ندوة ثقافية

ندوة ثقافية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

احتفلت نقابة شعراء الزجل ورابطة الأخويات وجمعية مار منصور دي بول في لبنان بصدور ديوان الشاعر إميل نون بعنوان «رسائل الى السماء» (في جزأيه الثالث والرابع - الأحزان والأفراح)، في ندوة أدبية أقيمت في قاعة محاضرات دير سيدة المعونات - جبيل.
قدّم للكتابين البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وقد جاء في كلمته: «لقد ضمّنتم ديوانكم بعض قصائد باللغة العامية ألقيمتوها في مناسبات مختلفة منها المفرح ومنها المحزن. وقد دارت في مجملها على مواضيع تمت بصلة الى الدين من مثل امتداح الأخويات المريمية، وامتداح بطولة الجيش اللبناني، والحضّ على المحافظة على الأخلاق الفاضلة، وبعض المراثي، أسميتموها رسائل الى السماء، فضلاً عن المناسبات المفرحة أو المحزنة التي كانت لكم فيها أقوال قوبلت بالرضى... إنّا إذ نهنئكم بإنجازكم هذا، نسأل الله أن يلقى كتابكم ما يستأهل من الرواج خصوصاً لدى أهل الإيمان...».

 

الحضور وبداية الاحتفال
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني بحضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب عباس الهاشم، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ممثلاً البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، العقيد الركن أحمد ألْفَيْ ممثلاً قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، العقيد الركن الياس حبيب ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، النقيب فادي المواس ممثلاً المدير العام لأمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، النقيب أديب الحاوي ممثلاً قائد الدرك العميد أنطوان شكور، قائمقام جبيل الشيخ حبيب كيروز، رئيس رابطة مخاتير جبيل غطاس سليمان، مدير إذاعة لبنان فؤاد حمدان، رئيس إقليم كتائب جبيل المهندس طنوس القرداحي ممثلاً رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل، الشيخ جورج حرب ممثلاً النائب بطرس حرب وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والأدبية ومحبي الشعر.
قدّمت الاحتفال الشاعرة فكتوريا سلموني نصراني ومما جاء في كلمتها: «رسائلك الى السماء» هي بوح وجداني، وسيط إيمان، تشفّف وسموّ، وصرخة مدوية في وجه الزيف والتصنّع (...) تدعونا الى الهروب من واقعنا الرديء الى عوالم من الجمال، في زمن صار فيه الأدب تهمة، فانتشر سوء الأدب، وأصبح الشعر تخلّفاً، وفساد العفن».

 

كلمات
أولى الكلمات كانت للمونسنيور منصور لبكي،  ألقتها عنه بالنيابة السيدة كلود واكيم غزالة، وجاء فيها:
«غيري من الخطباء سوف يسلّطون الضوء على شعره ومعانيه، وهم بذلك أجدر مني. لكنني كرجل دين، أسمح لنفسي بالقول إن إميل نون، ابن بلدة مشمش الحبيبة التي اخترتها مركزاً لتجمّع كبير بجوار مار شربل، لأنها حدّ السما (...) عندما سيُكتب تاريخ الشعر اللبناني، سيكون لإميل نون حتماً مكانه المميز، لأنه «حاضر ناضر» بكل مناسبة مثل البخور بالقداس...».
ثم ألقى الدكتور مطانيوس الحلبي، مدير عام وزارتي الثقافة والتربية سابقاً، كلمة قال فيها:
« في زمن الإنشطار الإنساني هذا، يطل علينا الشعر نسمة تعبر صحارى الحياة، تطرق أبواب القلب، تحاكي ما تبقى من إنسانية في الأعماق، إنه الشعر، شعر إميل نون.
لخص ذاته في سطرين وجمع جهنم قلبه في كتابين، حصد غلة الزرع ومشى نحو أثير الحبر في عينيه وشغف القرطاس ليديه وأماط اللثام عن سحر الكلام فدوّن خبب مطارحه على منبر الأيام والأحلام. قبل إميل نون كان السؤال ماذا تريد السماء منّا؟ مع إميل نون بات السؤال ماذا نريد نحن من السماء؟ فمن طبيعة الأمور أن تصور الحقائق من علٍ بوحي، بأمر، بقدرة إلهية، لكن أن يخرج الحبر طاقة بشرية من الأرض الى السماء فهذه قدرة الشاعر إميل نون في ديوانه رسائل الى السماء. فثق أيها العزيز أن رسالتك الى السماء أسرع في الوصول من البريد الإلكتروني، أليس الشعراء هم من الأقربين الى الله؟ وبخاصة إذا ما ختموا رسائلهم في أحد مكاتب بريد الله دير سيدة المعونات؟».


سهيل مطر
وكانت كلمة للشاعر سهيل مطر الذي قال:
ثقوا أنني ما عرفت هذا المشمشي إلا تنّورياً أصيلاً: على كل منبر تنّوري له وقفة، وفي كل مناسبة له شمخة وكلمة، مرجع تاريخي هو وجزء من تراثنا الشعبي الحيّ.
إن إميل، في كتابيه، يبعث برسائل الى السماء، موزّعة بين دمعة وابتسامة. آمل أن أكون وأنتم من جماعة الابتسامة، أما إذا... واستردّ الله... فأرجو يا إميل أن تكون رسالتك عنّي تحية حبّ الى تنّورين ومشمش والى هؤلاء الحاضرين الأحبّاء.

