- En
- Fr
- عربي
تدريب ومناورات
حضرها الوزير المرّ والعماد سليمان وسفراء عدد من الدول
ضمن خطة تعزيز قدرات الجيش في مجال مكافحة الإرهاب، وفي إطار مهام التدريب الخاصة التي ينفذها، جرت في محلة المدفون مناورة موضوعها مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن، شاركت فيه وحدات عسكرية تابعة لمديرية المخابرات - القوة الضاربة، والقوات الجوية، والقوات البحرية واللواء الحادي عشر، وفوج مغاوير البحر، والطبابة العسكرية.
حضر المناورة وزير الدفاع الوطني الياس المرّ، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورئيس الأركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري، ورؤساء الأجهزة الأمنية، وأعضاء المجلس العسكري، وعدد كبير من كبار ضباط القيادة، الى جانب سفراء كل من: الولايات المتحدة، بريطانيا، الهند، النمسا، الجزائر، كوريا الجنوبية، بلغاريا، والقائمين بأعمال السفارتين الألمانية والأردنية، والملحقين العسكريين العرب والأجانب، المعتمدين في لبنان، وممثلين لسفارات دول أخرى، والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب ورئيس لجنة مراقبي الهدنة.
كلمة مدير العمليات
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى مدير العمليات في الجيش العميد الركن فرنسوا الحاج كلمة تطرّق فيها الى استراتيجية الجيش في تعزيز قدرات عناصره لمكافحة الإرهاب وقال فيها: «هذه المناورة التدريبية خطوة من خطوات القيادة للاطلاع على مستوى أداء العسكريين وجاهزيتهم لمكافحة أعمال الإرهاب التي يخوض غمارها الجيش اللبناني، حتى قبل بلوغ الإرهاب ذروته في 11 أيلول العام 2001».
وأضاف: «إن وجود القرار السياسي الواضح في محاربة الإرهاب، يعتبر الحجر الأساس الذي تستند اليه القوى العسكرية والأمنية في تنفيذ إجراءاتها لمكافحة الإرهاب أو فرض النظام والأمن». وعن جهود الجيش في مكافحة الإرهاب قال: «على الرغم من التجهيزات القليلة والقديمة أظهر الجيش اللبناني إمكانات كبيرة في محاربة الإرهاب، وذلك من خلال التدريب المكثّف، والتوجيه الوطني الصحيح، ومن خلال سياسة القيادة في مواكبة المستجدات، إن عبر تنظيم وتجهيز وحدات الجيش في وحدات ذات حركية عالية لسرعة الاستجابة للتحديات، أو من خلال تطويع ذوي الكفاءات الفكرية والعلمية، وعبر الاستفادة من مساعدات الدول الشقيقة والصديقة في مختلف المجالات، ومن خلال البقاء على استعداد دائم للتطوير ليكون الجيش جاهزاً بصورة دائمة للقضاء على الأعمال الإرهابية في مهدها وليس الانتظار للعمل لرد الفعل، أو للحد قدر الإمكان من نتائجها في حال نجاحها. وضمن هذا المفهوم انشأت القيادة مجموعة من الوحدات الخاصة لمكافحة الأعمال الإرهابية تتألف من: الفوج المجوقل، فوج المغاوير، فوج مغاوير البحر، فرع مكافحة الإرهاب والتجسس في مديرية المخابرات، فرع القوة الضاربة.
وأضاف العميد الركن الحاج: «لبنان بلد متنوّع الأديان، وكل حالة تطرّف ممكن أن تربك الوضع، لذلك ينبغي الاعتدال السياسي، وتعزيز الحوار بين مختلف الحضارات. كما وأن وجود إسرائيل في المنطقة وإخراج الفلسطينيين من ديارهم الى البلدان المجاورة ومنها لبنان، وإقامتهم في أماكن لا تتوافر فيها مواصفات الحياة بكرامة، أدى بالبعض الى سلوك ونهج متطرف».
وقائع المناورة
بعد كلمة العميد الحاج شرح رئيس القوة الضاربة المقدم فادي داوود تفاصيل المناورة وأهدافها.
بتاريخ 26/6/2006 صباحاً أقدمت مجموعة إرهابية على خطف 3 دبلوماسيين أجانب مع سائقهم وهددت بقتلهم في حال عدم الإفراج قبل الساعة 18.00 عن أحد مسؤوليهم الموقوف.
