- En
- Fr
- عربي
يوم مفتوح
كانت وجوههم المشرقة وَوَجناتهم المزيّنة بألوان العلم اللبناني تملأ ساحات مركز قيادة فوج الحدود البريّة الأول في بلدة شدرا الشمالية، أمّا أصواتهم وضحكاتهم فتخطّت حدود الثكنة، لتصل إلى كل بيتٍ مؤكدة ما للجيش من مكانة في قلوب الشماليين خصوصًا واللبنانيين عمومًا.
أكثر من ألف و300 شخص من حوالى 52 بلدة حدودية شمالية، استقبلهم عناصر الفوج في يومٍ مفتوح يندرج تحت العنوان نفسه الذي حمله اليوم الذي أقيم في بعلبك. فهنا وهناك وفي سائر المناطق، نعمل "معا نحو مجتمع آمن".
الفرح لم يكن حكرًا على ضيوف الفوج، وإنما هو بدا مشرقًا جليًا على وجوه العسكريين، وفي طليعتهم قائد الفوج العميد الركن إيلي مسعود الذي شكر "أهلنا" على تلبية الدعوة. كما رحب بالجيل الواعد، جيل الشباب الذي تقع على عاتقه مسؤولية المشاركة في بناء غدٍ أفضل، وهو لذلك مدعو إلى التنبّه لمخاطر كثيرة يمكن أن تدمّر قدراته وأحلامه. وشدّد العميد الركن مسعود على أنّ الجيش أقوى بدعم الشعب والمجتمع، و"نحن لا نحقّق الإنجازات وحدنا بل يدًا بيد معكم لأنّ قوّتنا بمحبة الشعب".
الهدف من هذا اليوم بشكلٍ عام لم يختلف عن ذاك الذي توخّته القيادة من النشاط المماثل الذي سبقه في بعلبك: التوجّه إلى الفئات العمرية الصاعدة، وتوعيتها على مختلف الأخطار والتهديدات التي تهدّد المجتمع اللبناني ومنها، آفة المخدرات، التهريب على أنواعه، الألغام المنتشرة على الحدود، السلاح المتفلّت، والإرهاب، فضلًا عن أطماع العدو الإسرائيلي.
أضاءت رسائل التوعية على هذه المواضيع، ولم تكتفِ بالدعوة إلى تحاشي المخاطر، بل ذهبت إلى اعتبار الجميع شركاء في مسؤولية مواجهتها، عبر التبليغ عنها في حالة الشك بأشخاص مريبين.
من الشمال إلى الشرق
دُعي لهذا الحدث، الذي كان برعاية الفريق الاستشاري البريطاني، مدراء المدارس في قطاع عمل الفوج في القرى الحدودية الشمالية، من العريضة غربًا حتى الرويمة شرقًا؛ فتمّ التنسيق معهم، وكان ترحيبهم لافتًا وأثمر مشاركة حوالى الألف تلميذ وطالب، إذ راوحت أعمار المشاركين بين 12 و18 سنة فضلًا عن الأهالي والمعلمين والمعلمات.
يلفت المقدم جميل أسعد من الفوج إلى أنّ هذه الفئة العمرية هي خميرة المجتمع المستقبلي، لذا يجب أن تكون واعية وقريبة من جيشها، من خلال التفاعل معه والتعرّف عن قرب إلى مهماته وحياته اليومية، فبذلك تصبح الصلة أقوى.
إلى النشاطات ذات الطابع التوجيهي، استمتع المشاركون بتمضية أوقات ترفيهية جميلة، وبلغت حماستهم ذروتها عندما حان وقت النشاطات العسكرية؛ تابعوا بشغف العرض العسكري الذي أدّته وحدات الفوج، والشرح الذي قُدّم حول طريقة عمل غرفة عمليات الفوج وكيفية مراقبة الحدود وتنفيذ المهمات. وكانوا متيقّظين جدًا عندما وصل الشرح إلى موضوع خطر الألغام المزروعة على الساتر الحدودي بين لبنان وسوريا. أما الجولات التي قاموا بها بآليات الفوج (ATV, UTV، Humvee مصفّحة، وملّالة M113) فأدخلت السعادة إلى قلوبهم، واكتملت مشهدية الفرح على وقع الأهازيج والأغاني الوطنية.
انطباعات ورسائل
ماذا حمل المشاركون معهم من انطباعات حول هذا اليوم الاستثنائي؟
لمس عمر الآتي من حنيدر "مدى خطورة حياة العسكري حتى في مهماته اليومية العادية"، واختصر شعوره بعبارة: "الله يحمي الجيش".
أما راما الآتية من الرويمة، فكانت فخورة بأنّها "دخلت إلى قلب المؤسسة العسكرية وتعرّفت إلى مهمات عناصرها وتضحياتهم، خصوصًا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
وإذ توجّه نور إبنة شدرا تحية شكر إلى الجيش على هذا اليوم المميّز الذي "شجّعنا وعرّفنا على أخطار تتربّص بنا كشباب في هذا المحيط الحدودي"، يعبّر أحمد من مشتى حمّود بكل اعتزازٍ وفخر عن أبلغ الرسائل بقوله: "حاسس حالي أقوى لأنني مع الجيش".
نعم، معًا نحن أقوى!