تحقيق عسكري

مختبرات اللغات
إعداد: ندين البلعة خيرالله

تولي المؤسسة العسكرية أهمية كبرى للثقافة واللغات الأجنبية، حيث يجري حالياً تعليم اللغات التالية: الانكليزية, الفرنسية, الإيطالية، التركية، الروسية، البرتغالية، الألمانية، والعبرية، مع التركيز على اللغتين الإنكليزية والفرنسية, ومن المرتقب البدء بدورات تعلم اللغات الكورية، اليونانية والأرمينية.
وقد جرى تجهيز أحد عشر مركزًا للّغة الإنكليزية بمختبرات تتضمّن كتبًا ومعدات ومستندات تدريب حديثة ومتطورة بدعم من السفارة الأميركية في لبنان، وبالتنسيق مع مكتب الدفاع لديها ومديرية التعليم في الجيش. يستوعب كل مختبر 30 مقعدًا ويبلغ عدد الطلاب الذين يتابعون الدورات سنويًا في مختلف المراكز، حوالى 2000 طالب, فيما يبلغ عدد الأساتذة 30 أستاذًا عسكريًا و12 أستاذًا مدنيًا. وهؤلاء الاساتذة حائزون دبلوماً في تعليم اللغة الإنكليزية من معهد الدفاع التابع للجيش الأميركي في الولايات المتحدة الأميركية، ويتابعون دورات متقدّمة بصورة منتظمة كل سنتَين في المعهد نفسه.
أما في ما يتعلق بتعلّم اللغة الفرنسية، فقد عمدت قيادة الجيش وضمن إطار مشروع «تعزيز الفرنكوفونية في الإدارات الرسمية», المموّل من الدولة الفرنسية، الى افتتاح أحد عشر مركزاً وتجهيزها وهي موزعة كالآتي: الكلية الحربية، اللواء اللوجستي، الطبابة العسكرية، معهد التعليم، معسكر عرمان للتدريب، مدارس مديرية المخابرات والقوات الجوية والقوات البحرية، فوج المغاوير، الفوج المجوقل وموقع صور. يستوعب كل مركز من 20 إلى 30 مقعداً، ويبلغ عدد الطلاب الذين يتابعون الدورات سنوياً في مختلف المراكز، حوالى 1000 طالب, فيما يبلغ عدد المدربين 34 أستاذًا عسكريًا و4 أساتذة مدنيين. والأساتذة العسكريون هم خريجو المعهد الثقافي الفرنسي في بيروت، ويتابعون دورات متقدّمة بصورة منتظمة في الداخل والخارج. وفي هذا السياق أيضاً، ومنذ العام 2010، تُجري قيادة الجيش سنوياً وبالتعاون مع السلطات الفرنسية مسابقة اللغة والثقافة الفرنسية، حيث وصل عدد المشاركين فيها في العام 2015 إلى 13 الفاً.
 

دورات مختلفة
بالإضافة الى ما سبق، ثمّة عناصر من القوات الخاصة الأميركية في منشآت الوحدات الخاصة (فرع القوة الضاربة والمكافحة في مديرية المخابرات، وأفواج المغاوير والمجوقل ومغاوير البحر), يساعدون في تدريب عسكريي هذه الوحدات، كلّ ضمن اختصاصه, كما تستقبل الألوية وأفواج التدخل على مدار السنة, فرق تدريب (فرنسية بمعظمها)، لتنفيذ دورات مقتضبة لا تتخطى مدّتها الشهر، وذلك بهدف صقل مهارات العسكريين وتبادل الخبرات العامة في مجالات مختلفة.

 

أهمية مراكز التدريب
يلفت المقدّم الركن حنّا لطيف إلى أنّ وجود مراكز تدريب بإشراف فرق أجنبية، يساهم في تطوير قدرات عناصر الجيش اللبناني على مختلف المستويات, لا سيّما وأنّ الدورات تفتتح وفق احتياجات المؤسسة ولمجاراة الأساليب والتقنيات الجديدة والمتطورة، التي لا تتوافر في مدارس ومعاهد التدريب اللبنانية.
من جهة أخرى، يؤكّد أنّ التعاون مع هذه الفرق يساهم في تطوير العلاقات العسكرية بين الجيش اللبناني والجيوش الصديقة, ويعزّز أواصر التواصل والتعاون والتفاهم في ما بينها. أمّا كلفة التدريب فلا تتعدى التغذية والمنامة, فالفرق الأجنبية تؤمّن حاجاتها اللوجستية والتدريبية بنفسها, لا بل تساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل الجيش اللبناني (مثلاً: تؤمن الفرق الأميركية الذخيرة الخفيفة المطلوبة للتدريبات, كما تعمد بعض الفرق الأخرى إلى تقديم هبات متوافقة مع نوع التدريب الذي تجريه).
ويختم حديثه مشدّدًا على الانطباع الإيجابي الذي كوّنته الفرق الأجنبية عن متدرّبي الجيش اللبناني الذين طالما أثبتوا مناقبيّتهم وحرفيّتهم وتعاونهم من أجل تطوير أساليب التدريب واكتساب الخبرات.