ضيف العدد

هذا الحصن المنيع
إعداد: سهيل أبو حلا

في خضم الأحداث المتسارعة حولنا, نقف متأهبين دوماً لاستقراء الأحداث الآتية على المنطقة الشرق أوسطية, منسجمين مع مبادئ وفاقنا الداخلي, وصفّاً واحداً الى جانب مؤسسة أعطت وتعطي لبنان عنفوان الصمود وحبّ الوفاء لكلّ ذرة تراب من الأرض, وتواجه أخطاراً عدة تهدد كيانه ومقومات وجوده, أبرزها الخطر الصهيوني.
ويبقى الجيش قوّة لبنان ومبدأ صموده, وهو في طليعة المؤسسات الوطنية التي تطبق مبادئ العدالة والمساواة في صفوفه, هذا الجيش هو لجميع أبنائه, وأبناؤه يشكلون في لقائهم وتآلفهم تاريخاً يقدّس بتساوٍ حقوق وواجبات الإنتماء للوطن وعيشاً مشتركاً بتواصل كل أبنائه وتفاعل القدرات الإنسانية, ليكون وجه المجتمع ونموذجاً لروحية الإنتماء وصلابته على امتداد القرون. ويأتي دور الجيش ليرسّخ هذا الإنتماء. هذه الصورة البيانية لا تقف أمام مثاليات الكلمة المعبّرة إنما تعيش في ديمومة البقاء فوق كل المآسي, فوق كل الحروب, فوق كل التجارب المريرة ليأتي التفاعل بين المجتمع والجيش تفاعلاً حضارياً, تفاعلاً اتحادياً وتوحّدياً بين كل العائلات اللبنانية التي هي بدورها تؤلّف هذا الجيش العظيم بوحدته.
هذه هي ثمار العطاءات الوطنية, فمهما كبرت الأزمات تبقى في الأفق استنارات العُقّال الذين يقودون بكلّ تجرد وخبرة بطولية مؤسسة تقوم لخدمة الوطن والمواطن. وحين تكون مبادئ الحرية مرسومة باحترام القوانين والأنظمة تصبح روابط المجتمع موثوقة بالوعي. والحفاظ على القيم يكون في تقديس صيغة التكافل والتضامن لما فيه خير مستقبل الوطن وتقدّم أبنائه, وانفتاح كل مواطن على تقدير الآخر من حيث قدسية الإنتماء وتقبّل الآخر بثروته الإنسانية والأخلاقية لتصير للمجتمع حياة التنوّع في إطار المساواة وحفظ الحقوق ومكافأة العطاء المبذول.
إن حياة العسكريين جهاد مستمر لا يستكين. والعسكري يطبّق على نفسه ما تعلّمه من ثقافة الإنتماء لوطن سرمدي, وما نهله من روحانية الاستشهاد في سبيل أن يكون للمواطن والمجتمع دفق من هناءة الحياة... ويبقى الجيش العين الساهرة في حماية شرعية المؤسسات والوطن. وهو في موقع حماية كل شخص وكل مجموعة في الوطن. له الدور الأبرز في حماية الحكم والدستور وله أن يؤدي بكلّ جوارحه مهمّات وطنية جمّة. له أن يقوى ولنا أن ننعم. له أن يكون قوة حياة لوطن ولنا أن نقف الى جانبه وقفة عز في كل حين. له أن يذوق مشقّة التألم والسهر ولنا أن نغيّر في سلوكيّة التجدد نحو تقدير المهمات الموكولة إليه.
هلمّوا أيها اللبنانيون لنجدد مقاصدنا الوطنية ونلتف حول المؤسسة العسكرية وأفرادها بحيث نولد من جديد في الحب والشوق للإنتماء بصدق ومحبة لا رياء فيها لوطن أنعم الله علينا به قطعة من سمائه ونعمة من لدنه.
هلمّوا أيها اللبنانيون نترقّب معاً ما يدور من حولنا من هموم وشجون, هلمّوا نتوحد من دون أن نلتفت الى صغائر الأمور, ونلتف حول جيشنا وقيادته لما فيه ديمومة وطننا وهنائه. وما الأحداث التي نترقب هموها سوى دافع إضافي لنا يحملنا على التشبث بجيشنا, هذا الحصن المنيع.