تحقيق عسكري

للبنيـان شمـوخ وللحقوق رسوخ

لما كان انتشار الجيش بقواه كافة يفصّل على قياس جسد الوطن الكبير، ما استدعى زيادة عديده وعتاده، برزت الحاجة الى عقارات جديدة وأبنية حديثة ترتفع مداميكها، وأخرى قديمة ترمم فيزاد عليها أو تعاد هندستها لتتلاءم مع متطلبات الواجب من مهمات وخدمات وغيرها. هذا هو الدور الكبير والأساس الذي تضطلع به مديرية الهندسة في الجيش اللبناني بالإضافة الى مهمات أخرى لا تقلّ أهمية.
لقد ارتفعت في الآونة الأخيرة أبنية لفتت الأنظار بجمال هندستها، وأثنى من تجوّل في أرجائها على تناغم رائع بين دوريها الوظيفي والحياتي المرسومين بكل دقة وبراعة وإتقان. ومن هذه مبنى كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان في الفياضية ومبنى فوج مغاوير البحر في عمشيت.
للوقوف على واقع مديرية الهندسة والتعرُّف عن كثب على مهامها ومسؤولياتها والاطلاع على سير العمل فيها استأذنا رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن جورج مسعد، التابعة لإمرته هذه المديرية، وتوافقنا مع مديرهـا العميد الركن باخوص باخـوص على موعد الزيارة. وفي الموعد المضروب انتقلنا الى كفرشيما حيث دخلنا عالماً آخر. مديرية الهندسة «تهندست» فبدت كما العروس مجلوّة: جو عابق برائحة النظافة يخالطه أريج ورود وأزاهير توزّعت في أحواض ارتدت حلة خضراء من النجيل (Gazon) وارتفعت فيها شجيرات تعد بأفياء وعصافير. دخلنا المبنى الرئيس، قاصدين مكتب المدير. في الرواق الموصل صمت العمل الدؤوب. قرعنا الباب ودخلنا بعد الاستئذان فكان لقاؤنا الآتي مع العميد الركن باخوص.

نشأة المديرية ومهامها
• في البدء، حضرة المدير لا بد من تعريف بمديرية الهندسة ومهامها؟
- أنشئت مديرية الهندسة بتاريخ 15 أيار 1977 وارتبطت بقيادة الجيش - أركان الجيش للتجهيز. في البدء تركّزت في بناية بيضا بعين الرمانة، ثم انتقلت الى ثكنة كفرشيما في العشرين من كانون الثاني 1982، واستقرت أخيراً في هذا المبنى في ثكنة يوسف الأسطا في كفرشيما اعتباراً من الأول من تشرين الثاني 1999. أما عن مهام المديرية فهي تكلّف تنفيذ أوامر تصدر عن قيادة الجيش - أركان الجيش للتجهيز لتنفيذ دراسات ووضع دفاتر شروط وتلزيم ورش ومراقبتها وتسليمها الى المستفيدين، وهذا هو العمل المركزي للمديرية، تضاف اليه مهام أساسية أخرى مثل:
• الكشف على أجهزة التبريد (المكيفات) ومساعفتها.
• تركيب الشبكات الكهربائية ومساعفتها.
• مساعفة أعتدة التبريد والغرف المبرّدة في قطع الجيش ووحداته كافة.
• مساعفة الآليات الهندسية في الجيش، والآليات العائدة للمديريات التابعة لأركان الجيش للتجهيز.
• مراقبة فواتير العدّادات الكهربائية العائدة لمؤسسات وزارة الدفاع الوطني كافة وتصفيتها (تُقدّر بحوالى 8 مليارات ليرة لبنانية) وغيرها من المهمات الأخرى الروتينية.

