موضوع الغلاف

في موقع مثالي يؤمن الأسس الطبيعية الثلاثة التي تقوم عليها التدريبات (البرّ والبحر والجوّ)، سيكون للجيش مركز لتدريب القوات الخاصة ضمن منشأة عصرية متطورة فريدة من نوعها في لبنان، وقادرة على استيعاب حوالي 1800 عنصر ضمن أفضل الشروط.
باختصارٍ، عسكريًا، إنّه عهد جديد للتدريب في لبنان، ترتقي معه المؤسسة العسكرية وصولًا إلى أعلى مستويات الاحتراف.
اقتصاديًا واجتماعيًا، سيحقق المشروع نهضة في منطقةٍ طالما كانت تفتقر إلى التنمية. وبيئيًا، نحن أمام مشروع نموذجي أبنيته صديقة للبيئة يعتمد مصادر الطاقة النظيفة، وتحيط به أشجار الزيتون المعمّرة الموجودة حاليًا في الأرض التي ستقوم عليها المنشأة.

مركز تدريب القوات الخاصة في الشيخ طابا - عكار هو بمنزلة تحيّة وفاء إلى أبناء المنطقة الذين ارتبطوا بالجيش بعهود الدم والفداء... وهو ثمرة الثقة بالجيش وتعزيز الشراكة القائمة بينه وبين القطاع الخاص وتوسيع إطارها، كما أوضح قائد الجيش العماد جوزاف عون في احتفال وضع حجر الأساس للمركز، إذ قال: «في لبنان، حيث عجزت السياسات المالية للحكومات المتعاقبة عن منح الجيش الحصة التي يستحق من الموازنة، نتيجة العجز الاقتصادي المتراكم، تبقى إرادتنا الصلبة كما إيماننا برسالتنا، سلاحنا الذي نواجه به التحديات... معلنًا أنّ الإنجازات المعمّدة بدماء الشهداء شكّلت رسالة إلى العالم أجمع، ونجحت في انتزاع ثقة الدول والشركاء والأصدقاء، وهذه الثقة جسّدتها المساعدات المقدّمة إلى الجيش.
حضر الاحتفال الذي ترأسه قائد الجيش المدير العام التنفيذي لبنك عودة السيد سمير حنا إلى جانب الملحقين العسكريين، ورؤساء اتحادات البلديات، وشخصيات رسمية، وفعاليات من المنطقة وعدد من كبار الضباط.
وألقى قائد مدرسة القوات الخاصة كلمة تطرّق فيها إلى أهمية المركز في إعداد وحدات النخبة شاكرًا بنك عوده على مبادرته، إلى تمويل المشروع وتعاونه الكامل مع المؤسسة العسكرية.

عجزت السياسات ونجحت الإرادة
وفي كلمته شدّد قائد الجيش العماد عون على ارتباط مفهوم الدولة المستقلّة والمستقرّة بقدرة جيشها على حماية ترابها الوطني وحفظ كرامة مواطنيها، مضيفًا أنّ مفهوم الجيش المتطوّر يرتبط بقدرته على مواجهة التحدّيات بإمكاناتٍ عسكرية متقدّمة وبشرية مدرّبة، لذا كان استثمار معظم دول العالم في وحداتها العسكرية لما في ذلك من ضمانةٍ لاستقرارها الأمني والاقتصادي.
وأضاف: «في لبنان، حيث عجزت السياسات المالية للحكومات المتعاقبة عن منح الجيش الحصّة التي يستحق من الموازنة، نتيجة العجز الاقتصادي المتراكم، تبقى إرادتنا الصلبة كما إيماننا برسالتنا، سلاحنا الذي نواجه به كل التحديات المحيطة مهما كبر شأنها. إرادة، تستمدُّ صلابتها من محبة اللبنانيين، النابعة من الإنجازات العسكرية والأمنية المحقّقة، والمعمّدة بدماء شهدائنا، مشكِّلة رسالة إلى العالم أجمع، ناجحة في انتزاع ثقة الدول من شركاء وأصدقاء وحلفاء، فاستحققنا عن جدارة المساعدات والمعونات المقدَّمة.»
ولفت العماد عون إلى أنّ «عملية بناء جيش حديث ومتطوّر لا تقتصر على التسليح فحسب، بل تتخطّى ذلك إلى التدريب الذي يوازيه أهمية، لا بل يتفوّق عليه أحيانًا، خصوصًا في المهمات العسكرية التي يتطلّب تنفيذها استخدام وحدات النخبة. من هنا أهمية تطوير قدرات القوات الخاصة، وتوفير كل الإمكانات البشرية واللوجستية اللازمة لنجاحها في إتمام المهمات المطلوبة منها.
ولا يخفى على أحد، مكانة الوحدات الخاصة في الجيش اللبناني، التي سطّرت ببطولاتها ملاحم تضحية، مقدِّمة دروسًا في الوفاء، راسمةً صفحات مشرقة في سجل الشرف، في رحلة إنجازات عمرها من عمر هذا الوطن؛ فما لانت أمام إرهابي غادر، ولا استكانت أمام إسرائيلي غاصب، ما حتّم رفع مستوى حِرَفية هذه الوحدات وجهوزيتها، وتوفير التدريب اللازم لها، فكان مركز تدريب القوات الخاصة».

