- En
- Fr
- عربي
وجهة نظر
المتحدّر يصوّت لـ«البيزنس»
ألهب «فجر الجرود» أفئدة الحنين إلى الوطن، ولفّ الصدى الرياح الأربع من الأرض. وأيقظ مشاعر اللبنانيين وراء البحار، وتهافت الشوق على مواقع التواصل الاجتماعي، في نبرة عنفوان، وغصة فرح. إنه موسم الإياب بعد طول غياب، وزمن المصالحة بين وطن ملهوف لرؤية أبنائه، وأبناء غادروا «بيتنا المسقوف بالغُزار»، يحدون: «وامشي على ما يقدّر الله، ويلليّ مقدّرو ربك يصير».
انتشروا، كما الشهب، فوق كلّ أرض، وتحت كل سماء، وفلشت الهجرة ضفائرها، فملأت الأثير، لكن النخوة الوطنيّة استيقظت، في الآونة الأخيرة، لتتحدث عن حق المتحدّر في الحصول على الهويّة، والمشاركة في القرار الوطني من خلال الاقتراع، فما هي الحكاية؟
اهتمام متدرّج
لم يكن الاهتمام الرسمي بالاغتراب، وليد المصادفة، أو باكورة مرحلة النهوض التي بدأت مسيرتها قبل سنوات، هناك مديريّة المغتربين التابعة لملاك وزارة الخارجيّة، والتي نجحت في وضع العديد من الخطط موضع التنفيذ، إن على مستوى سجلّات القيد، أو حصر الإرث، أو البرامج الثقافيّة والترفيهيّة التي تربط الشباب المغترب بالوطن الأم. وكان للسفراء اللبنانيين المعتمدين لدى الدول المضيفة، اليد الطولى في إنجاح ما هو مرسوم من قبل الحكومات اللبنانية على صفحة الاغتراب.
نشأت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم قبل عقود، وكانت مهمتها العمل الميداني مع المغترب أينما وجد، والسعي إلى توطيد وشائج العلاقات بين من هم في الديار، ومن هم وراء البحار. استحدثت بنكًا للمعلومات، من مدخراته إحصاءات دقيقة حول الكفاءات في صفوف العديد من الجاليات المنتشرة، إن على مستوى السياسة، أو الاقتصاد، أو الأمن، أو المهن الحرّة. واتخذت الهيئة التنفيذيّة جناحًا خاصًا لها في مبنى وزارة الخارجيّة والمغتربين، للتنسيق، وتفعيل الدور، ووضع برامج ومخططات تطويريّة. نجحت هذه التجربة لعقدين، أو ثلاثة، قبل أن تدركها الشيخوخة المبكّرة، وتتناتشها الخلافات الداخليّة، وصراع المختار والناطور.
وقاد الطموح إلى استحداث وزارة للمغتربين، يكون ملاكها الإداري والتنفيذي مستقلًا عن وزارة الخارجيّة، إلاّ أن التجربة لم تعمر، وتركت عيوبًا، وتسببت بأضرار معنوية بالغة على مستوى دول الانتشار، بعد الخلافات على الصلاحيات، بين السفراء، والملحقين الاغترابيين، وانعكس الأمرعلى الجاليات، وأدى إلى بعثرة صفوفها قبل أن تسارع الحكومة إلى دمج ملاك الوزارتين.
القارّة السمراء
في خريف العام 1985 قام أمين عام وزارة الخارجيّة آنذاك السفير فؤاد الترك بجولة شملت 13 بلدًا أفريقيًّا، وكان محورها العمل على حماية الاغتراب اللبناني في القارة السمراء، من المضايقات الإسرائيليّة، والسعي إلى:
- حثّ المغتربين على تسجيل أبنائهم لدى السفارات اللبنانية المعتمدة، لحفظ حقّهم في الحصول على الجنسيّة اللبنانيّة.
- معالجة المشاكل التي كانت قائمة بين أفراد من الجاليات وحكومات تلك الدول.
- التعاطي مع المواطن الأفريقي من موقع الاحترام، لا من موقع عنصريّ – فوقيّ -استعماريّ.
- القيام بمشاريع في تلك الدول، كالمدارس، والمستوصفات، والمستشفيات، تشعر الأفريقي بأن اللبناني شريك فاعل وأساسي في إنماء البلد وإنهاضه، وليس مجرّد غريب جاء لينهب الثروة الوطنيّة.
- مناشدة المقتدرين على إنشاء مشاريع في لبنان، وتحديدًا في القرى والبلدات التي انطلقوا منها، ليستفيد المقيمون من أهل وأقارب.
- تكثيف صلات التواصل بين لبنان المقيم، والجاليات الاغترابيّة في أفريقيا.
- تفعيل فروع الجامعة اللبنانية الثقافيّة في العالم في تلك الدول، واستحداث أخرى في دول لا يوجد لها فروع فيها.
- إجراء مسح دقيق وشامل للكفاءات الاغترابيّة في تلك الدول، مع عناوين أصحابها.
رياح معاكسة
أثبتت التجارب بأنّ تلك الاهتمامات كانت ظرفيّة، موسميّة، يطغى عليها الجهد الشخصي، كبديل عن العمل المؤسساتي. وربما كان للظروف الصعبة التي مرّ بها الوطن، الأثر العميق على وضعيّة الاغتراب انطلاقًا من الحرب الطاحنة التي بدأت في 13 نيسان 1975، واستمرت أكثر من 17 عامًا، إلى حرب التحرير في العام 2000، إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، إلى حرب تموز في الـ2006. وما أن استقر الحال نسبيًّا، حتى بدأت ثورات الربيع العربي، وتداعياتها على الداخل، ثم الفراغ الرئاسي الذي وضع المؤسسات الرسميّة أمام مروحة تصريف الأعمال.
يقظة جديدة
بمعزل عن أحجام التداعيات التي عكستها كل تلك المحطات المكلفة على الواقع الاغترابي، والواقع اللبناني الداخلي، فإن المحاولة الجديدة، أو المتجدّدة، والهادفة إلى شبك العلاقات ما بين المقيم والمغترب، إنما هي خلاصة وقائع من أبرزها:
• أولًا: على المستوى الوطني:
انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد طول فراغ، وتشكيل حكومة، وبدء مسيرة نهوض الدولة، وإقرار قانون انتخابي جديد قائم على النسبيّة، والصوت التفضيلي، وإلحاح على مشاركة المغترب في صنع القرار السياسي لوطنه، على قاعدة أنه إذا كان مطالبًا بالمشاركة بورشة النهوض، والبناء والإعمار، فمن باب أولى أن يشارك في صنع القرار السياسي، ويكون شريكًا فعليًّا في مسيرة الوطن. وهناك حرص على التوازن بين الخصوصيات المجتمعيّة اللبنانيّة، نتيجة المتغيرات الديموغرافية التي يشهدها لبنان بعد استضافته ألوفًا مؤلّفة من اللاجئين، والنازحين، ونشوء مجتمعات طارئة على حساب المجتمع المقيم، وغياب غير مبرّر للمعالجات الحاسمة، والهادفة إلى التفلّت من هذا العبء، والتي لا تزال تفتقر إلى الخطط الوطنيّة الواضحة، مع الإقرار بأن الظروف التي لا يزال يمر بها الجوار المتفجّر، تُبقي الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات.
