ملء القلوب والوجدان

نصب وساحة له في رميش اللواء الركن الحاج في ذكراه الأولى
إعداد: جان دارك أبي ياغي

أيقونة حيّة وشعلة للأجيال

في الذكرى الأولى لرحيله أطلّ اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج من عيون الأحباء والرفاق، بهيّاً في شهادته كما في حياته، بطلاً في حضوره المنتصر على الموت.
ذكرى اللواء الركن الشهيد في رميش، في الوطن، في العيون والقلوب، وهج البطولة وطيب البخور.

 

حضور وكلمة البطريرك صفير
برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أقامت قيادة الجيش وعائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج قداساً وجنازاً لراحة نفسه في كنيسة التجلّي - رميش بمناسبة مرور سنة على استشهاده.
حضر القداس الاحتفالي السيدة الأولى وفاء سليمان ممثلة رئيس الجمهورية، النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب، الوزير زياد بارود ممثلاً رئيس مجلس الوزراء، العميد الركن بانوس مانجيان ممثلاً وزير الدفاع وقائد الجيش العماد جان قهوجي، عدد من الوزراء والنواب وممثلي الأحزاب السياسية والنقابية، قائد الـ«يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتزيانو، الملحقون العسكريون الأجانب، السفراء وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر، رئيس رابطة المحاربين القدماء العماد إبراهيم طنوس، رئيس بلدية رميش إسكندر الحاج وعدد من رؤساء بلديـات المنطقة ومخاتيرها وفاعلياتها، بالإضـافة الى عائلـة الشهيـد وأهلـه وعدد كبير من ضباط الجيش رفاق السلاح وأبناء رميش والجوار.
ترأس القداس راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج ممثلاً البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وعاونه لفيف من الكهنة. بعد الإنجيل، ألقى المطران الحاج الرقيم البطريركي، الذي حيّا فيه البطريرك صفير رئيس الجمهورية راعي الإحتفال، منوهاً بـ«سياسته الحكيمة الرامية الى إعادة تعزيز الحضور اللبناني الفاعل وتبيان رسالة لبنان في العالم رسالة اللقاء الغني بين الأديان والحوار المغني بين الحضارات»، مبدياً تأييد البطريرك «ما يقوم به فخامته مع كل القادة المخلصين لإحياء جوهر الصيغة اللبنانية الفريدة وتعزيز الحوار الوطني وإتمام المصالحات الداخلية والانفتاح الإيجابي على الجميع وتجنب الإنزلاق في التجاذبات الداخلية والخارجية، والتزام مبادئ الاستقلال والكرامة والحرية والعمل على تحصين الوحدة الوطنية الكفيلة وحدها إستيعاب المحن القاسية والأزمات الخطيرة».
وأضاف: «أيها الكرام تاريخنا يبدأ عندما ينتهي تاريخنا... جئت لأشهد لحياة القديس يوحنا لأقول إنه على مثاله عاش فرنسوا وسقط شهيداً كبيراً للدفاع عن وطن لا يمكنه إلا أن يبنى على الحق ويقام إلا على الحق ويعمل أبناؤه من أجل الحق، لأن لبنان والحق صنوان، ووفاءً للبنان ولشرف حقه وحقيقته كانت تضحية فرنسوا بالحياة. فيا أيها الغالي والحاضر الأكبر اليوم بيننا لم يقوَ الغياب على خطف وهجك. ولم تستطع بشاعة الباطل حجب صباح وجهك، حاضر أنت هنا يا فرنسوا تجمعنا حولك وترفعنا الى فوق وتنشلنا من كل تخاذل فينا، أنت أيقونة بهيّة حيّة تعكس أولاً وجه العائلة الكبرى التي طبعت فيك مثلها العليا ونقلتها بدورك الى عائلتك الصغرى فطبعتها بروحك العالية، أنت أيقونة حيّة تعكس وجه رميش والجنوب أرض البطولات والمقاومة الشريفة التي رفعت عالياً علم الحق والكرامة وراية التكامل الصادق بين مؤسسة الجيش ومقاومة الشعب في احترام متبادل خلاق، وأنت أيقونة بهية لجيش أثبت وسيظل يثبت أن الجيش الواحد والموحد يعرف لونه وهويته كما يعرف صديقه وعدوه. شاؤوه أعزل وشاهد زور وفي أحسن الأحوال صاحب العين البصيرة واليد القصيرة، فقلب الجيش المعادلة معك ومع رفاقك الأبطال فاجترحتم المعجزة ليكون معكم الجيش جيش العين البصيرة واليد القديرة...».