رسالةُ محبةٍ ورسالةُ قرارٍ
وأكد قائد الجيش أنّ «وجودنا اليوم في عكّار، هو أبعد من مجرد إطلاق مشروع مركز تدريب للقوات الخاصة. هو رسالة محبة جديدة من الشعب اللبناني لحامي سيادته، عبّر عنها ومثّلها بنك عوده «الصديق الدائم» للجيش، بشخص مديره العام التنفيذي السيد سمير حنا الذي يشهد اليوم معنا على تحقيق حلمٍ راوَدَ كل مغوار، كل مقاتل في الوحدات الخاصة.
كما أنّه في المقابل رسالة من قيادة الجيش إلى عسكريي الوحدات الخاصة تعبّر عن قرارها الحاسم بتحقيق تقدّم نوعي في مجال التدريب عبر توفير المساحات والمنشآت اللازمة، المجهّزة بالتقنيات الحديثة المستخدَمة من قِبَل أفضل الجيوش. لذلك كان القرار بتخصيص هبة السيد سمير حنا، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لإنشاء مركز القوات الخاصة، العمود الفقري لتدريب مختلف قطع الجيش ووحداته.»
وأشار العماد عون إلى أنّ «عناصر الوحدات الخاصة قد حقّقت إنجازًا نوعيًا في السنوات العشرة الأخيرة، وأظهرت مدى حرفيّتها وإنتاجيّتها، ما فرض ضرورة توسيع المركز المخصّص لتدريب عسكرييها، بمواصفاتٍ عالية، والذي سيسهم بتدريب نخبة من جنودنا وتأهيلهم جسديًا وفكريًا وتجهيزهم للمشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن الاجتماعي عبر ضرب أوكار الخارجين عن القانون، من مافيات الجريمة المنظّمة وتجارة الممنوعات على أنواعها، فاتحًا كذلك أبوابه أمام باقي الأجهزة الأمنية في إطار التعاون والتكامل مع المؤسسة الأم، الجيش.
كما سيقدّم المركز دورات حديثة في مجالاتٍ تحاكي ظروفًا ميدانية قاسية، مستوعبًا أعدادًا مضاعفة من العسكريين، الذين آمنوا بقدرتهم على تخطّي ما قد يعتبره الآخرون مستحيلًا، فاستحقّوا لقب مغوار في كل زمان ومكان».

من أرض الشهداء
وختم القائد بالقول: «اسمحوا لي في هذه المناسبة أن أوجّه تحية شكر وتقدير لكل الدول الصديقة، على وقوفها الدائم إلى جانب جيشنا تسليحًا وتدريبًا، على أمل أن يكون هذا المركز فرصة إضافية لتطوير قدرات جنودنا التدريبية والقتالية بالتعاون مع هذه الدول وجيوشها. من على الأرض التي تحتضن مئات الشهداء من العسكريين، وعلى بعد كيلومترات قليلة من مخيم نهر البارد، الذي عمّد بالدم أفواجنا الخاصة، أشكر كل من كانت وستكون له أي مساهمة في إنجاز مشروعنا - الحلم، آملًا أن يحقّق في المستقبل الأهداف الاستراتيجية المرجوة لبناء جيش عصري، حديث، للنوعية فيه الكلمة الفصل، فنَشغُل عن حق موقعنا في عداد الجيوش الكبرى.»
من جهته اعتبر السيد سمير حنا أنّ المصرف يتشرف بوقوفه إلى جانب الجيش اللبناني ودعمه، كونه حامي المؤسسات والضامن الأول للسلم الأهلي.
وفي الختام أُزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية وعُرض فيلم وثائقي عن المركز.

