- En
- Fr
- عربي
استقلال ٧٨
ريما سليم ضوميط
ثمة اختلاف كبير بين الاحتفالات الكبيرة التي اعتاد اللبنانيون أن يُحيوا من خلالها ذكرى استقلال لبنان لسنواتٍ طوالٍ، وبين العرض العسكري الرمزي المقتضب الذي استضافته وزارة الدفاع الوطني هذا العام. فلا الحشود هي نفسها، ولا المدعوون والحضور، ولا الزينة ومظاهر البهجة ولا حتى حجم القوى المشاركة. وحدهم ذوو البزات المرقطة لم يتغيروا، ما زالت خطواتهم الواثقة تزرع ساحة العرض عنفوانًا وصلابةً وتصميمًا. لا الأزمة الاقتصادية تمكنت من إحناء رؤوسهم الشامخة بكبرياء، ولا التحديات الكبيرة التي شغلت البلاد استطاعت أن تسرق نظرة التفاؤل والصمود من عيونهم الشاخصة بأملٍ نحو راية الوطن.
عسكريو الجيش زيّنوا ساحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة في الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال بعرضٍ متواضع، أغنوه بمشاعرهم الوطنية الصادقة وعزمهم على مواجهة التحديات مهما عظمت.
حضر العرض العسكري الذي ترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون، كل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير الداخلية القاضي بسام مولوي وقادة الأجهزة الأمنية، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول، إلى عددٍ من المديرين العامين، وكبار الضباط.
رافقت موسيقى الجيش وقائع العرض بمعزوفاتها الوطنية، فقدّمت التشريفات للشخصيات الرسمية لحظة وصولهم. وعند وصول علم الجيش صدحت معزوفة العلم ولازمة النشيد الوطني اللبناني.
ووصل على التوالي رئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم، فقائد الجيش العماد جوزاف عون وقُدمت لهما التشريفات. ثم وصل وزير الدفاع فقُدمت له التشريفات وأخذ مكانه إلى جانب قائد الجيش بانتظار وصول رئيس الجمهورية، تبعه الرئيس ميقاتي ثم الرئيس بري اللذان اتّخذا مكانَيهما على المنصة بعد تقديم التشريفات لهما.
وعند الساعة التاسعة، وصل الرئيس عون فعزفت له الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني وأطلقت المدفعية ٢١ طلقة خلّبية ترحيبًا. توجه بعدها إلى النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول حيث وضع إكليلًا من الزهر، وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمتَي النشيد الوطني ونشيد الشهداء.
وبعدما حيّا علم الجيش، صعد الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع إلى سيارة جيب عسكري مكشوفة، واستعرض الوحدات المشاركة، ثم حيّا المشاركين في الاحتفال وأخذ مكانه على المنصة إيذانًا ببدء العرض العسكري، الذي سبقه عرض فيلم للمناسبة من إعداد مديرية التوجيه في قيادة الجيش.
العرض الرمزي
بدأ العرض بمرور الوحدات الراجلة وهي على التوالي: موسيقى الجيش والأعلام: علم الجيش، علم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، علم المديرية العامة للأمن العام، علم المديرية العامة لأمن الدولة، علم المديرية العامة للجمارك، فصيلة مشاة راجلة من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الكلية الحربية، القوات البحرية، القوات الجوية، لواء الحرس الجمهوري، لواء المشاة الثامن، فوج التدخل الثالث، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، المديرية العامة للجمارك، الطبابة العسكرية، المديرية العامة للدفاع المدني، والصليب الأحمر اللبناني.
بعد انتهاء مرور الوحدات الراجلة، تبدّلت الموسيقى لتشق الوحدات التي تسير بخطى رياضية طريقها في ساحة العرض، وهي على التوالي: فوج المغاوير وفرع مكافحة الإرهاب والتجسس والفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر.
شاركت في الاحتفال أيضًا طوافات عسكرية من سلاح الجو اللبناني كانت تحلق في سماء اليرزة قبل بدء العرض وفي أثنائه، حمل بعضها العلم اللبناني، بالإضافة إلى طائرات «سوبر توكانو».
مع انتهاء العرض غادر الرئيس عون والرئيسان بري وميقاتي إلى القصر الجمهوري، فيما تقبل قائد الجيش تهاني الضباط.
غادر الجميع وظل صدى الخطوات الهادرة في الساحة يحكي قصة رجال أقسموا على الولاء لوطنهم حتى الشهادة، رجال يستمرون في مواجهة الصعاب بإرادة وعزم، فاتحين للأمل أبوابًا، رافعين راية أقسموا أن تظل مرفوعة للعلى للعلم...
وفد من القيادة يهنئ رئيس الجمهورية
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من الضباط، في زيارة تهنئة بمناسبة عيد الاستقلال.
وقد أشاد الرئيس عون بالتضحيات التي قدّمتها المؤسسة العسكرية في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، ومواجهة الإرهاب وخلاياه، محيّيًا خصوصًا أرواح الشهداء العسكريين الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن وسيادته وأمنه. وأكّد أنّه يواصل العمل مع رئيس الحكومة من أجل معالجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها العسكريون من مختلف الرتب، أسوة بغيرهم من أفراد القوى المسلّحة الأخرى والمواطنين الذين تأثروا مباشرة بالتدهور في سعر صرف الليرة.
من جهته، شدد قائد الجيش على أنّ المؤسسة العسكرية على الرغم ممّا يعانيه العسكريون ستبقى متسلّحة بقَسَمها في الدفاع عن لبنان.