 

كلمة قيادة الجيش
العميد الركن مانجيان ألقى كلمة قيادة الجيش، فقال:
«سنة خلت على رحيل شهيدنا الكبير اللواء الركن فرنسوا الحاج ورفيقه الرقيب الأول خيرالله هدوان، ومشاهد هذا الحادث الجلل ترتسم في الأذهان صبح مساء، كأن ساعة الوطن قد خرجت في حركتها عن مقاييس الزمن، فتوقفت عن المسير حزناً وألماً، إكباراً وإجلالاً، لمن جعل حياته محراباً للقيم والمبادئ والإيمان بلبنان، واختصر باستشهاده أسمى معاني البطولة والتضحية في سبيل وطن وهبه العقل والروح، وافتدى ترابه الغالي حتى آخر نقطة من دمه الطاهر.
إنه قدر الرجال الرجال الذين يولدون وسمة التفوق تشعّ في عيونهم وتنطق في قسمات وجوههم، فيعيشون كباراً ويرحلون كباراً، وتبقى إنجازاتهم راسخة في النفوس، ومآثرهم شعلة تقتفي نورها الأجيال جيلاً بعد جيل.
هنا في جنوب المقاومة والتحرير، في رياض البطولة والاستشهاد، في رميش هذه الزمردة اللبنانية الغالية التي يتمهل الزمان فوق تلالها وسفوحها وجنبات وديانها، ململماً آيات من السحر والألق والجمال، هنا حيث يمتزج لمعان الحجر والشجر ببريق العيون المتوهجة أصالة وإباء، ولد شهيدنا الغالي فرنسوا وترعرع بين أحضان عائلة كريمة أنبتته على محبة الوطن والتعلق بالأرض، لينطلق لاحقاً الى ميدان الشرف والتضية والوفاء، ويضم شتلة التبغ الى غصن الأرز، تماماً كما جمعت نفسه بين التواضع والكبرياء، وبين الصمود والعنفوان. فكان أن بدت عليه منذ خطواته الأولى، ملامح النبوغ والإبداع، فتىً يضج بالاندفاع والحماس، ويتميز بالجرأة والإقدام، ويتوقد بالفطنة والذكاء، وفي ما بعد برز ضابطاً قائداً يقرن المعرفة بالأخلاق، والمسؤولية بالشجاعة، والموقف بالقرار الصائب، ولم يتوانَ يوماً عن خوض أشرس المعارك، حتى أصبح إسمه العطر على كل شفة ولسان، عنواناً للثقة والطمأنينة، والقدرة على مواجهة الصعاب، ويوماً بعد يوم وسنة بعد سنة، ضاقت به ميادين التضحية والعطاء، حتى استغوته الشهادة ورفعته بطلاً مظفراً على صهوة مجد جمع من كل أطرافه».
وأضاف قائلاً:
«لقد اتخذ شهيدنا البطل فرنسوا، الوطن بمثابة قريته الكبرى، فراح يجول في كل أرجائه، في الجنوب كما في بيروت والشمال والجبل والبقاع، يهدم جدران اليأس ويزرع بذور الأمل أنّى وطئت قدماه، رافعاً العلم اللبناني خفاقاً شامخاً فوق التلال والآكام، ولسان حاله يقول: «الأرض أرضنا والشعب شعبنا والسيادة سيادتنا ولا مكان للغرباء بين صفوفنا، ولا شيء يثنينا عن القيام بمهماتنا وأداء واجبنا المقدس مهما اشتدت الصعاب وغلت التضحيات.  
وهكذا كان الشهيد وفياً للقسم الذي نذر حياته له، مقدماً بدمه الذكي الطاهر شهادة في الحق والحقيقة، شهادة في الحق، لأن الجيش هو صاحب القضية وابن هذه الأرض، ومن أولى واجباته الدفاع عنها والحفاظ على كرامة أبنائها، وشهادة حقيقة تعلن أمام الملأ وتحدث كل ذي سمع عن تماسك الجيش من رأس هرمه وحتى قاعدته، ووحدة الدم والدرب والمصير التي تجمع بين رجاله كافة، وتساوي هؤلاء، جنوداً كانوا أم ضباطاً كباراً، في التضحية والشهادة من أجل لبنان».
وأكد أنه سيأتي يوم يكشف فيه عن قتلة الشهيد الكبير، فقال:
«لقد ظنّ الإرهابيون أن بقصفهم أحد أعمدة المؤسسة العسكرية سيتمكنون من إرباك الجيش وثبط عزيمته، وبالتالي النيل من دوره الوطني، لكن، فات هؤلاء القتلة المجرمين، أن شجرة الجيش قد أضحت أعمق جذوراً وأصلب عوداً وأكثر شموخاً، بعد أن ارتوت من دم الشهيد حتى الثمالة، كما أن هذه الدماء التي أهرقت على مذبح الوطن، قد استحالت إعصاراً من غضب في قلوب رفاق السلاح، يقض مضاجع الإرهاب ويقتلع أشواكه الخبيثة أينما وجدت، وما الإنجازات الكبيرة التي تحققت بالأمس القريب في هذا المجال، إلا دليل واضح على إصرار الجيش على إماطة اللثام عن أصحاب الأقنعة الزائفة والوجوه المتنكرة، المتخفين خلف ستائر الظلام وفي أقبية الهوان. ولا محالة سيأتي اليوم الذي يُكشف فيه النقاب عن قتلة شهيدنا الكبير فرنسوا، ويمثلون عراة أذلاء أمام حكم التاريخ والعدالة».
وختم قائلاً:
«نستذكرك اليوم وكل يوم، بقلوب تمتزج فيها مشاعر الحزن بمشاعر الفخر والاعتزاز، ومن قريتك الوفية رميش، ومن عرين جيشك وساحاته، نتوجه الى روحك الطاهرة بألف تحية إكبار وإجلال، ونعاهدك بقسم أكبر من الحياة، أن نبقى أوفياء لدمائك، أمناء على مبادئك وقيمك، وأن نمضي على خطاك، شعارنا الشرف والتضحية والوفاء، وخبزنا الإيمان ومحبة لبنان.
باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه الى ذوي الشهيدين اللواء الركن فرنسوا الحاج ورفيقه الرقيب الأول خيرالله هدوان وكل شهداء الجيش، بأحرّ التعازي وخالص المواساة، ولتبقى ذكرى شهدائنا العطرة، نجماً ساطعاً في سماء الجيش والوطن.

