مناورة ختامية

معًا في تحمّل المسؤولية الوطنية
إعداد: الرقيب أول كرستينا عباس

تسلّلت مجموعة إرهابية مع آلياتها وذخائرها إلى جبال منطقة جرد العاقورة حيث تموضعت وتحصّنت... يلبّي الجيش النداء ويعمل على التخلص من هذه المجموعة. تحت هذه الفرضية نُفّذت مناورة بالذخيرة الحية شارك فيها التلامذة الضباط الـ235 في السنتَين الثالثة والثانية، ومن بينهم 103 إناث من مختلف الاختصاصات ومن قوى البر والجو.


مع وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون، دقت ساعة الصفر، فبخطى رياضية واثقة تقدّم آمرو الفصائل تباعًا من المنصة معرفين عن أنفسهم، شارحين المهمات التي كُلّفوا بها، قبل أن يُمنح الإذن ببدء التنفيذ وانطلاق العمليات. وكـان سبـق ذلـك تسلُّـل مجموعـة من التلامذة الضباط إلى التـلال المحيطـة ببقعـة المنـاورة حيـث تمركـزوا للمراقبـة.


نُفذت المناورة على مراحل ووفق عدة محاور ينتهي كل منها بالقضاء على أحد أهداف العدو، ومن بينها هدفان متمركزان في العمق. استُعملت في المهمة أسلحة ثقيلة وأخرى متوسطة وخفيفة، بعضها يُستخدم للمرة الأولى مثل ذخيرة الـAPKWS على طوافات الـMD وصواريخ الـHydra وغيرها.


الدقة العالية
لا يكتفي العدو بالتمركز في مكان واحد وهو يسعى إلى تعزيز مواقعه، لكن قوى الجيش كانت له بالمرصاد مانعة إياه من التحرك وقاطعة خطوط إمداداته. وفي هذا السياق تم ضرب هدف متحرك وإصابته بأعلى مستوى من الدقة (100%). وقد أظهر المشاركون مدى احترافيتهم وقدرتهم على التنفيذ التكتي للدروس النظرية، من خلال تعامل وحدة الاحتياط بمواكبة الدعم الجوي مع مجموعة إرهابية حاولت الفرار، وكانت النتيجة القضاء عليها حيث وُجدت.
 
«هذا البلد يكبر فيكم»
بعـد عمليـة الـExtraction التـي قضـت بإخـلاء التلامـذة الضباط الذين كانوا قد تسلّلوا فجرًا إلى التلال المحيطة، أُعلن انتهاء المناورة بنجاح. وهنّأ قائد الجيش العماد جوزاف عون التلامذة الضباط على أدائهم المميز وخصوصًا أنّها المرة الأولى التي يتخرّج فيها ضباط إناث من الكلية الحربية. ونوّه قائلًا: «بالفعل ما رأيته على الأرض يؤكد أنّه لا فرق بين امرأة ورجل في قدرتهما الفكرية والجسدية على السواء». وأشار إلى أنّهم تخطّوا ثلاث سنوات من التعب مضيفًا: «المرحلة المقبلة هي التعب الأكبر. أنتم قادة المستقبل. الاتّكال عليكم. هذه المؤسسة هي الوحيدة الصامدة في البلد وبها يصمد هو أيضًا.


وشدّد العماد قائد الجيش على أنّ المسؤوليات المقبلة كبيرة «ولكنّكم ستكونون على قدرها لأنّكم أنتم اخترتم أن ترتدوا هذه البزة وأن تصبحوا ضباطًا في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء. أنا واثق أنكم سوف تتحملون المسؤوليات في قطعكم ووحداتكم لاحقًا». وأضاف قائلًا: «نعلم أنّ الأوضاع صعبة، لكنّنا نسعى بقدر استطاعتنا لتخفيف تداعياتها عنكم. يجب أن تصبروا قليلًا فقط لأنّ الأمور ستتغير ولن تبقى على ما هي عليه. ومن دونكم لن يبقى البلد». وأنهى العمـاد عون كلمته مؤكدًا: «المؤسسة تكبر بكم، أهلكم وبلدكم يكبرون بكم».
 
