تحية لها

ميرنا البستاني: أول نائب إمرأة في لبنان

هي أول امرأة انضمّت إلى مجلس النواب اللبناني، وقد حلّت محل والدها إميل البستاني بعد وفاته المفاجئة في العام 1963 غير أنّ عطاءها لم ينحصر في المجال السياسي. فالسيّدة الطموحة كانت ناجحة في غير مجال: من إدارة العمليات التجارية المعقّدة، إلى تأسيس فندق البستان، ومن ثم إطلاق مهرجان البستان الفني السنوي، الذي لم يُغنِ الحياة الثقافية في لبنان فحسب، بل وضعه أيضًا على لائحة المراكز العالمية للفنون الأدائية.

 

تروي السيدة البستاني أنّها حين خلفت والدها في مجلس النواب، كانت المرأة الوحيدة في المجلس، وقد كان لها آذان صاغية من قبل زملائها النوّاب. كانوا يحترمون وجودها كنائب ويطلبون آراءها وخصوصًا في المسائل المتعلقة بالتربية والتعليم والشباب، ومن هنا شاركت في لجنة التربية والتعليم وكان وجودها فاعلًا فيها.

 

إمبراطورية الأعمال والفن
على الرغم من نجاحها في المجلس، اختارت السيدة البستاني في ما بعد الابتعاد عن السياسة والتفرّغ لإدارة إمبراطورية الأعمال التي ورثتها عن والدها، إلّا أنّ ذلك لم يُثنِها عن تكريس جهودها لعالم الثقافة والموسيقى الأحب إلى قلبها، هي التي نالت شهادة من كلية الفنون في جامعة ليون، ثم نظمت حفلات موسيقية للجمعية اللبنانية البريطانية، للعازفين المنفردين اللبنانيين في لندن. وقد أقنعها ذلك بأنّ لبنان قادر على اجتذاب نخبة الموسيقيين الكلاسيكيين بعد الحرب. وفي العام 1994، أسّست مهرجان البستان، فكان من أبرز إنجازاتها وأهمّها.
حصلت على عدة جوائز لبنانية وعالمية تقديرًا لنشاطها الثقافي والاجتماعي، من بينها: وسام روسيا الفخري (من السفارة الروسية)، وسام الأرز (من الدولة اللبنانية)، جائزة أوروبا الكبرى (من الجمعية الأوروبية)، والاستحقاق الثقافي (من وزارة الفنون من الجمهورية البولندية).