معرض

هناالجنوب..هنا الجيش حكاية الكرامة على ىشاشة الوطن
إعداد: باسكال معّوض بومارون

على هذه الأرض التي قدمت التضحيات، وقف الجيش اللبناني، ليحمي ويبني، ويسهم في إعادة الحياة…. بهذه العبارات الصادقة والمعبرة استهل الوثائقي الذي عرضته شاشة تلفزيون لبنان، مجسدا الحضور الوطني الصلب للجيش اللبناني في الجنوب الدرع الحقيقي للسيادة والكرامة،الذي يقف بثبات فوق كل شبر من أرض الوطن، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني، تنفيذا لخطة "درع الجنوب" التي أطلقتها قيادة الجيش.

 

من قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، انطلقت عدسة الوثائقي المرافقة وحدات الجيش من قطاع إلى آخر، توثق انتشاراً ميدانيًا دقيقًا، ومهام النقد باحتراف وجاهزية عالية أكثر من 7500 عسكري ينتشرون تعزيمة واندفاع في وجه العدو الإسرائيلي الذي ما زال يحتل بعض النقاط، ويواصل اعتداءاته وخروقاته المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701.

الوجود العسكري للجيش اللبناني ليس عدديًا فحسب، بل. هو نوعي ومتجذر في الأرض. وحدات من ألوية المشاة وأفواج: التدخل، والمغاوير ،والهندسة، والأشغال، تعمل ليلاً ونهاراً من تلة اللبّونة إلى الخيام لمواجهة الاعتداءات وأي محاولة للمساس بالسيادة. فرق الهندسة تزيل العوائق وتنظّف المنطقة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، والوحدات تراقب وتوثّق وتسدّ كل ثغرة يحاول العدو النفاذ منها.

الجيش حاضر بجهوزية تامة، لا يترك شبرا إلا ويؤمنّه، ولا يتوانى عن خوض أخطر المهمات في سبيل الحفاظ على أرض الوطن.

وبينما يواصل جيش العدو الإسرائيلي انتهاك الحدود اللبنانية عن طريق احتلاله خمس نقاط استراتيجية وإقامة منطقتين عازلتين يردّ الجيش اللبناني بحزمٍ وثياب ، مدعومًا بتنسيق ميداني يومي مع قوات اليونيفيل ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، وذلك في العوالق وتنظف المنطقة من الألغام والذخائر غير المتفجرة إطار الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها .

 

معركة متعددة الأوجه

جدير بالذكر، أن المواجهة لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تشمل أيضا معركةً من نوع آخر مع مخلّفات الموت التي زرعها العدو: ألغام، ذخائر غير متفجرة، قنابل عنقودية مميتة، تلوث أكبر من مليون ونصف متر مربع. ومع ذلك لا يتراجع الجيش بل يستمر في عمليات المسح والتنظيف وفي أولويات تبدأ بالمناطق لعودتهم الآمنة.

 

ركيزة الصمود

ولأن الأرض لا تصان إلا بالدم، فقد قدّم الجيش اللبناني خلال العدوان وبعده عشرات الشهداء والجرحي، وما زال مستعدًا لبذل المزيد تحت شعار واحد: لا عودة إلى الوراء. وفي بلدة مارون الراس، كان المشهد معبرّا، حين رفع قائد الجيش العماد رودولف هيكل العلم اللبناني، في خطوة رمزية تختصر الروح القتالية والمعنوية للجيش، وتؤكد الإصرار على الدفاع عن الكرامة والسيادة.

هنا الجيش وهنا الجنوب، حيث لا مكان للخوف، بل للثبات حضور الجيش في هذه المنطقة، كما يقول أبناء الجنوب ليس مجرد انتشار عسكري، بل هو عنوان للطمأنينة وركيزة للصمود في وجه كل محتل وطامع. إنه روح الوطن التي لا تُهزم.

 

مبادرة تمهد لمشروع شامل

وفي ختام الحديث عن هذا العمل التوثيقي لا يمكن إغفال المبادرة التي أطلقت شرارته .ففي لفتةٍ وطنية تهدف إلى تفعيل دور التلفزيون الوطني الرسمي وتسليط الضوء على رسالته الجامعة أطلقت المحامية بولين اليمّوني مستشارة وزير الإعلام بول مرقص، هذا المشروع في مبادرة تحمل بعداً وطنيًا عميقّا. وقد أوضحت يموني رغبتها في أن تكون البداية بمحتوى يدخل القلوب من دون استئذان، ويؤكد أن تلفزيون لبنان باقٍ في قلب الوجدان الوطني، يخدم الشعب ويُعلى راية الدولة.

وبعد التواصل والتنسيق مع مديرية التوجيه في الجيش، تم الاتفاق. على إنتاج برنامج وثائقي شامل من عدة حلقات، يسلّط الضوء على مهمات الجيش اللبناني من الجنوب إلى سائر الأراضي اللبنانية وكانت البداية كما يليق من الجنوب... أرض الكرامة والتضحية.

أعدّت الوثائقي الإعلامية ندى صلينا الشويري، وقدمته إلى جانب الإعلامي بيار البايع، في حلقة تجسّد عودة تلفزيون لبنان إلى الساحة الإعلامية في انطلاقة جديدة عودة تنبض بصوت الأرض، وصورة الجندي، ورسالة الوطن الذي لا يموت وهي تقول في هذا السياق: شعرت بأن هذا المشروع ليس مجرد عمل إعلامي، بل قضية بحد ذاتها صولات وجولات على أرض الجنوب ميدانيا، بين عناصر الجيش اللبناني . تابعنا انتشارهم، عشنا لحظات صعبة لكن رغم كل شيء طغت على المشهد شجاعة العناصر في مراكزهم :ففي عيونهم رأينا العنفوان، وفي وقفتهم عزة وصمود. هم مصدر الطمانينة والشعور بالأمان وهم الذين أمنوا لأهل الجنوب مقومات الصمود، ولولاهم لما عاد كثيرون إلى بيوتهم وقراهم التي دمرها العدوان .

وعبرت صليبا عن فخرها بهذا العمل، بالقول: فخورة لأنني شاركت فيه، كونه من أبرز محطات حياتي المهنية، وما شعرت به خلال هذه التجربة هو حجم التضحيات والتحديات التي يواجهها الجيش .