- En
- Fr
- عربي
محاضرة
«الأمن المالي والاستقرار النقدي في سياسة مصرف لبنان»
ضمن إطار البرنامج الثقافي السنوي الذي يعدّه معهد التعليم، ألقى رئيس لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة تبييض الأموال والنائب الثالث لحاكم مصرف لبنان الدكتور محمد البعاصيري محاضرة في نادي الضباط – جونيه بعنوان «الأمن المالي والاستقرار النقدي في سياسة مصرف لبنان». تابع المحاضرة مدير التعليم العميد الركن دريد زهر الدين، وممثلون عن الجامعات اللبنانية، وعدد من ضباط القيادة.
كلمة ترحيبية
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى مساعد مدير التعليم العميد الركن ابراهيم حرفوش كلمة رحّب فيها بالمحاضر وقال: «يدين لبنان بالفضل والامتنان للسياسة الحكيمة والرؤية السليمة التي انتهجها مصرف لبنان منذ إنشائه والتي حمت اقتصاد الوطن ومنعت انهياره في ظل ظروف صعبة وواقع أليم عاشه لبنان من حروب وأزمات واجتياحات، أتت على كل شيء، ما خلا إرادتنا الوطنية في البقاء والعيش، تظلّلها أياد بيضاء عملت بصمت على صون أمننا المالي وعملتنا الوطنية».
وأضــاف، «أن الأمــن المالــي والاستقــرار النقدي يشكّلان دعائم الأمن في بعده الاقتصاي والاجتماعي، كما أن القوات المسلّحة والمصرف الوطني، هما من أهم أدوات القوة الوطنية في حماية وصون الأمن القومي في كافة أبعاده...».
أهمية إقرار القوانين
في مستهلّ محاضرته، شدّد الدكتور محمد البعاصيري على المساعي التي بذلها مصرف لبنان من أجل تأخير إقرار اللائحة السوداء (المسودّة) المؤلّفة من 22 دولة ومن بينها لبنان، غير المتعاونة في ما خصّ مكافحة تبييض الأموال، موضحًا أهمية القوانين التي أقرّها مجلس النواب بعد جهود مضنية في جلسة تشريع الضرورة في تشرين الأول 2015 والمتعلّقة بإزالة لبنان عن هذه اللائحة. وأشار إلى أن الفضل بتأخير إقرار اللائحة (المسوّدة) إلى 13-12-2015، يعود إلى حاكم البنك المركزي رياض سلامة وإلى الولايات المتحدة الأميركية، فلو أقرّت اللائحة لكان لبنان أمام مخاطر مالية واقتصادية لا تحمد عقباها في مجال التعاون الدولي.
وعدّد الدكتور البعاصيري القوانين التي تمّ إقرارها، والتي تقدّم بها مصرف لبنان إلى المجلس النيابي عن طريق الحكومة اللبنانية، منذ نحو خمس سنوات، والمتعلقة بأمن لبنان المالي والاقتصادي عالميًا، وهي:
1- الموافقة على الاتفاقية المتعلقة بمصادر تمويل الإرهاب (وتحديدًا داعش) التي أصدرتها الأمم المتحدة، علمًا أن مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «غافي» والمتعلّقة بمكافحة الإرهاب، كانت قد انطلقت من لبنان في العام 2004.
2- قانون متعلق بنقل الأموال عبر الحدود، ينصّ على ضرورة التصريح عن مصدر أي مبلغ تفوق قيمته الـ عشرة آلاف دولار أميركي أو يورو.
3- تحديث وإضافة جرائم لم ينصّ عليها القانون 318 والمتعلقة بعمليات تبييض الأموال، والتي يجرّمها القانون الدولي.
4- قانون «التبادل الضريبي» المتعلّق بتبادل المعلومات الضريبية، والتي تعتبر أيضًا جريمة عالمية.
وأوضح الدكتور البعاصيري أنه لو «لم تقرّ هذه القوانين في تشرين الأول 2015، لكنّا اليوم أمام حجر مصرفي أجنبي على المصارف اللبنانية، أي عدم القدرة على إنجاز التحاويل المالية من لبنان وإليه، إضافة إلى السمعة السيّئة وغير ذلك...».
كما أوضح سياسة مصرف لبنان الداعية إلى الاستقرار المالي أو تثبيت سعر صرف الليرة، بسبب غياب الاستقرار السياسي والأمني.
هندسات مصرف لبنان المالية
تطرّق المحاضر في محاضرته إلى هندسات مصرف لبنان المالية، وأهمها التحكّم بالفوائد على سندات الخزينة، وبعمليات الدمج المصرفية التي تمّت بنجاح بين العامين 1990 و1995 من دون تكبّد أي خسائر مالية، إضافة إلى الحوافز المصرفية التي أطلقها منذ عدة سنوات وشملت القروض السكنية، والبيئية، والطاقة المتجدّدة والتعليمية، كما شملت دعم قروض كفالات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتشجيع على الاستثمار في اقتصاد المعرفة...
كذلك ذكر البعاصيري بأن القطاع المصرفي اللبناني التزم الاتفاقات الدولية ولا سيّما اتفاقية (بازل-3) لجهة الملاءة المصرفية والربحية...
وأعلن البعاصيري أن إنشاء مصرف لبنان اتخذ العديد من الاجراءات في إطار، حرصه على سمعة لبنان المالية والمصرفية في العالم، فاقتصادنا مدولر وبالتالي فنحن نتأثر بجميع القرارات الدولية، ولا سيّما بما يحكى عن توجّه البنك الفيدرالي الأميركي إلى رفع الفائدة على الدولار.
وإذ أكد استقلالية البنك المركزي اللبناني، وتميّزه بين عدد كبير من المصارف المركزية في العالم، أبدى تفاؤله بلبنان الغد، على الرغم من المخاطر التي تهدّده، ودعا جميع الأجهزة الأمنية والجامعات ومراكز الأبحاث... إلى التكاتف وزيادة الانتاجية للنهوض بلبنان.
أعقب المحاضرة حوار أضاء خلاله البعاصيري على جوانب هامة من سياسة مصرف لبنان المستقبلية الهادفة إلى حماية الاستقرار المالي. وفي الختام شكر ممثل القائد، العميد الركن زهر الدين الدكتور البعاصيري على محاضرته القيّمة، مقدمًا له درع الجيش التذكاري عربونًا لعطائه ولحضوره المميّز.