• بناءً على ما ذكرتم حول مهمة مديريتكم المركزية، كيف تواجهون التطوّر السريع في عالم الهندسة؟
- إن الهندسة اختصاص علمي يتطوّر باطراد، وكذلك القوانين التي ترعى العمل الهندسي لذا كان لا مناص من مجاراة هذا التطور من خلال التواصل مع المعاهد والجامعات ومراكز الأبحاث وقطاع الهندسة الخاص والتوسُّع في العمل الهندسي حتى لا تجد مديرية الهندسة نفسها عاجزة عن خدمة الجيش في المديين المتوسط والبعيد، ولا سيما في ظل عدم توافر خرائط هندسية للأبنية العسكرية القديمة وضخامة الأشغال والدراسات المطلوبة لمعالجة الثكنات والمنشآت نتيجة سنوات من التدمير والإهمال القسري وقدم الأبنية وزيادة عديد الجيش وتوسّع انتشاره.
من ناحية ثانية شهدت القوانين التي ترعى العمل الهندسي تطوّراً جذرياً وبخاصة مع صدور، أولاً القانون الرقم 646 تاريخ 11-12-2004 الذي أدخل العديد من التعديلات الجذرية على تطبيق قانون البناء وخصوصاً إعفاء الأبنية العسكرية من الرخصة المسبقة المشروط بقرار مجلس الوزراء، وثانياً: مرسوم السلامة العامة الرقم 14293 الذي جعل تطبيق شروط السلامة العامة إلزامياً وخصوصاً لجهة المعايير الزلزالية والحريق والمصاعد وغيرها، بالاضافة الى إلزامية التدقيق الفني. هذا ما رتّب على المديرية تطوير العمل الهندسي في الجيش بشكل يجعل الهندسة قوة له وعاملاً منتجاً يسهم في تخفيف الأعباء عن المؤسسة في الظروف الصعبة. وقد عمدتُ منذ تسلمي إدارة المديرية العام 2005 الى رفع دراسة شاملة عن وضعها مع اقتراحات في مختلف النواحي التنظيمية والإدارية والعديد والآليات والجهيزات، وقد أنجز منها القسم الأكبر وما يزال العمل جارياً لتحقيق الباقي وبخاصة لناحية إكمال النقص في عديد الإختصاصيين.

• ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها مديرية الهندسة الى اليوم؟
- سأترك الجواب عن هذا السؤال الى رؤساء المصالح في المديرية فهم خير من يوضح هذا الأمر فيضيء كل واحد منهم على الإنجازات التي حققتها مصلحته في السنوات السابقة.

• ما هي تطلعات مديرية الهندسة إزاء تطور العمل الهندسي؟
- يمكن إختصار تطلعات المديرية في محاور ثمانية هي:
• الإستغناء الكامل عن تلزيم الأشغال الخاصة بالجيش وتنفيذها مباشرة من قبل أجهزته المختصة.
• الإستغناء الكامل عن تلزيم الدراسات من خلال تطوير الدراسات الهندسية للجيش ورفع مستواها الفني ما ينعكس إيجاباً على المراحل التالية كالتلزيم والإشراف والتسلُّم.
• رفع مستوى عمليات التسلّم في الجيش عن طريق تدريب الخبراء المنتدبين الى لجان التلزيم والتسلّم.
• إستحداث قسم للتدقيق الفني وفقاً للمرسم 14293 المذكور وتفعيل عمله ليوازي مكاتب التدقيق من الفئة الأولى ما يغني المديرية عن اللجوء الى تكليف مكاتب هندسة مدنية بالتدقيق فنوفّر كلفة عالية وأمناً عالياً لوثائقنا الهندسية.
• تفعيل عمل مختبر الخرسانة المسلّحة فتستقل المديرية في عملها مع ما يترتب على ذلك من توفير مادي واستقلال ذاتي وثقة في التقارير والدراسات حتى يغدو الجيش مرجعاً في مراقبة الأعمال الهندسية.
• تجهيز مختبر التربة بالعديد (لا سيما الفنيين) والعتاد وتفعيله لحصر عملية دراسة التربة بالمديرية فحسب.
• تفعيل التعاون بين مديرية الهندسة والجامعات والمعاهد المحلية.
• تفعيل التعاون مع وزارة التعليم المهني والتقني من أجل إخضاع العناصر الفنيين في الجيش لدورات متواصلة في اختصاصاتهم ترفع مستواهم وتزيد خبراتهم فتنخفض بالتالي الحاجة الى يد عاملة خارجية.
من ناحية ثانية يهمني أن أوضح أن المهندسين في الجيش وهم من الأبرع في مجال اختصاصهم يحدوهم الأمل ليكونوا جسر عبور التطوّر العلمي، ولا سيما في ميادين الهندسة، الى الجيش وعاملاً كبيراً في تخفيض كلفة فاتورة صيانة المباني العسكرية.
ولكن بالمقابل، وإزاء توافر الإمكانات المطلوبة والعزيمة الصلبة يبقى إعادة هيكلة هذه الإمكانات من خلال سد الفجوات فيها وتعزيز العمل بالطاقات الشابة الإضافية، وذلك بهدف تحويل العمل الهندسي في الجيش من مشتر للخدمات الى أكبر دارس ومنفّذ على الأراضي اللبنانية يرفد مختلف القطاعات الحكومية الخبرة والطاقات الضرورية لعمل هندسي متكامل في  زمنَي السلم والحرب.

