على الحدود

Cooper: الجيش اللبناني يُبهرنا بأدائه والتزامه
إعداد: ندين البلعة خيرالله

منذ أكثر من تسع سنوات، بدأ المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD عمله في لبنان من خلال تنفيذه لمشاريع مموّلة من دول مانحة تابعة للاتحاد الأوروبي، واضعًا أمامه هدفًا أساسيًا هو في صلب أهداف تأسيسه: تعزيز القدرات في مجال مراقبة الحدود وضبطها وإدارتها.

أبرز هذه المشاريع، مشروع دعم هولندا للوكالات الحدودية اللبنانية المموّل من المملكة الهولندية، وهو حاليًا في مرحلته الرابعة، المُرتقب انتهاؤها في نهاية كانون الأول 2021. يؤكد مدير مكتب المركز في لبنان ومدير المشروع الهولندي السيد Adrian Cooper أنّ «التزام الجيش اللبناني وحرفيته وتفانيه، كما تطوّر علاقتنا معه، بالإضافة إلى استمرارية الدعم الأجنبي (وبخاصة الهولندي) للمشاريع، أثمر نتائج مميزة وفاعلة، وعلى رأسها مدرسة تدريب أفواج الحدود البرية».

 

بدأ المشروع الهولندي منذ شهر كانون الثاني في العام 2015، وقد واجه العديد من التحديات، ليست السياسية فقط، بل أيضًا الاقتصادية والأمنية، وحاليًا التحدي الصحي في ظل جائحة كورونا. ويتحدث Cooper عن صعوبة إضافية تتعلق بطبيعة مناطق لبنان الحدودية المتداخلة مع القرى السورية اجتماعيًا واقتصاديًا، والحدود المفتوحة طبيعيًا بين الجهتَين... كل هذه الأمور شكّلت تحديات أمام تنفيذ مشروع الدعم.

وهو يؤكد في المقابل أنّه «بفضل تفاني شركائنا اللبنانيين والتزامهم، وجهود الجهات الداعمة، ومن بينها هولندا التي تستمر في دعم لبنان منذ ست سنوات من خلال فريق العمل في الـICMPD، لما أُتيح للمشروع الاستمرار.

 

شراكة بكل ما للكلمة من معنى

تطوّر مشروع الـICMPD في لبنان خلال تطبيقه على الأرض. ويشير Cooper إلى أنّ «أبرز هذه التطورات ناتجة عن تطور علاقتنا مع الجيش اللبناني والجهود التي بذلها هذا الجيش لتطوير المعارف والقدرات في صفوفه. لذلك، نحن حاليًا لم نعد نتحدث عن علاقة جهة داعمة وجهة مستفيدة، بل عن شراكة بكل ما للكلمة من معنى، في تحديد الاحتياجات وكيفية الاستجابة لها. وأهم مثال في هذا المجال أنّنا لم نعد ندرّب الدورة التأسيسية في مجال أمن الوثائق لأنّ الجيش بات يدرّب عليها بنفسه». وفي هذا الإطار، يشير Cooper إلى أنّ الجيش اللبناني لا يكتفي بما يتلقّاه، فهو أبهر الخبراء الهولنديين الذين يدربون على أمن الوثائق، بقدرته على إدخال تعديلات ملحوظة على هذه الدورات الأساسية، كالاستفادة من التكنولوجيا لتقويم مستوى المتدربين إلكترونيًا. وقد شكّل ذلك إضافة إلى التدريبات الأساسية، وبات المدربون الأجانب يعتمدون هذا التقويم في تدريباتهم في هولندا والخارج.

 

• لقد دعمتم تأسيس مدرسة تدريب أفواج الحدود البرية، فكيف تقوّمون أداء العسكريين وخصوصًا على الحدود؟

- إنّنا منبهرون دائمًا بحرفية العسكريين من مختلف الرتب وفي مختلف القطع، وتفانيهم والتزامهم. وهذا الأداء لا يختلف على الحدود، ما يختلف هو نوع المهمة لأنّها لا تقوم على مراقبة هذه الحدود وضبطها فقط، بل تتضمن أيضًا بشكلٍ أساسي مسؤولية التحقيقات الحدودية المرتبطة أكثر بحرس الحدود وهي جديدة بالنسبة للجيش، ولكنّه يؤدّيها بكل حرفية والتزام.