مسيرة وحدات النخبة في الجيش اللبناني
عناصر القوات الخاصة هم من نخبة المقاتلين في الجيش، يتلقّون تدريبًا خاصًا في التنشئة البدنية والنفسية والتقنية والتكتية، ويُجهَّزون تجهيزا خاصًا لكي يصبح بإمكانهم القتال في الظروف جميعها بكفاءةٍ عالية، وتنفيذ المهمات التي يصعب على المقاتل العادي تنفيذها.

يأتي إنشاء المركز الحديث نتيجة عاملين: الأول، إعادة هيكلية الجيش ما يجعل الأولوية للنوعية، والثاني، تعزيز الشراكة بين الجيش والمجتمع المدني الذي يبادر إلى تقديم المزيد من الدعم للجيش، فضلًا عن مساعدات الدول الغربية، وهذه الأخيرة تخطّت الدعم المادي لتشمل دعم القدرات البشرية عبر التدريب. ويعود ذلك إلى ما لمسه الطرفان المحلي والدولي من جدية في العمل ونتائج ملموسة على أرض الواقع.
في العام 1992، أُنشئت «مدرسة المغاوير والقوات الخاصة»، التي ارتبطت عضويًا بفوج المغاوير وكانت مهمتها تدريب عناصر لمصلحة الفوج. عُدِّلَت تسميتها وأصبحت تُعرَف بمدرسة المغاوير (1994)، لتستقلّ من بعدها عن الفوج باسم «مدرسة القوات الخاصة» (1996) التي ارتبطت مباشرةً بقيادة الجيش – أركان الجيش للعمليات، وأُوكلت إليها منذ العام 2000 مهمة تدريب عناصر وإعدادهم لمصلحة الوحدات الخاصة في الجيش.
تمركزت المدرسة في محلّة مار شعيا - برمانا وظلّت هناك إلى أن انتقلت (2010) إلى حامات - قضاء البترون.

البداية: جذع صنوبر وهاتف صغير
يعود العميد الركن المتقاعد مارون حتّي إلى بدايات المدرسة: «في الماضي كانت سرية من فوج المغاوير مع آمرها، تقوم بتدريب عناصر الفوج وإعدادهم للقب مغوار، وذلك حتى العام 1988، تاريخ انتهاء الدورة الثانية عشرة. في العام 1991، أُنشئ ما سُمِّيَ بـ»مخيم تدريب المغاوير» الذي تولّى إعداد الدورة الثالثة عشرة، لتقرّر من بعدها قيادة الجيش تخصيص امتياز للمغاوير. ففي أيلول 1992 استدعاني قائد الجيش آنذاك العماد إميل لحود وكلّفني كنقيبٍ إنشاء مدرسة للمغاوير تختصّ بتدريب عناصر مميزة بقدراتها العقلية والجسدية. وهكذا بدأ البحث عن مركز مناسب لهذه الغاية، فاتُّفق على أن يكون في برمانا قرب الكتيبة 105 التي كانت متمركزة هناك.
بدأتُ مسيرة الألف ميل ومعي 7 عناصر كلفة وجذع صنوبر وهاتف صغير، أرسلت بواسطته أول برقية باسم: مدرسة المغاوير والقوات الخاصة (م م ق خ). وبهذا الحد الأدنى انطلقنا لتأسيس ثلاث بُنى تحتية أساسية ينبغي العمل على إنشائها: المادية، البشرية، والإدارية.
في تشرين الثاني قدّمتُ طرحًا لمنهاجٍ وبرنامج تدريب لدورتَي مدرّب مغوار ومغوار، فأُنشئت لجنة لدراستها. وافقت اللجنة على الخطة فبدأنا على الفور بتنفيذها وتأمين متطلّباتها.
البداية كانت إنشاء جولة المقاتل، وجولة هوائية وتأمين مشاغل تدريب وغرف للمنامة والطعام ومخازن عتاد وأسلحة، شُكّلت إلى المدرسة مجموعة صغيرة من جنود ورتباء وضابط. بهذه المجموعة وبكلفةٍ زهيدة وشاحنة و»جيب» افتتحنا خلال ستة أشهر أول دورة مدرّب مغوار، وقد ضمّت 30 عنصرًا من المغاوير. أكملنا مسيرة تدريب المغاوير لنبدأ بالدورة الرابعة عشرة وتتوالى بعدها الدورات لتتخطّى الخمسين في برمانا (حوالى 3 آلاف متخرجٍ) قبل أن تنتقل المدرسة لاحقًا إلى حامات.
قبل إنشاء المدرسة كانت دورات المغاوير تُقام في ثكنة حمانا، لكنّها لاحقًا أصبحت تخصّصية في حرم المدرسة التي تخطّت دورات المغاوير لتشمل دورات التدخّل والمكافحة، إضافةً لمن يرغب من الوحدات الخاصة. وبذلك، أصبح على عاتقنا إعداد عناصر الأفواج الخاصة، كالمغاوير والمجوقل ومغاوير البحر، عبر تنفيذ دورات تدريبية خاصة، بالإضافة إلى دورات التخشّن التي يتابعها عناصر الأفواج الأخرى، وتلامذة الكلّية الحربية ومدرسة الرتباء.

