- En
- Fr
- عربي
نشاطات القيادة
العماد قهوجي:الجيش سيضرب بيد من حديد من يحاول التلاعب بمصير الوطن ولا غطاء سياسياً أو فئوياً فوق أحد
أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن ما يحصل من أحداث أمنية لا يمكن أن يشكّل عائقاً أمام اندفاعة مسيرة الاستقرار، فالجيش على استعداد دائم لوأد الفتن في مهدها، وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول التلاعب بمصير الوطن، وتهديد حياة المواطنين في أمنهم وسلامتهم وأرزاقهم، ولا غطاء سياسياً أو فئوياً فوق أحد.
العماد قهوجي ذكر بأنه إذا كان دور الجيش هو الضمانة المباشرة والسريعة للحفاظ على الاستقرار، فإن هذا الأخير يبقى عرضة للمخاطر، إن لم يرتكز على قاعدة صلبة يوفرها إجماع اللبنانيين على القضايا الوطنية الرئيسة وتوافقهم على معايير شفافة وعادلة لإدارة شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم.
كلام قائد الجيش كان خلال حفل استقبال وتعارف على شرف الإعلاميين العاملين في لبنان بدعوة من قيادة الجيش.
وقد لبى الدعوة نقيبا الصحافة والمحررين ورؤساء تحرير صحف ومجلات ومديرو محطات تلفزيونية وإذاعية وعدد كبير من ممثلي مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إضافة الى عدد من كبار ضباط القيادة.
كلمة الترحيب من مدير التوجيه
بدأ الحفل الذي أقيم في مقصف وزارة الدفاع بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش والإعلام والوطن، ثم كانت الكلمة لمدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان الذي نوّه بدور الإعلاميين في دعم المؤسسة العسكرية، وقدّم النقيبين البعلبكي وكرم والعماد قائد الجيش.
كلمة نقيب الصحافة
نقيب الصحافة محمد البعلبكي شكر العماد قهوجي على لفتته معرباً عن ثقته الكاملة بالجيش وقيادته الجديدة، مؤكداً العلاقة التاريخية التي تربطه مع الإعلام اللبناني، وتقاطع الإثنين معاً في خدمة لبنان، وتقديم الشهداء من أجل الحفاظ على وحدته وحريته وكرامة أبنائه، معلناً أن الإعلام اللبناني كان وسيكون دائماً الى جانب الجيش في خدمة المصلحة العليا للوطن.
كلمة نقيب المحررين
بدوره ضمّ نقيب المحررين ملحم كرم صوته الى صوت البعلبكي، وتوجّه بالشكر الى العماد قهوجي معتبراً هذا اللقاء لقاء أهل البيت الواحد الذي يدخل الطمأنينة والسعادة الى النفوس. وأكد كرم أن ما يجمع الجيش والإعلام هو التمسك بالحق والدفاع عن الحرية التي هي قدس أقداس الوطن، معاهداً على العمل معاً من أجل مستقبل واعد للجميع.
كلمة قائد الجيش العماد قهوجي
قائد الجيش العماد جان قهوجي استهل كلمته بتوجيه تحية محبة وتقدير الى الجسم الإعلامي بأجنحته الثلاثة المرئي والمسموع والمقروء، وبمؤسساته وهيئاته وناشطيه، وخصّ بالتحية الحضور الكريم وفي مقدمه النقيبان البعلبكي وكرم.
وقال: إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن يكون لقائي بكم اليوم في قيادة الجيش، هو باكورة لقاءات المؤسسة العسكرية مع هيئات المجتمع المدني منذ تسلمي سدّة القيادة، فأراني أمام مشهد رائع، تتعانق فيه بندقية الجيش مع كلمة الشعب وصوته ومرآته، متضافرة متكاملة من أجل إعلاء راية لبنان، والسير به قدماً نحو غدٍ أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
وأضاف العماد قهوجي قائلاً:
في البدء كانت الكلمة، وبالكلمة نَبَضَ قلب الوجود، فسطَعَ نور الحق والمعرفة والجمال. وانطلاقاً من الحاجة إلى فكر مبدع، يصوغ بنت الشفاه هذه، ويجعلها أداةً للتعبير عن معاني الحياة ومقاصدها، كان الإعلام الذي شكل في ما بعد جسر عبور وتواصل بين شعوب الأرض قاطبة.
