متاحف في بلادي

متحف مصرف لبنان
إعداد: جان دارك ابي ياغي

كنز من العملات النادرة وتاريخ وطرافة في الاكتشاف

 

في متحف مصرف لبنان، يتعرّف الزائر إلى تاريخ لبنان عبر العملات التي تعود إلى حقبات مختلفة بدءًا من العصور القديمة وصولاً إلى وقتنا الحاضر. ويجمع المتحف بين جدّية المعلومات وطرافة اكتشاف تاريخ العملات بألعاب تفاعلية.

 

العملات عبر التاريخ
في البداية، اقترحت علينا مسؤولة المتحف السيدة صونيا حرب، وقبل البدء برحلة تاريخية عبر العملات، مشاهدة فيلم وثائقي قصير مدته 10 دقائق عن مصرف لبنان: تاريخه، أقسامه، واحتياط الذهب المتوافر لديه. يعرض الفيلم كيفية تطوّر مراحل العملات الورقية في لبنان، بدءًا من المصرف العثماني، مرورًا بحقبة الاستعمار، ثم مصرف سوريا ولبنان، وأخيرًا مرحلة مصرف لبنان. ويتضمن الشريط مقابلة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه. واللافت في الفيلم الوثائقي أنه يعرض صورًا وأماكن مطبوعة على العملات الورقية القديمة يقابلها المشهد الحقيقي للصور، في لمسة إخراجية تعكس مدى الإبداع والفن في تقديم الفيلم إلى المشاهد.

 

قطع معدنية تعود للعام 1918
بعد الفيلم الوثائقي، انتقلنا إلى قاعة المعروضات التي تقسم إلى ثلاثة أقسام: واحد مخصص للعملات المعدنية، وآخر للعمـلات الورقيــة وثالــث للتفاعــل مع الزوار.
يضم القسم الأول عملات معدنية نادرة وقيّمة هي الشاهد الحي على تاريخ لبنان الغابر، وقد اشتراها الحاكم بمبادرة خاصة، إلى جانب مجموعة تمّت استعارتها من المتحف الوطني لعرضها في متحف مصرف لبنان. تضم المجموعة نقودًا من الحقبة «الفينيقية» خلال الاحتلال الفارسي، يليها الحقبة «الإغريقية» و«الهيلنستية»، وصولاً إلى الحقبة الرومانية، فالبيزنطية، والتي سبكت بعض قطعها النقدية من الذهب الخالص. نكمل الجولة لنصل إلى حقبة الحكم العربي، من الأمويين إلى الفاطميين والأيوبيين والمماليك الذين منعوا رسم النقوش والصور واستبدلوها بآيات قرآنية وعبارات إسلامية، وصولاً إلى النقود اللبنانية الشهيرة التي تحتوي على فئة 25 ليرة.
ويجري العمل على إضافة الليرة العثمانية إلى المجموعة، لا سيما تلك التي صدرت في الحرب العالمية الأولى وتم تداولها في ولاية بيروت ومتصرفية جبل لبنان.

 

الـ 100 ليرة (1945): عروس العملات الورقية
 تشكل مجموعـة الأوراق النقدية اللبنانية في المتحـف القسـم الثاني منه، وهي تمتدّ من العـام 1919 حتى اليوم. وتتألف من الأوراق التي صدرت قبل تأسيس مصـرف لبنان، أي في أوّل بنك وهو الـبنـك السوري (كان مركزه في عـين المريسة) الذي تأسّس في العام 1919، وكان يُصدر العملة السورية للبنان وسـوريا لغاية العـام 1924، قبل ذلك كان الشعب يستعمل العملة العثمانية خلال الحكم العــثماني، ومع زوالـه، لم يعـد هـناك عملـة في أيـدي اللبنـانيين وأصبحـت المنـطقة في أيـدي الحلفـاء.
في هــذه الفتـرة كان الإنكليز في مصر، وعلى مسافة قريــبة من لبنان، فأتوا بالجنــيه المصري (من هنا كلمة «المصـاري») كعملة تداولها الناس لفتــرة قصــيرة لحين أسّست سلطات الإنتداب الفرنسية أوّل مصرف وهو البنك السوري.
في العام 1920 تمّ إعلان دولة لبنان الكبير، وعند انتهاء امتياز البنك السوري في العام 1924، تغيّــر إسمه ليصبح بنك سوريا ولبنان الكبير. أصدر هذا البنك مجموعتين من الأوراق النقدية: المجموعة الأولى تحمل عبارة «لبنان الكبير»، والثانية كلمة «سوريا». جرى التداول بهاتين المجموعتين على الأراضي اللبنانية والسورية على حدّ سواء. ومن العملات النادرة التي صدرت في العامين 1930 و1935 فئة الـ25 ليرة.
تغيّر الاسم مجدّدًا في العام 1939 إلى «بنك سوريا ولبنان»، وأُعطي امتياز إصدار عملة تميّــزت بصور المواقع الأثرية الجميلة التي تزينها. نذكر هنا ورقة الـ250 ليرة التي صدرت سنة 1939، وكانت قيمتها عالية جدًا، فما كانت تساويه في ذلك الوقت يوازي حوالى الـ60.000 دولار أميركي حاليًا. كما نجد فئة الخمسين ليرة التي تعود إلى العام 1939 أيضًا، والتي تعتبر ذات قيمة مهمة لأنها لم توضع في التداول بعدما ضرب الألمان الطائرة التي كانت تقلّهـا من بريطانيا إلى لبنان إبّان الحرب العالمية الثانية، فألغت السلطات الفرنسية حينذاك هذا الإصدار.
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، صدرت العملة في انكلترا لتعذُّر طباعتها في فرنسا. وفي سنة 1945 تميّزت ورقة الـ100 ليرة اللبنانية كـ«أَحلى عملة» في فترتها، وعرفت بـ«السجادة» لجمال تصميمها وقد حازت على جائزة تكريمية.
وخلال الأربعينيات، ظهرت القروش الورقية وذُكر عليها عبارة «الجمهورية اللبنانية» مع العلم أنّ البنك المصدر كان «بنك سوريا ولبنان».

