- En
- Fr
- عربي
جيش يبني
تتجلى في الأبنية والمنشآت العسكرية مميزات وخصائص كثيرة يختزنها الجيش بما هو عليه كمؤسسة عريقة تنحو الى مواكبة التقدم والرقي, وبما تستوعبه من طاقات مبدعة وأيضاً بما في بنيته من نظام وتناسق.
وإذا كانت إقامة الأبنية والمنشآت العسكرية تراعي حاجات إيواء العسكريين وتوفير الأمكنة المناسبة لممارسة نشاطاتهم المختلفة, فإن مراعاة الجمالية والفن تظل من الأولويات في الأبنية العسكرية, خصوصاً تلك الأساسية منها, والتي شكل بعضها نموذجاً معمارياً راقياً وفريداً في مواصفاته.
مبـنى وزارة الدفـاع الذي دشّن في العام 1968 هو أحد أبرز الشواهد في هذا المجال. وقاعة العماد نجيم في الوزارة اعتبرت آنذاك بين الأعمال العمرانية الأكـثر أهـمية في العـالم.
في تلك الأثناء لم يكن في الجيش بعد مديرية للهندسة, وكانت مهمة قيادة الجيش الإشراف على الأعمال ومراقبة تنفيذها. وفي مطلع السبعينات أنشئت مديرية الهندسة التي اضطلعت بأعمال وضع التصاميم للأبنية العسكرية. فهذه المديرية تضم مصلحة الدروس التي تعتبر من أهم مكاتب الدراسات الهندسية في لبنان, وبفضل الضباط المهندسين وضعت هذه المصلحة العديد من الدراسات والتصاميم الهندسية ودفاتر الشروط لأبنية عسكرية من ثكنات وأندية وسواها.
أما عملية الإشراف على تنفيذ المنشآت, فتتولاها المديرية العامة للإدارة التي تلزّم أعمال البناء الى القطاع الخاص, علماً أن لمديرية الهندسة دوراً استشارياً تؤديه في مراحل تنفيذ المشروع كافة.
نشطت ورشة إعادة الإعمار والبناء في الجيش منذ مطلع التسعينات. وبعد ترميم الأبنية المدمرة أو المتضررة, بدأت أعمال بناء العديد من المنشآت الجديدة لتلبية حاجات الجيش الذي نما عديده بشكل ملحوظ.
هنا إضاءة على نماذج من الأبنية والمنشآت العسكرية التي انجزت في السنوات الاخيرة, وأخرى هي قيد الإنجاز.
وزارة الدفاع الوطني
شهد لبنان في الستينات حركة عمرانية وإقتصادية وثقافية. وفي إطار هذه الحركة قامت منشآت عدة للجيش كان أهمها مبنى وزارة الدفاع الوطني الذي اعتبر عملاً معمارياً مميزاً في حينه, ومن خلال هذا المبنى قدّمت المؤسسة العسكرية مثالاً لما تستطيع الإدارات الرسمية أن تحققه من أعمال متقنة, إذا وفّرت لهذه الأعمال العناية اليقظة والسهر الحازم في إطار السعي الى الأفضل.
ففي العام 1963 كلفت شركة يوغوسلافية تنفيذ مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة, ووضع المهندسان البولندي الجنسية السيد أندريه فوجنسكي واللبناني السيد موريس هندية التصاميم الهندسية للمشروع, ولقد أشرف الجيش اللبناني على التنفيذ ممثلاً بشخص العميد المهندس المتقاعد حبيب فارس.
وفي 20 تشرين الثاني 1968, احتفل لبنان بتدشين مبنى وزارة الدفاع الوطني الجديد في اليرزة بحضور رئيس الجمهورية الراحل شارل حلو, ورئيسي المجلس والحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش الراحل العماد إميل البستاني وكبار الضباط والرسميين والملحقين العسكريين.
كان هدف المهندسين المعماريين البحث عن هندسة معاصرة تراعي العوامل الجغرافية والأخلاقية والإجتماعية الخاصة بلبنان وبثقافته. ومن موجباتها الحفاظ على متابعة التقاليد بدلاً من معاكستها.
وتبرز العودة الى الهندسة التقليدية في الممرات المسقوفة في الطوابق الأرضية والمتمثلة في الأعمدة المنفتحة في أعلاها والمندمجة بسماكة السقف, والتي تربط مختلف الأبنية بعضها ببعض.
ومن ملامح هذه الهندسة أيضاً, شكل وترداد كواسر الشمس التي تحمي الواجهات, فتضفي عليها الحيوية.
واقتباس الهندسة الشرقية يظهر في بعض التفاصيل مثل النافورة المكهفة ذات الأقنية المتباعدة, والتي تذكّر بقصر العظم في دمشق وبقصر بيت الدين.