• حضرة العميد قبل أن نستأذنكم للقيام بجولة على مصالح المديرية نتعرّف فيها على طريقة عملها هل من كلمة أخرى تضيفونها؟
- اودّ ان اختم بكلمة واحدة هي شعار عمل المديرية:
«لا يهم إن كنت أسداً أو غزالاً فمع إشراقة كل صباح يتعيّن عليك أن تعدو أسرع من غيرك حتى تحقق النجاح».
خرجنا من مكتب العميد الركن باخوص وفي القلب كبَر وفي الضمير رضىً بأن جيشنا حقاً عقل يبدع ويد تبني والمطلوب التفاتة مادية من هنا وأخرى معنوية من هناك تسرّعان ارتقاء الجيش معارج خدمة الوطن وشعبه.
وبدأنا جولتنا في أرجاء المديرية نتعرّف على مصالحها ونقف على مهامها ومنجزاتها. وكان لقاؤنا الأول مع رئيس مصلحة الدروس العقيد المهندس إميل عواد.

مصلحة الدروس:«وَرْشة - وِرْشة» لا تنتهي
استقبلنا رئيس المصلحة في مكتبه فبادرناه بالسؤال عن المصلحة ومهامها فأجابنا:
تتألف مصلحة الدروس من فرعين: الإداري والتقني. ومن مهماتها الأساسية:
• دراسات هندسية وكشوفات لمختلف قطع الجيش ووحداته من مناطق وألوية ونوادي ضباط ورتباء وطبابات وبيوت جندي وغيرها...
• إعداد دفاتر شروط فنية للمشاريع المطلوبة.
• إشراف تقني على الدراسات والمخططات التي تكلّف بها مكاتب متخصصة مثل الأعمال البحرية وفحص تربة وفحص باطون وغيرها...
• الإشراف على بعض الأشغال الهندسية.
• إعداد المخططات التوجيهية لثكنات الجيش.
• تحديد صلاحية المنشآت العسكرية للسكن ومدى مراعاتها لقانون السلامة العامة.
• إعداد الخرائط الإنشائية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية للمشاريع التي تكلّف بها.
• إعداد دراسات متخصصة كحفر آبار ارتوازية وتحلية المياه وجعلها صالحة للشرب، وتكرير المياه المبتذلة. ومن إنجازات المصلحة في هذا الإطار محطة تكرير المياه المبتذلة في الأرز - بشري، وأخرى في منازل الضباط في حارة الست مساهمة من الجيش في الحفاظ على البيئة، ومحطة تحلية مياه الشرب في منازل الضباط في بئر حسن، وأخرى في المدرسة الحربية وهي قيد التنفيذ.
بالإضافة الى شؤون إدارية ليس أقلها تأمين اشتراكات المياه لتغذية المراكز العسكرية والتنسيق مع الإدارات الرسمية لمعالجة أمور هندسية، وإعداد مشروع الموازنة السنوية للإنشاءات والطرقات ومشاريع التغذية بالمياه.

