ملف العدد

إزالة الألغام: المجتمع الدولي يرفع القبعة للجيش اللبناني

تنتهي الحروب والنزاعات لكن آثارها ومخلّفاتها قد تستمر في إلحاق الضرر بعدة أجيال. وتمثّل الألغام الأرضية والقنابل العنقودية وسواها من الذخائر غير المنفجرة وجهًا من أبشع وجوه الحرب التي تستمر في حصد الضحايا، بينما يقتضي التخلص منها عملًا مضنيًا ودقيقًا ومكلفًا ينفّذه مختصون على مدى سنوات طويلة. ونظرًا لتأثيراتها السلبية والخطيرة التي تشمل الخطر على سلامة الأشخاص وحرمانهم مصادر كسب عيشهم، وإعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية... تحظى مشكلة الألغام المنتشرة في أكثر من ٦٠ بلدًا حول العالم بحيزٍ كبير من الاهتمام الدولي ومن الأمم المتحدة ووكالاتها، وهذا ما يتجلى من خلال دعم عمليات إزالة الألغام، والإجراءات المتعلقة بها.

باشر الجيش اللبناني مدعومًا من المجتمع الدولي والوكالات المختصة في نزع الألغام من مختلف المناطق اللبنانية منذ مطلع التسعينيات. وعمل على تطوير قدراته في هذا المجال سنة تلو الأخرى مستفيدًا من التقنيات الحديثة ومن الخبرات التي اكتسبها، إلى أن صُنّف البرنامج اللبناني من الأفضل عالميًا. ونتيجة للجهود الجبارة والمتواصلة التي بذلها، تم تطهير قسم كبير من الأراضي في مختلف المناطق اللبنانية، لكن يبقى أمامنا الكثير من العمل ليصبح لبنان خاليًا من الألغام الأرضية وسواها من الذخائر غير المنفجرة التي حصدت عددًا كبيرًا من الضحايا.

وفي هذا السياق يأتي المنتدى السابع الذي عقده المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وبدعم من سفارة المملكة الهولندية في لبنان، ليعالج التحديات التي تواجه متابعة العمل في المرحلة المقبلة بسبب نقص التمويل، وكان لافتًا خلاله تقدير المشاركين لما أنجزه الجيش اللبناني على الرغم من كل الصعوبات.