كما تظهر هذه الهندسة أيضاً في شكل سقف الطوابق الأرضية لمختلف الأبنية, الذي يجمع بين الفن الحديث للهندسة الإنشائية والتقاليد القديمة للسقوف المقوّسة التي تندمج بالأعمدة وتشكل إمتداداً طبيعياً لها.
قاعة العماد نجيم
من المنشآت المميزة في وزارة الدفاع الوطني صالة الإجتماعات أو الأوديتوريوم التي صممت لتحتوي على 400 مقعد مع إمكانية عرض لوحات على محيطها. الأرضية مدروسة لتؤمن رؤية كاملة كون الصالة تستعمل أيضاً لعرض الأفلام.
ويلحظ التصميم التقني للصالة غطاء من الخرسانة المسلحة للمدرج, مكوّن من قوقعة بيضاوية غير متماثلة لها مسطح واحد للتماثل, وهو شكل لم يعرف إلا قليلاً من قبل.
وقد برهنت نتائج إختبارات أجريت في جامعة بلغراد على نموذج مصغّر, أن هذا التصميم حقق أماناً زائداً بالنسبة لمتطلبات الاستخدام.
القوقعة تحتوي على فتحة واحدة بعرض 9.60 م, والسماكة تتغير من 0.12 م في الأعلى الى 0.04 م في القاعدة, أما الإنحناء فيتغير تبعاً لعامل الحرارة ودرجة الرطوبة في الجو.
يذكر أن مجلة “باتون أند شتال باتون” الألمانية, التي تعنى بنشر دراسات حول الأعمال المعمارية الأكثر أهمية في العالم مع إضاءة على فائدتها التقنية الخاصة, نشرت في حينه دراسة عن هذه القاعة شرحت فيها مميزاتها ومواصفاتها.
أخيراً, لا بد من الإشارة الى أن المساحة المبنية لوزارة الدفاع تبلغ نحو 59 ألف متر مربع.
قاعة الإيجاز في وزارة الدفاع
لمواكبة التطور التكنولوجي, تم في العام 2001 إعادة تصميم قاعة الإيجاز في وزارة الدفاع, لتتناسب مع التكنولوجيا الحديثة في مجال التجهيزات البصرية والسمعية, كما تمّ إعدادها لتتحول الى قاعة إجتماعات أو محاضرات ضمن ديكور جديد.
وضـع التصميـم الخـاص بالقاعة وأشرف على تنفيذ الأعمال النقيب المهندس ريشار مالك, وتم تمويل هذا المشروع من الأموال العامة المخصصة للجيش, حيث بلغت كلفته الإجمالية 50 ألف دولار أميركي.
الأندية والمنشآت السياحية
تشكل أندية الضباط والمنشآت السياحية الأخرى التي أقامها الجيش, ووضع تصاميمها ضباطه أو أشرفوا على تنفيذ أعمالها, إحدى نماذج العمارة الراقية التي تجمع بين العراقة ومتطلبات الحداثة.
وفي هذا الإطار يعتبر نادي ضباط جونية منتجعاً سياحياً راقياً يضـاهي أفضل المنتجعات السياحية في لبنان.
نادي الضباط في جونية
وضع تصميم المشروع النقيب المهندس ريشار مالك من مصلحة الدروس في مديرية الهندسة, وأشرفت على التنفيذ المديرية العامة للإدارة.
يتألـف النادي من مطعم وكابينات وخزان, سباحة أولمـبي (50*25 متر مربع), وآخر للأولاد, الى سناك (عدد 2) وملعب لكرة المضرب وآخر لكرة السلة, وحديقة للأطفال, ومبنى خدمات يتألف من مكاتب وغرف منامة للعسكـــريـــــين ومخازن تم إستحداثها في العام 2001.
بلغت كلفة المشـــــــــــروع 1.500.000 دولار أميركي, وهي من الأموال الخاصة المتوافرة عبر أرباح النوادي.
لقد تم البدء بتنفيذ النادي في العام 1994 وتم تدشينه في العام 1995.
مقصف النادي
بعد مرور عامين على تدشين مبنى نادي الضباط, قررت قيادة الجيش في العام 1997 إنشاء مقصف للنادي, وضع تصاميمه وهندسته الداخلية وأشرف على التنفيذ النقيب المهندس ريشار مالك. يتألف المقصف أو Club House من صالة كبرى للحفلات والمناسبات الخاصة, الى “بار” لتقديم المشروبات مع قاعة للإستراحة. يتوسط سقف الصالة الكبرى فيه هرم زجاجي وثريا حديثة بمساحة عشرة أمتار مربعة.
تبلغ الكلفة الإجمالية 000.260 دولار أميركي, من أرباح النوادي.
نادي الرتباء المركزي في البقاع
يشرف الجيش اللبناني المديرية العامة للإدارة ومديرية الهندسة على تنفيذ مشروع نادي الرتباء المركزي في حوش السنيد في البقاع, والذي سيكون مماثلاً للأندية الأخرى من حيث مواصفاته وخدماته.