السنة الثانية تشارك
وتحدّث قائد الكلية الحربية العميد الركن جورج صقر مشيرًا إلى أنّ هذه المناورة هي بمثابة التمرين النهائي لتلامذة السنة الثالثة قبل تخرّجهم كضباطٍ، والتمرين التكتي الأول بعدما كانت تدريباتهم الأخرى نظرية. وتميّزت المناورة باشتراك تلامذة السنة الثانية للمرة الأولى فيها وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكلية الحربية، والهدف من ذلك إفساح المجال أمام تلامذة السنة الثالثة لاستخدام التراتبية وحق الإمرة على أرض الميدان. بالإضافة إلى ذلك، تميزت المناورة باشتراك 44% من المنفّذين الإناث في جميع الرمايات المباشرة وغير المباشرة وعلى مختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وسلاح الجو. وكان تفاعلهنّ مع هذه الأسلحة ناجحًا ولم يتأخّرن مرةً عن تنفيذ المهمة الموكلة إليهنّ سواء كنّ على الدبابات أو الملالات أو في صفوف المشاة. ولم يكن باستطاعة الحاضرين التمييز بين الرماة الإناث والذكور، فالمنفّذون جميعهم عسكريون، تلامذة ضباط وليس ذكورًا أو إناثًا. وقد نوّه العميد الركن صقر بالأداء الاحترافي الذي لمسه الضباط الحاضرون قائلًا: «بلغ أداؤهم قمة الاحترافية والدقة، لا أعتقد أنّه يمكن أن يصبح أكثر صعوبة. الصعوبة ستكون عندما يتخرجون ويتوجهون إلى وحداتهم حيث قد يصادفون وقائع إما أصعب أو أسهل، ولكن نحن قد أعطيناهم كل التدريبات والدروس اللازمة لينجحوا ويتخطوا كل الظروف». ولفت إلى أنّ التميّز الذي لمسه المدربون لجهة الأداء الأنثوي خلال السنوات الثلاث وخلال المناورة تُرجم على أرض الواقع، فطليع الدورة في السنة الثالثة هي أنثى أيضًا.


ما زالت المؤسسة العسكرية جاهزة ومستعدة لتنفيذ جميع مهماتها من دون تلكؤ أو تردد. وطالما أنّ الجيش بخير فإنّ البلد سيكون بخير أيضًا. تلك هي الرسالة التي وجهها من خلال المناورة التلامذة الضباط المقبلون على تحمّل عبء المسؤولية الوطنية بكل ثقة وجدارة.


احتراف ومهنية
يرى نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن الطيار زياد هيكل أنّ هذه المناورة تُعد طريقة فاعلة لإظهار مدى قدرة الجيش واحترافه في أداء مهماته الأمنية. كما أنّها تعطي الثقة للتلامذة الضباط الذين سيتخرجون ويتوجهون إلى الوحدات والقطع المقاتلة، حيث سينفّذون ما تعلّموه خلال ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ذلك، هذه المناورة من شأنها أن تُظهر مدى قدرة الجيش على استخدام الأسلحة التي بحوزته ودقة إصابة أهدافه من خلالها.


أما بالنسبة إلى الهدف المتحرّك، فقد اعتبر العميد الركن هيكل أنّ إصابته خلال المناورة تعكس مدى أهمية السلاح المتوافر لدى الجيش والصفات المميزة لدى العسكريين ضد العدو، ما يجعلهم متقدمين عليه وقادرين على تدميره. وبالطبع، يضيء هذا الأمر على أهم ميزات السلاح الذي استُخدم للإطاحة بهذا الهدف المتحرك أمام القادة العسكريين الموجودين في المناورة.


للمرة الأولى...
- مشاركة العنصر النسائي.
- مشاركة تلامذة السنة الثانية.
- استخدام تقنيـة الـLaser لإطلاق القذيف Copperhead.
- استخدام أسلحة جديدة.
- إصابة هدف متحرك من سلاح الجو.
- استخدام آليات الـUTV وصواريخ الـTOW.