- En
- Fr
- عربي
تكريم
أقيم في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة حفل لتكريم الضباط العامين الذين أحيلوا على التقاعد خلال العامين 2009 و2010، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضوره. كما حضر الاحتفال رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وأعضاء المجلس العسكري وعدد من ضباط القيادة.
كلمة العماد قهوجي
العماد قهوجي الذي صافح الضباط المتقاعدين ورفع معهم نخب لبنان والجيش توجّه اليهم بالقول:
أرحب بكم أجمل ترحيب في أحضان مؤسستكم العسكرية، التي تغادرونها اليوم مكلّلين بالفخر والعنفوان، ولكم في ساحاتها الأمجاد والمآثر، وفوق بيادرها زاد وافر من الخير، يضاف الى خيرات من سبقكم من الرجال الأوفياء المخلصين.
أدرك ما يختلج في صدوركم من مشاعر، وما يزدحم في مخيّلاتكم من صور وذكريات، وأنتم تنتقلون من الحياة العسكرية الى الحياة المدنية، حيث تتباين الظروف وتتمايز الإهتمامات وتختلف اليوميات.
إنه قدرنا جميعاً... ندخل الى المؤسسة فتياناً يافعين، تضجّ في عروقهم محبة الوطن وإرادة التضحية في سبيله، نبذل الجهد والعرق والدم، ونصرف أغلى سنوات العمر سعياً الى بلوغ هدفنا الأسمى، ثم نغادرها مع الدمعة الممزوجة بفرح العطاء، والطمأنينة التي تولّدها راحة الضمير، وقد أيقنّا بأن الشعلة ستبقى مضاءة، والأمانة ستبقى في أيدٍ أمينة.
رفاق السلاح
يكفيكم فخراً واعتزازاً، أنكم تمثّلون جيل الوسط من عمر المؤسسة العسكرية، الذي شكّل جسر عبور هذه المؤسسة من حالة التقليد الى حالة التطور والحداثة، والذي قدّر له أن يبذل الجهود المضنية والتضحيات الجسام، في مراحل عصيبة مرّ فيها الوطن بتجارب قاسية وتحوّلات كبرى.
فبفضل التزامكم الواجب والقسَم، علت مداميك الجيش تنظيماً وتدريباً وإنتاجاً، وحفظت وحدته وترسّخ نهجه الوطني الجامع، حتى غدا المؤسسة الوطنية الأولى التي تمثّل في أذهان الجميع، سياج الأمن والأمان، وخشبة الخلاص في أوقات الشدائد والمحن.
وبفضل سواعدكم المفتولة، خاض الجيش أشرس معارك الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، والتصدي لأحداث الفتن الداخلية التي ألمّت به، فكان أن خرج منها واحداً موحداً، كطائر الفينيق العصيّ على الموت والفناء.
فهنيئاً لكم إنجازاتكم ونجاحاتكم المشرقة.
وأردف قائلاً:
تغادرون المؤسسة التي بادلتموها العطاء بالعطاء والوفاء بالوفاء، لكنّ بصمات جهودكم ستظل مطبوعة في كل المواقع والوظائف التي كان لكم نصيب في خدمتها، وسيستمر نهجكم القويم في أداء الضباط والعسكريين الذين تتلمذوا على أيديكم، ونهلوا الكثير من معين معارفكم وتجاربكم الطويلة.
اعلموا أن جيشكم يتطلّع بأمل كبير الى دوركم المقبل في الحياة العامة، فأنتم رسله وشهوده في المجتمع المدني، وصوته الصارخ في كل مكان. بسلاح الكلمة والموقف تنتصرون له، وبمناقبيتكم المعهودة تسهمون في تعميم قيمه الأخلاقية والوطنية...
وفي ختام كلمته تمنى العماد قهوجي للضباط المتقاعدين العافية والنجاح.
كلمة المحتفى بهم
كلمة المحتفى بهم ألقاها العميد الركن المتقاعد عاطف نجم الذي استهلها متسائلاً: «أنقول وداعاً للمؤسسة العسكرية، بيتنا الثاني وربّما الأول، بمجرد أننا غادرناها بالجسد، وأن حضورنا المادي قد غاب عن ساحاتها بحكم تراكم السنين؟ بالتأكيد لا، فالأشجار البواسق الأصلاب، لن تنسى الأيادي التي أنبتتها أغراساً، وسقتها ورعتها حتى علت قاماتها، وأينعت غصونها بالثمر، وأضحت عصية على العواصف والرياح.
الوداع هنا، هو بمثابة إستراحة محارب، وإن كانت طويلة، وسيتجدد اللقاء مع كل إطلالة صباح، ما دامت قلوبنا تنبض بالوفاء للمؤسسة والإيمان برسالتها، وما دامت المؤسسة وفيّة لأجيالها المتعاقبة، مدركة أن في زرع الماضي يكمن جنى الحاضر، وفي زرع الحاضر يكمن حصاد المستقبل».
وأضاف قائلاً:
«نقول شكراً، والعين دامعة فرحاً والقلب زاخر بالكبر، والجبين شامخ بالمجد والفخار، فما مرّ من أعمارنا في حضن المؤسسة يغني ذاكرتنا بأثمن الذكريات، وخصوصاً عندما نطمئن ويهنأ بالنا الى أن الجوهرة الغالية مودعة لدى قيادة أمينة، أجمع القريب والبعيد على حكمة قائدها ونزاهته واستقامته».
وقال:
«بإحالتنا على التقاعد، لن نشعر للحظة أننا تركنا الجيش، فالجيش هو طريقة عيش تطبع تفكيرنا وعلاقتنا مع الآخرين، فمُثُله هي مثلنا، وقيمه هي قيمنا، وما يفرحه يفرحنا، وما يكدّره يكدّرنا».
وختم شاكراً العماد قائد الجيش على اللفتة الكريمة.
وفي نهاية الحفل تمّ قطع قالب الحلوى وهنأ القائد الضباط المتقاعدين بسلامتهم وتمنى للجميع دوام الصحة والتوفيق.