- En
- Fr
- عربي
ملف الحرب على العراق
يتكون المجتمع العراقي من ديانات ومذاهب متعددة وأتنيات, ويتوزع بين الشيعة (أغلبية) والسنة والأكراد والأشوريين والكلدان والتركمان, وكذلك يهود يعيشون منذ عهد التوراة حسب الرواية التي تقول أن النبي إبراهيم يعود بأصله الى مدينة أور الواقعة في المنطقة الوسطى من وادي الفرات.
في الألف الرابع قبل الميلاد, قامت في أرض الرافدين مدينة ارتكزت أسسها على الصناعة والإدارة والديانة والكتابة, وقد أنشأها السومريون. وجذبت الأرض الخيرة القاشيين والحوريين والحثيين الفرس والبابليين والعرب والآكديين والعموريين والأشوريين والكلدانييين وغيرهم.
ويكفي القول أن دولة حمورابي (القرن الثامن عشر قبل الميلاد) كان لها دور مدني بالغ الأهمية في حياة البشرية, إذ أن تشريعاته اتخذت أساساً لعدد كبير من الأنظمة والقوانين والتشريعات.
والدولة الأشورية (من أواسط القرن التاسع الى القرن السابع ق. م) وصل حكمها الى وادي النيل, وقد تركت آجارات مدونة عليها آثار موجودة الآن في مكتبات القصور الملكية, وهذه الآجارات تدل الى منابع الحضارة ومنجزات المعرفة الفلكية والرياضيات وغيرها.
الحركة القومية العربية تجذرت في العراق منذ القدم, فهو يعتبر البوابة الشرقية للوطن العربي الكبير, وهو معني بحراسة هذه البوابة من وجهة نظر قومية, والدارسون يقولون أن أول شعور قومي بدأ في العراق في القرن الرابع للهجرة مع بروز “الشعوبية” في العصر العباسي, ومع الشاعر أبو الطيب المتنبي ابن الكوفة, الذي اعتبر أول منشد للعروبة.
دور العراق عائد الى وجوده أمام زاوية التحدي القومي من جهتين: إيران الفارسية من الشرق, وتركيا من الشمال, وهذا الدور يتسع ليهدد الدولة العبرية (إسرائيل) لأن العراقيين يرفضون حتى وجود هذه الدولة “داخل الأمة العربية”.
أولى الإنتفاضات قامت بوجه الإنكليز مطلع العشرينات, مع الإتفاق على أن تكون بريطانيا الدولة المنتدبة بعد الحرب العالمية الأولى, وقد عطلت الثورة فكرة الإنتداب لتستبدل باتفاقية بين بريطانيا والعراق.
في العام 1936, قامت أول حركة انقلابية في العالم العربي على يد بكر صدقي الذي اغتيل بعد عام. وفي تلك السنة أفاد العراق من نفطه لأول مرة, مع أن نفط كركوك اكتشف العام 1927, وكان هناك خطان ينقلان النفط الى حيفا وطرابلس. واللافت أن إسرائيل طالبت بفحص هذا الخط مع الأسبوع الأول من الحرب الحالية, على أمل أن يتغير النظام الحالي ويبدأ الضخ إليها من العراق لتستغني عن النفط الروسي ذات الكلفة العالية بسبب عملية النقل البعيدة.
في العام 1955, عقدت معاهدة بين العراق وتركيا انضمت إليه لاحقاً إيران وباكستان وبريطانيا, وهو ما عرف بحلف بغداد الذي كانت له مواقف عدائية من الكثير من الدول العربية.
في العام 1956 كان الإعتداء على السويس والعدوان الثلاثي على مصر, فأرسل العراق جنوداً الى الأردن للمشاركة في حال اعتدت إسرائيل عليه. ولاحقاً حصل ما عرف بالإتحاد العربي بين العراق والأردن (1958), لكنه سرعان ما انحل عندما نفذ عبد الكريم قاسم انقلابه, والذي قتل فيه الملك فيصل الثاني وعبدالإله ونوري السعيد.
استمر عبد الكريم قاسم في حكمه حتى عام 1963 حين قام الشيوعيون بانتفاضة ضده, وكان القضاء عليها دموياً.
بدأت ثورة الأكراد عام 1961 بتغذية من الخارج, وهو ما جعلها تندلع مجدداً عام 1968 رغم الهدنة التي تم التوصل إليها عام 1966.
تولى أحمد حسن البكر رئاسة العراق عام 1968 إثر ثورة العسكر وحزب البعث. وقد منح الأكراد حكماً ذاتياً عام 1975 واحترمت لغتهم وفتحت المدارس الخاصة بهم.
شارك الجيش العراقي في حرب عام 1967 ضد إسرائيل, وقطع علاقاته الديبلوماسية حينها مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
عمل العراق على إنشاء مفاعل نووي ضربته إسرائيل في مهده صيف 1981, بعد سنتين من وصول صدام حسين الى رئاسة البلاد.
في 17 أيلول 1980 أعلن صدام حسين الغاء اتفاقية الجزائر (6 آذار 1975) الموقعة بين العراق وإيران, وأثار المطالب العراقية والعربية في شط العرب وعربستان (خوزستان) فاندلعت الحرب بين البلدين.
صيـف 1990 اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت فتقاطرت جيوش الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الى منطقة الخليج, وشنت حرباً في شباط 1991 أخرجت فيه القوات العراقية ودمرت جزءاً مهماً من الجيش, وفرضت حصاراً بقي مستمراً حتى اندلاع الحرب الحالية على التقنيات وحركة الطيران وغيرها, وألزمت الأمم المتحدة بتنفيذ البرنامج المعروف “النفط مقابل الغذاء”.