• ثانيًا: على المستوى الاقتصادي:
هناك شبه إجماع بأن المتحدّر بقدر ما هو قيمة وطنيّة، هو قيمة اقتصاديّة، وحاجة لا بدّ من اللجوء إليها لتمكين الوطن من النهوض، في ظلّ الأزمات الأمنيّة، والاقتصاديّة، والمالية التي تجتاح معظم دول المنطقة، ويتأثر بها لبنان. هذا فضلًا عن انهيار أسعار النفط، وانعكاسها على تحويلات المغتربين، والتي كانت تلامس حدود الـ7 مليارات دولار سنويًّا، وانحسار الودائع المالية الضخمة التي كانت تغذّي الاقتصاد الوطني، وتشكّل سندًا لاستقرار العملة الوطنيّة. وتراجع أسواق الاستثمار، والتباطؤ في معالجة العديد من الملفات الحياتيّة كمشكلة النفايات، وأزمة الكهرباء، وزحمة السير، والفاتورة الباهظة التي يتكبّدها اللبناني، والاقتصاد الوطني، نتيجة الأعباء التي يخلّفها اللجوء والنزوح على أرض الواقع.
• ثالثًا: على المستوى الأمني:
لا شك في أن معارك «فجر الجرود»، والانتصارات التي حقّقها الجيش اللبناني على الإرهاب، شكّلت علامة مضيئة على المستويين الإقليمي والدولي، وتحولًا جذريًّا في حسم الانعطافة الاغترابيّة باتّجاه الداخل اللبناني. يضاف إلى ما تقدّم، نجاح القوى الأمنية الشرعيّة في ملاحقة الخلايا النائمة، والذئاب المنفردة. إنّ الإنجازات الأمنية هذه قد خدمت بقوة مساعي الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجيّة والمغتربين في إقناع المتحدّر بإعادة اكتساب هويته الوطنيّة، والإقبال على سفارات لبنان المعتمدة في الدول المضيفة، والحماسة في المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
ما حكّ جلدك سوى ظفرك
كانت لرئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الكلمة الفصل، عندما تحدّث عن رؤية جديدة للاقتصاد الوطني، لا تقوم على المديونيّة، بقدر ما تقوم على الإنتاجيّة، من خلال تسخير كل الإمكانات، واستثمار كل الكفاءات، والتطلّع نحو الاغتراب من موقع الكرامة الوطنيّة، والشّراكة الحيّة، الفاعلة، والمنتجة التي توازن ما بين الواجبات والمسؤوليات. كان يُعرَف أن الأزمة الاقتصاديّة التي هزّت العالم قبل سنوات لا تزال تداعياتها ماثلة، وأن شعار «ما حكّ جلدك سوى ظفرك» هو المعتمد لدى الدول التي تريد حقًا أن يكون لها مكان يليق بها تحت الشمس. والمهمة هذه كما تفهمها وزارة الخارجية والمغتربين يُفترض أن تتعدى مرحلة شبك المصالح بين لبنان المقيم، ولبنان المغترب، إلى مرحلة الانصهار. ومن هنا حرصها على التأكيد بأن منح الهويّة لمستحقّيها، ومشاركة المتحدّر في الحياة السياسيّة – الوطنيّة لم تعد مجرّد شعارات.
هناك صرح اقتصاديّ يفترض أن يحلّق بجناحين، بعد أن يقوم على قاعدتين، ويستند إلى ركيزتين. وهناك فِرَق عمل تسعى إلى وضع الشعارات موضع التنفيذ. وهناك دول متجاوبة تحتضن عشرات الألوف من اللبنانيين المتحدّرين، وتسهّل تنفيذ بعض الإجراءات التي تساعد على بناء الجسور، وترميم العلاقات.
«راجعين يا هوى راجعين»
لا يكتمل العشق من طرف واحد، ولا بد من مقاربة الحسابات المتوافرة عند بيادر الجاليات المنتشرة، خصوصًا في أوروبا، والأميركيّتين، وأوستراليا.