عشتم
عاش الجيش
عاش لبنان».


كلمتا رئيس البلدية والعائلة
رئيس بلدية رميش ألقى كلمة شكر فيها بإسم أهالي البلدة والمجلس البلدي الحضور، معتبراً أن الشهيد خالد كأعمدة الهياكل مطالباً بكشف القتلة.
وتلاه نجل اللواء الشهيد السيد إيلي الحاج بكلمة العائلة مثمناً مشاركة الحضور لهم في المناسبة وقال: «أنتم الذين توافدتم بقوافل الوفاء لإلقاء التحية والصلاة كما كل الذين أحبوه داخل الوطن وخارجه». واعتبر «أن الوطن يحتضن بعزم رئيس الجمهورية الذي يسير به بأمان راسخ نحو شاطئ الأمان وبقيادة العماد جان قهوجي والقيادات المخلصة نحو لبنان الوطن الرسالة القوي العزيز الذي يستحق من المسؤولين المحافظة عليه عبر دعم المؤسسة العسكرية وتجهيزها والترفع عن الصراعات غير المجدية للوطن، ولا ترصدوا بعضكم بل انظروا جميعاً في اتجاه واحد نحو أنوار الحق الساطعة حيث ترتقي الأمم على درب التطور والارتقاء»، مطالباً بـ«التضامن الذي نادى به الشهيد فرنسوا في كل أعماله وتصرفاته وبكشف مرتكبي الجريمة وتقديمهم الى العدالة» مؤكداً أن «والده شهيد الجنوب ولبنان والى جانبه مرافقه خيرالله هدوان»، شاكراً كل الجهات الداعمة على دعمهم ومبادراتهم «وخصوصاً الوزيرة ليلى الصلح في إنشاء النصب والوزير جبران باسيل في إصدار طابع تذكاري تكريماً للشهيد».

