تعريف المواطنين بقدرات الجيش الذي يتكيّف مع مختلف الظروف، ويبرع في الابتكار والإبداع.

وأشار العميد الركن عقل إلى أنّ المشاركة في هذا المعرض تُعد محطة أساسية في مسار تنمية خبرات العسكريين وتطوير مهاراتهم، لافتًا إلى أنّهم عملوا بلا كلل حتى بلغوا مستوى عاليًا من الكفاءة. وأكّد أنّ مسيرة العمل والابتكار لا تتوقف، حتى بعد الوصول إلى مستوى احترافي متقدّم، ولهذا يحرص الجيش على المشاركة في أكبر عددٍ ممكن من المعارض التي تصقل مهارات العسكريين وتعزّز قدراتهم.

وفي معرض شرحه لتفاصيل المنتجات المعروضة، أوضح قائد اللواء اللوجستي أنّ هذه الابتكارات تُصنع في المعامل المفتتَحة في اللواء، ومنها معمل لإنتاج مواد التنظيف حاصل على شهادة الـISO للجودة، ومعمل لإنتاج الصابون من مواد طبيعية معطّرة، إلى جانب معمل للشمع بأشكال وألوان متنوعة ورائحة عطرة. وهناك أيضًا مصنعٌ للهدايا والدروع التذكارية والمنتجات الخشبية وغاليري للمفروشات المكتبية والمنزلية، تُصنّع في اللواء باستخدام معدّات وتقنيات حديثة.

وقد ضمّ جناح الجيش نماذج متعددة من هذه المنتجات، كالشمع والمفروشات الخاصة بالسيارات وسجّادات أرضية مصنّعة من إطارات قديمة معاد تدويرها، بالإضافة إلى منتجات خشبية ودروع وأعمال حفر على الخشب والزجاج والمعادن والفخار. وقد لاقت هذه المنتجات إعجاب الزائرين إذ عبّر العديد منهم عن دهشتهم وفخرهم بما رأوه، وهم يتهامسون في ما بينهم: «كل هذا من صنع الجيش؟!»

 

مصدر فخر

من جهته، أكّد منظّم معرض الصناعة والأغذية، السيد فادي سمعان، أن فكرة تنظيم هذا الحدث قديمة، غير أنّ الظروف حالت دون تنفيذها. وأضاف: «ظلّت الفكرة حاضرة خصوصًا مع تَوق اللبنانيين إلى الصناعة المحلية، وقد تمكّنا منذ ثلاث سنوات من إطلاق المعرض بدعمٍ من وزارة الصناعة، وحقق نجاحًا  لافتًا أظهر أن الصناعة اللبنانية مصدر فخرٍ، كونها ثمرة جهدٍ وتعبٍ ودقّةٍ».

وأشار سمعان إلى أن المعرض يتوسّع عامًا بعد عام، وقد شارك هذه السنة نحو 350 عارضًا من مختلف القطاعات، ما يعكس روح المغامرة وحب الحياة لدى اللبنانيين الذين يجدون دائمًا فسحة للإبداع رغم الظروف الصعبة. وعن مشاركة الجيش قال: «الجيش ليس قيمة مضافة فحسب، بل هو القيمة بحدّ ذاتها، كونه المؤسسة التي تتمتّع بالكفاءة والنزاهة والشفافية. وقد سُررت جدًا عندما علمت، العام الماضي، بأن الجيش يمتلك منتجات صناعية يمكن استثمارها في هذا المعرض».

وفي الختام، أكّد قائد اللواء اللوجستي أنّه بعد انتهاء كل معرض يشارك فيه الجيش، يتبيّن مدى تفاعل الحضور مع العسكريين، سواء كانوا من العارضين أو الزائرين، مشيرًا إلى أنّ محبّـتهم تدفعهم إلى الإقبال على جناح الجيش وشراء المنتجات في إطار الدعم المعنوي وكتعبيرٍ عن تقديرهم للمؤسسة العسكرية.