ويكفينا فخراً نحن اللبنانيين أننا في الزمن الغابر، كنا رواداً للحرف الذي أطلقناه على يد معلمنا قدموس إلى أصقاع العالم شتى، فراح يقفز فوق الأمواج ويشق عباب البحار، محملاً بعطر الأرز والسنديان إلى الشواطئ البعيدة، ويكفينا فخراً أيضاً أننا كنا الحملة الأول لمشاعل عصر النهضة في عالمنا العربي، عبر إنشاء أولى المطابع والصحف والمجلات، والتي كان لها الدور الأساس في إطلاق مسيرة التحرر من الاستعمار الأجنبي وصولاً إلى تحقيق الاستقلال الناجز، ويكفينا فخراً كذلك في هذا الزمن، الذي أصبح فيه إعلام لبنان عبارة عن حديقة غنّاء، تتشح بمختلف ألوان التفوق والإبداع، وتصدح بأعلى أصوات الحقيقة، وتعبق بأريج الحرية قبل أن يحمله كف الأثير في كل صوب واتجاه.
فهنيئاً لكم أيها الإعلاميون، وهنيئاً لكل اللبنانيين بهذه الثروة الكبيرة وهذا المجد العظيم.
أيها الحفل الكريم
قدر وطننا الحبيب أن يكون عبر تاريخه القديم والحديث، موئلاً للحرية ونقطة إشعاع في هذا الشرق، وواحة لتلاقي الحضارات وتفاعلها، حتى قيل فيه «إنه أكثر من وطن إنه رسالة»، وذلك انطلاقاً من خصوصية التنوع الذي يتسم به المجتمع اللبناني، فجوهر التنوع في لبنان يقوم على وجود فئات متعددة شبه متوازنة، تجمع في ما بينها إرادة العيش المشترك تحت راية وطن واحد موحد، فيما التنوع الموجود في سائر أقطار العالم يتمثل بوجود أقليات محدودة إلى جانب أكثريات ساحقة، بحيث تنصاع الأقلية مرغمة للنظام الذي ترسمه الأكثرية في بناء الدولة وإدارة شؤون الشعب، الأمر الذي يجعل هذا التنوع شكلياً وليس له أي قيمة فاعلة أو معنى حقيقي.
إن التعددية المستندة إلى ولاء اللبنانيين المطلق للبنان، هي مصدر ثروة حقيقية لهذا الوطن عبر عاملين رئيسين: العامل الأول، هو إبراز صورة الشعب اللبناني، كنموذج رائد لتفاعل الحضارات والانفتاح والحوار، مما يسهم في تعميم ثقافة السلام والتقارب بين شعوب العالم، والعامل الثاني هو توظيف علاقات مختلف الشرائح والفئات اللبنانية مع الخارج، من أجل خدمة الوطن، في إطار وحدة الكيان والانتماء والمصير.
إن أكثر ما نحتاج إليه لحماية لبنان من العواصف التي تتهدده باستمرار، هو تنشئة الأجيال على مبدأ الولاء الوطني، وترسيخ القناعة في نفوس اللبنانيين، بأنّ لا مكان لهذا الوطن تحت وجه الشمس، بمعزل عن وحدة أبنائه وتمسكهم بصيغة العيش المشترك المستندة بدورها إلى قاعدة الحقوق والواجبات وفكرة قبول الآخر، واحترام قيمه ومعتقداته وحرياته التي كفلها الدستور والقانون.