تبلغ المساحة التي تشيد عليها المنشآت نحو 25 ألف متر مربع, أما كلفة المشروع فتبلغ نحو مليون وثلاثمئة ألف دولار, وتمويلها مؤمن أيضاً من أرباح النوادي.
يتألف المشروع من مرحلتين:
الأولى, وقد نفّذت وتضم مبنى النادي وآخر للخدمات, وقاعة للحفلات, وقاعة المطعم والكافتيريا, وسناك, وتراس, ومطبخاً نموذجياً مجهّزاً بكامل التجهيزات الحديثة ومواقف للسيارات وساحات.
وتشمل المرحلة الثانية من المشروع إنشاء ملاعب ومسابح وكابينات.
نادي مار روكز الرياضي
يشرف الجيش أيضاً على تنفيذ نادي مار روكز الرياضي, الذي يتألف من ملعب مقفل لكرة السلة, وكرة اليد والكرة الطائرة مع مدرجات تستوعب 2200 شخص, ويتضمن قاعات رياضية لألعاب مختلفة (بوكس جودو كاراتيه...), تبلغ مساحة كل قاعة منها 200 متر, وكذلك ملعبين سكوشي, وحقل رماية مقفل إضافة الى مكاتب إدارية وكافتيريا.
وتمويل هذا النادي هبة من دولة الإمارات.
مبنى المحكمة العسكرية وسرية للشرطة
نظراً لصغر قاعة المحكمة العسكرية في المبنى القديم لسرية الشرطة العسكرية في منطقة جبل لبنان ثكنة شكري غانم, رأت القيادة ضرورة إنشاء مبنى للمحكمة العسكرية وسرية الشرطة.
وقد وضع الرائد جوزف جبيلي من مديرية الهندسة الدراسة الخاصة بهذا المشروع الذي بلغت كلفته حوالى 275000 دولار أميركي, من الأموال العامة المخصصة لوزارة الدفاع الوطني.
يتألف المبنى من:
طابق سفلي لسرية الشرطة وسجن توقيف ومنامة للعسكر.
طابق أرضي: يضم قاعة المحكمة ومكاتب للقضاة.
طابق أول: مؤلف من مكاتب وغرف أرشيف وقاعة إجتماعات ومكتب لرئيس المحكمة.
طابق ثانٍ: مخصص لأجهزة أخرى تحددها القيادة.
بدأ العمل في هذا المشروع العام الماضي, وهو بإشراف مصلحة الهندسة في المديرية العامة للإدارة.
ثكنة جديدة في صغبين
بعد عملية تحرير الجنوب والبقاع الغربي, رأت قيادة الجيش ضرورة إنشاء ثكنة في منطقة صغبين البقاع الغربي تستوعب عديد لواء. وبناء على ذلك وضع الرائد المهندس هادي الحسيني من مديرية الهندسة التصاميم الهندسية, وتشرف المديرية العامة للإدارة على تنفيذها. تتألف الثكنة من مبنى قيادة اللواء, منامة الكتائب والمشاغل والمخازن والعتاد, المطبخ, محطة محروقات, مباني الشرطة والسجن, مخازن الذخيرة, ساحات لمواقف السيارات, ملاعب رياضية. تبلغ المساحة المبنية للثكنة 40 ألف متر مربع, أما كلفة المشروع الإجمالية فتقدّر بحوالى ثلاثة ملايين دولار أميركي, ممولة من الأموال العامة المخصصة للجيش.
وعلى غرار ثكنة صغبين, سوف يتم إنشاء ثكنة في النبطية والدراسة الخاصة بها شارفت على الإنتهاء.
ترميم وتوسيع مبنى موقع الأرز
تجري حالياً عملية ترميم موقع الأرز ومدرسة التزلج, وكذلك يتم إنشاء مبنيين, الأول لإستيعاب سرية وآخر كنادٍ للضباط يضم نحو 50 غرفة سياحية للتزلج (شاليه).
وضع تصميم هذا المشروع الرائد المهندس هادي الحسيني من مصلحة الدروس في مديرية الهندسة.
منشآت في المكلس
وضع النقيب المهندس ريشار مالك من مديرية الهندسة تصميم مشروع إقامة منشآت عسكرية على العقار رقم 586 في منطقة المكلس, لكي تستوعب جميع القوى العسكرية المتواجدة في المنطقة.
يتألف المشروع من مبانٍ إدارية ومشاغل ومخازن ذخيرة خفيفة ومطبخ وقاعة طعام ومخازن.
لقد تم البدء بتنفيذ المشروع في العام 2002 وهو لا يزال قيد التنفيذ. تم تمويل هذا المشروع من الأموال العامة المخصصة للجيش, وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 2.000.000 دولار أميركي.