 

ساحة الشهيد
أعقب القداس انتقال عائلة اللواء الركن الحاج والمشاركون الى وسط البلدة حيث ساحة الشهيد، وقد فاجأ قائد الجيش العماد قهوجي الحضور بوصوله لمشاركتهم في احتفال إزاحة العلم اللبناني عن النصب التذكاري للشهيد. الوزيرة ليلى الصلح حمادة ممثلة مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية التي شاركت في القداس وفي الاحتفال، كما شارك مدير المؤسسة عبد السلام ماريني ومحافظ النبطية محمد المولى.
ماريني ألقى كلمة مؤسسة الوليد بن طلال محيياً بإسم الأمير شهداء الجيش مؤكداً دعمه المؤسسة العسكرية.
قال ماريني:

 

«أيها الحضور الكريم
عندما التحق بالكلية الحربية وتخرّج منها ضابطاً متميّزاً، أقسم بشرفه على الوفاء للوطن والتضحية في سبيله عملاً بشعار المؤسسة العسكرية المحفور في ضمير وقلب كل مواطن لبناني مخلص. وكان ينبع من داخله كما ينبع من داخل أي جندي لبناني باسل، إيمان أن السقوط في سبيل الوطن إذا قدّره الله له يكون في ساحة القتال كما شرعته الأعراف والقوانين الدولية، أما العدو فهو واحد وهو متربص في قلب الأمة العربية منذ العام 1948.
أما مناقبيته العسكرية والخلقية والأدبية فكانت تنص على أن المعارك البطولية تسجل وجهاً لوجه حيث يضع كلا الطرفين ما ملكت أيمانهما من جرأة وبسالة قتالية، إلا أن الشهيد لم يتوقع أن يسقط شهيد الغدر والتآمر الجبان لأنه من آداب الغزو والقتال كما جاء في الحديث الشريف: «لا تغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً».
لكن الأيادي الآثمة اصطادته فسقط بطلاً شهيداً للوطن. وجاءت ارتدادت إنفجار صبيحة يوم الأربعاء 12كانون الأول 2007 فقد طالت شظاياها قلوب جميع المواطنين الشرفاء فتوقفت عن الخفقان الى أن ظهرت على شاشة التلفزيونات ليلاً ذرية جاءت من صلب الشهيد البطل، فأدركت القلوب أن المعلم قد مات لكن ثمة من تلقّن على يديه كما تقول أرملته القيم والأخلاق والأمثال القديمة حيث كان يكتبها لهم على لوح لتبقى وتترسخ في الضمير، وكان يضيف اليها دوماً جملته الشهيرة: «إن لبنان أمانة في أعناقنا لا يمكننا التخلي عنها ولا بد أن ننجح في المحافظة عليه».

