- En
- Fr
- عربي
ركزت الصحف الصادرة اليوم، على أزمة النازحين السوريين، وتوجه وفد رسمي إلى سوريا لاحتواء الأزمة، وزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت.
أزمة النازحين
"النهار" أشارت إلى أن ملف النزوح السوري قفز إلى واجهة المشهد الداخلي بقوة في الفترة الأخيرة، فبدأ يتخذ أبعاداً خطيرة تصاعدية ويرتب تداعيات متدحرجة. وبعد القرارات التي اتخذها وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بمنع التظاهرة التي كان سينفذها أمس نازحون سوريون وأخرى مضادة لهم أمام مفوضية شؤون اللاجئين في الجناح، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال اجتماعين في السرايا الحكومي، لبحث ملف النازحين السوريين خلص الأول إلى مقررات أبرزها الطلب من المفوضية العليا لشؤون النازحين وضمن مهلة أقصاها أسبوع من تاريخه، تزويد وزارة الداخلية والبلديات بالداتا الخاصة بالنازحين السوريين على أنواعها، على أن تسقط صفة النازح عن كل شخص يغادر الأراضي اللبنانية، والطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في ملاحقة المخالفين ومنع دخول السوريين بالطرق غير الشرعية، والطلب من وزارتي الداخلية والبلديات والشؤون الاجتماعية إجراء المقتضى القانوني لناحية تسجيل ولادات السوريين على الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون النازحين، والطلب من الدول الأجنبية المشاركة في تحمل أعباء النزوح السوري، والطلب من وزارة العمل، التشدد في مراقبة العمالة ضمن القطاعات المسموح بها.
واحتل هذا الملف حيزاً جوهرياً في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع وفد من البرلمانيين الفرنسيين برئاسة رئيس مجموعة الجمهوريين برونو روتاريو، الذي أطلق موقفاً لافتاً بالنسبة لموضوع النازحين السوريين في لبنان، إذ قال: أنا فرنسي وبرلماني وأقول أن ما من دول تقبل باحتضان أكثر من عدد نصف سكانها من النازحين، ما من بلد يقبل بهذا الأمر، وهذه المسألة يجب أن تحل بأسرع وقت من خلال عودة النازحين إلى بلادهم.
"الديار" نقلت عن مصدر امني لبناني توضيحه للغط المثار في موضوع النازحين والتصويب على الجيش، واضعاً الاجراءات في حجمها الطبيعي والقانوني، مستغرباً عمليات التسييس، مؤكداً ان الجيش لا يقوم باي عمليات ترحيل فردية او جماعية كما يصور البعض، لكن في اطار تنفيذ مهامه بضبط الامن في المناطق اللبنانية، يقوم باعتقال المخالفين الذين دخلوا خلسة الى لبنان بالطرق غير الشرعية او ارتكبوا مخالفات، والجيش يطبق قرار مجلس الدفاع الاعلى الصادر عام ٢٠١٩ في هذا الخصوص بمنع دخول اي مواطن سوري او غيره خلسة الى لبنان بعد استتباب الامن في معظم المناطق السورية، كما ان الجيش يقوم باعادة النازحين المخالفين الى مناطق امنة في سوريا وقريبة من الحدود كالعبودية وجديدة يابوس وغيرها وليس الى المناطق المتوترة، مستغرباً الضجة المثارة وتصوير الاجراءات على غير حقيقتها، علماً ان الجيش يقوم في تطبيق هذه المهام منذ صدور قرار مجلس الدفاع الاعلى عام ٢٠١٩ وليس الان، مؤكداً ان مواقف الجيش اللبناني تعبر عنها البيانات الرسمية الصادرة عن قيادته والتي يكشف فيها عن كل اجراءاته وليس عن طريق التسريبات وما شابه، ويضع المصدر الامني الاجراءات الاخيرة في هذا الحجم فقط.
