ملف العدد

مؤتمرات تعالج تطور الذكاء الاصطناعي ومخاطره

عُقدت خلال العام 2023 عدّة مؤتمرات حول الذكاء الاصطناعي وكان أهمها "القمّة العالمية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي" في بريطانيا وجمعت قادة العالم ومسؤولين في شركات التكنولوجيا العملاقة وخبراء في الذكاء الاصطناعي، من بينهم سام ألتمان، وإيلون ماسك، اللذان شاركا في تأسيس "Open AI"، الشركة الناشئة المطورة لـ"Chat GPT..

وركّزت القمة التي عقدت في بليتشلي بارك مانور، وهو مركز ذو رمزية كبيرة كان يُستخدم في فكّ شيفرات الحرب العالمية الثانية في وسط بريطانيا، على ما تثيره الثورة التكنولوجية الحالية من الآمال والتطلعات، وما يُحيط بها في المقابل من مخاوف كبيرة. يُذكر أنّ أيلون ماسك أعرب عن اعتقاده بأنّ الذكاء الاصطناعي هو "القوة الأكثر تدميرًا في التاريخ".

وفي السياق، عُقد المؤتمر العلمي الدولي الأول للذكاء الاصطناعي والعالم الرقمي تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي: تقدّم وتحديات" الذي عالج خلاله المختصون والمهتمون في عدة محاور أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ومشاركة المعرفة والأفكار بين الباحثين والمهنيين والمهتمين بتلك الصناعة. ومن هذه المحاور: تعزيز وعي المشاركين وفهمم حول مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به والتحديات والفرص التي يشهدها هذا المجال، تشجيع التواصل والتعاون بين الباحثين والمهنيين والصناعة والجهات الحكومية المعنية بالذكاء الاصطناعي، والسعي إلى توفير بيئة مناسبة للتفاعل وتبادل الأفكار والخبرات وبناء شبكات اتصال فاعلة بين المشاركين، توفير منصة لعرض الأبحاث الجديدة والمبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما سلّط المؤتمرون الضوء على القضايا الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل الخصوصية، والتمييز، وتأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والاقتصاد.

وفي المؤتمر العالمي للذكاء الإصطناعي للعام 2023 الذي عقد في شانغهاي في الصين، عالج المؤتمرون قضايا ضمن أربعة محاور رئيسية وهي: التكنولوجيا الأساسية، المحطات الذكية، التمكين بالتطبيقات والتكنولوجيا المتطورة. وجذب المؤتمر أكثر من أربعمئة شركة عارضة، وسجل عدد العارضين ومساحة العرض رقمًا قياسيًا تاريخيًا.

كذلك نُظّم في الأردن مؤتمر ومعرض "الذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا الدفاع والأمن السيبراني AIDTSEC 2023"، الذي تناول أحدث تقنيات وتطورات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تساعد في إيجاد حلول حيوية للعمليات اليومية في مجالات الدفاع، وتحليل البيانات الضخمة وحمايتها، والأمن السيبراني. وهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والاستراتيجيات بين المبتكرين والخبراء والشركات الناشئة الرائدة في مجال تكنولوجيا الدفاع بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إضافةً إلى جمع خبراء الذكاء الاصطناعي الرائدين في تكنولوجيا الدفاع والأمن السيبراني مع صنّاع القرار، لبحث أهم التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والتحديات التي يواجهها. وعلى هامش المؤتمر، تم إطلاق مسابقة (ARMYTHON 2023) المتخصّصة في مجال الأمن السيبراني للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدول المشاركة، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.

ولم تغب الشركة الأميركية العملاقة "غوغل" عن ساحة المؤتمرات، بحيث عقدت مؤتمرها السنوي "الذكاء الاصطناعي سيغزو هاتفك وحاسوبك قريبًا جدًا"، وأعلنت فيه عن أدوات جديدة للمطورين، والتحديث الجديد لنظام التشغيل أندرويد، كما عرضت بعض التقنيات الجديدة التي تختبرها، بجانب عرض منتجاتها الاستهلاكية القادمة. لكن مؤتمر هذا العام تميّز بمعالجته لحرب الذكاء الاصطناعي التوليدي التي اشتعلت منذ نهاية العام الماضي، وما زالت مشتعلة. فقد استعرض المؤتمر عملية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل الخدمات التي تقدمها Google، بداية من خدمة البريد الإلكتروني Gmail وصولًا لإطلاق أحدث ميزة تخصّ الصور والتي أطلقت عليها "المحرر السحري" (Magic Editor)، وهي تستعين بالذكاء الاصطناعي التوليدي لتسمح للمستخدم بإجراء تعديلات كبيرة على الصور من دون الحاجة لأدوات تحرير احترافية في هذا المجال.