وفي هذا المجال تبرز جلياً مسؤولية مؤسسات الدولة، كما مسؤولية هيئات المجتمع المدني ونخبه السياسية والفكرية والثقافية، فإذا كان دور الجيش هو الضمانة المباشرة والسريعة للحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، فإن هذا الأخير يبقى عرضة للمخاطر، إن لم يرتكز على قاعدة صلبة يوفرها إجماع اللبنانيين على القضايا الوطنية الرئيسة، وتوافقهم على معايير شفافة وعادلة، لإدارة شؤونهم وتحقيق تطلعاتهم، وإذا لم يرتكز كذلك إلى دعم قوي من المجتمع المدني وفي طليعته قطاع الإعلام، نظراً الى ما له من دور فاعل في التأثير على الرأي العام وتوجيهه، في وقت أصبحت فيه وسائله المختلفة تدخل إلى بيوت المواطنين من دون استئذان، وبالتالي تقع على عاتق هذا القطاع الحيوي مسؤوليات جسام، في المواءمة بين الحرية الإعلامية والحرص على مصلحة الوطن العليا، بما يسهم في تعزيز مسيرة الاستقرار، والحد من مضاعفات الأزمات السياسية والأمنية.
أيها الإعلاميون
لقد تعرّض الوطن خلال السنوات الأخيرة لتجارب قاسية، بدءاً من جريمة العصر التي أودت بحياة الرئيس الشهيد الحريري ورفاقه وما أعقب هذه الجريمة من اغتيالات لشخصيات وطنية، مروراً بالعدوان الإسرائيلي المدمّر على لبنان في تموز 2006، ومعركة الجيش ضد الإرهاب في العام 2007، وصولاً إلى الأحداث الأمنية المتنقلة التي شهدتها البلاد هذا العام، غير أن تمسّك الجيش بوحدته كضمانة أولى للحفاظ على الوحدة الوطنية، وسهره الدائم على صون مسيرة السلم الأهلي وتقديمه الدماء من دون حساب، إلى جانب تضحيات اللبنانيين ووعيهم لما يتربّص بوطنهم من مخاطر لن تستثني أحداً في حال حصولها، كل ذلك أسهم في اندفاع الجميع إلى طريق التلاقي والحوار الذي توّج بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ومن ثم انطلاق مرحلة جديدة من المصالحات كان لها أثرها البالغ في تهدئة النفوس وعودة الحياة الطبيعية إلى مجاريها.
واليوم، أقول لكم وأنا على يقين تام، بأن ما يحصل من أحداث أمنية متفرقة هنا أو هناك، والتي كان آخرها استهداف الحافلة العسكرية في طرابلس منذ أيام، لا يمكن أن يشكل عائقاً أمام اندفاعة مسيرة الاستقرار، فالجيش على استعداد دائم لوأد الفتن في مهدها، وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول التلاعب بمصير الوطن، وتهديد حياة المواطنين في أمنهم وسلامتهم وأرزاقهم ولا غطاء سياسياً أو فئوياً فوق أحد.
وختم العماد قهوجي كلمته بالقول:
من موقعي الآن على رأس قيادة الجيش، أؤكد لكم بأن هذا الجيش سيبقى متمسكاً بثوابته العسكرية والوطنية، وبالنهج القويم الذي أرسى دعائمه فخامة الرئيس، ولن يتنازل قيد أنملة عن حقه الثابت والنهائي في الدفاع عن لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره، مهما اشتدت الصعاب وغلت التضحيات.
كما أعاهدكم بألاّ أدخر جهداً لرفع مستوى التعاون البناء بين المؤسسة العسكرية وجميع المؤسسات والهيئات المدنية، وأخصّ في هذا المجال تفعيل التعاون مع الإعلام اللبناني الذي بدأناه منذ زمن طويل، وأعطى ثماره المرجوة في أكثر من محطة مفصلية، لا سيّما خلال عدوان تموز وأحداث نهر البارد.
باسم كل ضباط ورتباء وأفراد الجيش اللبناني أنقل إليكم يا أصحاب الرأي الحر والكلمة السوية، أسمى آيات الشكر والاحترام، وكلي أمل وثقة أن نمضي معاً يداً بيد وكتفاً إلى جانب كتف، في مسيرة بناء لبنان القوي الأخضر المشرق، لنستحق بجدارة شرف الحفاظ على أمانة الأسلاف وشرف تحقيق حلم الأجيال.
عشتم
عاش الجيش
عاش لبنان