• هل ممكن أن تعرضوا لنا بعض إنجازات مصلحة الدروس؟
- في الحقيقة، تعمل مصلحة الدروس في مديرية الهندسة بكامل طاقتها، لا بل هي في سباق مع الوقت فالحاجات والمتطلبات العسكرية من أبنية ومستوصفات ومخازن وحقول تدريب ومحطات تكرير مياه، ماسة جداً لا تعرف الأفضليات وإنما تفضل التنفيذ السريع. ومن أهم إنجازات المصلحة العام المنصرم:
• وضع دفاتر شروط فنية لكل من: ثكنة فوج مغاوير البحر في عمشيت (وقد أنجز البناء)، ومستوصف في عندقت، ومبنى قسم الأشعة في المستشفى العسكري المركزي، وغيرها...
• دراسات كثيرة منها واحدة لترميم قسم الطوارئ في المستشفى العسكري المركزي وتجهيزه.
• إنشاء مستوصف في ثكنة ريمون الحايك - صربا، مخازن لصالح اللواء اللوجستي في كفرشيما، ومخازن ذخيرة نموذجية في ثكنة دوري عيراني في اللويزة، وحقول تدريب، ومحطة تكرير مياه في ثكنة هنري شهاب وغيرها...
وبكلمة مختصرة لقد أنجزت مصلحة الدروس من بدء العام 2007 وحتى اليوم 55 دفتر شروط فنية، و1500 دراسة وكشف هندسي.

• سؤال أخير عن المشاريع التي تملأ بيدركم تحت شمس المعرفة تنتظر دراسته لتخرج قمحاً يغني الجيش؟
- كما تفضّلتم بيدرنا حافل وعلى قدر طاقتنا وأكثر ونُكبّ على العمل آملين إنجازاً سريعاً لمعظم المشاريع ومن أبرزها:
- إنشاء مركز خاص للمعوقين في ثكنة الطرابلسي ومحطة محروقات لكاز الطيران في قاعدة بيروت الجوية ومخازن ذخيرة في كفرمشكي، وثكنة تستوعب لواء في النبطية، ونادٍ للضباط في رياق وثكنة في جزين، وأخرى تستوعب لواء في مرجعيون ومبنى للكتيبة الثانية في لواء الحرس الجمهوري... وغيرها كثير كثير.
ومن الجدير بالذكر أن من المشاريع الكبرى المنفّذة والتي أعدّت دراستها مديرية الهندسة: كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وثكنة فوج مغاوير البحر في عمشيت، وثكنة صغبين.
بعد سماعنا هذه المعلومات كلها استأذنا بالتحوّل الى مصلحة أخرى وكأننا نفسح المجال أمام مضيفنا للانصراف الى العمل الكثير.

في مصلحة المشاغل: حركة مباركة لا تهدأ
في مكتب رئيس مصلحة المشاغل أجابنا العقيد المهندس عبدالله خيرالله عن سؤالنا حول مهام المصلحة التي يرأسها فقال:
- أنشئت المصلحة العام 1990 لتأمين حاجات الجيش من أعمال الصيانة والمساعفة للأعتدة الكهربائية والميكانيكية على مختلف الأصعدة، كما تنجز الدراسات وتقترح المواصفات الفنية المطلوبة للأشغال الكهربائية والميكانيكية الواقعة ضمن صلاحيتها ليصار الى تلزيمها بعد ذلك من قبل المعنيين إن في مديرية الهندسة أو في المديرية العامة للإدارة. يضاف الى ذلك تدريب القسم النوعي لعناصر مكاتب الدراسة في اختصاصي الكهرباء وتكييف الهواء، وتنفيذ دورات تمرُّس على الأعمال الكهربائية ومساعفة أجهزة التبريد.  

• كم مشغلاً يتوزّع هذه المهام؟
- تتوزّع أعمال الصيانة والمساعفة ثلاثة مشاغل هي:

- مشغل الإلكتروميكانيك: ومهمته الكشف على التجهيزات الكهربائية في كامل الإنشاءات العسكرية والعمل على مساعفتها أو ترميمها أو استبدالها (1689 عملية من العام 2006 حتى اليوم)، ووضع الدراسات اللازمة لإنشاء شبكات كهربائية جديدة وتأمين الحمايات من الصواعق الطبيعية. هذا بالإضافة الى التدقيق بالفواتير الكهربائية لقطع الجيش ووحداته كافة، وتأمين الاشتراكات والعدّادات الكهربائية اللازمة لهذه الأخيرة بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان. وهنا يمكننا الإشارة الى أن قيمة الفواتير المستحقة لكهرباء لبنان سنوياً تصل الى حوالى ثمانية مليارات ليرة لبنانية.

