ذكراهم خالدة

مخيم يهدي الصغار فرح العطاء في ذكرى المقدم الشهيد صبحي العاقوري
إعداد: ندين البلعة

في الذكرى الثانية لاستشهاد زوجها، جمعت السيدة ليا العاقوري أبناء دير الأحمر كباراً وصغاراً، للصلاة ولتخليد ذكرى من تكلّل بغار العطاء والبطولة. فمؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري التي تواصل نشاطاتها حاملة الفرح الى أبناء شهداء الجيش، كرّمت من تحمل إسمه بمبادرة فريدة هذه المرة إذ أهدت صغار دير الأحمر أياماً جميلة وسط مخيم سبق القداس الذي أقيم في ذكرى استشهاده.


الافتتاح
بين الأول من أيلول والخامس منه، نظّمت المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة القديس بولس ومرشدها الأب شربل جعجع، وبمساعدة شبيبة سيدة البرج وأهالي دير الأحمر، مخيماً نهارياً (Day Camp) جمع أولاد البلدة من عمر 5 وحتى 12 سنة.
فريق من المنظّمين جال على منازل البلدة داعياً الأولاد الى المشاركة في المخيم الذي يستقبلهم أربعة أيام بين الثامنة صباحاً والثانية بعد الظهر.
شارك حوالى 180 ولداً في المخيم، وهو عدد فاق ما كان يتوقعه المنظمون. النشاطات أقيمت في ساحة كنيسة سيدة البرج وقد شملت الألعاب والأغاني والأعمال اليدوية، وتوّجت أيام المخيم بالسهرة الختامية.
فوج المغاوير تمركز منذ اليوم الأول في مكان المخيم لدعم المؤسسة وتأمين كل ما يلزم.
وقد كان لشبيبة سيدة البرج ومرشدها الأب ملحم شيت ايضاً، فضل في التحضير للمخيم وتقديم ما يلزم.


تحية الشهيد
نشاطات آخر أيام المخيم، بدأت بوضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري للمقدم الشهيد صبحي العاقوري بمشاركة كل الأولاد في المخيم، وأعقب ذلك قداس واستذكار لمرور سنتين على استشهاد المقدم العاقوري. احتفل بالذبيحة الإلهية الأب شربل جعجع بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن شربل برق قائد منطقة البقاع، الذي أبى إلا أن يرافق الأولاد، سيراً على الأقدام، من كنيسة مار يوسف حيث أقيم القداس وحتى ساحة كنيسة سيدة البرج مكان المخيم والسهرة الختامية.  
الأب شربل جعجع تكلم في عظته عن معنى الشهادة والاستشهاد مركّزاً على مزايا الشهيد. وقد ختم العظة بقصة مؤثّرة عن رجل كان ينقل يومياً جرتين ليملأهما ماء للملك. إحداهما فيها تشققات كانت تصل شبه فارغة الى الملك. وعندما سُئل الرجل عن سبب احتفاظه بها، دلّ السائل على الطريق الذي امتلأ بالزهور والخضار بسبب الماء الذي كان يتسرّب منها...

 

تضافر الجهود
في ختام المخيم المميز الذي ترك انطباعات رائعة لدى أهالي الضيعة وأولادها، شارك حوالى 700 شخص بينهم جمع من أهالي الشهداء وأولادهم في عشاء قروي وسهرة نار.
ثلاث نساء ساهمن في تحضير هذا العشاء والطعام اليومي للمخيم: السيدة غلاديس الديراني، ميرار العاقوري وهنا العاقوري. وقد تابعت المخيم الى جانب المنظمين، السيدة كلود الهلالي زوجة المقدم الشهيد ميلاد الهلالي. كما تابع المسؤولان في شبيبة سيدة البرج ايلي الديراني ودياب عماد المخيم بكل تفاصيله، وقدما التسهيلات اللازمة.
قيادة الجيش كانت كالعادة الداعم الأول، وساهم نادي ضباط الأرز في تلبية المتطلبات.
السيدة ليا العاقوري تعبّر عن سعادتها لنجاح هذا المشروع، ولصداه في دير الأحمر بلدة المقدم عاقوري، الذي أحب قريته ووطنه حتى الاستشهاد.