يعملون في ظلّ أقسى الظروف
ويضيف قائـلًا: «حرصنا كمدرسة قوات خاصة على تنشئة عسكريين يستطيعون خوض المعارك والقتال والعمل في ظروف جسدية ونفسية طبيعية قاسية جدًا (عطش، جوع، خوف، عدم نوم)، فطاقات مقاتل الوحدات الخاصة يجب أن تفوق طاقات الآخرين.
ولقب المغوار برأي العميد الركن المتقاعد حتّي «ليس امتيازًا بل هو مسؤولية وشعار للتواضع ونكران الذات والطاعة... وإذ ينقض المقولات التافهة التي تصف المغوار بالتهوّر، يشدّد على أنّ المغوار ينفّذ مهماته من أبسطها إلى أصعبها باندفاعٍ وإتقان ومهنية عالية وإيمان. والتدريبات التي يتابعها المغاوير تخوّلهم التركيز والتفكير والتنفيذ في أصعب الظروف.
أخيرًا، يلفت العميد الركن المتقاعد حتّي إلى أنّ «مدرسة القوات الخاصة التي بدأت من الصفر، كانت ثمرة جهود أشخاص متفانين يحبون عملهم ويطمحون إلى رفع المستوى القتالي، لذلك أصبحت اليوم مثالًا يُحتذى بالمناقبية والاحترافية والتخصّص.

المركز الجديد
وُضعت الخطط الهندسية للمركز بالتعاون بين قيادة مدرسة القوات الخاصة ومصلحة الدراسات في مديرية الهندسة، بناءً للمتطلبات التدريبية واللوجستية، منطلقةً في تصميمه من رؤية عصرية توفّر أفضل المواصفات والمعايير، وهو يضمّ:
مسارًا للركض بطول ميل، جولة مقاتل مائية تضم 25 حاجزًا، جولة محارب، جولة مقاتل، جولة مخاطرة، حلقة اشتباك، مسبحًا أولمبيًا بعمق 8 أمتار، حقل رماية فوق الأرض وآخر تحتها، حقل تفجير، حقل تدريب على القتال في الأماكن المبنية المكتظة، وثانيًا على القتال في الأماكن المبنية المفتوحة، وثالثًا على تقنيات الوحدات الصغرى، ورابعًا على تقنيات المداهمة التأسيسية، وخامسًا على تقنيات المداهمة المتقدمة، وسادسًا على القتال داخل المراكز الأمامية المتقدمة، مبنى قيادة المركز، مباني للمتدرّبين وأخرى للمدرّبين، مطبخًا ومطعمًا لعناصر المركز، مبنى سرية القيادة والخدمة، وثانيًا لمخازن المركز، وثالثًا لقاعات الدروس والمحاضرات، ورابعًا لمختبر تدريب لغات، وخامسًا لمنامة الأجانب، ناديًا للرياضة والفنون القتالية، محطةً للمحروقات، مشغلًا، مركزًا طبيًا، وإلى أشجار زيتون سيكون المركز محاطًا بـ15 نقطة مراقبة.