- مشغل التدفئة والتبريد: ويقوم بمساعفة أجهزة التبريد وصيانتها من غرف مبرّدة وبرادات ومكيّفات هواء على اختلاف أنواعها والمتوافرة في قطع الجيش ووحداته كافة (2734 عملية تصليح وتبديل من العام 2006 حتى اليوم).

- مشغل الآليات والنقل، ويتولى مساعفة الآليات الهندسية في الجيش كلها بالإضافة الى الآليات التابعة لمديريات الهندسة والقوامة والعتاد (1021 عملية تصليح من العام 2006 حتى اليوم).
وأخيراً لا بد من الكلام عن دور لضباط اختصاصيين في هذه المصلحة يقوم على تنظيم دفاتر الشروط الفنية اللازمة لتنفيذ أشغال لصالح الجيش عن طريق التلزيم. بالإضافة الى مساعفة أجهزة تدفئة مركزية وأفران طهي ومضخات مياه ومحطات تكرير المبتذلة.

• ولكن، مع كل هذه المهمات، والتطور العلمي المتسارع كيف تواكب مصلحة المشاغل تطوّر الأعتدة والأجهزة الإلكتروميكانيكية؟
- إن مصلحة المشاغل تقف بشكل مستمر على آخر التطورات في مجال الهندسة الكهربائية من خلال حضور الضباط التابعين لها العديد من الندوات العلمية بالتنسيق مع شركات ومؤسسات كبرى متخصصة في حقلي الهندسة الكهربائية والميكانيكية وغيرهما..

مصلحة الممتلكات لمصلحة الجيش
والى مصلحة الممتلكات توجّهنا نستكشف المجهول في واقع الممتلكات التابعة للمؤسسة العسكرية. وكان لقاؤنا مع رئيس المصلحة العقيد المهندس سمير خير الدين الذي أجابنا عن سؤالنا حول مهمام المصلحة فقال:
- مصلحة الممتلكات هي واسطة العقد في مديرية الهندسة، وتحظى بمكانة واهتمام كبيرين نظراً الى أهمية مهامها وانعكاسها على الواقع العقاري للجيش وتطوّره وتقدّمه واحترام حقوقه. وسأسرد بلمحة سريعة أبرز هذه المهام:
• حفظ مستندات العقارات كافة التي هي باستعمال الجيش.
- تنظيم مخططات إجمالية مفصّلة لممتلكات الجيش وتحديد موقعها على مخططات لبنان.
• وضع لوائح مفصّلة بالعقارات الواقعة ضمن مناطق حرم الثكنات العسكرية والعمل على تبليغها الى المراجع العقارية المختصة.
• تنظيم مشاريع مراسيم الاستملاك وقرارات المصادرة وعقود التخصيص بعد تأمين الوثائق الرسمية المتعلقة بها.
• العمل على إظهار حدود عقارات الجيش كافة.
• العمل مع الدوائر العقارية ودوائر المساحة والتنظيم المدني ومديرية الشؤون العقارية بهدف تنفيذ المراسيم والقرارات والعقود العائدة للمؤسسة العسكرية.
• تنفيذ مضمون آلية الاستملاك وكل آلية تتعلق بالعقارات.
• تنظيم مخططات مفصّلة ومصغّرة لكل ثكنة والأبنية كافة ضمن الثكنة.
• التنسيق مع الأرهاط الطوبوغرافية المكلفة بمسح وإظهار حدودها وعقارات الجيش.
• رفع مساحي للمنشآت المشغولة من قبل الجيش مع ترقيم المباني للثكنات كافة، لتسهيل عملية التخصيص لصالح قطع الجيش.
• تنظيم مخططات تبيّن حدود عقارات الثكنات والمراكز العسكرية ومنطقة الحرام مع إظهار الإفرازات كافة، ضمن منطقة الحرام وذلك لإبلاغ المراجع الرسمية بحدود منطقة الحرام وأرقام العقارات الواقعة ضمنها.
• تركيز المنشآت كافة التي ينفّذها فوج الأشغال المستقل.
• رفع مساحي لعدد كبير من عقارات الجيش لصالح المشاريع ودفاتر الشروط المكلفة بها مصلحة الدروس.
• بالإضافة الى مهام إدارية تكمل هذه المهام الآنفة الذكر.

