من الميدان

D9 استفادت من تجارب نهر البارد
إعداد: باسكال معوض بو مارون

تصفيح وفق المعايير العالمية


أدّت جرافة «D9» دوراً أساسياً في معارك نهر البارد، لكن التجربة بيّنت أنها بحاجة الى عملية تصفيح توفر الحماية لطاقمها. وهذا ما أنجز أخيراً نتيجة جهود مشتركة بين الجيش وفعاليات مدنية ساهمت في المشروع.
السيد ايلي سويدان مدير عام شركة «أوكتاغون إنفست» أخذ على عاتق شركته تمويل عملية التصفيح بمعايير عالمية، بالتنسيق مع اللواء اللوجستي وفوج الهندسة واللجنة الخاصة المعينة من قيادة الجيش.

 

إنطلاقة الفكرة
قائد اللواء اللوجستي العميد الركن رفيق حمود حدّثنا عن انطلاقة فكرة التصفيح ومشروع التعاون مع شركة «أوكتاغون إنفست»:
«ظهرت الحاجة الفعلية الى تصفيح وتدريع الجارفات وناقلات الجند في أثناء حرب مخيم نهر البارد، لأن العسكريين تعرّضوا للقنص وأصيبوا إصابات قاتلة في أحيان كثيرة من مختلف الأسلحة وخصوصاً قذائف ال«آر بي جي».
إثر ذلك شكّلت قيادة الجيش لجنة دائمة لإجراء التجارب والتطوير والتصنيع يرأسها قائد اللواء اللوجستي وتضم ضباطاً إختصاصيين، مهمتها إجراء التجارب والأبحاث المطلوبة على الآليات العسكرية لتطويرها وتصنيعها وفق المواصفات العالمية، ورفع مستوى الحماية للعتاد كلما دعت الحاجة.
بعدها عرضت شركة «تسجيل» الممثلة بشخص رئيسها السيد شفيق ثابت تقديم هبة عبارة عن تصفيح جارفة D9 بالتنسيق مع العميد المتقاعد بيار جورجيو.
وباشرت شركة «أوكتاغون إنفست» «Octagon Invest» الممثلة برئيس مجلس إدارتها السيد ايلي سويدان وبالتنسيق مع شركة «تسجيل» بتدريع الجارفة وذلك بعد وصول فريق كولومبي مختص بعملية التصفيح من الكويت، وشحنت المواد الأولية (زجاج - حديد) وعدة التصفيح من الخارج.
أرسل السيد سويدان كتاباً يبيّن فيه كلفة تصفيح الجارفة والتي تقدّر بحوالى 280 ألف دولار أميركي، فقدّمت شركة «تسجيل» مبلغاً وقدره 80 ألف دولار وتكفّلت شركة «أوكتاغون إنفست» بالمبلغ المتبقّي وقدره 200 ألف دولار أميركي.
أُجريت تجارب رماية كثيرة بقذائف ال«آر بي جي» والرشاش 12.7 على نماذج التدريع المصنّعة من قبل الشركة بإشراف لجنة الأبحاث والتطوير والتصنيع في الجيش. وبعد القيام تباعاً بتعديلات لتحسين الأداء والحماية الى الحدود القصوى، تمّ التوصل الى نتيجة تضاهي عمليات التصفيح الأكثر إحترافية في هذا المجال.

 

تضافر الآراء... والجهود
من مهام مديرية التقنية في اللواء اللوجستي وضع وتطوير المواصفات الفنية للمؤن والمعدات التي يحتاجها الجيش وتأمين الفحوصات والإختبارات اللازمة العائدة لعمليات التسلّم. كما أنها تتولى وضع الرسومات الفنية والمواصفات المفصّلة اللازمة لصنع المعدات المطلوبة. على هذا الأساس كان للمديرية دور في عملية تصفيح الD9 كما يخبرنا مديرها العميد الركن يوسف حرب، الذي أشار الى أن المديرية تعمل بالتنسيق مع لجان الإستلام المعنية في اللواء اللوجستي للتأكد من أن المعدات المطورة قد أجري عليها التفتيش الفني المناسب. وأيضاً بالتنسيق الدائم والوثيق مع مديرية المشاغل حول الأمور الفنية العائدة للمعدات مع مراقبة دائمة لتصنيع العتاد في الأسواق المحلية.
وبما أن مديرية التقنية تجري التجارب على العتاد المحقّق وعلى العتاد المقدم كهبة، فقد تولت التجارب التي أجريت خلال تصنيع الدرع الواقي للجارفة D9 ضد قذائف ال«آر بي جي»، وضد الرصاص من عيار 12.7 ملم.
أجريت هذه التجارب بين كانون الثاني وأيار الماضيين وشملت نماذج معادن مختلفة القساوة والسماكة وعدة طرق تصفيح الى أن تمّ التوصّل الى تدريع يؤمن الحماية بنسبة 80 بالمئة للقذائف و100 بالمئة للرصاص المخترق.
وبهذا نكون قد توصّلنا الى نتيجة متطوّرة جداً وفقاً للمعايير المعتمدة لدى جيوش الدول المتقدّمة، يقول العميد الركن حرب.

