- En
- Fr
- عربي
تدريب ومناورات
باسكال معوّض بو مارون
الإنسان والشراكة والابتكار
حمل شعار التمرين في نسخته الجديدة ثلاث عبارات جديدة: «الإنسان» الذي هو محور العملية الدفاعية، و«الشراكة» التي توحّد وتوجّه الجهود لحماية الإنسان، و«الابتكار» الذي بدونه تنعدم الوسائل لمواجهة تهديدات العصر وتلك العابرة للحدود.
33 دولة مشاركة
بلغ عدد الدول المشاركة 33 دولة عربية وأجنبية هي: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، العراق، الكويت، المغرب، المملكة العربية السعودية، النروج، الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، اليمن، اليونان، إسبانيا، إيطاليا، أستراليا، ألمانيا، باكستان، بريطانيا، بولونيا، جنوب أفريقيا، رومانيا، سلطنة بروناي، سلطنة عُمان، فرنسا، قبرص، كازخستان، كندا، كوسوفو، كينيا، لبنان، مصر، نيوزيلندا، وهولندا.
مؤسسات وأجهزة
إضافة إلى القوات المسلّحة، كان للعديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الأردنية دور بارز في مختلف ميادين التمرين، إضافة إلى مشاركين من المؤسسات المعنية بإدارة الأزمات والوزارات والأجهزة الأمنية؛ حيث بلغ عديد القوى المشاركة في التمرين 4300 عسكري وألف مدني.
يُعتبر تمرين ”الأسد المتأهب“ أحد أبرز أوجه التعاون العسكري بين جيوش الدول العربية والأجنبية المشاركة، والمناورة القتالية الأكبر والأهم التي تنفذها قوات متعددة الجنسية في منطقة الشرق الأوسط. وقد جرت بنسختها الحادية عشرة في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة وفي مواقع متعددة من المملكة الأردنية الهاشمية، على مدى 12 يومًا، اعتبارًا من 12 ولغاية 23 أيار الماضي، تخللها تمارين تدريبية تكتية، أعمال تخطيط ومناورات قتالية مكثفة هدفت إلى تعزيز التعاون بين الدول المشاركة.
كانت المشاركة هذا العام هي الأوسع والأكبر منذ انطلاق تمرين «الأسد المتأهب» في العام 2011، حيث شارك في التمرين 11 دولة عربية من ضمنها الدولة المضيفة و22 دولة أجنبية، وجاءت التدريبات في نسختها الأحدث واحدة من أبرز منصات التعاون العسكري في مجال القيادة والتخطيط والعمليات التكتية بين الدول المشاركة.
السيناريو والعمليات
صمّمت التدريبات وفق سيناريوهات تحاكي طبيعة تهديدات العصر المستجدة، كالتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة والجهات الداعمة لها، واستخدام الطائرات المسيَّرة وتهديد انتشار أسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيميائية والنووية…
ركّزت التدريبات على زيادة القدرة في مجال جمع المعلومات وتحليلها واستثمارها، وكيفية الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحضير العمليات العسكرية وتنفيذها، والاستجابة للأزمات والكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تفعيل القدرات الاستخبارية بهدف رفع مستوى الجهوزية القتالية وتعزيز الأمن الإقليمي.
أبعاد التمرين
أما عن أبعاد التمرين، فشملت العمليات في البرّ والبحر والجو بالإضافة إلى البعد السيبراني، ما أسهم في تطوير قدرات القوى المشاركة عبر التنسيق المشترك بين هذه القوات كافة تحت إشراف قيادة عملانية موحدة. كما شاركت السلطات المدنية والأجهزة التابعة لوزارة الداخلية إلى جانب الوحدات العسكرية في تمارين الاستجابة للكوارث وأعمال الإغاثة.
الأهداف ومستوياتها
هدف التمرين إلى رفع الجهوزية القتالية للقوات المشاركة والتمرس على العمل المشترك في إطار تحالفات استراتيجية وإقليمية لمواجهة الأخطار الناجمة عن تهديدات التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلّحة على اختلاف أنواعها، وكيفية التصدي للطائرات المسيّرة والتعامل مع أسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيميائية والنووية، بالإضافة إلى الاستجابة للكوارث الطبيعية والجوائح وتقنيات البحث عن المتفجرات.