• يبدو من المهام الملقاة على عاتق المصلحة عظم الدور الذي تضطلع به. ولكن هل يمكن إعطاؤنا أمثلة حديثة عن إحداها؟
- إن الجيش عندما يجد حاجة الى استملاك أي عقار (أرض، بناء...) لاستعماله كثكنات عسكرية أو حقول رمي، يعمد الى شراء هذا العقار وإنجاز المخططات والجداول والمعاملات الرسمية ليصبح قانونياً باسم الجيش. ومن أحدث الأمثلة استملاك حقل رماية عين درافيل، وعقارات مجاورة لفوج الإشارة.
وهناك مبدأ آخر غير الشراء هو مبدأ التخصيص، أي أن يخصص عقار عائدة ملكيته للدولة  للجيش فيستعمله لحين انتفاء الحاجة اليه. وهذه الحالة تتطلب ايضاً تنفيذ سلسلة الأعمال الإدارية نفسها المطلوبة للإستملاك عدا مرسوم الاستملاك الذي يستبدل بمرسوم تخصيص، ومن الأمثلة المدينة الكشفية وعقارات مغاوير البحر في عمشيت.
وهناك قرارات مصادرة حيث يعمد الجيش الى مصادرة عقارات وأبنية هو بحاجة عملانية اليها مقابل تعويضات سنوية تدفع لأصحاب الحق. وكذلك تنفذ أعمال إدارية لجعل المصادرة قانونية.
وأخيراً تبقى هناك مسألة الإيجارات حيث يعمد الجيش الى استئجار أراضٍ وأبنية لحاجاته العملانية وفق الأنظمة المرعية الإجراء كمنازل الضباط في حالات.
كما أن المصلحة وبناءً على أوامر من القيادة، ولمساعدة العسكريين في حل مشاكلهم العقارية الخاصة مع مدنيين، تعمد الى توضيح نقاط الخلاف بشكل قانوني وإرشاد العسكريين الى تحصيل حقوقهم العقارية.

مصلحة عتاد الهندسة: دم المديرية
في هذه المصلحة التي هي عن حق، الدم الذي يجري في شرايين المصالح الأخرى فيغذيها ويتغذى الجيش. التقينا رئيسها العقيد المهندس داني فارس الذي عرض علينا أبرز مهامه:
• إستدراك حاجات الجيش السنوية من العتاد والمواد والتجهيزات الداخلة في ترقيم مديرية الهندسة (حوالى 14000 صنف).
• تسلم التجهيزات والعتاد الهندسي وخزنها.
• تسليم التجهيزات واستردادها وإبدالها وطلب إصلاحها.
• تصنيف المواد والعتاد والتجهيزات الداخلة في ترقيم مديرية الهندسة وخزنها وفقاً للأصول وتأليلها.
• تحديث أساليب الخزن والترقيم والتأليل ووضع ترقيم للمواد والمعدات المستجدة.
• إدارة المخزن المركزي وتأمين التوزيعات الظرفية وفقاً للحقوق وما قد يطلب من الورش والمشاغل.
• تعهد العتاد والتجهيزات المخزونة بصورة دورية ومنتظمة.
• تنظيم وتأليل المواصفات الفنية العائدة للمواد والمعدات الداخلة في ترقيم مديرية الهندسة.
• إجراء الصيانة وتعبئة مطافئ الحريق لقطع الجيش ووحداته والتأكد من تنفيذها بطريقة فنية صحيحة لحوالى 20000 مطفأة.
ويضيف فيقول:
في المصلحة فرعان إداري ومهمته التلزيم والتسلّم والتوزيع على قطع الجيش من مكيفات وبرادات وحراقات ومطافئ ومواد تسييج وبناء وأخرى كهربائية وصحية. وفي هذا الصدد تسلّمت المديرية جسوراً معدنية وتجهيزات مختلفة للاستعمال العملاني من الحكومة الروسية، وأجهزة UPS من السفارة الفرنسية، ومواداً من بلدية طرابلس، وعتاداً مختلفاً من الحكومة الأميركية، ومكيفات هواء وبرادات منزلية وأجهزة UPS وكواشف ضوئية من الكتيبة الكورية في اليونيفيل، ومكيفات هواء من فريق التدريب الأميركي.
هذا بالإضافة الى تسوية وضع الأعتدة في الجيش أي إدخال الأعتدة المقدمة للجيش أو المحققة وتلك المصنعة في الجيش من قبل فوج الأشغال المستقل في قيود الجيش مثل المجسّمات والمكعّبات وخنادق الاتصال والغرف والمحارس الإسمنتية والخشبية والحواجز المعدنية وغيرها...