"اللواء" أشارت إلى تكليف اجتماع السراي الحكومي وزيري الشؤون الاجتماعية والعمل وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع ومدير عام الأمن العام بالإنابة متابعة تنفيذ مقررات اللجنة والتنسيق بشأنها مع الجانب السوري. ونقلت عن الوزير هكتور حجار أن وزير العمل مصطفى بيرم قد يزور دمشق لبحث التنسيق في ملف عودة النازحين.
زيارة وزير الخارجية الإيراني
مصادر سياسية واسعة الإطلاع ابلغت إلى «الجمهورية» قولها: «انّ زيارة عبداللهيان الى بيروت ليست معزولة عن التطورات الايجابية التي شهدتها المنطقة، ولا سيما الاتفاق السعودي- الايراني، الذي يجمع كل المعنيين بهذا الاتفاق انّ ايجابياته ستلفح لبنان إن عاجلاً او آجلاً».
ولفتت المصادر، الى انّ «هذه الزيارة مقرونة ببرنامج لقاءات مكثف يشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، اضافة إلى لقاء موسّع في السفارة الايرانية مع عدد من السياسيين والنواب».
وإذ قاربت المصادر السياسية زيارة عبداللهيان إلى بيروت بوصفها «عاملاً مساعدًا للمساعي الرامية إلى انضاج تسوية رئاسية، اكّدت مصادر مطلعة على الموقف الايراني لـ»الجمهورية»، انّ «ايران تدعم التواصل بين اللبنانيين، للاتفاق في ما بينهم على ما يحقق مصلحة لبنان، وتبعًا لذلك، فإنّ الاولوية الايرانية هي عدم التدخّل المباشر في الملف الرئاسي اللبناني، باعتباره شأنًا يعني اللبنانيين، وهي بالتالي تدعم اي جهد يقود إلى حل الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية».
وردًا على سؤال عمّا اذا كانت ايران منسجمة مع موقف «حزب الله» الداعم لوصول الوزير سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، اكّدت المصادر انّه سبق لطهران ان حدّدت موقفها من الملف اللبناني بأنّها حريصة على لبنان واستقراره، وترغب في ان ترى اللبنانيين وقد تمكنوا من تضييق الفجوة القائمة بين الاطراف اللبنانيين بما يعجّل في انتخاب رئيس للجمهورية واعادة بناء السلطة التنفيذية المعطّلة في هذا البلد. وبالتالي وبمعزل عمّا اذا كانت طهران منسجمة مع موقف حليفها المباشر «حزب الله» ام لا، الّا انّها لا تتدخّل ولن تتدخّل في الملف الرئاسي اللبناني، ولن تكون في موقع الضاغط لتغليب موقف الحزب في أي ملف، وخصوصًا في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وردًا على سؤال آخر، حول الغاية الحقيقية من زيارة عبداللهيان إلى بيروت في هذا التوقيت، قالت المصادر: «الزيارة في جوهرها تأتي ضمن جولة في المنطقة، وليست محصورة بلبنان اساسًا، وشمولها لبنان قد ينطوي على محاولة شرح أبعاد التحولات التي شهدتها المنطقة، ولاسيما منها التطور الايجابي المتسارع على الخط الايراني- السعودي، والتأكيد للبنانيين وطمأنتهم بأنّ ايجابيات هذا التطور لن يكون لبنان بمنأى عنها».
وكان عبداللهيان قد وصل إلى بيروت مساء امس، وقال في المطار: «حضرنا مرة أخرى لنعلن عن دعمنا القوي للشعب والجيش اللبناني والمقاومة». ولفت الى أنّ «هذه الزيارة فرصة لإجراء مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين»، مؤكّداً أنّ «إيران لطالما دعمت المفاوضات في المنطقة ولا تعتبر الحروب حلاً».
وشدّد على أنّه «يوجد لدينا بعض الأفكار والمبادرات من خلال علاقتنا الثنائية لتحسين الأوضاع في لبنان»، معتبراً أنّ «ظروفاً جديدة وبنّاءة تحدث في المنطقة، وأمن ورفاه لبنان يصبّان بصالح المنطقة وإيران».