- En
- Fr
- عربي
طبيعة و بيئة
تحت شعار “بيئتك بيتك”, انطلق في العام 1999 الناشط البيئي آرا كادميان في حملة تهدف الى تنظيف مجرى وضفاف نهر إبراهيم, الذي يمثل جانباً مهماً من الثروة الطبيعية في لبنان.
الحملة التي تبنتها وزارة البيئة وشارك فيها القطاع الأهلي مشاركة واسعة, ما لبثت أن لقيت دعماً من قيادة الجيش اللبناني, حيث بات يشارك فيها مئات المجندين الى جانب ناشطي البيئة والطلاب المتطوعين, وهي أيضاً امتدت من نهر إبراهيم الى أنهر أخرى في لبنان, حفاظاً على مواردنا الطبيعية التي تشكل جزءاً هاماً من الثروة الوطنية التي يعوّل عليها في مساندة الإقتصاد اللبناني.
“الجيش” زارت نهر إبراهيم حيث يعمل المتطوعون والعسكريون وسط ظروف صعبة تفرضها المسالك الوعرة, فالإنتقال يتم أحياناً بواسطة القوارب وأحياناً بواسطة سلم حديدي يتطلب عبوره قفزة جريئة فوق الماء.
مبادرة فردية أصبحت عملاً جماعياً
الحملة التي بدأت بمبادرة فردية ومشاركة أربعة أشخاص أصبحت تضم اليوم, بحسب مطلق الحملة ومنسقها آرا كادميان, خمسة وثلاثين شخصاً متطوّعين للعمل بشكل دائم ضمن المشروع, وهم ينسقون جهود المئات من المجندين والطلاب.
ويشرح كادميــان: قدمــت المشــروع الى وزير البيئة عام 1999, فوافــق عليه بسرعة وهو أصبــح حالياً شبه رسمي, ومن ضمن النشاطات التي تتم تحت إشــراف الوزارة من خلال مصلحة الإرشـاد والتوعـية, وتهتــم الوزارة بكل ما هو لوجستي, كما ننسق مع قيـادة الجيـش اللبناني التي مدتـنـا منذ إنطـلاق الحملة في العام 1999 ولغاية اليوم بحوالى 600 مجند.
وجاء إختيار نهر إبراهيم كبداية إختبارية نظراً لقصر مجراه (28 كلم تقريباً), وللإطلاع على المشاكل الخاصة بالنهر والناتجة عن تراكم النفايات. فالمنطقة تشهد إقبالاً كثيفاً في نهاية الأسبوع من قبل أشخاص يقومون بالتخييم, أو يمضون بعض الوقت ويتناولون الطعام, ولسوء الحظ فإن غالبيتهم يتركون النفايات وراءهم حيث ينقلها النهر الى البحر.
“عملية وادي الربيع”
شارك في الحملة التي أطلق عليها اسم “عملية وادي الربيع”
( Spring Valley Operation )خلال العام 1999 نحو 485 متطوعاً, بالإضافة الى عناصر من الجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الأحمر وكشافة لبنان وجمعيات بيئية والإسعاف الشعبي. وقد عمل المشاركون على جمع النفايات ورفعها من المنطقة, وواكبت ذلك حملة توعية كانت لها آثار إيجابية. ففي ذلك العام (1999) استلزم جمع النفايات نحو 2685 من الأكياس الكبيرة وذلك فقط في منطقة الصوان ويحشوش وقسم من منطقة فتري, أي أننا لم نغطِ كل النهر بل اخترنا نقاطاً محددة تشهد إقبالاً للناس فيها. أما في العام 2000 فشارك نحو 620 متطوعاً وكانت حصيلتها نحو 2088 كيساً من النفايات, وفي العام 2001 إنحسر عدد الأكياس الى 950, وهذا يظهر فرقاً كبيراً, فالناس تجاوبوا الى حد بعيد وبات عدد الذين يخلّفون النفايات مبعثرة في المنطقة التي يأتون إليها للإستجمام والتخييم, أقل بكثير.
ولقد اعتمدت الحملة خطة تقضي بتوزيع المستوعبات الخاصة بالنفايات في الأماكن التي يرتادها المتنزهون بكثرة. وقد وزعت هذه المستوعبات بشكل خاص في نطاق القرى التي تقع على مجرى النهر وليس فيها بلديات. وثمة أشخاص مهمتهم رفع النفايات من المستوعبات أسبوعياً.
وأضاف كادميان: ثمة مركز للحملة في منطقة الشوان التي تتوسط نهر إبراهيم, والمركز مهمته متابعة العمل عن كثب بشكل دائم, وسوف يكون هناك مركز آخر في فتري.
في موازاة العمل المستمر على الحد من التشويه اللاحق بالمنطقة بسبب النفايات, سوف يتم إستقدام نحو خمسة آلاف سمكة من نوع الترويت لتوضع في النهر, الى سبعة آلاف عصفورمع مئتين وخمسين عشاً سوف يؤتى بها الى وادي أدونيس.
تمويل الحملة
يقول كادميان أن تمويل الحملة يتم من خلال مساعدات عينية تقدمها مؤسسات خاصة بحسب إمكانياتها ونوعية إنتاجها كشركات تصنيع القفازات وأكياس النفايات وغيرها. هذا ويخضع المتطوّعون من طلاب المدارس الى دورات تدريبية في علوم البيئة لمدة أربعة أسابيع بمساعدة برنامج الأمم المتحدة (UNDP)والقطاع الخاص حيث يتلقون دروساً في تقنية التصوير, وإعادة التصنيع, الى لمحة تاريخية عن المناطق التي تتم زيارتها, والرسم والصناعات الحرفية, وتاريخ الأنهر وأهمية الثروة المائية, وغيرها...
وكانت “حملة تنظيف أنهر لبنان” قد شملت مناطق أفقا والعاقورة وقرطبا وجنة وشوان ويحشوش وفقرا الى نهر إبراهيم وصولاً الى العقيبة بحراً.
وإذ تأمل الحملة بتغطية كل أنهر لبنان, فإن المشروع الذي كان من المتوقع أن ينتهي في غضون خمس سنوات قد استمر أكثر من ذلك. وسوف تؤسس جمعيات أهلية في المناطق, بحيث تكون في كل منطقة جهة أو جهات تنظم العمل في نهر معين, أما الأنهر التي سوف تكون محطة الإهتمام في المرحلة المقبلة فهي: نهر الكلب, نهر الجوز, ونهر الليطاني.
مغاوير البحر ساهموا في الحملة
ساهمت وحدات من مغاوير البحر في الحملة البيئية الجارية هذا العام في منطقة نهر إبراهيم. وتولى عسكريون من الفوج مساعدة المتطوعين في عبور النهر بواسطة قوارب عسكرية, متخذين كل التدابير اللازمة لسلامة المشاركين.