في الأول من آب

وزير الدفاع الوطني في عيد الجيش


سيظل الجيش الدرع الواقي للبنانيين مهما كره الكارهون

في مناسبة الأول من آب هنأ وزير الدفاع الوطني فايز غصن العسكريين بعيد الجيش، وتوجّه إليهم بالكلمة الآتي نصّها:

 

«يحل العيد هذا العام، والمنطقة برمتها تعيش مخاضًا عسيرًا، وقد أرخت التطورات المتسارعة بثقلها على الداخل اللبناني الغارق اصلاً في الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وما شهدته الساحة اللبنانية من تطورات أمنية كادت تودي بالبلاد إلى منزلقات خطرة، ليس إلاّ ترجمة لحال الغليان المحيطة ببلدنا.
هذه التطورات إضافة إلى تلك المتصلة بالحدود الشمالية جعلت المهمات الملقاة على عاتق الجيش اللبناني كبيرة وشائكة، وعلى الرغم من الإمكانات المتواضعة التي يملكها الجيش، فقد تمكّن بحكمة قيادته وتضحيات أبنائه من تجنيب البلاد أتون فتنة خطيرة نعرف كيف تبدأ لكنّ احدًا لا يعرف كيف تنتهي.
وفي غمرة الإنشغال بالتطورات الداخلية وبالأوضاع على الحدود الشمالية، بقيت أعين قوانا العسكرية ساهرة على طول الحدود الجنوبية المقابلة لعدو شرس لا يفوّت فرصة لإيذاء لبنان إلاّ ويستفيد منها، ولعله يبدو اليوم مرتاحًا لمشهد الإنقسام الداخلي بين اللبنانيين، ويهلّل لأي مشروع فتنة يطل برأسه على هذا البلد، بل لا يتورع عن تغذيته بكل الأساليب والوسائل.
وسط ذلك، شهد اللبنانيون وما زالوا حملات مبرمجة ومنظمة ومعروفة الأهداف والغايات تطال مؤسستهم العسكرية، هذه الحملات وعلى الرغم من شراستها، لم ولن تتمكن يومًا من النيل من هذه المؤسسة المحصنة بإرادة شعبها، خصوصًا أنّ القاصي والداني يعرف تمامًا أهداف مطلقي هذه الحملات، وبغضّ النظر عن احتفاظ المؤسسة العسكرية بحق اللجوء إلى القضاء للرد على الإفتراءات والحملات التي تطالها، إلاّ أننا نعتبر أنّ اللبنانيين انفسهم هم الفيصل في هذه القضية.
أيها العسكريون، أنتم العمود الفقري لهذا الوطن، وستبقى مؤسستكم الدرع الواقي لكل اللبنانيين مهما كره الكارهون، وستذهب كل المحاولات اليائسة والبائسة التي تستهدف ضرب مؤسستكم وكسر هيبتها ودورها الوطني الجامع هباءً منثورًا، وسيبقى الجيش الملاذ الآمن لكل لبناني مؤمن بوطنه.
وأمام إرادته الجامعة سوف تتكسر كل المؤامرات، وفي زمن الإنقسام والجفاء بين أبناء الوطن سوف يبقى جسر العبور الى كل الوطن.
إن التحديات الراهنة أمام الجيش كبيرة وشائكة، وعلينا كسياسيين مسؤولية مساعدته على تنفيذ المهمات الموكلة اليه. وللمناسبة، فإنني أتوجه إلى جميع الفرقاء بالدعوة إلى ضرورة وعي دقة المرحلة وخطورتها، ودعم الجيش وتركه يقوم بعمله من دون إشغاله بأمور صغيرة تحول دون إتمام المهمات الكبيرة الملقاة على عاتقه، وعدم تركه في مهب التجاذبات السياسية التي لا طائل منها، فأي تفريط به هو تفريط بكل لبنان».
في هذا العيد لا يمكننا إلاّ وأن نقف إجلالاً واحترامًا أمام ذكرى شهداء الجيش الذين قدّموا أرواحهم في سبيل هذا البلد، ونقول لهم:
أيها الشهداء الأبطال، بأرواحكم ودمائكم حميتم بلدكم، ولبنان سيبقى وفيًا لتضحياتكم وذكراكم ستبقى خالدة في ذاكرة الاجيال.
رحم الله الشهداء وحمى هذا الوطن الغالي وجيشه الأبي».