الجيش وأهله

معًا لمواجهة الظروف القاسية
إعداد: الرقيب كريستينا عباس
تصوير: الرقيب أول جورج فريحة - الرقيب مارون بدر - الجندي إيزابيل الخوري

أمنية، اجتماعية أو إنمائية، لم يتوانَ الجيش يومًا عن تلبية النداء وتنفيذ المهمات الموكَلة إليه مهما كانت صعوبتها أو خطورتها. وها هو يلبي نداء مدينة طرابلس وأهلها ليتمم مهمته بالوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف القاسية التي تمرّ بها البلاد.


تجنّد عسكريو وحدات الجيش المنتشرة في المدينة ومديرية التعاون العسكري – المدني لتنفيذ المهمة. توزعوا في القبة والتبانة وجبل محسن وباب الرمل والميناء ليقدّموا نحو ألف حصة غذائية لعائلات هي الأشد فقرًا وتعاني الجوع والحرمان، والتي تقول إنّ «اتّكالنا على الجيش. إنّه يهتم بنا ولا يتركنا». أنجز العسكريون مهمتهم والابتسامة مرسومة على وجوههم، بادلهم إياها الأهالي الذين لم يتوقفوا عن ترداد كلمات الشكر والدعم مثل «الله يقويكُن»، «يعطيكُن العافية»، «الله يخليلنا ياكُن»... كما حيّوا قيادة الجيش «الساهرة على راحة المواطنين» بحسب تعبيرهم. تحدثوا عن دقة التنظيم فقالوا: «قدموا لنا المساعدات باحترام ومحبة. أسلوبهم الراقي في التعاطي وحفظ كرامة النـاس مؤثـر جـدًا. وكانـوا يتأكـدون مـن حصـول كـل مستفيـد علـى حصتـه».


مجتمع سليم... أمن مستتب
تمّ المشروع بالتعاون مع جمعية Spirit of America والمجتمع المدني اللبناني، وهو ليس المشروع الأول من نوعه. فبعد الخطة الأمنية التي نُفّذت في العام ٢٠١٤ بدأت قيادة الجيش العمل على ترميم العلاقة مع المجتمع المدني بجميع الطرق الممكنة. في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، زادت حالات الفقر والجوع، فكان هذا المشروع.
يوضح قائد لواء المشاة الثاني عشر العميد الركن المغوار فادي أبو حيدر آلية تنفيذ المشروع قائلًا: «في بعض الأحياء تم تثبيت نقاط لتوزيع الحصص وفق بطاقات مسجلة بالأسماء. في أحياء أخرى، قصد العسكريون المنازل متّبعين اللوائح المخصصة لذلك». وأشار إلى أنّ عسكريي اللواء قاموا بتأمين الحماية في أثناء التوزيع، وبفرز المواد قبلَه.
من جهة أخرى، اعتبر مسيّر أعمال مديرية التعاون العسكري – المدني العميد الركن إيلي أبي راشد أنّ هذا المشروع كما المشاريع المشابهة ليس حدثًا يحاكي ظرفًا معينًا فقط. فمهمات الجيش الإنمائية والخدماتية مرتبطة بمهماته الأمنية. وقال موضحًا: «في ظل أوضاعٍ اقتصادية متردية تزداد الجريمة، وبالتالي تكون المشاريع الإنمائية مفتاحًا لتخفيف معاناة شعبنا وتعزيز اللحمة بيننا وبينه». ولفت إلى أنّ اختيار الجهات المستهدفة من المشروع يتم بالتعاون مع السلطات المحلية في المنطقة من بلديات ومخاتير، بالإضافة إلى وحدات الجيش المنتشرة فيها.


لهم التضحية والوفاء
أضاف العميد الركن أبي راشد: «يجسّد الجيش بهذه المهمات والمشاريع شعاره: فالتضحية تكون لأهلنا والوفاء لهم ولوطننا». لذلك، سيكون لمديرية التعاون العسكري – المدني مشاريع مشابهة منها على سبيل المثال توزيع ٧٥٠٠ معطف في مدارس رسمية في منطقة البقاع بالتعاون مع السفارة الإماراتية. فلطالما اعتبر المواطنون أنّ المؤسسة العسكرية هي الضامن لهم وملاذهم الآمن الذي يجمعهم تحت سقفه، والعسكريـون جاهـزون لتلبيـة كـل نداء.


٥أعوام من دون تعب
منذ العام ٢٠١٥، أُنشئت مديرية التعاون العسكري – المدني لتسهيل التعاون مع المجتمع والوزارات عند الحاجة، ومن أهم المشاريع التي تُعنى بها: الدعم التربوي والصحي، الطاقة والمياه (قنوات ري، إنارة شوارع...)، دعم الزراعة والبيئة، تغذية ومشاريع اجتماعية وثقافية أخرى...


معطيات...
- كلفة كل حصة نحو ٤٠ ألف ليرة لبنانية.
- ٥٠٠ حصة قدمتها الجمعية و٥٠٠ أخرى من المجتمع المحلي.
- مواد تتضمنها الحصة: حليب، سكر، ملح، حبوب، زيت، معلبات أساسية...
- تكفي كل حصة ٥ أشخاص لمدة أسبوعين تقريبًا.


مواقف وآراء
كان للمواطنين في طرابلس عدة آراء حول المشروع، هذه بعضها:
- وحده الجيش يستحق التقدير.
- العسكريون هم أول من يلبي نداءاتنا.
- لا حياة لنا من دون الجيش.
- الجيش هو أهلنا وهو يعرف حاجاتنا.
- الخدمة هي في أساس المؤسسة.