 

وأبيات شعر
الشاعر الفنان وليم حسواني ألقى قصيدة زجلية من أبياتها:


قدّيش ما بديوانك معبّي               ألطاف فيك مأسّسي تأسيس

تا كتر ما في بقلبك محبّي              صاروا القلوب بقلبك محابيس

يللي بإيمانك أنت حبّي                بحقل الوفا بتستاهل التقديس

عمرك يطول ويحرسك ربّي        تا نضلّ كلما نسمعك نحضر
 

ديوان كلّو عاطفي وإحساس         بيقول يا أرض الصفا ابتسمي

بيقول قدّيشك صديق الناس         تا بكل ملقى في إلك بسمي
 
رسّام عا ألوانك بينقاس            لون الجمال وروعة الرسمي

من محبّْتك من طيبة الأنفاس      من هاك العطر الساكن بقلبك

يا ما بتسرق عطرها النسمي

الشاعر والأديب رفيق روحانا كانت له قصيدة قال فيها:     
دوّبت عمرك حبّ ومروّة وشعر                 توقف مع الناس وقصايد تنهدى


وإن غلي الموقف الصعب تحطّ سعر                    وتدفعو وما تربح جميلة حدا

مطرح ما غيرك كان يستكتر يروح                        تروح انت وبشعرك تبيّض وجو
 
وكل اللي هن عا واجباتو اجو                               تتعب عنن وتريّحن تبني صروح

باسمن وهنّي، من بعيد يتفرّجو

أما الشاعر والصحافي جوزيف أبي ضاهر فقال:
رافق إميل نون الجمعيات والأخويات وعصبة الشعر ونقابة الزجل، كما رافق المناسبات كلها، وكانت المناسبة تبقى ناقصة إذا لم يقف إميل على منبرها، ،وهو لم يقل مرّة غير الحب والوفاء ونبل الصداقة.
كرّس حياته للشعر والشعراء وقدّم برامج زجلية في إذاعة لبنان الى جانب برنامج خاص بالمزارعين (...) ومن دون أن ينتبه «تكوّم» الزجل العفوي الصادق على بيدره وشكّلت قصائده صوراً لزمن وناس ومطارح.
بعده ألقى الأب جوزف الدكاش قصيدة، منها:
شعرك مدرسة فضاوة بال     يا ريتنا تلاميذ بصفوفك

رسايل للسما والحلم مرسال     بكل دمعة عين منشوفك

وبالأفراح مش تاركلنا مجال     بكل مناسبة بتلمع سيوفك

واليوم جينا وجع بالبال           بتماني تماني ألفين وتماني

بدار المعونة نعمل ضيوفك

ثم تحدّث رئيس جمعية مار منصور دي بول الأستاذ ألبير الزغبي فقال:
«ماذا أقول في من فُطِر على العطاء ففاضت روحه وقلبه، شعراً يغني القيم والإنسان، ويرتقي بالمناسبات وأصحابها، كاشفاً ما فيها من كنوز الحق والخير والجمال، ماسحاً الحزن بأريج الفرح وزيت الرجاء، ومعمّداً الكلمة بميرون المحبة لتصير رسائل من الأرض الى السماء، عذراً لا بل رسائل يستلهمها شعراً فيزفّها رسائل الى الأرض، رسائل من السماء (...). يلفتك وأنت تقرأ شعره، مهما تنوّعت المناسبات والموضوعات، ومهما تبدل الأشخاص هذا التطلع الدائم نحو الـ«فوق»، وهذا البحث عن الوزنات التي تحقّقت، وهذا الترقي بالإنسان ومع الإنسان لتحقيق نفحة الألوهة فيه».
الشاعر جورج أبو أنطون نقيب شعراء الزجل في لبنان ألقى قصيدة منها:
إميل شاعر مؤمن وحساس     مودّي رسايل عالسما أجناس

أول رسالة حاملة محبّة     بالصدق بالقلب الوفي بتنقاس

وتاني رسالة حاملة حبّة     انزرعت بجنة طهر ما بتنداس

وتالت رسالة حاملة جبّة     عملو عليها بالسما قداس

ورابع رسالة قال يا ربّي    اعطيني محبة نعمتك تا ضلّ

اكتب وحاكي قلوب كل الناس...


كلمة شكر
كلمة الشكر باسم الشاعر نون ألقاها إبنه المحامي بول نون وجاء فيها: «إن الشعر فاكهة الفنون وعطر الإبداع. إنه عالم السحر ينساب كالحلم الجميل (...) عندما نقرأ قصائد الديوانين وما تضمّنا من موضوعات وتواريخ نكتشف أنها سيرة القصائد وليست سيرة الشاعر (...) وأقول بأن موهبة سمحت له بتطوير أشكال مختلفة للتعبير الفني، وولوج كل أنواع الأشعار».

 

رسائل
وخلال الاحتفال، تليت رسالة وجّهها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة جاء فيها: «بامتنان كبير، تسلّمت ديوانيك الشعريين «رسائل الى السماء»، وإذ أفخر بضمهما الى مكتبتي الأدبية، لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أشيد بشاعر كبير حضن الكلمة بين كفيه، فزودنا من بحر الشعر، درره الأجمل، والأشد التصاقاً بالوطن والإنسان. وإذ أثمّن لفتتك القيّمة، أتمنّى لك المزيد من العطاء المبدع».
كما أرسل رئيس أساقفة أبرشية دمشق المارونية المطران سمير نصار كلمة ضمّ فيها صوته الى أصوات الشعراء الكتّاب والفلاسفة لشكر وتقدير سيّد المنابر وشاعر السماء إميل نون وقد أغنى المكتبة اللبنانية بملاحم العطاء والوطنية والقداسة».


 
قصيدة الختام
في الختام، تحدّث الشاعر إميل نون فشكر شعراً كل من شارك وحضر تكريم ديوانه. وقبل أن يتسلّم درع نقابة شعراء الزجل من النقيب جورج أبو أنطون، واختتام اللقاء بتوقيع الكتاب، ألقى القصيدة التالية: