- En
- Fr
- عربي
تحقيق عسكري
من الجنوب إلى المتنَين وبيروت: «هون بالخدمة وهونيك بالخدمة...»
بين تموز 1993 وآب 2010، خاض لواء المشاة الحادي عشر سلسلة مواجهات مع العدو الإسرائيلي، كان آخرها في عديسة. في سجلات اللواء أسماء 61 شهيدًا، وفي قلوب عسكرييه عزم لا ينضب، وعهد يتجدّد مع إشراقة كلّ شمس وهبوط كلّ ليل.
يحتضن تراب الجنوب دماء عشرات من عسكريي لواء المشاة الحادي عشر، ويحتضن أيضًا تعب سواعدهم وعرق جباههم في وقوفهم إلى جانب الأهالي سنوات، يمدّون لهم يد العون، ويقدّمون كل خدمة تساعد في ترسيخ صمودهم.
اليوم ينتشر هذا اللواء (منذ تشرين الأول 2016) في قطاع مختلف تمامًا، يشمل المتنَين الشمالي والأعلى وجزءًا من بيروت (فرن الشباك، عين الرمانة، الأشرفية)، ساهرًا على أمن هذه المناطق واستقرارها. فكيف ينفّذ مهمّاته في هذا القطاع الواسع؟ زرنا قيادة اللواء في النقّاش حيث استقبلنا قائده العميد الركن غازي عامر، وأجاب عن أسئلتنا.
قطاع مزدحم
يحدّثنا العميد عامر عن القطاع الذي يتميّز بتنوّعٍ كبير، من المدن الساحلية، حيث زحمة السير الخانقة والكثافة السكانية، إلى القرى الجبلية الجميلة. قطاع تكثر فيه المجمّعات التجارية الضخمة، والأسواق، والمقاهي، والمطاعم... بالإضافة إلى 35 سفارة أجنبية وأكثر من 160 كنيسة.
هذا التنوّع يتطلّب تنفيذ مهمّات كثيفة وتغطية واسعة، وخصوصًا مع اقتراب فصل الصيف وكثرة المهرجانات والنشاطات والمؤتمرات، بالإضافة إلى حجوزات السيّاح في الفنادق (خصوصًا ذوي الصفات الرسمية)، مع العلم أن للّواء كتيبة (112) مفصولة بتصرّف لواء المشاة الثاني في منطقة نهر البارد.
مهمات بين الساحل والجبل
• هل تواجهون صعوبات في تنفيذ مهماتكم نظرًا إلى اتساع القطاع الذي تتولّون مسؤوليته؟
- يتميّز عسكريونا بالمناقبية والخبرة، وتنفيذ المهمات المطلوبة بالنسبة إليهم مثل «شربة ماء». وقد أثبتوا كفاءتهم العالية في الكثير من المحطات، ومن بينها الاستحقاق الانتخابي النيابي الأخير، إذ لم يُسجَّل أي حادث في قطاع اللواء، وذلك نتيجة تفهّم العسكريين وامتصاصهم للصدمات.
يضيف العميد الركن عامر قائلًا: الهمّ الأساسي لنا كما سائر قطع الجيش هو تهديدات العدو الإسرائيلي والإرهاب. عيوننا ساهرة دومًا تحسّبًا للخطر، ونحن على تعاون وثيق مع جميع الأجهزة الأمنية، ويحتفظ اللواء بخطة غلق لقطاعه في حال حدوث أي طارئ أو حدث أمني، بالإضافة إلى خطة لكل كتيبة في قطاعها. كذلك، وضع اللواء سيناريوهات لردّات فعل مناسبة للأماكن والمناطق الحسّاسة، ويتمّ استحداث خطط أخرى بحسب الحاجة.
فضـلًا عن ذلك، يشارك اللواء في تنفيذ مهمات ترتبط بالأمن الاجتماعي (مكافحة المخدرات والجرائم...)، ويضطلع بدور خدماتي (تشجير، إنقاذ...).
لضمان حسن تنفيذ المهمات، سوف يتمّ افتتاح غرفة عمليات حديثة ومجهّزة بأحدث التقنيات في اللواء، بالإضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة في محيط قيادته...
تدريب متخصّص
• ماذا عن التدريبات؟
- صقل قدرات العسكريين ومهاراتهم وتفعيل أدائهم واحترافهم مهمّة دائمة للواء. وهو يعمل حاليًا على تدريب مجموعة خاصة في كل كتيبة (40-50 عسكريًا)، تكون على غرار الأفواج الخاصة، جاهزة للتدخل السريع في الحالات الطارئة، وللقيام بالمداهمات والمهمات الصعبة. فاللواء بطبيعته وتجهيزاته يعتبر قطعة «ثقيلة» (مدفعية ومدرعات)، بينما تحتاج مهماته الحالية إلى القدرة على التحرك السريع. وفي هذا الإطار، نسعى إلى تأمين آليات خفيفة (بيك آب هامفي، جيب ديفندر...) تتناسب وطبيعة القطاع من شوارع ضيّقة ومكتظّة وطرقات جبلية مرتفعة. كما أنّنا بصدد البحث في التعاون مع الأميركيين لتفعيل التدريبات المتخصّصة (حواجز تفتيش، مداهمة، حماية...)، علمًا أنّ سرايانا تتابع تدريبًا خاصًا مع الفرق الأميركية والبريطانية في حامات، بالإضافة إلى الرمايات بجميع أنواع الأسلحة والمناورات التكتيكية على صعيد كتيبة، والدورات المكثّفة التي تنفّذ في ثكنة فوج التدخل الثالث في الكرنتينا، وتشمل: الهبوط من الطوافة وعلى الحبال، الجولات الأرضيــة والهوائيّـة، مكافحـة الشغـب، والمداهمـة في الأماكـن الآهلـة، وسـوى ذلـك من التدريبـات الهادفـة إلى بلـوغ أفضـل مستويـات الاحتـراف...
الجبل والسماء والسلاح
يتألف شعار اللواء من:
- الجبل بلونيه الأخضر والبني دلالة على التنوّع الطبيعي والمناخي اللبناني والشموخ والإباء.
- الشمس التي ترمز إلى السيادة والقوة والحرية، وفي داخلها اسم اللواء يشرق على الوطن من السماء الزرقاء التي ترمز إلى الصداقة والنقاوة.
- السلاح المتأهب بحربته المقرنة، ويرمز إلى الأداء العسكري المستقيم والجهوزية الدائمة والأداء الكامل.