• كيف تنظمون مخازن المصلحة مع وفرة الأصناف فيها فتضبطوا عملية الدخول والخروج مع البقاء على علم تام بحركة الأصناف؟
- وكأنك قرأت ما كنت سأفاجئك به؛ نحن اليوم في طور التحضير لاعتماد نظام «barcode» الذي يؤمن دقة عمليات الإحصاء والجردات وسرعتها وإجراء عمليات المراقبة والتدقيق ومطابقة المعلومات من خلال ربطه ببرنامج التأليل المعتمد في المحاسبة. ويمكن التعرّف على عتاد الهندسة بواسطة «Label» تلصق على كل صنف منه مع الترقيم العائد له، ما يوفر مواكبة التطور ورفع مستوى العناصر العاملين وجعلهم أكثر اطلاعاً وتخصصاً في هذا المجال.

• هل هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ؟
- أجل هناك عدة مشاريع أبرزها:
• المباشرة بإنشاء مشغل لتعبئة مطافئ الحريق في الجيش وتجهيزه وتأمين التجهيزات اللازمة له.
• تحديث شبكة الحواسيب في المصلحة.
• تحديث برامج التأليل بالتنسيق مع مديرية التأليل باعتماد نظام لغات برمجة حديثة وفعالة لاستيعاب تنامي حجم العمليات حيث من المرتقب المباشرة باعتماده نهاية العام الجاري.

قسم التأليل:دماغ المديرية الإلكتروني

إن العمل الضخم والدقيق والعالي المسؤولية الملقى على عاتق مديرية الهندسة يتطلب دماغاً إلكترونياً كبيراً يساعد في تنفيذ المهمات المطلوبة بكل دقة وسرعة وهذا ما تحقق الى حد غير قليل في قسم التأليل الذي كلمنا رئيسه المقدم المهندس أحمد الجابي فقال:
لقد تمّ تفعيل دور قسم التأليل عبر زيادة عديده من ذوي الاختصاص فبات قادراً على تيويم البرامج والشبكة وإدارتها ومساعفة المشاكل الطارئة، بالإضافة الى تحديث الأجهزة وتحقيق النواقص منها (طابعات وماسحات الكترونية متطورة)، كما تمّ تحقيق خادم (Server) تأميناً لمركزية حفظ المعلومات وتخزينها ونسخها شهرياً (Monthly Back Up)، وإعادة هيكلة شبكة «Network» بحيث تأمنت استقلالية كل مصلحة في المديرية مع ارتباطها مباشرة بالمدير. وأخيراً يتم تحديث البرامج الهندسية باستمرار بآخر الإصدارات من البرامج اللازمة لحسن سير العمل، بالإضافة الى تدريب العناصر على استخدامها. ولا ننسى كذلك أمراً مفرغاً منه وهو الإنترنت، فالمديرية وتسريعاً للبحوث الهندسية تعمل حالياً على «256 Broadband Internet».

