تمرين

SOFEX ٢٠٢٢: الاستجابة السريعة
إعداد: روجينا خليل الشختورة

 

«قبضت وحدات الجيش الخاصة في عدة مناطق لبنانية على إرهابيين أقروا واعترفوا بأنّهم ينتمون إلى تنظيم إرهابي، وهم مكلّفون بتحويل لبنان إلى أرض جهاد. وقد تم القبض عليهم إثر دخولهم عنوةً إلى عدد من المصارف في سياق مخطط إرهابي، ومهاجمة منشآت حيوية ومؤسسات عامة وخاصة بهدف الإخلال بالأمن وتضليل القوى الأمنية... »

 

إنّها فرضيات لمناورات نفّذتها وحدات الجيش على مدى خمسة أيام في مختلف المناطق اللبنانية، ضمن تمرين SOFEX ٢٠٢٢ الذي يقام سنويًا بالتعاون مع فرق تدريب أميركية وبريطانية، بهدف الحفاظ على الجهوزية ورفع مستوى احتراف العناصر.

 

المشاركون والعمليات

شاركت في التمرين القوات البحرية والجوية وأفواج المغاوير والمجوقل ومغاوير البحر، وكلّ من مديرية المخابرات بكافة فروعها ومديريات التعاون العسكري - المدني CIMIC والقانون الدولي الإنساني والتواصل الاستراتيجي، ومركز العمليات والاستعلام المشترك (JOIC (Joint Operation and Intelligent Center ومركز العمليات والاستعلام التكتي TOIC Tactical Operation and Intelligent Center)r)، والطبابة العسكرية، ووحدات من الألوية والأفواج كافة بما فيها أفواج الحدود البرية الأربعة، بالإضافة إلى مدرسة القوات الخاصة.

تضمنت نشاطات SOFEX ٢٠٢٢ محاكاة لعمليات مكافحة الإرهاب ودهم مطلوبين والتعامل مع مطلوبين ومخلين بالأمن ومرتكبي أعمال شغب فضلًا عن حماية مؤسسات عامة وخاصة ومنشآت ومرافق حيوية في مناطق لبنانية مختلفة. واختتم التمرين بتنفيذ الأفواج الخاصة عملية تحاكي فرضية إلقاء القبض على مجموعة إرهابية في قناة باكيش - بسكنتا بعد قيامها بتنفيذ عمليات خداعية وإرهابية. كذلك نفّذت الوحدات عمليات في جبل لبنان والجنوب والبقاع وبيروت والشمال تحاكي فرضيات القضاء على مجموعات إرهابية اقتحمت مؤسسات مختلفة ومصارف بهدف تمويل مخططاتها الإرهابية.

 

جدية العمل المشترك

«إنّها المرّة الأولى التي تشارك في تمرين مماثل كلّ هذه الوحدات مجتمعة»، يقول قائد مدرسة القوات الخاصة العميد الركن فادي مخول، «لتشكّل قوّة عمليات خاصة مشتركة Joint Special Operations Task Force أثبتت قدرتها على العمل المشترك بجدية ونشاط واندفاع والتزام على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة».

وقد تميّز التمرين هذا العام بسرّية الأهداف ما أعطاه طابع الواقعية والحيوية. فلأول مرّة تكون الأهداف غير معروفة وفي أمكنة غير محضّرة وفي ظروف مناخية صعبة ما جعل المهمّات سريعة وأقرب إلى الحقيقة. إذ تُرسَل الفرضية إلى JOIC الذي يقوم بتحليل المعلومة وتكليف الوحدة المناسبة للتنفيذ من دون أن تعرف الأخيرة ما ينتظرها هناك.

وهذا ما أثبتت من خلاله الوحدات كافة جهوزيتها وقدرتها على دحر أي نشاط ارهابي محتمل في أي مكان وزمان.

 

عملياتيًا وتكتيًا

الغاية العملياتية النهائية المنشودة من تمرين SOFEX Special Operations Forces Exercice)e) أو تمرين تدريب العمليات الخاصّة، هي تطوير قدرات القوات الخاصة في الجيش في مجالات القيادة والسيطرة والاتّصال وعملية اتخاذ القرار، والاستجابة السريعة لمختلف المهمّات في جميع الظروف وعلى مستوى كلّ الأراضي اللبنانية. أمّا الغاية التكتية النهائية المنشودة فهي تطوير القدرات للقيام بمهمّات تكتية خاصة والاستجابة السريعة للتغيرات الميدانية، وتفعيل استخدام المهارات الأساسية بما أتيح للوحدات من معدات وأسلحة وتجهيزات. يُضاف إلى ما سبق ذكره اكتساب الخبرة اللازمة في تنفيذ العمليّات المشتركة لمكافحة الإرهاب وذلك ضمن إطار مهمّة الجيش في حفظ الأمن والسلم الأهلي.

وبالتالي، فإنّ الهدف الأساسي من التمرين هو اختبار منظومة القيادة والسيطرة لا سيّما على مستوى التواصل بين JOIC و TOIC، وتطوير الناحيتين الاستراتيجية والعملياتية أكثر من التركيز على الناحية التكتية.

وهنا يقول العميد مخول، لقد أظهرت JOIC قدراتها على معالجة جميع المعلومات المتاحة وتحليلها، وعلى اتخاذ القرار الصحيح بشأنها، وتخصيص وحدات محدّدة لتنفيذ العمليات، بالإضافة إلى توزيع المعلومات ومشاركتها مع الوحدات المنفّذة المعنية. كما ركّز التمرين على إظهار قدرات TOIC التابعة للقوات الخاصة على صعيد التواصل والتنسيق مع JOIC واستخدام جميع وسائل المراقبة والاستطلاع المتاحة لتنفيذ خطوات قيادة الوحدة Troup Leading Procedure، وبالتالي تنفيذ هذه القوات لمهمّاتها المحدّدة.

ويضيف قائد مدرسة القوات الخاصة: «دَمَج التمرين عمل مديرية المخابرات مع مديرية العمليات على صعيد تنفيذ المهمّات الأمنية المختلفة على الأرض، كما دَمَج عمل كلّ وحدات الجيش في مجهود مشترك لمساعدة القوات الخاصة اللبنانية على تنفيذ مهمّاتها من خلال تعقّب وتحديد أماكن الخلايا الإرهابية والقضاء عليها».

 

التقيّد بالقانون الدولي الإنساني

إلى كلّ ما سبق، تضمّن تمرين SOFEX ٢٠٢٢ تدريب القوات الخاصة على التقيّد بالقانون الدولي الإنساني International Humanitarian Law وبقواعد الانضباط والسلوك العسكري وبالتوجيهات الصادرة عن قيادة الجيش للتعاطي مع أي جهة إرهابية مهما كانت المعركة قوية أو شرسة.

ختامًا، أشار العميد مخول إلى الحاجة لتنفيذ تمارين مماثلة على مدار السنة لاكتساب خبرات أكبر والتعلّم من الأخطاء، ففي مثل هذه التمارين تُرتكب هفوات تكتية متنوّعة نستقي منها الدروس لتمارين أخرى...