نحن وأولادنا

لماذا يخاف أولادنا من الامتحانات؟
إعداد: باسكال معوّض بومارون

الخوف من الامتحانات ظاهرة منتشرة بين التلامذة والطلاب، وهذا ما يسبب لهم القلق، وقد يكون أيضًا سببًا للفشل على الرغم مما يبذلونه من جهود. لماذا يخاف أولادنا من الامتحانات؟ ولماذا تبدو الامتحانات الرسمية بشكلٍ خاص كبعبعٍ يسبب الضغط النفسي والرهاب لعددٍ كبير منهم؟

 

ترى الخبيرة التربوية الدكتورة ندى معوض أن الخوف من الامتحانات يعود إلى الأهمية الكبيرة التي يعطيها المجتمع للعلامة المدرسية، وإلى تصنيف المتعلّمين وفق علاماتهم.

 

الخوف من العقاب

تشير معوض إلى أنّ النظام التربوي اللبناني الصارم وتعاطي المجتمع والمدرسة والتربية بشكلٍ عام مع المتعلمين، يخلق نوعًا من القلق لديهم، كما أنّ نظام الامتحانات السائد يعرّضهم لحالةٍ من الرهاب والضغط النفسي، لأنّ الخوف من الامتحان هو نتيجة الخوف من العقاب، فالأهل والمدرسة كلاهما يعوّل على العلامة الجيدة للمتعلّم والتي تؤثّر في تعاطيهم معه ونظرتهم إليه. بدورها تصبح العلامة المدرسية مرتبطة بتقدير التلميذ لنفسه، وهذا مفهوم خاطئ للعلامة المدرسية التي تتحوّل تقييمًا شخصيًا للتلميذ وليس لعمله.

 

آثار الخوف

من المؤكّد أنّ الخوف عامل مؤثر كبير في حياة الإنسان، أما في حالة التلميذ فالعلامات السيئة تطلق شرارة الهلع وتحبط ثقته بنفسه ونظرته إلى ذاته ومستقبله. ولهذا السبب تحاول الأنظمة التربوية الأجنبية الخروج من قوقعة «العلامات المدرسية» لمصلحة تنمية المهارات؛ ومنها النظام التربوي الأميركي الذي أقر أنّ العلامة الأدنى ستكون ٤٠ على مئة وليس أقل من ذلك. في هذا السياق توضح معوض أنّ العلامة الأقرب إلى المعدّل تحفّز المتعلّم على تكثيف جهوده للحصول عليها، أما تلك المتدنية جدًا فتخلق إحباطًا ويأسًا يؤثران في نفسيته ومعنوياته.

من جهة أخرى، يعطي نظامنا التربوي أهمية كبرى للمواد العلمية على حساب الأدبية، وهذا تفكير خاطئ، لأنّ المجتمع بحاجةٍ إلى جميع الاختصاصات حتى يسير بالشكل الصحيح. والمتميّزون في الحياة لم يكونوا الأوائل في صفوفهم بل كانوا طلابًا عاديين، اكتشفوا تميّزهم في اختصاص معيّن فأبدعوا فيه.

 

الحلول

تبدأ عملية السيطرة على الخوف من محيط التلميذ القريب الذي يجب أن يؤمّن له أجواء مريحة. ففترة التحضير للامتحان تكون غالبًا نوعًا من الحجر المنزلي الاختياري تكثر خلالها الضغوط، ويتم التركيز فيها على المذاكرة. ومن الضروري وفق معوض أن يكون الطالب مرتاحًا مع نفسه ويعيش حياة طبيعية، مطوّرًا مهاراته وممارسًا أنشطته المفضلة. فالولد ليس «مدرسة أو علامة»، بل هو أولًا وأخيرًا إنسان والأساس نمو شخصيته. كما أنّه ليس من الضروري أن يحلّق في امتحاناته بل المهم أن ينجح ويكون لديه معرفة ومهارات مكتسبة من دراسته.

ويجب أن نكسر رهبة الامتحانات خصوصًا الرسمية منها، والتي تخلق رعبًا من بدايتها حين يدخل الطالب إلى مدخل المركز حيث يقف رجل الأمن، ويجري تفتيشه بشكلٍ دقيق كأنّه محكوم أو متهم، ويدخل صالة مليئة بالوجوه الغريبة، ما يجعله يعيش حالة من اللااستقرار والرعب في وقت هو بأمسّ الحاجة للتركيز والهدوء. وهنا تأتي مسؤولية الأهل في مساعدة أولادهم لتخطّي هذا الرهاب، من خلال تفهّمهم ومساندتهم مهما كانت مشاكلهم الدراسية وتحضيرهم لما ينتظرهم في يوم الامتحان.

 

إرشادات لما قبل الامتحان

• لا للدرس في الليلة التي تسبق الامتحانات.

• التركيز على الفهم والتحليل وليس الحفظ الببغائي.

• استعمال المخطط والخريطة الذهنية التي تساعد على الفهم والاستيعاب أكثر.

• لكل ولد طريقته الخاصة في الحفظ، ومن المهم اكتشافها بهدف تطبيقها للحصول على أفضل النتائج.

• التدريب على نوع الأسئلة الواردة سابقًا في الامتحانات الرسمية والتي يتم اعتمادها عادة في المراجع الخاصة.

• لا ينبغي أن تقتصر المذاكرة على الشهر الأخير قبل بداية الامتحانات، بل يجب أن تبدأ مع انطلاق العام الدراسي بينما يتم التركيز في الشهر الأخير على مراجعة المنهاج.