 

«سويسرا الشرق»
في مرحلة الخمسينيات عرف لبنان نهضة اقتصادية كبيرة، تمّ خلالها إقرار قانون السرية المصرفية الذي جعل منه مركزًا ماليًا لقّب في حينه بـ«سويسرا الشرق». هذه المسيرة مهّدت السبيل لإنشاء «مصرف لبنان المركزي» في العام 1963. وفي العام التالي باشر المصرف عملياته ونشاطاته، واتّــخذ من بيروت مقرًا له، وأنشأ فروعًا له في مختلف المناطق اللبنانية. ثم عمل على تنظيم القطاع المصرفي وبدأ بإصدار العملة ووضع اسم الجمهورية اللبنانية على الأوراق والقطع المعدنية. في تلك الفترة، تولّى إدارة مصرف لبنان حكّام ممن تمكّنوا من صون المصرف في أحلك مراحــــل تاريخـــــه إلى أن تــــولاّه الحاكم الحالي رياض ســــلامه، والذي تعود له فكرة إنشاء المتحف. ففي عهده، اجتهد لإعــــادة الثقــــة بالليرة اللبنانيــــة واستقرارها من خلال السياسات والهندسات الماليــــــة التي تحققت، كما تمت اســـــتعادة الثقـــــة في الادخار والاستثمار وتخفيض التضخم وإرساء البيئة الصحيحة للاســـــتثمار، مما يـــــؤدي إلى خلق فرص عمل. وقد كان لمصــــرف لبنان دور في خلق نموذج مصرفي ساعد بإطلاق المصارف اللبنانية التي تحظى بثقـــــة كبيرة، إذ تطـــــورت الودائع لتوازي ثلاث مرات الناتج المحلي اللبناني.

 

تاريخ لبنان وحضارته
تتميز العملات اللبنانية الورقية القديمة بما تحمله من معالم تدل إلى تاريخ لبنان وحضارته، أما العملات الحديثة فقد تميزت بتصميم خاص ومختلف تمامًا. والمتحف يعرضها موضحًا التعديلات التي طرأت على المقاييس والتصاميم، وأسباب اعتمادها ولا سيما ما يتعلق بحجم الورقة وسمات الأمان.
يبلغ عدد مجموعة الأوراق اللبنانية 275 ورقة، وقد تم عرض ورقتين من كل فئة لإبراز وجهي العملة. إضافة إلى الأوراق النقدية، هناك نقود معدنية لبنانية في حقبة الأوراق نفسها (بدءًا من العشرينيات وحتى تاريخنا الحالي).

 

