مبادرات

١٦ متدربًا تزودوا قفران نحل

يقترن القول بالفعل، وعندما يصدر القرار يبدأ التنفيذ فورًا، هذا ما عودتنا عليه المؤسسة العسكرية، وهذا ما ترجمته بوضوح دورة التدريب التي أعدها المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وموضوعها تربية النحل والتعامل مع منتجاته. هذه الدورة التي أتت بعد النشاط الذي نظمه المركز في مناسبة اليوم العالمي للإعاقة، شملت ١٦ متدربًا تخرجوا منها مزودين كل المهارات اللازمة ليصبحوا نحالين قادرين على تأمين دخل لائق لعائلاتهم.

الأمر لم يتوقف فقط على التدريب، بل تعداه إلى تزويد المتابعين قفران نحل مع جميع مستلزمات العناية بها. وهكذا غادر المتدربون ثكنة سعيد الخطيب مفعمين بالفرح والأمل، لقد باتوا يشعرون بالأمان والثقة حيال الآتي من الأيام.

وإذ يشكر حسين غندور الجيش اللبناني وسفارة كوريا الجنوبية على هذه المبادرة المهمة، يؤكد أنّها قدمت له خبرة ممتازة في مجال تربية النحل. حسين الذي تحدى إصابته وطور قدراته وبات رياضيًا، يشعر بالرضا، ويملأ الفرح نظراته وهو يتسلّم القفير الذي سيعتني به. الحال نفسها نعاينها لدى علي زهور الذي يعبّر عن امتنانه وفرحه، سينام مرتاح البال فقد توافر له ما يؤمن دخلًا محترمًا بعد أن اكتسب المهارات اللازمة وتسلّم هو الآخر قفيره كما سائر المتدربين.

تسلّم القفران ومستلزماتها والتدريب الذي تابعه المشتركون ما هو سوى الخطوة الأساسية التي ينبغي على هؤلاء تعزيزها بالجهد والمثابرة ليصبحوا أصحاب مشاريع مربحة. وهذا ما ركّز عليه العميد الركن البشعلاني خلال الاحتفال، إذ تمنى على كل من اختار دورة تربية النحل أن يضاعف بمجهوده الشخصي عدد القفران لينمّي مشروعه الإنتاجي الذي يؤمن له مصدر دخل ومعيشة لائقة.

لولا الدعم الذي أمنته السفارة الكورية من خلال جامعة البلمند ومؤسسة ITF الإنسانية لتعزيز الأمن البشري، لما استطاعت هذه المبادرة أن ترى النور، وهذا ما أعاد العقيد فضول تأكيده مشيرًا إلى أنّ المتدربين يلقون الرعاية اللازمة للانطلاق بمشروعهم، كما أكد أنه بالإضافة إلى دورة تربية النحل، هناك دورة دعم نفسي، ودورة خبراء تجميل، ودورة تركيب مواد تنظيف. والأهم هو تركيب الأطراف الاصطناعية لمن يحتاجها من ضحايا الألغام وذلك وفق جدول يراعي الأفضليات بحسب الحاجة.

يأتي هذا المشروع انطلاقًا من كون مساعدة ضحايا الألغام وعائلاتهم واجبًا وطنيًا وفق ما أكدت رئيسة اللجنة الوطنية لنزع الألغام الدكتورة حبوبة عون. أما مديرة مشروع مؤسسة ITF السلوفاكية في لبنان السيدة نينا إيفيك بريزوفار فأشارت إلى أنّ المؤسسة تهتم بإيصال أصوات ضحايا الألغام وحاجاتهم إلى الجهات المعنية، بالإضافة إلى إيصال رسالة مهمة إلى المجتمع مفادها أنّ مأساة ضحايا الألغام لا تنتهي مع انتهاء أعمال نزع الألغام وتنظيف البقع المشبوهة.

سفير كوريا الجنوبية في لبنان السيد إيل بارك الذي كانت كلمته مسك الختام، أكد أنّ حكومة بلاده تنظر إلى موضوع الألغام بجدية نتيجة تأثرها الشديد بالألغام خلال الحرب الكورية قبل سبعة عقود، مشيرًا إلى أنّها قدمت للحكومة اللبنانية منذ العام ٢٠٠٦ وحتى اليوم ما يفوق الستمئة ألف دولار أميركي للأنشطة المتعلقة بالألغام في لبنان. وأضاف أنّ اهتمام كوريا الجنوبية ينصب على التدخل الإنساني لخلق صلة بين المساعدة الإنسانية والتعاون الإنمائي والسلام.

أخيرًا، يشكل تخريج دورة مربي النحل خطوة مهمة في إطار مشروع مساعدة ضحايا الألغام وأسرهم على تأمين العيش الكريم، وبالطبع سوف تتبعها على التوالي خطوات عملية أخرى في المجالات التي سبق ذكرها.