تخليداً لذكراهم

لوحة تذكارية للشهداء العسكريين
إعداد: نينا عقل خليل - جان دارك ابي ياغي

في الذكرى الأولى لتفجيرات طرابلس


برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن عبد الحميد درويش قائد منطقة الشمال، أحيت مدينة طرابلس الذكرى السنوية الأولى لشهداء الجيش الذين سقطوا في الإنفجار الإرهابي الذي استهدفهم في شارع المصارف وذلك بدعوة من بلدية طرابلس ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.
حضر الإحتفال، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي السيد ماهر ضناوي، ممثل الوزير محمد الصفدي العميد سمير شعراني، ممثل النائب محمد كبارة السيد عصام كبارة، النائب السابق عبد المجيد الرافعي، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العقيد بسام الأيوبي، رئيسا بلديتي طرابلس والميناء المهندس رشيد الجمالي وعبد القادر علم الدين، عميد معهد الفنون الدكتور هاشم الأيوبي، وعائلات الشهداء وهيئات أهلية وجمعيات تربوية واجتماعية.

 

تحية الى جيش الوطن
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفته ثلة من موسيقى الجيش، ثم كانت دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، فالترحيب من السيد عبدالله بارودي.
بعدها ألقى رئيس البلدية المهندس رشيد الجمالي كلمة قال فيها: «يسعدني أن أشارك في حفل إزاحة الستار عن نصب شهداء جيشنا اللبناني البطل الذين سقطوا بيد الإرهاب والغدر والخيانة. شهدت الأعوام الأخيرة أحداثاً وتطورات خطيرة ومتلاحقة كادت أن تهدد مقومات وجودنا الوطني، لكن جيشنا اللبناني وعبر تضحيات شهدائه وشجاعة ومناقبية قائده وضباطه وجنوده جميعاً، إستطاع أن يذود عن لبناننا ويدفع عنه الأخطار، فدافع عن جنوبنا الغالي في وجه العدو الإسرائيلي وتعاون مع الأمم المتحدة في ضبط الحدود وتصدى للإرهاب وخلايا التجسّس بيد من حديد، وواجه بحزم وبروح المسؤولية العالية والحياد والوعي نار الفتنة المتنقلة بين مناطق لبنان. هذه الفتنة التي كان لطرابلس منها نصيب فاستحق جيشنا البطل منا كل الإعجاب والمحبة».
كذلك، ألقى عميد معهد الفنون الدكتور هاشم الأيوبي كلمة أكد فيها على وفاء طرابلس للمؤسسة العسكرية مقراً «أن وطننا لا يتنازل فيه جيشه عن شبر واحد من أرضه، هو وطن لا خوف عليه».


بطولات الشهداء
قائد منطقة الشمال العميد الركن درويش أكّد «استمرار الجيش في الوقوف إلى جانب مواطنيه شمالاً من دون أن تتأثر بذلك مهمته الأساسية الأولى وهي الدفاع عن الوطن في وجه العدو جنوباً» وقال: يشرّفني أن أنقل إليكم تحية قائد الجيش العماد جان قهوجي، ومحبته، وامتنانه على المشاعر الوطنية التي تلتصق بوجدان كل واحد منكم، وتسري في العروق ماء وهواء ودماً. كما يشرّفني أن أنوّه بالمبادرة الطيبة التي أطلقها الإخوة القيمون على هذا الإحتفال، بحيث تنادى الجميع، بتشجيعهم ومشاركتهم، للحضور إلى هنا ورفع الصوت إحتفاء بالجيش وتكريماً لشهدائه. نحن اليوم لا نتذكّر جرائم الإرهاب بقدر ما نتذكّر بطولات الشهداء وتضحياتهم، كما أننا لا نتذكّر غدر المجرمين بقدر ما نتذكر الشهادة وقدسية ما تحمل في طياتها، ونحن لا نتذكّر انحراف قلة قليلة من العابثين بأمن المواطنين، بقدر ما نتذكّر وفاء المجتمع بأسره لجندي البلاد، وإخلاصه له، وإنتماءه إلى رسالته الإنسانية والوطنية التي تلتقي عندها الأسماء وتضمحلّ، وحينما ينادى على الجندي المجهول ينبري كل واحد من عسكريي مؤسستنا قائلاً: ها أنا ذا.
وختم قائلاً: بعد المواجهة الشرسة والمكلفة والناجحة التي خاضها الجيش ضد خلايا الإرهاب، في هذه المنطقة وخارجها، ارتفعت الى السطح حقيقتان ثابتتان: إستمر الجيش في الوقوف الى جانب مواطنيه شمالاً من دون أن تتأثر بذلك مهمته الأساسية الأولى ألا وهي الدفاع عن الوطن في وجه العدو جنوباً، والثانية استمر المواطنون في التوافد إلى مدارس الجيش يعتمرون القلنسوة ويحملون البندقية، ويردّدون: كلنا للوطن.
أجدّد الشكر لكم، وأتوجه معكم إلى عائلات الشهداء بمشاعر المحبة والتضامن، مع الإعلان الواضح بأن المؤسسة العسكرية لا تهمل مواطنيها ولا تنسى شهداءها.
وإختتم الإحتفال بإزاحة الستار عن جدارية تكريمية لشهداء الجيش، نفّذتها الطالبة أمل دورة من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، كما وضعت أكاليل بإسم قائد الجيش ورئيس بلدية طرابلس والوزير محمد الصفدي وعميد كلية الفنون.