- En
- Fr
- عربي
عبارة
إذا كان من الثابت أنّ للمغتربين دورًا أساسيًا في تمثيل أوطانهم ونشر قِيَمها والمساهمة في دعمها على عدة أصعدة، فإنّ هذا الدور بالنسبة إلى وطننا يتميّز بأهمية مضاعفة، ويحتلّ مكانة خاصة، مشكّلًا نموذجًا حضاريًا مرموقًا حول العالم.
لقد أصبح هذا النموذج، بفضل سعة الانتشار اللبناني والحضور الفاعل للّبنانيين في دول الاغتراب، محط احترام وتقدير من وطنهم الأم ووطنهم الثاني على حد سواء. وقد قيل الكثير في هذا النموذج المشرّف على الصعيدين المحلي والدولي، فصار رصيدًا بشريًا وثقافيًا قيّمًا تشهد له مختلف قطاعات الدولة ومؤسساتها. إلا أنَّ أهم ما يعنينا كمؤسسة عسكرية، هي العلاقة المميزة التي تجمع قلوب اللبنانيين حيثما كانوا، حول جيش بلادهم.
إنّ ما يضفي على هذه العلاقة سمة المواطَنة الحقة التي تختصر البُعد الجغرافي، بل تقوى وتتعزّز من خلاله، هو الاندفاع الصادق لدى المغتربين نحو كل فرصة سانحة لدعم الجيش والوقوف إلى جانبه. دعم تتضاعف أهميته في هذه المرحلة تحديدًا، في حين يواجه الوطن أخطارًا محدقة من جهة العدو الإسرئيلي والإرهاب.
وتأتي زيارة العماد قائد الجيش الأخيرة إلى أستراليا كتعبير طبيعي عن تقدير المؤسسة العسكرية للمغتربين عامةً، ولأهلنا اللبنانيين في أستراليا خاصة. وقد ظهر جليًا أنّهم يعيشون في قلب الوطن، ويحملون همومه في قلوبهم، بحيث لم يتوانوا عن نصرة جيشهم في خضمّ معركته ضد الإرهاب خلال عملية فجر الجرود، التي تُوِّجَتْ بنصر حاسم سيحمل دومًا البصمة المشرقة للمغترب اللبناني.
لِيَعْلَمْ أبناء وطننا حول العالم أنّنا نبادلهم الوفاء بالوفاء، وأنّ لكل منهم مكانة نيّرة في نفوسنا، وأنّ مِنْ أهدافنا الأساسية المساهمة في بناء الوطن الذي يلمّ شملنا جميعًا في ربوعه، فنجتمع إخوة متّحدين حول عَلَم لبنان. وكلّنا أمل في أنّ ذاك اليوم، بفضل الروح اللبنانية التـي تضمّنـا تحـت جناحهـا، لم يعـد بعيدًا.