عملات العالم بين يديك
نواصل الجولة في المتحف ونصل إلى القسم المخصّص لعملات العالم: أوراق نقدية من 248 دولة بعضها لم يعد موجودًا (العدد الحالي للدول 196 دولة).
هنا تجتمع القارات الخمس من خلال أوراقها النقدية، من الأقدم وصولاً إلى الأحدث. أهمية هذه المجموعة هي بما تحويه من العملات النادرة بخاصة تلك العائدة لبلدان لم تعد موجودة أو كانت مستعمرة أو اندمجت بدول أخرى. من القارة الأفريقية مثلاً، عملة نادرة جدًا تعود لـ«زنجبار» قبل أن تصبح جزءًا من تنزانيا في العام 1964، والتي أصدرت حينذاك ورقة المئة تريليون دولار بسبب التضخم. ومن القارة الأوروبية، أوراق نقدية تعود لزمن الاتحاد السوفياتي، وأخرى لتشيكوسلوفاكيا، فضلاً عن أوراق نقدية كان يصدرها الاحتلال الألماني في بعض المناطق الأوروبية، ومن بينها فئة المئة مليار مارك التي صدرت بعد الحرب العالمية الأولى. نتجه إلى القارة الأميركية فنتعرّف إلى الورقة الخضراء، الدولار الذي يعود إصداره إلى أواخر القرن التاسع عشر، وعملة الولايات المتحدة الأميركية بعدما انفصلت عن الاتحاد الأميركي في العام 1860، إبان الحرب الأهلية الأميركية.
من البلدان العربية نماذج من أول إصدارات تعود لقطر والكويت والمغرب العربي، وليبيا زمن الملك إدريس السنوسي، وعملة مصرية قديمة من العام 1913. ومن العملات العربية النادرة، العملة الفلسطينية التي تعود إلى العام 1929.
لقد حصل مصرف لبنان على معظم العملات المعروضة من خلال التبادل مع البنوك المركزية في العالم، واحتفظ بنماذج عن العملات التي يعرض 1113 ورقة منها داخل المتحف. وبما أنّ هناك ورقة واحدة من كل عملة في معظم الأحيان فقد عُرضت الأوراق بطريقة ذكية تُظهر وجهي العملة عبر استعمال المرآة العاكسة واللوحات الزجاجية.

 

مسكوكات قديمة
في المتحف جناح مخصّص للمسكوكات القديمة المصنوعة من البرونز والفضة والذهب. نبدأ مع الحقبة الفارسية وهي الأقدم، من ثم بعض القطع من مرحلة الإسكندر الكبير، بعدها المرحلة الهيلينستية من بطالسة وسلوقيين، يليها الفترة الرومانية بدءًا من الجمهورية إلى الإمبراطورية، يعقبها المرحلة البيزنطية، فالمرحلة الإسلامية، وآخرها الحقبة الصليبية. وثمّة عرض خاص للإصدارات الجديدة في العالم كـ100 دولار أميركي، والـورقة التذكارية للألعاب الشتوية في سوتشي، والعملات اللبنانية المطبوعة بحبر نافر كي يستطيع الضريرون تمييز فئاتها.

 

وزنك ذهبًا
في زاوية من زوايا المتحف، يمكنك أن تقف على ميزان كبير يحوّل وزنك للتو إلى عدد من السبائك الذهبية التي يجري احتسابها بالمال، فيساوي وزنك عندها مليارات الليرات. كما أنه يحتسب وبحسب وزنك أيضًا، ما توازيه من احتياطي المصرف. وعندما تكتشف ما يساويه وزنك من ذهب...
تكمل الجولة لتصل إلى القسم الأخير. هذا القسم مخصص للتفاعل مع الزوار، فالمتحف يجمع بين جدّية المعلومات وطرافة اكتشاف تاريخ العملات بألعاب تفاعلية. على جدار كبير داخل القاعة عرض تاريخ المصرف، ما كان عليه، تاريخ افتتاحه، وصور نادرة بالأبيض والأسود.
تنتهي من مشاهدة العرض، فتنتقل إلى تطبيق حديث يمتحن معلوماتك الاقتصادية العامة بمستويات ثلاثة: صعبة، متوسطة وسهلة. يطرح عليك التطبيق سؤالاً فتجيبه بـ«صح» أو «خطأ»، وإذا كانت إجابتك خاطئة يصحح لك معلوماتك ويمدك بالجواب الصحيح.

 