خلال موسم الأعياد، وبمناسبة حلول العام الجديد، اجتمع العديد من السّفراء اللبنانيين المعتمدين لدى دول الاغتراب في بهو قصر بسترس لتبادل التهاني، وتقديم تقاريرهم حول أوضاع الجاليات، وما تحقّق من إنجازات، وفق التعليمات، والتوجيهات. وكانت من بين الحضور سيدة في مقتبل العمر، متمكنة، وصاحبة نفوذ، كما يوحي مظهرها، اتخذت ركنًا محايدًا في المكان، ومن حولها عدد من المعارف والمهتمّين، وراحت تخفي عينيها براحتيها، وهي تسكب دموع الفرح، وتتحدث بشيء من الانفعال: «بعد معركة «فجر الجرود»، قررت العودة، لأمضي ما تبقى لي من عمر في المنزل الذي تركته في القرية قبل خمسين عامًا. أقلعت بنا الطائرة الضخمة من مطار سيدني - أوستراليا، ووجهتها مطار شارل ديغول في باريس، وكانت مكتظة (متل كبس الجبن)؛ وقبل الجلوس، وضعت حقيبة اليد المحشوة بالهدايا، وأغراضًا خاصة على الرفّ فوق رأسي، ومن ضمن المحتويات مسجلة (ريكورد) صغيرة، وفي داخلها شريط أغاني للسيدة فيروز ولوديع الصافي، وصباح. وبعد ساعتين أو أكثر على الإقلاع، أصبحنا عالقين ما بين زرقة السماء، وزرقة المحيط، وإذ بصوت المذياع يعلن عن ربط أحزمة الأمان بسرعة، لأنّ الطائرة على وشك الدخول في مطبّ هوائي، وبالفعل حصل ما لم يكن متوقعًا، وهبطت بنا الطائرة فجأة، وبقوة، وهبطت معها القلوب في الصدور هلعًا، وسيطر الذعر على المكان، ولا أدري حقيقة ما حصل في تلك الوهلة، وإذ بصوت فيروز ينساب من الرفّ، «راجعين يا هوى راجعين»، وراحت نظرات الركاب تجوب المكان بحثًا عن مصدر الصوت، وصاحب الحقيبة. المُهم انتهت الأمور على خير، وعادت الطائرة إلى «رشدها»، لأكتشف أن غالبية من حولي كانوا من اللبنانيين العائدين، وأكملنا الرحلة بالحديث عن ظروف العودة، وأسبابها، والفوائد الإيجابيّة للسياسة الاغترابيّة الجديدة، حتى أن البعض قد تأثربالصوت الفيروزي، وطلب الاستماع مجددًا إلى شريط الأغاني، لكن رجل الأمن المقيم على متن الطائرة، طالبنا بالانضباط، فوضعنا حدًّا لهذه «الهيصة اللبنانية» على ارتفاع 38 ألف قدم».
اغتراب غبّ الطلب
يقول سفير أمضى أربع سنوات قرب المغتربين في دولة كبرى من أميركا اللّاتينيّة: إنّ ظروف الاغتراب اليوم مختلفة عن الماضي، ذلك أن التقنيات الحديثة، وسرعة الاتصالات والمواصلات قد فرضت تحوّلًا في الزمان، والمكان، والبيئة، وساعدت على الانتقال من ماضٍ استهلك حضارته، إلى حاضر يكاد أن ينافس سرعة الضوء. وإلى مستقبل مفتوح على الأسرار في محاولات دؤوبة لسبر أغوارها.
أضاف: علينا أن نعترف بأنّ عصرًا قد مضى، وحمل معه ثقافته من «مرسال المراسيل، إلى المناديل الزرق، والحمر، المخضّبة بدموع الشوق». كما حمل أيضًا مواسم الحكايا في الجرد حول موقد النار في عزّ كانون، والثلج يغزل في الخارج كسوة للطبيعة، فيما «ستّي الختيارة» تغزل في الداخل كسوة من الصوف لحفيدها الصغير، وهي تتحدث عن المكتوب الذي حرّره مختار الضيعة الثمانيني، ولمّا وصل إلى ابنه في الأرجنتين بعد ثلاث سنوات، كان قد غادر هذه الفانية، قبل أن يتلقى الجواب؟!...