ولقد أفادت المعلومات أن الخاطفين يبلغ عددهم 15 شخصاً ومزودين آلتين وأسلحة وذخائر، وقد تمركزوا في بناءين على ساحل البربارة.
وعلى الأثر أنشأت قيادة الجيش خلية لإدارة الأزمة والعمل على تحرير الرهائن وبدأت التحضير لتحريرهم بالقوة في حال فشلت الجهود السلمية.
وكانت النتيجة تعثر المفاوضات مع الخاطفين لإطلاق الرهائن الثلاث، فأفيدت بذلك السلطات السياسية التي طلبت من قيادة الجيش إتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لتحرير الرهائن.
شكلت قيادة الجيش قوة لتنفيذ عملية مداهمة لتحرير الرهائن ضمت مجموعات من: القوات الجوية، القوات البحرية، فوج مغاوير البحر، القوة الضاربة واللواء الحادي عشر. ووضعت الخطة وبدأت المجموعات العسكرية بتنفيذها. والخطة تقضي بدخول أحد المباني المشتبه بوجود الرهائن فيها، فدخلت مجموعة من الجيش الى المبنى مطلقة النار من الأسلحة الحية المتوسطة والخفيفة، وفي هذا الوقت كانت مجموعة أخرى تساندها من الخارج وتؤمن لها الحماية، وقد أنهت هذه القوة العملية بنجاح واضعة إشارة حمراء تفيد بأن المبنى قد أصبح خالياً من الإرهابيين ولكنها لم تجد الرهائن.
وبعد هذه العملية توافرت للجيش معلومات تفيد أن الرهائن الثلاث موجودون في أحد الباصات، فسارعت المجموعات المكلفة الى مراقبة باصين مشتبه بهما، أحدهما متوقف بينما الآخر يسير على الطريق، فحاولت مجموعة من الجيش بداية إعاقة سير الباص وإستدراجه الى حيث تمركز المجموعة الثانية، في الوقت الذي كانت المجموعة الأخرى قد دخلت الى الباص المتوقف وبدأت بإطلاق النار في داخله. ومن ثم كان الباص قد وصل الى مكان المجموعة المتمركزة في آلية عسكرية، وبدأت عملية الإقتحام وإطلاق النار عليه. وتمت العملية بنجاح ولكن من دون تحرير الأسرى.
بعد ذلك أفادت معلومات دقيقة بأن الدبلوماسيين الأسرى موجودون في مبنى قرب البحر في منطقة المدفون، الأمر الذي استدعى القوات الجوية والبحرية والبرية للتدخل سريعاً.
وعندما شعر الإرهابيون بأن قوات الجيش قد تمكنت من إحكام الطوق عليهم بدأت المفاوضات من جديد بينهم وبين الجيش، مطالبين بحضور وسائل الإعلام الفوري وإلا سوف يقضون على الدبلوماسيين، وكان رد مدير العمليات بأنه مستحيل على وسائل الإعلام الحضور بهذه السرعة لأن المسافة بعيدة.
وكانت الزوارق البحرية في هذه الأثناء تتقدم قرابة المبنى حيث الرهائن، كذلك نفذت الطوافات العسكرية إنزالاً لعسكريين على سطح المبنى، وأيضاً تدخلت الآليات العسكرية براً. وهكذا أطبقت قوى الجيش على المبنى وبدأت المعركة التي أسفرت عن تحرير الدبلوماسيين الثلاثة فقط، لأن السائق كان قد قتله الإرهابيون، وحاولوا الفرار من المبنى، بواسطة زورق بحري. ولكن القوات البحرية تمكنت من النيل منهم في عرض البحر، بمساندة الطوافات العسكرية في الجو.
وهكذا تمت المناورة بتحرير الدبلوماسيين الثلاثة والقضاء على الإرهابيين.
وقد أعرب الحاضرون عن إعجابهم بقدرات الجيش على وضع خطته رغم الإمكانيات العسكرية المتواضعة لديه. كما أثنى الجميع على حسن إختيار موقع المناورة بحيث تمكن الجميع من مشاهدة العمليات الثلاث بشكل مريح وواضح.