 

وسائل ظرفية!
قائد فوج الهندسة العقيد رولان أبو جودة أشار الى الإجراءات والتدابير التي اتخذها الفوج خلال معارك نهر البارد لتصفيح الآليات إنما «بوسائل ظرفية» (حديد، أكياس رمل، شبك)، مما سمح لهذه الآليات المناورة بطريقة أنجع وأكثر أماناً، وبالتقدم الى الخطوط الأمامية للمعركة.
هذه الأعمال الفنية والهندسية تم تدوين تفاصيلها إضافة الى النتائج المترتبة عليها من حماية للعسكريين وللآلية عند تعرّضها للرصاص والقذائف على أنواعها.
وبنتيجة هذه المدونات نظّمت قيادة الفوج تقارير فنية مفصّلة ضمّنتها توصيات في عدة مجالات، طرح على أثرها موضوع تصفيح الآليات الهندسية وتمّ البدء بتصفيح الجارفة D9.
العقيد أبو جودة قال إنه سيصار في المستقبل الى تصفيح رفش مدولب، ورفش مسلسل وحفارة وبالتالي ستصبح الآليات الهندسية كافة مصفحة وفقاً لمعايير ومقاييس واضحة.

 

تعاون وتنسيق
الرائد ياسر النعامي آمر سرية القيادة والخدمة، الذي تولى التنسيق بين فوج الهندسة وشركة «أوكتاغون إنفست» أوضح أن ال D9 كانت أبرز الآليات التي شاركت في معارك نهر البارد، وقد كانت بشكل مستمر عرضة لنيران الإرهابيين ما أوجب حمايتها بوسائل مختلفة كانت تعتمد وفقاً للحاجة.
وبعد انتهاء المعارك بدأت التجارب مع لجنة الأبحاث والتطوير والتصنيع وشركة أوكتاغون إنفست حيث وضعت الدراسات الميدانية على الأرض، والرسوم الخاصة بالتدريع على جهاز الكومبيوتر ونماذج من المعادن الخاصة بالتصفيح. ويشير الى أن العملية استلزمت الإستعانة بخبرات عديدة فكانت النتيجة تصفيح على مستوى عالٍ قياساً بما هو موجود لدى جيوش العالم كافة.
من أهم الأمور التي كان لا بد من أخذها بعين الإعتبار الوزن الممكن أن تتحمّله الجارفة للمحافظة على مناورتها، وهو ما نجح فريق العمل بالقيام به من خلال صنع درع واقٍ ضمن الوزن المطلوب والفعالية القصوى، والذي يؤمن الحماية اللازمة للجارفة وسائقها ويحافظ على سهولة حركتها ومناورتها في أثناء المعارك.

 

شغف بالوطن والجيش
انتهت بنا الجولة الى مكتب السيد ايلي سويدان مدير عام شركة «أوكتاغون إنفست» الشغوف بعمله وبوطنه وبجيشه.
بداية قال السيد سويدان: «لقد ولّدت معركة مخيم نهر البارد نقمة وغضباً عند الكثير من اللبنانيين، وأنا من ضمنهم، حيث لم أعِ حجم الكارثة التي ولّدتها حفنة من الإرهابيين مجهّزة بأفضل الأسلحة الأوتوماتيكية المتطورة بمواجهة جيشنا الباسل، والذي لسوء الحظ اعتمد عزمه وتصميمه سلاحاً في غياب المعدات والآليات المناسبة والمجهّزة لخوض معركة كهذه.
على الأثر توجهنا برسالة الى قائد الجيش نطلب من خلالها وضع خبراتنا وإمكاناتنا بتصرف الجيش للمساعدة بأي شكل من الأشكال على تعزيز قدراته.
بدأنا بتبادل المعلومات بهدف تصفيح جرافة D9 بالتنسيق مع فوج الهندسة ولجنة الأبحاث والتطوير والتصنيع، خصوصاً وأن عناصر الفوج تعرّضوا لإصابات كثيرة على متن هذه الجرافة، وكانوا قد بدأوا بتصفيحها بإمكاناتهم المتوافرة على الأرض. ما قاموا به كان عملاً بطولياً خصوصاً وأن طريقتهم في التصفيح والتلحيم مهمة جداً بالنظر الى الإمكانات المتواضعة.
بعد انتهاء المعارك باشرنا العمل بالتصفيح وبدأت التجارب تباعاً بالتنسيق مع فوج الهندسة ومديرية التقنية ولجنة الأبحاث والتطوير والتصنيع، ولفتتنا الخبرات العالية التي يملكها أفراد الجيش، واطلاعهم الواسع على أحدث أنواع المواد المستخدمة في التصفيح وكيفية الإستفادة منها على هذه الجرافة.  
وبعد تجارب وجهود مكثفة من الأفرقاء كافة استطعنا الوصول الى نتائج قياسية موجودة لدى أهم الجيوش في العالم.
وأضاف سويدان قائلاً: إن الجهد الذي بذلناه سوياً مع عناصر الجيش والوقت الذي قضيناه معاً جعلني أدرك أكثر فأكثر أهمية هذه المؤسسة الكبيرة بكل ما للكلمة من معنى.
وختم السيد ايلي سويدان حديثه بالقول: «المشاريع الكبيرة والجدية مستمرة مع الجيش في تعاون على مستوى عالٍ جداً، لأنه يجب الإعتماد على شعبنا في مساعدة الجيش ودعمه. فالمجتمع المدني يمكن أن يساهم في تعزيز قدرات الجيش بما تتيحه إمكاناته الصناعية والمالية وسواها.

