- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
الدم والسواد مرّة أخرى على أرض لبنان. وحش الإرهاب الآتي من ظلمات لم يطلها دفء الشمس يومًا, ولم تعرف نعمة الحياة لحظة، ضرب في الجناح قرب السفارة الإيرانية في بيروت.
هي الأزمات والتوتّرات السياسية الآتية من خلف الحدود غالبًا، تصاغ في رسائل قاتلة تمنع الحياة عن أناس يجهدون في الكفاح من أجل أبسط مقوماتها. فهل أصبحت الحياة بحدّ ذاتها ترفًا تجنّد الوحوش للقضاء عليه؟
في ذلك الصباح الدامي، صباح 19 تشرين الثاني المنصرم، كتب الإرهاب المجرم فصلًا جديدًا بدماء الأبرياء وممتلكاتهم ودموع عائلاتهم، واضعًا اللبنانيين مجددًا أمام المشهد الكريه النتن.
مشهد يلتهم أي كلام ويجعل أفضله أقل من سخافات ممجوجة. كل إدانات العالم واستنكاراته لا تساوي جرحًا واحدًا من جروح الضحايا وأهاليهم.
هؤلاء الذين فاق عددهم الـ170 بين قتيل وجريح، لو أحصيت كل ذنوبهم وخطاياهم بحسابات كل الأديان، لما استحقت ربما ذرة من ذلك الدخان الأسود الذي التصق بأجسادهم، فمن ذا الذي ينصّب نفسه إلهًا يدين الناس ويفتي بقتلهم مجانًا؟ هل من دين يحلّل هذا الإجرام، هل من شرع يوافق على شرعة القتل الجماعي هذه؟
وبعد، قد لا تنفع كل التدابير الأمنية الاحترازية في لجم هذا الوحش المقيت، تمامًا كما أن أي كلام أو حتى فعل، لا يستطيع مسح العار الذي أصاب الإنسانية من جرّاء أفعاله.
لكننا بالطبع نستطيع أن نفعل الكثير كي لا يكبر هذا الوحش بيننا وتصبح مخالبه أكثر حدّة بفعل خلافاتنا. ونستطيع أيضًا، نعم نستطيع، أن نقول للحياة وللعالم، نحن هنا، في قلوبنا عزم وأمل وإصرار. لن يأكل الإجرام حقولنا، ولن تحجب ظلمات الإرهاب شمسًا في عيوننا. سنظل نربّي أولادنا على الحب والتسامح واحترام الحق بالاختلاف، ومقاومة المعتدي، وسنظل نفتخر بهذا الوطن ونعمل له، وسنظل على ثقتنا بجيشنا وسنظل نشدّ على يد كل فرد من عسكرييه، ونقول: «العوافي يا وطن». كما أنت، نحن أيضًا، سنحارب هذا الوحش، ومعًا نثبت أن إرادة الحياة فينا لن تنكسر.
تفجير الجناح في بيانات قيادة الجيش
قبل أن يجفّ دم الضحايا الذين خلّفهم التفجير المزدوج في منطقة الجناح، تمّ الكشف عن هوية كلّ من الانتحاريين اللذين ارتكباه، والتثبت منهما عبر فحوصات الحمض النووي.
قيادة الجيش - مديرية التوجيه أصدرت عدّة بيانات حول التفجيرين اللذين حصلا في منطقة الجناح صباح 19 تشرين الثاني 2013، وذلك وفق الآتي:
• بنتيجة متابعة التحقيقات والكشف على موقعي الانفجارين، اللذين حصلا صباح اليوم في محلة الجناح، تبيّن أن الانفجار الأول ناجم عن عبوة ناسفة زنة 5 كلغ، والانفجار الثاني ناجم عن عبوة ناسفة زنة نحو 50 كلغ من المواد المتفجّرة، كما أن السيارة التي تم تفخيخها هي من نوع جيب بليزر جردوني اللون. وتستمر التحقيقات لتحديد هوية الإنتحاريين، ومصدر الدراجة والسيارة المستخدمتين في العمليتين الإرهابيتين.
19 /11 /2013
•إلحاقًا لبيانها السابق والمتعلق بتفجيري محلة الجناح صباح اليوم، وبعد كشف الخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجارين، تبين أن الانفجار الأول ناجم عن إقدام انتحاري يقود درّاجة نارية على تفجير نفسه، والانفجار الثاني ناجم عن إقدام انتحاري آخر يقود سيارة جيب رباعية الدفع على تفجير نفسه أيضًا.
وقد حضر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لمعاينة المنطقة المستهدفة، وتستمر الشرطة العسكرية في التحقيق لكشف كامل ملابسات الحادثين.
19 /11 /2013
•إلحاقًا لبياناتها السابقة المتعلّقة بالتفجيرين اللذيْن حصلا يوم أمس في منطقة الجناح - ضاحية بيروت الجنوبية، وبناءً على إشارة القضاء المختص، تدعو قيادة الجيش أهالي المفقودين من جرّاء الانفجارين، إلى التقدّم من مستشفى رفيق الحريري الجامعي الكائن في محلّة بئر حسن، لإجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) بغية التعرّف على ذويهم من المفقودين، وذلك اعتبارًا من تاريخه وخلال الدوام الرسمي.
20/ 11 /2013
• نتيجة تعميم صور أحد المطلوبين الخطيرين يوم أمس، تقدّم المدعو عدنان أبو ضهر من مديرية المخابرات مدّعيًا أن صورة المطلوب تعود لولده، تم أخذ عينة لإجراء فحص الـDNA وبانتظار صدور نتيجة الفحص سيتم متابعة التحقيق بإشراف القضاء المختص.
22 /11/ 2013
• إلحاقًا لبيانها السابق الصادر بتاريخ 21/11/2013، تبيّن بنتيجة فحوصات الـDNA المشار إليها أنها عائدة للمدعو معين عدنان أبو ضهر وهو منفّذ أحد التفجيرين اللذين حصلا في محلة الجناح - بئر حسن بتاريخ 19/11/2013.
• نتيجة المتابعة تبين أن فحوصات الـDNA متطابقة مع أشلاء عدنان موسى المحمد أحد منفّذي تفجيري بئر حسن.
23 /11 /2013