باقة ثقافية

محترف راشيا يكرّم الفنانة والكاتبة ريتا طانيوس أبي ياغي وندوة حول كتابها الجديد «إنه اللون»

لمناسبة صدور كتاب الفنانة التشكيلية والكاتبة اللبنانية ريتا طانيوس أبي ياغي بعنوان «إنه اللون», كرّمت جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون - راشيا - لبنان الكاتبة خلال ندوة تبعها توقيع في صالة Place d´étoile في ساحة النجمة وسط بيروت.
رئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال استهل اللقاء بالقول: «نأتي اليوم من راشيا الوادي حيث قلعة إستقلال لبنان وجبل حرمون الى وسط بيروت أُمّ الشرائع، لنحيي تكريماً الأدب والشعر والفن والموسيقى بشخص الفنانة اللبنانية المتميزة ريتا طانيوس أبي ياغي، التي استطاعت من خلال الريشة واللون الولوج الى عالم ما بعد اللون، عالم الحس غير المُدرَك المتماهي مع البصيرة قبل سطوع البصر، عالم اللون وتأثيراته المباشرة على حياتنا وما شكله عبر التاريخ في نمو الثقافات والأديان، واعتماد الشعوب على تميّز مجتمعاتها من خلال اللون والرمز اللوني حتى يومنا هذا. وها هو مولود ريتا أبي ياغي الجديد كتاب «إنه اللون» يؤكد على تميّز هذه الفنانة المرهفة من خلال دراسة تحليلية لخصائص وتأثير اللون في الطبيعة وفي سلوكنا وفي حياتنا اليومية. وقد أتينا اليها اليوم لنكرَّم قبل أن نكرِّم وقد استحقت بجدارة درع جمعيتنا حيث يأتي تتويجاً لمسيرتها الفنية والأدبية المفعمة بالإبداع».
من جهته أشار الناقد والفنان العربي عمران القيسي في كلمته عن الكتاب التي جاءت بعنوان «فلنقرأ حديقة الوعي الملونة» فقال: «تذهب ريتا طانيوس في تحليلها للون نحو آفاق أبعد من الأفق السيمائي السحري له، لأنها تجعل منه سبباً من أسباب الحياة والعالم. إذ تنطلق من العناصر الأساسية المكوّنة للطبيعة أي التراب، الماء والنار، لتتابع وتراقب وتفترض فتبني قاموساً بالغ الأهمية عن تحوّلات اللون وتفاعلاته عبر الحضارات المتعاقبة وعبر الحالات الإنسانية...».
وأضاف القيسي:
«وفق هذا المنهاج التطابقي، تذهب ريتا أبي ياغي الى حيث تدفعنا لأن نتعامل حسياً مع اللون، وتبتعد متعمّدة الغوص في الجانب العقلي الذي يحمل تحليلاً ميكانيكياً لفيزياء اللون، فتقول عن الأحمر مثلاً إنه موجة صوتية تقع في بقعة من بقع الضوء أي أنه درجة من درجات اللون، لتتحدث في الحقيقة عما نسميه الشعور الدافئ الذي يمنحه اللون، ثم تدرّجت في الإشارة الى بعض الرموز التي يعبّر عنها الأحمر عامة، مثل الدم أو حالة الرفض أو الثورة، لتصل في النهاية الى الفكرة الأساسية ألا وهي الغريزة الإنسانية المكتسبة من المرحلة البدائية الأولى والتوحش العام التي تتحرك باللون الأحمر...».
في الختام كانت مداخلات لكتّاب وفنانين حول الكتاب وأهميته كمرجع مهم في البحث عن الألوان وتأثيرها.
وفي الختام قدّم رئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال درع المحترف للفنانة أبي ياغي.