مناورة

في إطار تعزيز التعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، وتحت عنوان CÈDRE BLEU 2019 - الأرزة الزرقاء، نفّذت وحدات مشتركة تمرينًا بدأ بعملية إبرار في جونيه واختتم بمناورةٍ بالذخيرة الحية في العاقورة.

المرحلة الأولى كانت عملية إبرار في قاعدة جونية البحرية شاركت فيها حاملة الطوافات البرمائية الفرنسية Dixmude، وثلاثة مراكب إنزال من المجموعة البحرية الفرنسية، ومركب إنزال وخافرتان من القوات البحرية في الجيش اللبناني وعسكريون من فوج مغاوير البحر.
ركزت هذه العملية على تعزيز قدرات التنسيق البحري والجوي بين الوحدات المشاركة في جميع مراحل التمرين، وترفع مستوى الاحترافية خلال حماية الشواطئ والتصدي للأخطار البحرية في المياه الإقليمية.
وبهدف المحافظة على جهوزية القوات البحرية، وتمكينها من التحرّك السريع ضدّ أي تهديد محتمل في المياه اللبنانية، تضمّنت المرحلة الثانية من التمرين تنفيذ الفرقاطة الفرنسية Guépratte بمشاركة زوارق تابعة للمجموعة البحرية الفرنسية، ومراكب تابعة للقوات البحرية في الجيش اللبناني، رماية بحرية تُحاكي فرضيتها مهاجمة سفينة مشبوهة وتفتيشها من قِبل فريق تفتيش مشترك متخصّص.
واختُتم التمرين المشترك بمناورةٍ بالذخيرة الحيّة في العاقورة، تحاكي مهاجمة مجموعات إرهابية في أماكن جبلية وعرة، تخللتها رمايات جوية بالصواريخ والرشاشات نفّذتها طوافات نوع Gazelle التابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وطوافات نوع Puma الفرنسية. ركّز هذا الشق من التمرين على تطوير قدرات الدعم الجوي، ورفع مستوى التنسيق بين الوحدات البرية والجوية خلال تنفيذ العمليات العسكرية، وشارك فيه إلى جانب المجموعتين البحريتين اللبنانية والفرنسية، عسكريون من أفواج: مغاوير البحر والمدرعات الأول والمجوقل والوحدات البرية الفرنسية، واستُخدمت خلالها مختلف الأسلحة الفردية والرشاشات الخفيفة والمتوسطة.
يُذكر أنّه سبقت التمرين تحضيرات تضمّنت تمارين هبوط بواسطة طوافات تابعة للقوات الجوية اللبنانية للمرة الأولى على متن حاملة الطوافات البرمائية Dixmude، بالإضافة إلى عملية إبرار آليات من المركب إلى الرصيف وبالعكس في قاعدتي بيروت وجونية البحريتين بواسطة مراكب الإنزال الفرنسية واللبنانية، إلى تدريبات نظرية وتطبيقية وتمارين رماية وتفتيش سفينة.
إلى ذلك، جرت عدّة لقاءات في إطار زيارة حاملة الطوافات البرمائية Dixmude والفرقاطة Guépratte الفرنسيتين لبنان، فقد عُقد لقاء بين المسؤول في العلاقات الخارجية في القوات البحرية الفرنسية الأميرال Gilles Boidevizi، يرافقه الملحق العسكري الفرنسي العقيد Fabrice Chapelle ورئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم في وزارة الدفاع الوطني، أعقبه انتقال رئيس الأركان يرافقه السفير الفرنسي Bruno Foucher والأميرال Gilles Boidevizi والملحق العسكري العقيد Fabrice Chapelle إلى حاملة الطوافات الفرنسية Dixmude. وقد جال اللواء الركن العرم في أرجاء حاملة الطوافات، واطّلع على تجهيزاتها واستمع إلى إيجاز عن مراحل التمرين والقوى المشاركة فيه، ثم اجتمع بعسكريي الجيش المشاركين في هذا التمرين وزوَّدهم التوجيهات اللازمة، شاكرًا الجيش الفرنسي والسلطات الفرنسية على التعاون الدائم والدعم المستمرين للجيش اللبناني.
وتضمّنت الزيارة إلى لبنان أيضًا، زيارة بروتوكولية قام بها الوفد إلى قيادة القوات البحرية، حيث التقى قائدها العميد الركن البحري السابق حسني ضاهر وعددًا من الضباط، وجرى عرض للعلاقات الثنائية، كما كانت جولة على أقسام القاعدة البحرية استمع خلالها الوفد إلى شرحٍ عن المهمات والتدريبات المنفّذة.
جدير بالذكر، أنّ قيمة المساعدات التي قدّمتها فرنسا للجيش اللبناني بين العامين ٢٠١٧ و٢٠١٨ بلغت ٤٥ مليون يورو، بما في ذلك أنظمة إطلاق الصواريخ، و٣٤ كلبًا للكشف عن المتفجرات، وبرامج تدريبية عالية المستوى.