نقاط على الحروف

للتذكير فقط!
إعداد: ندين البلعة خيرالله

حين يفقد التجمّع سلميّته، وتتحوّل التظاهرات المطلبية إلى أعمال شغب وتخريب وعبث بأمن الآخرين، لا تتوقع من الجيش والقوى الأمنية أن تقف مكتوفة الأيدي. تدخّل هذه القوى تحكمه قوانين ومعايير تنظّم التدرّج في استخدام القوة.


يلتزم الجيش المعايير الدولية في استخدام القوة، وهي: الضرورة والمشروعية والتناسبية والاحتياطات اللازمة. أي لا تُستخدم القوة إلّا عند الضرورة، وبالطرق المشروعة مع مراعاة مبدأ التناسبية بين الفعل المُرتكَب والقوة المستعملة في ردة الفعل، واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند وقوع أضرار في صفوف الشعب.

 

التدرّج في ردّ الفعل
يرتكز الجيش إلى مبدأ «التدرّج في ردّ الفعل» على العنف، فيجب أن يكون استخدام القوة الملاذ الأخير، في حال عدم فاعلية الوسائل غير العنيفة في السيطرة على أعمال الشغب. ويختلف الرد بالقوة بحسب نوع الاعتداء:
• إنّ الفض الإجباري لتجمع غير قانوني، طالما ظلّ سلميًا، يجب أن يتم فقط بعد إمهال المتظاهرين وقتًا كافيًا لإيصال رسالتهم، والتفاوض معهم قبل استخدام إجراءات أكثر صرامة.
• إذا تحوّل التجمّع إلى عنيف، يجب أن يرتكز استخدام القوة على العمل بمبادئ استخدام القوة في أثناء عمليات إنفاذ القانون، المنصوص عنها في تعليمات حفظ الأمن، وفي «مدونة قواعد سلوك الجيش في إنفاذ القانون»، التي وضعتها قيادة الجيش بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة:
• إن أبدى المشاغبون التعاون، يكون الرد من القوى الأمنية بالتعبير اللفظي.
• إذا أبدوا مقاومة سلبية (افتراش الأرض مثلًا)، تستخدم القوى الإقناع للسيطرة عليهم.
• إذا أبدوا مقاومة إيجابية (تدافع جسدي مع القوى الأمنية) تستخدم هذه القوى السيطرة البدنية.
• إذا أبدوا قوة غير مُفضية إلى الموت (استخدام العصي والهراوات والقنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية) يستخدم الجيش الرد غير المفضي إلى الموت.
• يمكن للقوى غير المجهزة بعتاد مكافحة الشغب إطلاق الرصاص المطاطي للرد على قاذفي الحجارة من المتظاهرين، وهذا لا يُدرج ضمن القوة المفرطة.
• يمكن استخدام الأسلحة النارية أو ما اصطُلح على تسميته بالقوة القاتلة (أو المُفضية إلى الموت)، في حالات محددة، على الشكل الآتي: الدفاع عن النفس أو الدفاع عن الآخرين ضد تهديد قائم بالقتل أو الإصابة الخطيرة، اعتقال شخص يشكّل مثل هذا الخطر أو منعه من الهرب.
تبقى الإشارة إلى أنّ الجيش يلتزم المعايير الدولية فيحاول أن يستهدف مكانًا صائبًا غير قاتل، وحتى في أخطر المواقف يتعالى على جراحه وهمومه والاستفزازات التي يتعرّض لها، فهو لا يرى أمامه سوى صورة أخيه في المواطنة!