مواسم وخيرات

ومن اللفت ما يزرع على سطح القمر...
إعداد: الدكتور حسين حمود

هو تلك القطع الشهية الوردية اللون إلى جانب أقراص الفلافل أو صحن المجدرة، وهو تلك الرؤوس البيضاء مع لفحة بنفسجية على بسطات الخضار... لكنه أيضًا أكثر من ذلك. فما يملكه اللفت من خصائص جعل «الناسا» تحمل بذوره إلى القمر، وتهيّئ الحاويات لإنباته على سطح الكوكب الأزرق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الريحان.


أين وكيف؟
يعرف اللفت باللاتينيّة باسمه العلمي Brassica rapa. وهو من الخضار الجذرية وينمو عادة في المناطق ذات المناخ المعتدل. يتميّز هذا النبات بجذور وتدية، يتضخّم الجزء العلوي منها ويستعمل للغذاء. أما بالنسبة إلى موطنه الأصلي فهو غير معروف بالتحديد، حيث يظن البعض أنه يتحدّر من شمال أوروبا، بينما يعتقد البعض الآخر أن اللفت ظهر أولًا في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
تحتلّ الصين اليوم المرتبة الأولى بين منتجي اللفت في العالم، تتبعها الهند ثم أوروبا وكندا، أما في لبنان، فالأرقام الرسمية لا تتناوله بشكل خاص، بل ضمن مجموعة النباتات الجذرية التي تشغل مساحة تقارب 23454 هكتارًا، وقد بلغ إنتاجها في العام 2004، 579 ألف طن.
اللفت هو من مزروعات الفصل البارد، ويناسبه الطقس المعتدل والرطب، وزراعته تحتاج إلى شروط أساسية لكي تعطي مردودًا جيدًا.
من هذه الشروط، اعتماد الدورة الزراعية المناسبة، ويوصى بزرع اللفت بعد محصول البقوليات. أما الموعد المناسب للزراعة فهو نهاية شهر أيلول بغية الاستفادة من هطول المطر وتوفير تكاليف الرّي. كذلك ينبغي تحضير التربة للزراعة، والخطوة الأولى في هذه العملية ريّ الأرض لإنبات بذور الأعشاب الموجودة فيها، والتخلّص منها، بعد ذلك يتمّ التسميد فزرع البذور.
عندما يصل طول النباتات إلى 5 سم يتمّ تخفيفها، بحيث تصبح المسافة بين النبتة والأخرى 10 سم، ويحتاج اللفت إلى الرّي ليعطي محصولًا جيدًا كمًّا ونوعًا.

 

الخصائص والفوائد
يحتوي اللفت في تركيبته الكيميائية على بروتين بنسبة 2.4% ودهون بنسبة 0.1% وسكريات بنسبة 8%، كذلك يحتوي على ألياف وبكتين وأحماض عضوية وفيتامينات ومواد معدنية وزيوت طيارة وغيرها. واللفت مشهور بفوائده العلاجية لأمراض المعدة والأمعاء، وقد أكدت دراسة فرنسية أنه يعالج 30 حالة مرضية. وهو يزيد إفرازات الأنزيمات فيساهم في إزالة المواد السامة من الجسم ويقلل من فرص تشكّل المواد السرطانية، ويحمي بشكل خاص من سرطان الجهاز الهضمي والأمعاء. اللفت أيضًا مدر للبول، والبوتاسيوم الموجود فيه يحافظ على توازن الضغط، وهو بفضل الفيتامين C يقوي جهاز المناعة ويتصدى لتأثيرات الأكسدة.
في عالم التجميل يستفاد من اللفت لمعالجة الكلف وتنظيف البشرة وترطيبها... أما اختصاصيو التغذية فيعتبرونه مكوّنًا غذائيًا مناسبًا للحمية، لغناه بالألياف مقابل كمية قليلة من السعرات الحرارية.
أخيرًا، قد يكون الكبيس الشكل الأكثر حضورًا للّفت على موائدنا، لكن في العديد من أنحاء العالم يستعمل في الحساء أو يحشى باللحم والأرز، كما يدخل في إعداد السلطات والمقبّلات.