متاحف

متحف الكلية الحربية العراقة والحداثة
إعداد: جان دارك أبي ياغي

جان دارك أبي ياغي

 

افتتاح المتحف
افتتح رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه متحف الكلية بتاريخ 20 حزيران 1972 لمناسبة الاحتفال بذكرى «يوبيل المدرسة الذهبي»، وفق ما تتضمنه لوحة تتصدَّر مدخله. ثم أُعيد افتتاحه بعد ترميمه بتاريخ 28 تموز 2017 «برعاية العماد جوزاف عون قائد الجيش» كما دُوِّن على لوحة تذكارية.

يحتضن متحف الكلية الحربية صفحات من تاريخ الجيش ويختصر محطات أساسية في تاريخ الوطن. هذا المتحف الذي يجسّد عراقة المؤسسة وتراثها، هو على موعد مع قفزة نوعية تجعله في مصاف المتاحف المميّزة، إذ إنّه سيشهد تغييرًا لافتًا بدءًا من تصميمه الداخلي وصولًا إلى طريقة حفظ محتوياته.
في عيد الجيش الـ 79، قصدت مجلة “الجيش” متحـف الكلية الحربية واطّلعت على المخطط الموضوع لتحديثه.

 

متحف يحاكي التطور التكنولوجي
تركّزت فكرة تجديد المتحف على جعله يحاكي التطور التكنولوجي، وعلى هذا الأساس، يطلعنا قائد الكلية الحربية العميد الركن جورج صقر على الاجتماعات واللقاءات التي أُجريت مع ذوي الاختصاص في عالم المتاحف، وبنتيجتها وقع الاختيار على جامعة الروح القدس – الكسليك التي أبدت كل استعداد لتنظيم المتحف بحلّته الجديدة وترتيب محتوياته.
تشمل عملية التحديث مختلف أقسام المتحف، بدءًا من المدخل الذي هو على شكل قنطرة من الحجر، حيث ستُنقش أسماء شهداء الكلية الحربية، ما يضع الزائر في جو من الوقار الذي تفرضه دماء الأبطال وتضحياتهم. وفي مواجهة المدخل، قاعة الشرف التي ستجهّز بمكتبٍ يوضع عليه سجل الشرف إلى جانب رايات وحدات الجيش وبيارقها، بالإضافة إلى أعلام باقي الأجهزة الأمنية (الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة، والجمارك). وسوف تستقبل هذه القاعة الرسميين والمدعوين بعد كل احتفال تخريج ضباط في الأول من آب استعدادًا لأخذ الصورة التذكارية مع الضباط المتخرجين أمام نصب الشهداء. وستشكل قاعة الشرف الجناح الأول للمتحف.
وفي إطار مواكبة التطور التكنولوجي والرقمي الذي يشهده عالم اليوم، وبدلًا من قراءة السيرة الشخصية لرجالات الوطن وقادة المؤسسة العسكرية على لوحات معلّقة على الجدران، سيتم توزيع أجهزة لوحية إلكترونية ثابتة (tablets) في زوايا جناح الشرف، كما في كل أجنحة المتحف لتكون في خدمة الزوّار، ما يتيح الاطّلاع على محتوياته بـ «كبسة زر» أو الحصول على معلومات وصور تتعلق بضباط الجيش الذين تولّوا رئاسة الجمهورية والحكومة ومناصب رفيعة أخرى، أو الضباط الذين استلموا حقائب وزارية في أثناء خدمتهم الفعلية، فضلًا عن قادة الجيش والضباط الذين تولّوا قيادة المدرسة الحربية والكلية الحربية.

 

ذاكرة الكلية
في الجناح الثاني، وعبر اللوح الذكي أيضًا، يمكن الحصول على المعلومات التي لها علاقة بتاريخ الكلية الحربية وكيفية تطوّر بيرقها منذ التأسيس، إلى اتفاقيات التعاون مع الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، فأسماء لمعت في تاريخ الجيش، وأسماء الدورات التي تخرّجت من الحربية منذ تأسيسها في العام 1923 ولغاية 2024، مع أسماء طليعيها من العام 1944 ولغاية العام 2024. هذا بالإضافة إلى قصة الوثيقة التاريخية التي وقَّعها بعض الضباط اللبنانيين الذين رفضوا الانصياع لأوامر سلطات الانتداب، ومقالات منشورة في مجلة «الجيش» وحلقات بُـثـَّت عبر «برنامج الجندي» عن الكلية الحربية، والدورات المتبعة فيها، وصور قديمة تعود إلى احتفالات تخريج الدورات في الكلية الحربية، وعرض بزات التلامذة الضباط الذكور منهم والإناث…

 

جناح الأسلحة
الجناح الثالث سيحتوي نماذج من الأسلحة القديمة ستُعرض بطريقة مغايرة عما هي عليه اليوم. أما القسم الأكبر فسوف يكون متوافرًا على شكل صور رقمية (DIGITAL) ومن بينها:

  • مسدسات فرنسية وبلجيكية وإيطالية من عيارات مختلفة تعود إلى العام 1961.
  • بنادق بلجيكية ومصرية وإيطالية قديمة يعود بعضها إلى العام 1907.
  • مدفـع عيـار 25 ملـم فـرنسـي الصنـع.
  • شعـلة الأجيال التي لا تنطـفئ، الميداليات والكؤوس التي حازتها الكلية الحربية خلال مشاركتها في المباريات ضمن الجيش ومع الجامعات.
    وعلى زاويتي هذا الجناح ستُركَّز شاشتان كبيرتان، واحدة لمشاهدة أفلام الفيديو الخاصة بالحربية، والثانية لمشاهدة نشاطاتها.

من التطوع إلى التخرج
وسوف يتضمن المتحف أيضًا جناحًا يحاكي مشهدية حياة التلميذ الضابط خلال السنوات الثلاث التي يمضيها في الكلية، وتتمثَّل بوضعية الزحف القتالي في السنة الأولى، ووضعية الركوع حاملًا عتاده للرمي في السنة الثانية، ووضعية الوقوف تمهيدًا للتخرّج في السنة الثالثة. أما المشهد الرابع فيجسّد الضابط مرتديًا البزة الزرقاء للدلالة على السلاح الذي سيُمضي فيه خدمته العسكرية.

اختصار الكتابات على الجدران


إنّ الهدف من مواكبة الحداثة خلال زيارة المتحف هو التقليل من الكتابات التي ضاقت بها جدرانه، مع التركيز على التكنولوجيا في البحث عن المعلومات. فكل من يرغب بأن يطّلع على أسماء الدورات التي تخرّجت لغاية اليوم (أكثر من 150 دورة) بإمكانه أن يزور موقع هذه الخانة فيجد اسم رئيس الجمهورية الذي خرّج كل دورة مع أسماء الضباط الذين ينضوون تحتها مع صورهم. وسوف تقتصر الكتابات على حائط المتحف على اسم الدورة وطليعها فحسب.
كما تقتضي الخطة الجديدة توسيع المتحف وإضافة غرف جديدة مع الأخذ بالاعتبار الأمور المتعلقة بالتهوئة والإضاءة والتدفئة والتبريد.
متى نشهد افتتاح المتحف بحلته الجديدة؟ لا تاريخ محددًا لغاية الآن، فالعمل ما زال جاريًا لتأمين المعدّات اللازمة والمتطلبات المادية الأخرى.