- En
- Fr
- عربي
نصب تذكاري
في احتفال حضره كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، رئيس الحكومة المكلّف سعد الدين الحريري، وزير الدفاع الوطني الأستاذ يعقوب الصرّاف، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية وضباط، أُزيح الستار عن النصب التذكاري للاستقلال في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة.
وقائع الاحتفال
بدأ الاحتفال بوصول علم الجيش ثم الحضور الرسمي. ولدى وصول الرئيس عون أدّيت له مراسم التشريفات الرسمية ثم عرض ثلّة من وحدات الجيش. وعلى الأثر تمّت إزاحة الستار عن النصب التذكاري الذي كتب عليه: «لمناسبة العيد الـ75 للاستقلال تم تدشين هذا النصب التذكاري برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحضور دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الدين الحريري - 12 تشرين الثاني 2018».
وألقى العماد عون كلمة في المناسبة قال فيها:
«في مثل هذه الأيام من العام 1943، هبّ اللبنانيون ثائرين، مؤكّدين العزم والإرادة على العيش أحرارًا، فكان نضالهم في سبيل هدفهم، وكان لهم ما أرادوا.
في هذه المناسبة العزيزة، نؤدي واجب الوفاء لأبطالٍ ما استكانوا ولا خضعوا لمحتلّ، لأحرارٍ رفضوا الذلّ والظلم بشجاعةٍ وصانوا الحق والعدل بقوّةٍ، رافعين اسم لبنان عاليًا ليبقى قلعة للحرية والسلام، مساحة للحوار والتفاعل الحضاري، منارة إشعاع وتسامح إنساني...
وبقدر ما تبعث فينا هذه الذكرى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجادنا ومآثرنا، بقدر ما تستوقفنا لاستقراء التاريخ واستخلاص العبر. صحيح أنّ الاستقلال جاء تتويجًا لملاحم تاريخية امتدّت عبر أجيال متعاقبة، إلّا أنّ الأهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلميًا وبعضها الآخر دمويًا، ليتجسد الاستقلال واقعًا».
علينا أن نحمي المكاسب
وتوجّه إلى رئيس الجمهورية قائلًا:
«فخامة الرئيس
على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلّها استكمال المهمّات الوطنية. فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، مع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطوّر.
لذلك وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، وعلى رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والأمنية في إرسائه آملًا في استثماره في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية، حفاظًا على ما تحقّق من إنجازات ومكاسب.
إنّ الاستقلال الحقيقي يحقّق معناه وغرضه في مواصلة الجهود، مؤمنين أنّ ما تحقّق، ليس سوى خطوات أولى، تزيدنا ثقة وتفاؤلًا وإصرارًا على الاستمرار في مسيرة بناء المؤسسة وتحديثها، التي بدأت ولن تتوقّف بفضل دعمكم، بخطواتٍ من خارج المألوف تصلح لأن تكون مثالًا يحتذى به في سائر المؤسسات.
وهنا لا يسعني إلّا التأكيد أنّ الخطوات الإيجابية التي قطعناها وجدت انعكاسها وامتدادها في ما بُذل من جهود مكثّفة، وما تحقّق من نجاحات مشهود لها على المستوى الخارجي، فنلنا الثقة والتقدير والإعجاب، ودعمًا لا محدودًا في المجالات جميعها».
ما خذلتموه يومًا!
وأضاف:
«أيها العسكريون
في رحلة الخمسة والسبعين عامًا من عمر الوطن ما خذلتموه يومًا، حريصون دومًا على تلبية النداء متى دعا الواجب. أوفياء لقسَمكم ولرفاقٍ حملوا قدرهم بحجم مساحة أرضنا، وأحلام شعبنا، وشغف كرامتنا، فاستحقّوا الشهادة مسجّلين أسماءهم في سجل الخلود.
شعبكم اليوم يتطلّع إليكم بفخرٍ وإباء بعدما دحرتم الإرهاب بوجهه العسكري ودمّرتم البنية التحتية لخلاياه الأمنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الأساسي.
انتصارات تفرض علينا مزيدًا من اليقظة في ظلّ التطوّرات الإقليمية بتداعياتها الداخلية، في موازاة تحرّرنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بالمؤسسة، مستقبلكم ومستقبل أولادكم».
اختُتم الاحتفال بعرضٍ عسكري وكوكتيل على شرف المدعوّين.
النصب التذكاري
يرمز النصب إلى الصلابة وتجسّدها يد عسكري تقبض بقوّةٍ على عصا العلم اللبناني، والاتحاد مع الأرز الخالد رمز قوّة لبنان ومناعته. وفيما ترمز الجذور إلى التشبّث بأرض الوطن مهما اشتدّت الصعاب، تظهر في النصب راية سفلى تمتدّ من طيّات بزّة العسكري وشرايين ساعده ترمز إلى الشهادة، أما الراية العليا التي تحملها قبضة يد العسكري فترمز إلى الاستقلال الذي تحتمي الأرزة تحت ظلّه.
صمّم النصب النقيب رئبال تمراز من مديرية التوجيه.