عهد جديد في تدريب القوات الخاصة
يوضح قائد مدرسة القوات الخاصة العميد الركن فادي مخّول أنّ قيادة الجيش قرّرت بناءً على تصوّر واضح، بناء مركز جديد لتدريب هذه القوات في منشأة حديثة وعصرية. أما الهدف فهو الانتقال إلى عهد جديد في تدريب القوات الخاصة انطلاقًا من تعزيز النوعية، وزيادة قدرة الجيش على التحرك والتآلف مع مختلف الظروف والمبادرة بسرعةٍ وقت الأزمات. فقوات النخبة هي التي نستعين برجالها في معظم المعارك...
ويضيف: ارتفع عدد الدورات في مدرسة القوات الخاصة – حامات، منذ العام 2011 إلى اليوم ليصبح حوالى 45 دورة سنويًا، وفي العام المنصرم وصل عدد خرّيجيها إلى 2509. وإذ يشير إلى أنّ نسبة النجاح في الدورات الخاصة هي 25 في المئة فقط، يوضح أنّ الدورات الخاصة تتميّز بمستوى أكاديمي تقني تكتي وبدني عالٍ وبمعايير عالمية، مع «توليفة» لبنانية تلائم متطلّبات الأرض.
وعن الانتقال المتوقّع لاحقًا إلى المركز الجديد في الشيخ طابا، يقول العميد الركن فادي مخّول: «نظرًا إلى ما تقوم به المدرسة من تدريبات متخصّصة، وفي ظلّ توسّع قاعدة حامات الجوية، كان لا بد من إيجاد بديل لمكان تمركزها. كما أنّ تغيير الموقع الجغرافي هو من ضمن خطة التطوير والتحسين في ماهية المدرسة وفعاليتها.
المعايير الأساسية المطلوبة التي اعتُمدت في اختيار الأرض، أن تكون مساحتها كافية لاستيعاب متطلّبات المركز اللوجستية وأعداد الكادر التدريبي، وأن تكون نقطة وسطية بين الجبل والساحل مع طقسٍ معتدل يناسب طبيعة التمارين، والأهم أن تكون بعيدة عن الأماكن المأهولة تفاديًا لإزعاج السكان المحيطين بالمكان.
 

موقع مثالي
بعد بحثٍ طويل في دائرة الشؤون العقارية - أركان الجيش للتجهيز، وزيارة للأراضي المملوكة من الجيش، تمّ اختيار الأرض التي سيقوم عليها المركز في بلدة الشيخ طابا. مساحة هذه الأرض 170 ألف م.م تقع على تلة ترتفع 260 مترًا عن سطح البحر، وتبعد 9 كلم عن الساحل وحوالى 14 كلم عن جبال القمّوعة. إذًا، الموقع مثالي يؤمّن الأُسس الطبيعية الثلاثة التي تقوم عليها التدريبات وهي: البرّ والبحر والجوّ.
إضافة إلى أهمية موقع المركز عسكريًا، فإنّه يتميّز بالعديد من المواصفات إذ يستوعب 1200 متدرّب فضلًا عن عديد يناهز الـ720 عنصرًا؛ وجود هذا العدد الكبير في المركز سيسهم في إنماء المنطقة التي يغلب عليها طابع الحرمان.
إلى ذلك، نحن أمام منشأة متطوّرة تستخدم الطاقة المستدامة (الشمسية والهوائية)، مبانيها صديقة للبيئة، وحتى أشجار الزيتون الموجودة حاليًا في الأرض سوف يعاد زرعها حول سور المركز.

وعد والتزام
في ما خصّ تمويل المشروع، كان بنك عوده قد وعد خلال افتتاح قاعة في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، بتمويل بناء مدرسة تابعة للمؤسسة العسكرية، فكان قرار القيادة بإقامة مركز لتدريب القوات الخاصة. وسيستغرق إنجاز المركز حوالى ثلاث سنوات وفق التوقّعات.