القسم التقني: مهمات ودورات
إلتقينا رئيس القسم الرائد المهندس جورج رشوان الذي ذكر لنا أبرز المهمات التي يضطلع بها قسمه وهي:
• إقتراح أو تعديل تقني لمواد ومعدات وسبل تنفيذ متطورة وتوقيعها.
• التفتيش المنتظم للورش القائمة ووضع تقارير التفتيش.
• مراقبة حسن سير الورش وحسن استعمال المواد والعتاد والآليات.
• التدقيق الفني بالفواتير العائدة للأشغال والتجهيزات التي تحقق لتأمين الحاجات الآنية اللازمة لصيانة المنشآت العسكرية والتجهيزات.
• درس إدخال مواد ومعدات جديدة ضمن الأشغال وفقاً للتطور التكنولوجي العام ووضع بطاقات تقنية للمواد الجديدة وتوزيعها على المصالح المختصة.
• إقتراح الكتب والنشرات الفنية الحديثة اللازمة للمكتبة.
• وضع البرامج اللازمة لتأليل الدراسات الهندسية والمواد والعتاد ودفاتر الشروط والعديد.. يضاف الى هذه المهمات وغيرها الآتي:
1- إفتتاح دورات مختلفة في مديرية الهندسة بغية المساعدة على تحسين أداء الضباط المهندسين في عدة مجالات هندسية (المعمارية والمدنية والكهربائية والميكانيكية):
أ- «دورة Primavera» المتعلقة بإدارة الورش والمشاريع.
ب- دورة الإدارة الهندسية.
ج- دورة هندسة الزلازل.
د- دورة مع شركة «Shneidler» في مجال تطور المصاعد.
هـ- دورة مع شركة دبّاس في مجال التطور التقني والمعدات الحديثة.
2- تطوير في نظام تأليل عمل القسم وبرمجة ومسك السلفات على كامل فصول السنة، ومتابعة وضع الورش ومراقبتها من الناحية المالية والعملانية وتوزيعها وفقاً للأفضلية وحجز أموالها من السلفات.
وقد أنشئت لهذه الغاية سنة 2008 قاعة محاضرات حديثة مجهّزة بأحدث آلات التأليل والعرض.

في المشاغل والمخازن: ضجيج يعانق صمتاً
في جولتنا على المشاغل والمخازن حقيقة واحدة واجهتنا: ضمير متّقد. ففي أدراج المصالح وفي خزائنها وعلى رفوقها الترتيب والنظافة يحنوان على وثائق الجيش من خرائط وخطائط ومذكرات وغيرها فترتاح ليطول عمرها حافظة حقوقاً غالية.
في المخازن قطع الغيار وأصناف العتاد وغيرها تحتل أماكنها مرتاحة حاملة بطاقات التعريف بها وكل قطعة وصنف بين أمثاله. ومن الظلم الكلام على النظافة والترتيب وفقاً لقواعد التخزين فهذان أمران لا جدال حولهما ويفرضان وجودهما بقوة.
وفي المشاغل خلية نحل لا تهدأ. أرهاط تخرج من المديرية تكشف على أعطال في أعتدة وآليات في أماكن وجودها وتقرر الضرورة لإدخال العطل المستعصي خارجاً الى المشاغل حيث تعالج الأعطال كافة بكل دقة وتأنٍ فتستمر دورة العمل صحيحة في مختلف قطع الجيش ووحداته.
خرجنا من مديرية الهندسة والاطمئنان يغمرنا فالأمانة في أيدٍ أمينة تصان بحدقة عين ساهرة.

دفتر الشروط
1- إن دفتر الشروط الفني هو مجموعة كشوفات هندسية ومواصفات فنية وخرائط تهدف الى تنفيذ منشأة فنية (مبنى، بئر مياه، محطة تكرير مياه مبتذلة، مصعد كهربائي، ثكنة عسكرية، جولة مقاتل، تجهيزات سمعية وصوتية وبصرية...).

2- يحتوي دفتر الشروط على مئات الصفحات والخرائط مثلاً:
- دفتر شروط مستوصف صربا: يحتوي على 205 صفحات و90 خريطة.
- دفتر شروط ثكنة فوج مغاوير البحر - عمشيت: يحتوي على 223 صفحة و197 خريطة.

3- يوقَّع دفتر الشروط من قبل:
- وزير الدفاع الوطني.
- قائد الجيش.
- مدير الهندسة.
- رئيس مصلحة الدروس.
- الضباط الذين ساهموا في إعداده.
4- تقدر الكلفة الإجمالية لأشغال بعض دفاتر الشروط بملايين الدولارات الأميركية.
5- يقدر عدد دفاتر الشروط التي تعدها مديرية الهندسة بما لا يقل عن 40 دفتراً في السنة.