 

مركز تدريب إقليمي

ويضيف: تجدر الإشارة إلى أنّ المرحلة الحالية من مشروعنا تركّز على تحويل مدرسة تدريب أفواج الحدود البرية إلى مركز اختصاص وامتياز بالتدريب على المهارات المرتبطة بإدارة الحدود، محليًا وإقليميًا. وهذا الهدف بدأ أصلًا يتحقق، إذ حصلت المدرسة على شهادة ISO (المنظمة الدولية للمعايير) لأنظمة إدارة المؤسسات التعليمية، والجيش هو أول مؤسسة أمنية في لبنان تحصل على هذه الشهادة في حين أنّ المؤسسات الأخرى تسعى لتحقيق ذلك.

 

انتقدوا ما استطعتم

في ظل الحديث عن الممارسات غير الشرعية على الحدود اللبنانية، وارتفاع بعض الأصوات المشكّكة بأداء الجيش على الحدود، تأتي رسالة Cooper حازمة ومشرّفة من وجهة نظر دولية، فيقول: «من السهل جدًا الانتقاد، لكنّني أتحدّى أيًّا كان بالقيام بما هو أفضل مع الموارد المحدودة المُتاحة. فنحن على قناعة تامة بأنّ الجيش كان وسيبقى قلب الأمّة وأساس الاستقرار والحلّ الأمثل لحماية الحدود.

الجيش يبذل باستمرارٍ كل الجهود المطلوبة لتعزيز القدرات والإمكانات، ولإحراز التقدّم في هذا المجال. ومع توجيهات القيادة وتفاني العناصر، ليس لدينا أدنى شك بنجاحه. فانتقدوا ما استطعتم ولكن قوموا بأداءٍ أفضل!».

 

 

مشاريع في لبنان

ICMPD هي منظمة دولية تأسست في العام 1993 هدفها الأساسي تحسين ظروف الهجرة وجعلها أكثر أمانًا وعدالة، من خلال العمل دوليًا على تعزيز الحوارات والأبحاث حول هذا الموضوع. وهي تنفّذ حاليًا في لبنان ثلاثة مشاريع تندرج في إطار إدارة الحدود والأمن، وهي:

- مشروع دعم هولندا للوكالات الحدودية اللبنانية (IBM) الممول من المملكة الهولندية.

- مشروع تعزيز قدرات الإدارة المتكاملة للحدود في لبنان (المرحلة الثالثة) المموّل من الاتحاد الأوروبي والذي قام مؤخرًا بإشراك الدفاع المدني.

- مشروع الدعم السويسري للإدارة المتكاملة للحدود في لبنان (المرحلة الثانية)، المموّل من أمانة الدولة السويسرية لشؤون الهجرة.

 

هبات للمدرسة

قدّم مشروع الدعم الهولندي العديد من الهبات لتطوير مدرسة تدريب أفواج الحدود البرية، أبرزها: قاعة التعلّم عن بُعد، نظام توليد كهرباء وتسخين مياه على الطاقة الشمسية، نظام فلترة مياه، مستوعبات لفرز النفايات، عتاد الاستجابة الطبية ومكافحة الحرائق، أجهزة اتصال لاسلكية ذات اتجاهَين، وغيرها.

 

مساعدات بعد الانفجار وكورونا

تتابع الـICMPD دعمها للبنان وخصوصًا عقب انفجار المرفأ وفي ظل جائحة كورونا من خلال:

- تبرعات على صعيد العتاد المرتبط بالبحث والإغاثة والإخلاء.

- تقديم العتاد في مجالات الطب والصحة والنظافة.

- إضافة الدفاع المدني إلى لائحة المستفيدين من مشروع الاتحاد الأوروبي، وتزويده نظامَ اتصال خاصًا يسهّل التنسيق في عمليات البحث والإنقاذ وإطفاء الحرائق.

- تبرُّع المشروع الهولندي بخمسة آلاف كمامة وبعتادٍ طبي شامل لمدرسة تدريب أفواج الحدود البرية.

- جمع التبرعات من مختلف مكاتب ICMPD في العالم للمساهمة بشكلٍ خاص بالـPPEs (معدات الوقاية الشخصية) في المستشفيات للتصدي لجائحة كورونا.