يؤكد السفير بأنّ اغتراب اليوم قد أصبح غبّ الطلب، ووفق الشروط المدرجة على اللوائح الرقميّة لهذه الدولة، أو تلك. وكم هو العدد المطلوب لهذا العام، وأي نوع من الاختصاصات، والخبرة، والمهارات؟!. لقد حاولت موجات النزوح المتأتية من أفريقيا، ودول الربيع العربي، خرق هذه القاعدة من خلال المراكب المكتظة، والتي باتت تعرف بمراكب الموت، إلّا أن العواصم التي استضافت، وفتحت أبوابها، عادت لتُبعد من لا حاجة لها بهم، وتُبقي على الكفاءات، والاختصاصات التي تحتاجها. يساعدها في ذلك القوانين المستحدثة التي اتخذتها الدول الكبرى المقتدرة لتنظيم دورتها الاقتصادية بشكل ينسجم مع مصالحها العليا.
وهو يرى أن كلمة «اغتراب» وفق المفهوم اللبناني، بدأت تضمحلّ من القاموس الوطني. الأصح إنّنا نتحدث اليوم عن متحدّر، فالمغتربون الأوائل انتهوا، ومن بقي هو المتحدر، وهذا لن يعود لأنه انخرط كليًّا في المجتمع الذي احتضنه، وأصبح عضوًا في مجتمعه يملك كامل مواصفات العضوية وضماناتها، ومن يعود هو الثري جدًّا والذي قد يأتي إمّا للسياحة، أو لاستحداث مشروع يخلّد ذكرى عائلته.
الكبّة النيّة عا أصولها!
ويروي السفير قائلًا: قبل عقد من الزمن كنت دبلوماسيًّا من الفئة الثالثة (سكريتير)، وكنت في طريقي من فرانكفورت إلى بيروت، على متن طائرة تابعة لإحدى الشركات الأوروبيّة، وكانت وجهتها فرانكفورت - دبي - بيروت - فرانكفورت. تستغرق محطة دبي ساعة كاملة، وتفاديًا للإجراءات الأمنية، عند الدخول إلى حرم المطار، والخروج منه، فضّلت مع شلّة من الركاب البقاء على متن الطائرة، بينهم سيدة في مقتبل العمر تتباهى بلكنتها الشمالية الزغرتاوية. وفهمت من خلال الحوار الذي كان قائمًا بينها وبين نسوة أخريات في عداد الركاب، أنها من قرية شمالية صغيرة في قضاء زغرتا - الزاوية، وأنها أم لعائلة مكوّنة من سبعة شباب، وأربع بنات، وكلّهم في مقاطعة سيدني، ومتزوجون، ولهم أولاد.
وقالت لها إحداهنّ: ومن بقي لك في الضيعة من أقارب كي تعودي وتتركي جميع أفراد عائلتك في أوستراليا؟
أجابت فورًا، وبحماسة لافتة: أعود لأشهر فقط، كي أبيع البيت، وقطعة الأرض، ثم أغادر نهائيًّا إلى سيدني!
- ولكنه بيت العائلة أليس كذلك؟
- إنه بيت جد الجد.. ولكن شو بدّي أعمل.. لن يعودوا.. وأنا أصبحت في مقتبل العمر، وعليّ أن أتدبر الأمر، قبل أن تدهمني المنيّة، ويصبح العقار أرضًا مشاعًا.. ثم استدارت نحوي بعد أن لاحظت مشاعر التأثر بادية على محياي وقالت: «على كل حال سأحتفظ بالمدقّة، وجرن الكبّة». ولقد قالوا لي: «أوعا ترجعي إلى أوستراليا من دونهما.. ريتهم يقبروني بيحبّوا الكبّة النيّة عا أصولها!»...