 

تسليم الجرافة D9
في فوج الهندسة في الوروار جرى حفل تسليم الجرافة المصفحة D9 بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن رفيق حمود والسيد ايلي سويدان مدير عام شركة «أوكتاغون إنفست» وفريق عمله، والعميد الركن أحمد قاسم قائد لواء الدعم، والعميد الركن سمير عزيزي مدير الهندسة، والعقيد رولان أبو جودة قائد فوج الهندسة وعدد كبير من ضباط القطع والوحدات في الجيش.
أعقب الإحتفال كوكتيل أقيم في نادي ضباط الفوج حيث قدّم العميد الركن حمود بإسم قائد الجيش الى السيد سويدان درعاً تذكارياً وكتاب شكر على دعمه القيّم للمؤسسة العسكرية.

 

كتاب شكر من قائد الجيش
حضرة مدير شركة «أوكتاغون إنفست»
السيد ايلي سويدان المحترم،
نتوجّه اليكم بخالص الشكر والإمتنان على مبادرتكم الطيبة بتصفيح جرافة D9R هبة لصالح الجيش اللبناني.
وإننا إذ نحيي مشاعركم الوطنية النبيلة، وتضامنكم الصادق مع المؤسسة العسكرية، نثمّن عالياً جهودكم وجهود الفريق العامل في شركتكم الرائدة مؤكدين أن إنجاز هذا العمل الصناعي الرائد في لبنان وبهذه المواصفات العالية لهو فخر للصناعة اللبنانية ومدعاة للثقة بالأيدي الوطنية العاملة.
نسأل الله لكم دوام الصحة والتوفيق ولشركتكم المعطاء المزيد من التقدم والنجاح.

العماد جان قهوجي قائد الجيش


أوكتاغون إنفست
تضم شركة «أوكتاغون إنفست» خبرات ومهارات عالية متخصصة بتأمين منتجات خاصة وخدمات قيّمة للسلامة الشخصية. وبهدف تقديم الأمن والراحة للعائلات وموظفي الشركات والموظفين الحكوميين والدبلوماسيين وشركات النفط والغاز، استقر مصنعها في لبنان الذي يمثل نقطة استراتيجحية في الشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أن التصفيح فنّ معقّد ينتج عن توحيد التصميم الجديد والخبرات العالية في علم المقذوفات، وسنوات من البحوث في هندسة السيارات، مع العلم أن الشركة تؤمن الحماية لمستويات الخطر كافة باستخدامها أجود المواد الأولية المستوردة وأفضلها.
تستخدم «أوكتاغون إنفست» فرق عمل تتميّز بالمهارة والإختصاص، ما يجعل عمليات التصفيح التي تنجزها على مستوى عالٍ.
كما أن التقدم العلمي والتقني في المواد القذائفية والتطوير المستمر لتقنيات التصفيح الجديدة الذي تؤمنه شركة أوكتاغون وشركاؤها الكولومبيون الإستراتيجيون يمكّنها من تأمين مجموعة واسعة من السيارات المصفحة فردياً للحماية ضد أعلى المخاطر القذائفية.
تشمل عمليات التصفيح مركبات الأراضي الوعرة، والسيارات الفخمة، وشاحنات النقل مروراً بسيارات نقل الأموال وسيارات الإسعاف وصولاً الى المركبات العسكرية والتكتيكية، خصوصاً وأن الشركة هي الأولى التي تنتج مركبات متعددة الإستعمالات ممتصّة للصدمات وتؤمن حجرة مصفحة مع حماية 360 درجة بواسطة المعدن القذائفي من دون وزن إضافي للتصفيح. وقد وسعت خدماتها ليشمل قسم التصفيح البنائي بحيث تدمج المواد المضادة للرصاص في مواد البناء ما يؤمن الحماية مع المحافظة على مظهر أنيق للمبنى.

 


تصوير
باسكال معوّض بو مارون
الرائد ياسر النعامي