 

أيها الحضور الكريم
أتينا جميعاً لنجمع أن ساحات الوطن وساحات الشرف والتضحية والوفاء اشتاقت الى بطولات الشهيد وشجاعته، وزواريب قريته رميش تحنّ الى وجوده وكل شبر من لبنان الذي عرفه بسهوله ووديانه وجباله وسار على رجليه في غالبية مناطقه كلها مجتمعة تستذكره بالخير وتنحني أمام ضريحه.
أما نحن في مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية فما يصيب هذه المؤسسة العسكرية يصيبنا في الصميم، فلقد عاشت هذه المؤسسة انطلاقتها وتموضعت هيكليتها مع جد رئيس المؤسسة المغفور له دولة الرئيس رياض الصلح (ابن الجنوب) الذي سعى لأن تعكس المؤسسة العسكرية صورة العيش المشترك والصيغة التوافقية التي عمل على إرسائها في صلب الميثاق الوطني وفي نفوس أبناء وطنه. آمن بتلك المؤسسة العسكرية وهي في مطلع شبابها وبداية تأسيسها ودعا الى دحض العدوان الإسرائيلي مؤمناً بقدرتها على خوض الحرب والنصر معاً وهو الذي قال للعرب آنذاك: «هل دخلنا الحرب لنهادن أم لنقاتل؟ هل نهرب من القتال وهو فرصة العمر، هل نرضى بالإستسلام وهو وصمة العبودية والذل؟».
لكن الرئيس الصلح استشهد في مطلع الخمسينيات تاركاً وراءه نواة من الرجال الرجال الذين أبصروا النور وآمنوا بالوطن والقضية أمثال الشهيد اللواء الركن فرنسوا الحاج. لكل ذلك لم تشأ المؤسسة بتوجيه من رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال ونائب الرئيس معالي السيدة ليلى الصلح حمادة (لم تشأ) إلا أن تقوم بمبادرة تبقي على الذكرى الطيبة، مبادرة تجاه الوطن ومبادرة تجاه هذه البلدة الحاضنة وتجاه ذريته.

 

أيها الحضور الكريم
لأسرة الشهيد نقول صبّركم الله وأمدّكم بالقوة والعزيمة، سوف ترافقكم ذكرى الشهيد التي تفوح بالحب والإيمان.
لأهالي هذه المنطقة الكريمة نقول إن هذه الأرض التي أنجبت الشهيد فرنسوا الحاج لا بد لها أن تنجب أبطالاً يسيرون على نهجه.
أما للمؤسسة العسكرية فنقول، ما يعزز الأمل فينا اليوم هو وجود رفيق درب الشهيد على رأس قيادة المؤسسة العسكرية عنيت به العماد جان قهوجي.
أما للوطن فنقول كلنا أمل أن يقي الله لبنان من شرّ البلية ويعزز من خطوات العهد الجديد بقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. لتكن مشيئة الله، وشكراً».
كذلك كانت كلمة لرئيس مؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، صليبا الحاج، ومن ثم كان قص الشريط وأزيح العلم عن النصب التذكاري.

 

فيلم وثائقي ووصية الشهيد
يجدر بالإشارة أنه عُرض بعد القداس فيلم وثائقي من إعداد فريق من تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال» عن سيرة الشهيد منذ الولادة حتى الشهادة.
وكان ملفتاً العبارة - الوصية التي كتبها اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج قبل ثلاثة أيام من استشهاده، وحملتها بطاقة الدعوة الى المشاركة في الذكرى الأولى لاستشهاده، وجاء فيها:
«أوصيكم حفظ أمانتين: الأرض والشعب لتكونوا ملح الأرض التي أنبتتكم ومفخرة أبناء شعبكم وملاذهم وطمأنينتهم، ليبقى وطناً آمناً، أبياً، موحّداً في وجه الأخطار والتحديات».

فرنسوا الحاج

يا حاجاً الى الأبدية
جاهلٌ مَن أرادك بلا حراك
ودماؤك تضجّ عنفوان ثراك
ترابُ الشمالِ يفتقد منقذه
ترابُ الجنوبِ وريث غناك...

يا حاجاً الى الأبدية تمهّلْ
رفاقُ السلاحِ قد ألقوا الشباك
والصيدُ وفيرٌ والحقُ تهلّلْ
فرنسوا الشفيعُ قُبّلت يداك

شهيد لبنان وطن الرسالة
جنودك غنّوا صفاء عُلاك
فالليلُ يئنُ وشمس العدالة
نورٌ يطلُ من صُبح مثواك

جورج عبدالله البركس