التجربة والأداء لبنانيًا
تميّـزت مشاركة الجيش اللبناني على أكثر من صعيد من خلال وحدة تضمّ 60 عنصرًا من الفوج المجوقل، مقسمين على أربع مجموعات، وهي الأكبر بين الدول المشاركة، مما سمح بانخراط أوسع في مجال التحليل، التخطيط وتنفيذ العمليات التكتية المجوقلة، فكان أداء عناصر الجيش اللبناني متميزًا واستحقوا الثناء والتقدير.
يوضح الرائد ستيفن مرعي، الذي شارك في التحليل والتخطيط ضمن غرفة العمليات المشتركة في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة، أنّ يوميات التمرين تبدأ بشرح الوضع الميداني، يعرض بعدها الضباط المسؤولون عن التخطيط إيجازًا حول الأحداث الجارية على الأرض في مناطق النزاع المفترضة، عبر قنوات اتصالات آمنة خاصة ومغلقة. وعقب تحليل البيانات، يتم إصدار الأوامر للمجموعات من أجل المباشرة بتنفيذ المهمة الموكلة إليها.
أمّا المهمات فتتوزع في أربعة أنواع تتولى كل مجموعة تنفيذ إحداها، والمهمات هي: البحث والإنقاذ القتالي، إنقاذ رهائن Hostages Rescue، مكافحة الإرهاب Counter Terrorism، ومكافحة التهريب Counter Smuggling. وقد تميّزت مجموعات الجيش اللبناني عن غيرها بتنفيذها أنواع العمليات كافة إلى جانب الوحدات القتالية التابعة للجيوش المشاركة في التمرين.
ويُشير الرائد مرعي إلى أنّه في حين كانت مشاركة بعض البلدان محصورة بشق واحد، أي التخطيط أو التنفيذ، كان لبنان حاضرًا في الشقَّين، وحصل عدد من أفراده على ميداليات.
ميدالية التميّز
يوضح النقيب محمود زين أن المسؤولين عن تقييم مراحل العملية يوجهون عادة أسئلة إلى المنفّذين على الأرض ويضعون ملاحظاتهم. ويضيف: «لم يكن هناك أي ملاحظة على أمر العمليات والخطة الموضوعة من قِبل الفريق اللبناني، بل حازت مراحل التخطيط والتنفيذ على إعجاب المسؤولين عن التقييم ووجهوا إلينا عبارات التهنئة والثناء». ولفت النقيب زين إلى أنّ عناصر الفوج المجوقل ينفّذون بشكلٍ دائم مهمات صعبة ومتنوعة، ما أسهم في تطوير خبراتهم القتالية، كما أنّ العمل مع فرق أجنبية وسّع آفاقهم وأكسبهم مهارات جديدة.
هكذا نعمل…
«انضباط، احترام، أخلاق، مناقبية، وروح من التعاون بيننا وبين الجميع»، هكذا يصف المعاون أول فضل عبدالله الفريق اللبناني معربًا عن اعتزازه بالانتماء إليه. وهو يقول: «التجربة كانت رائعة، تميّزنا بمهاراتنا الكبيرة وبتفكيرنا خارج المألوف. لقد أثبتنا للجميع أنّ الأزمات التي يمر بها بلدنا لم تحُل دون تفوّقنا. استطعنا التميّز بقدرات عناصرنا ومهاراتهم، رغم تميّز باقي المشاركين بنوعية الأسلحة والتجهيزات، وعند تخطيطنا للمهمة كنا نقوم بدراسة تفاصيلها بدقة، والإحاطة بكل جوانبها، هذا ما تعلّمناه وهكذا نعمل…».
تدريب وثقة
بدوره يتحدث الرقيب نضال الخير عن جانب آخر من التجربة التي عاشوها إلى جانب عسكريين من جيوش مختلفة، فيقول: «كنا الفريق الأكبر عددًا وتميزنا بالتدريب الذي نخضع له في وحداتنا وعملنا جنبًا إلى جنب مع باقي القوى من مختلف الجنسيات، واستفدنا من خبراتهم ومعرفتهم. كانت العمليات تتم خلال يومين: الأول للتدريب والثاني لتنفيذ الخطة الموضوعة، وكان الفريق اللبناني يتوجّه إلى المهمة “حافظ كل شي وجاهز لكل شي». لقد أعطانا هذا التدريب اندفاعة كبيرة وتشجيعًا وثقة بأنفسنا وبقدراتنا الذاتية».