سمات الأمان وأمور أخرى
نمشي خطوتين لنقف أمام آلة حديثة تحت عنوان «سِمات الأمان»، وهو تطبيق لمكافحة التزييف. أمام هذه الآلة يمكنك أن تعرف ما إذا كانت الورقة النقدية التي تحملها مزوّرة أم لا، بفضل المجهر المكبّر والأشعة ما فوق البنـفـســجـيـة التي تظهر لك سمات الأمان بدقة. إلى يمين الآلة شاشة صغيرة، يمكنك من خلالها التعرّف، وعبر فيلم قصير، إلى كيفية تصنيع الورق وطباعة العملة التي تتم في الخارج. قبالتها، سبيكة ذهبية من الذهب الخالص تزن ثلاثة كلغ وهي نموذج عن السبيكة الأصلية التي تصل إلى ثمانية كيلوغرامات وما فوق. يمكنك أن تفحصها بيديك من دون أن تفوز بها لأنها مجهزة بنظام يعيدها إلى مكانها في غرفتها الزجاجية. أمام السبيكة، «بازل الخمسين الفًا»، تركب قطعها بنفسك لأنك بجمعها تتعرف إلى أجزائها، وفيها الكثير من تاريخ لبنان وآثاره.
وفي الجهة الأخرى، ورقة الألف ليرة لبنانية، تجمعها بالطريقة نفسها. كما يمنح المتحف فرصة لرواده وغالبيتهم من محبي المجموعات النقدية النادرة والجمعيات والأندية، فضلاً عن تلامذة المدارس، أن يصمموا ورقتهم النقدية بأنفسهم، إذ توفر لهم الآلة التفاعلية المعدّة لذلك المعطيات الأولية وهم يتولون الباقي.
وثمة المزيد بعد، إذ يمكن لمرتاد المتحف أن يقف أمام آلة تلتقط له صورة، وعند تكبيرها يتضح أنها مكوّنة من أوراق نقدية مجهرية، ويمكن طبع الصورة مقابل خمسة آلاف ليرة لبنانية إذا رغب الزائر بذلك.
في ما خص هندسة المتحف وتصميمه، اعتمدت المعايير الدولية للمتاحف بهدف المحافظة على العملات الموجودة، ولكي يستمتع الزائر بزيارته، تم عزل الصوت من المحيط الخارجي للمتحف.

 

ختام الجولة
ختام الجولة كان في المتجر الصغير الخاص بالمتحف. هنا يمكنك أن تختار هدية رمزية تذكرك بأنك مررت من هنا. قد تكون قطعة نقدية نادرة، أو قطعة معدنية فريدة (نسخة مزيفة طبعًا). كما يوفر لك المتجر العديد من التذكارات المبتكرة، بعضها مخصص للبيـع وبعضها الآخر لتكريم شخصيات لبنانيــة أو لتخليــد مناسبــات وطنيــة.
يبقى أن نشير إلى أن المتحف يفتح أبوابه 5 أيام في الأسبوع (من الثلاثاء إلى الخميس من الـ9 صباحًا حتى الـ1 ظهرًا، ويومي الجمعة والسبت من 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا، ويقفل أيام الأحد والإثنين والأعياد الرسمية)، وهو مجهّز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والدخول حاليًا مجاني.

 

 

إصدارات خاصة بالمناسبات
في الأول من آب 2015، وفي مناسبة مرور سبعين عامًا على تأسيس الجيش اللبناني، أصدر المصرف ورقة نقدية من فئة 50.000 ليرة لبنانية تكريمًا لتضحيات الجيش.
وفي الذكرى الثلاثين لانطلاقته (1994)، أصدر المصرف مجموعة من الليرات (ذهب وفضة وبرونز ونيكل)، وقد راوحت أسعارها بين مليونين ونصف المليون ليرة (1700 دولار) كحد أقصى للقطعة الذهبية من عيار 22 قيراطًا، و13 ألف ليرة (9 دولار) للقطعة المسكوكة من النحاس الأحمر.
كما أصدر المصرف 500 قطعة معدنية احتفالاً بمرور عشر سنوات على تأسيس «هيئة التحقيق الخاصة» (the Special Investigation Commission) التي تتولى التحقيق في الجرائم المالية.
وفي الذكرى الخمسين لاستقلال لبنان (1993)، أصدر المصرف عملات تذكارية من الذهب والفضة والبرونز. كما أصدر مجموعة تكريمًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، التي تكافح الجوع.

 

 

الأوسمة النقدية التذكارية
في العام 2012، قرر حاكم المصرف رياض سلامة تكريم الكاتب اللبناني أمين معلوف في مناسبة دخوله الأكاديمية الفرنسية عبر إصدار 1000 قطعة تذكارية من فئة الليرة الواحدة تحمل صورته، وهي مسكوكة من الفضة. وقد طرحت للبيع بقيمة 200 ألف ليرة.
وتخليدًا لذكرى شهداء مجزرة قانا في جنوب لبنان (18 نيسان 1996)، التي راح ضحيتها أكثر من مئتي لبناني عندما قصفت إسرائيل مقرًا تابعًا للأمم المتحدة في داخله مدنيون، أصدر المصرف قطعة نقدية من البرونز تحمل صورة أم تحتضن طفلها من جهة، ودونت في الجهة المقابلة بعض تواريخ الاعتداءات الإسرائيلية منذ العام 1974 وحتى تاريخ المجزرة.
أما آخر الإصدارات النقدية التذكارية، فكان مجموعة قطع من المعادن المختلفة: الذهب والفضة والبرونز والنيكل، صدرت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ونقش على الوجه الأول منها «ذكرى شهيد الوطن رفيق الحريري، 14 شباط 2005»، وعلى الوجه الآخر نقش العلم اللبناني، وهي غير مخصصة للبيع.